ماريا انطونيو
12-11-2019, 08:28 AM
يركض إليهم , يطلب منهم اللّعب معه , لكنّهم ينفرون منه وكأنّه شيء مقزّز
يعيد الكرّة مرّة أخرى ونفس الحال باق على ما هو
يقوّس شفاهه بعبوس منذر بتغيّر مزاجه و قدوم عاصفة بكاء حادّة
لكنّه ينتبه لها
تجلس على أرضيّة الحديقة المحاطة بالعشب والتّراب وهي تشير إليه بيدها داعية منه للتّقدّم نحوها
ليقفز بفرح نحوها بقفزات كقفزات صغير أرانب الشّينشيلا الصّغيرة
يجلس بجانبها ليلقي عليها ابتسامته الممتنّة لقبولها اللّعب معه بصوته الطّفوليّ الرّقيق والأشبه بنسمات هواء عليل لشدّة صفائها
أمّا هي فتميل رأسها بعدم فهم للّذي يتفوّه به وتلقي عليه كلمات جعلته يستغرب هو الآخر
لكن سرعان ما ضرب رأسه بخفّة فور تذكّره لكلام والديه
إنّ هؤلاء ليسوا من من نفس منطقتهم
لهذا لن يفهموا كلامهم
حرّك رأسه بتفكير لعلّه يصل لطريقة من أجل محادثة هذه الفتاة
ليرفع يده ويأشّر على نفسه ويقول ببطء:ديفيد
تأمّلته بضياع لتقول ببطء:ديف؟
هزّ رأسه بسعادة فعلى الأقل تمكّنت من نطق نصفه
أمّا هي فرفعت يدها لتفعل مثله تماما وتقول:ريمه
ليعيد وراءها وعينيه مركّزتين بعينيها:ريم
لم تمض أكثر من خمس ثوان من تأمّلهما لبعضهما لينفجران ضحكا
كانفجار لحن مبتهج يعزف على أوتار نظراتهما البريئة
يمرّ الوقت وهما يلعبان
لا يفهمان وقع الكلمات لكنّهما يدركان مضمون النّظرات
" ينظر إليها فتفهم "
" تنظر إليه فيدرك "
" حديثا عجر اللّسان عن ذكره فاستعان بشفافيّة الأعين "
* * * * * * * * * * * * * *
يلمحها على كرسيّ الحديقة جالسة وحيدة
فيطلق العنان لساقيه من أجل مسابقة الرّياح في الوصول إليها
عام كامل وهو ينتظر حلول الإجازة الصّيفيّة من أجل العودة لهذا المكان
كلّ هذا من أجل لقائها
ــ يتوقّف مقابلا منها ليصرخ فرحا:ريم كيف حالـ...
ثقل لسانه فجأة ليشير إلى رأسها سائلا:ما الذّي ترتدينه؟ ولما أخفيت شعرك؟لقد كنت أمزح معك المرّة السّابقة حينما وصفته بالغير مرتّب , فلما صدّقتي كلامي وفعلتي هذا؟
ــ عقدت حاجبيها بانزعاج لتردف بضجر:عزيزي ديفد لما كلّ هذا القلق؟ كلّ مافي الأمر هو أنّي قد كبرت ويجب عليّ ارتداءه , وللمعلوميّة هذا الشّيء يطلق عليه اسم حجاب
ــ قوّس شفاهه بعبوس وهو يجلس بجانبها:ولما عليك فعل هذا؟ هل أجبرك والديك؟
ــ هزّت رأسها نفيا وهي تعيد نظرها إلى الكتاب الذّي بحوزتها:لا , الأمر ليس كما تظن إنّه متعلّق بفعل هذا الأمر
ــ أمال رأسه بعدم فهم للكثير ممّا تقوله
بالفعل قد قضى وقتا صعيبا وطويلا من أجل تعلّم لغتها لكنّ هذه المفردات جدّ معقّدة على عقله الّذي لم يتجاوز الــ12 من عمره
ــ أمّا هي فرفعت نظراتها الغارقة في بحر الإنزعاج بسبب أسئلته الكثيرة
وأشّرت على الكتاب الّذي بحوزتها:خذ هذا الكتاب واقرأه في المنزل كي تفهم ما أعنيه
ــ ديفد بقلق:وإذ لم أفهم
ــ علت بسمة رقيقة وجهها لتجعله يتخلّص من قلقه:لا داعي للقلق ديف , إذ لم تفهم شيئا فسأكون متواجدة هنا في مكاننا هذا
" ظلّ ينظر إليها بهدوء "
" لم يسبق له وأن رأى فتاة مثلها "
" رغم كونهما في نفس العمر إلّا أنّها تخيفه في الكثير من الأحيان بسبب تقلّب مزاجها الدّأئم "
" إلّا أنّ هذا لم يمنعها في أن تكون أميرته المدلّلة "
" والّتي لا يستطيع رفض أيّ طلب لها "
* * * * * * * * * * * * * *
في نفس ذاك المكان
فوق نفس الكرسيّ الّذي لوّثه غبار السّنين
تجلس وكتاب من كتبها الّتي اعتاد عليها بين يديها
لم تتغيّر كثيرا؟
لا بل تغيّرت
كما تغيّر هو الآخر
فقد مرّت أكثر من 22 سنة منذ أوّل لقاء لهما
يسرع ناحيتها لينبأها بمفاجأته لها
تنصدم؟
طبعا ستفعل هذا فور أن تعلم بخفايا قلبه
ترفع نظرها لذاك الواقف مقابلا لها
لتسمعه يقول بسعادة:كيف حالك يا ريم؟
ــ عقدت حاجبيها بصدمه عندما عرفت من هذا الّذي يخاطبها:ديف؟أهذا أنت؟
حرّك رأسه بالإيجاب و ابتسامة واسعة ترتسم على وجهه
لم يستغرب عدم معرفتها له
فقد مضت 6 سنوات منذ آخر لقاء بينهما
وإضافة إلى ذالك فقد تغيّر جذريّا
سواء في طريقة لباسه , أو مظهره
الشّيء الوحيد الّذي لم يتغيّر هو عينيه
ــ ريمه بعدم تصديق للذي تراه:أأسلمت يا ديف؟
هزّ رأسه بالإيجاب مرّة أخرى ويردف بسعادة تنبض بها عيناه:وتخيّلي ماذا , سوف أتقدّم لخطبتك من والدك
فتحت عيناها حتّى كادتا تخرجان من حفرتيهما
أمّا لسانها فلم يستطع الحراك كمن صعق بتيّار كهربائيّ
ظلّ ينظر لها
لا شيء يظهر منها سوا عيناها بسبب غطاء وجهها
يركّز بهما لعلّه يجد نبض سعادة واحد بعمقهما
لكنّها صدمته بمعارضتها , ورجائها منه عدم القبول
تتمنّى أن يفعل هذا لكنّها لن تجعله يجرّب ألما متأكّدة من حدوثه
هزّ رأسه موافقا لطلبها كاذبا فودّعته بعينين دامعتين
لم يعرف سببها
لكنّه ذهب عند والدها , طلب يدها , وعلم سبب عدم قبولها
لأنّه رُفض
رفض بحكم أنّه أجنبي , بحكم العادات , بحكم أنّه غريب , بحكم التّقاليد
رفض ورفض , ولم يرضى به
أمّا هو فلم يستسلم بل حاول ثمّ حاول ولم ييأس
إلى أن سمع خبر جعل أوتار قلبه تتوقّف عن عزف لحن السّعادة والأمل
لقد تزوّجت غيره
" تذكّر عينيها في تك اللّحظة "
" عيناها الباكية المرتجية "
" كانت تنبض برجاء وحزن "
" حاولت إخفاء لمعان حبّها لكنّها لم تفلح "
"وكيف تفلح وهو من غرق بنظراتها "
" حتّى أصبح متمرّسا في السّباحة بها "
* * * * * * * * * * * * * *
يتأمّل أولائك الجمع الّذي يدخل منزلها
حقّا قد مرّت السنين بسرعة
جعلته يعجز ويتظمّ لمجتمع كبار السنّ
لكنّها لم تُنسه حبّه لها
برغم عدم ارتباطهما , إلّا أنّ ذلك لم يعني تلاشي حبّهما
نعم لقد ارتبطت مع أحد غيره, وهو ارتبط بواحدة غيرها
لكنّه لم ينساها
فحتّى مع أنّ وفاتها يصادف هذا اليوم
إلّا أنّه لم ينساها
" كيف هذا وهي معلّمته الّتي درّسته علوما عديدة "
" علّمته العديد من المشاعر والأحاسيس "
" في حصص جمعت قلبيهما "
" و مدرسة كان مركزها نظرات لن تنساها الأذهان "
يعيد الكرّة مرّة أخرى ونفس الحال باق على ما هو
يقوّس شفاهه بعبوس منذر بتغيّر مزاجه و قدوم عاصفة بكاء حادّة
لكنّه ينتبه لها
تجلس على أرضيّة الحديقة المحاطة بالعشب والتّراب وهي تشير إليه بيدها داعية منه للتّقدّم نحوها
ليقفز بفرح نحوها بقفزات كقفزات صغير أرانب الشّينشيلا الصّغيرة
يجلس بجانبها ليلقي عليها ابتسامته الممتنّة لقبولها اللّعب معه بصوته الطّفوليّ الرّقيق والأشبه بنسمات هواء عليل لشدّة صفائها
أمّا هي فتميل رأسها بعدم فهم للّذي يتفوّه به وتلقي عليه كلمات جعلته يستغرب هو الآخر
لكن سرعان ما ضرب رأسه بخفّة فور تذكّره لكلام والديه
إنّ هؤلاء ليسوا من من نفس منطقتهم
لهذا لن يفهموا كلامهم
حرّك رأسه بتفكير لعلّه يصل لطريقة من أجل محادثة هذه الفتاة
ليرفع يده ويأشّر على نفسه ويقول ببطء:ديفيد
تأمّلته بضياع لتقول ببطء:ديف؟
هزّ رأسه بسعادة فعلى الأقل تمكّنت من نطق نصفه
أمّا هي فرفعت يدها لتفعل مثله تماما وتقول:ريمه
ليعيد وراءها وعينيه مركّزتين بعينيها:ريم
لم تمض أكثر من خمس ثوان من تأمّلهما لبعضهما لينفجران ضحكا
كانفجار لحن مبتهج يعزف على أوتار نظراتهما البريئة
يمرّ الوقت وهما يلعبان
لا يفهمان وقع الكلمات لكنّهما يدركان مضمون النّظرات
" ينظر إليها فتفهم "
" تنظر إليه فيدرك "
" حديثا عجر اللّسان عن ذكره فاستعان بشفافيّة الأعين "
* * * * * * * * * * * * * *
يلمحها على كرسيّ الحديقة جالسة وحيدة
فيطلق العنان لساقيه من أجل مسابقة الرّياح في الوصول إليها
عام كامل وهو ينتظر حلول الإجازة الصّيفيّة من أجل العودة لهذا المكان
كلّ هذا من أجل لقائها
ــ يتوقّف مقابلا منها ليصرخ فرحا:ريم كيف حالـ...
ثقل لسانه فجأة ليشير إلى رأسها سائلا:ما الذّي ترتدينه؟ ولما أخفيت شعرك؟لقد كنت أمزح معك المرّة السّابقة حينما وصفته بالغير مرتّب , فلما صدّقتي كلامي وفعلتي هذا؟
ــ عقدت حاجبيها بانزعاج لتردف بضجر:عزيزي ديفد لما كلّ هذا القلق؟ كلّ مافي الأمر هو أنّي قد كبرت ويجب عليّ ارتداءه , وللمعلوميّة هذا الشّيء يطلق عليه اسم حجاب
ــ قوّس شفاهه بعبوس وهو يجلس بجانبها:ولما عليك فعل هذا؟ هل أجبرك والديك؟
ــ هزّت رأسها نفيا وهي تعيد نظرها إلى الكتاب الذّي بحوزتها:لا , الأمر ليس كما تظن إنّه متعلّق بفعل هذا الأمر
ــ أمال رأسه بعدم فهم للكثير ممّا تقوله
بالفعل قد قضى وقتا صعيبا وطويلا من أجل تعلّم لغتها لكنّ هذه المفردات جدّ معقّدة على عقله الّذي لم يتجاوز الــ12 من عمره
ــ أمّا هي فرفعت نظراتها الغارقة في بحر الإنزعاج بسبب أسئلته الكثيرة
وأشّرت على الكتاب الّذي بحوزتها:خذ هذا الكتاب واقرأه في المنزل كي تفهم ما أعنيه
ــ ديفد بقلق:وإذ لم أفهم
ــ علت بسمة رقيقة وجهها لتجعله يتخلّص من قلقه:لا داعي للقلق ديف , إذ لم تفهم شيئا فسأكون متواجدة هنا في مكاننا هذا
" ظلّ ينظر إليها بهدوء "
" لم يسبق له وأن رأى فتاة مثلها "
" رغم كونهما في نفس العمر إلّا أنّها تخيفه في الكثير من الأحيان بسبب تقلّب مزاجها الدّأئم "
" إلّا أنّ هذا لم يمنعها في أن تكون أميرته المدلّلة "
" والّتي لا يستطيع رفض أيّ طلب لها "
* * * * * * * * * * * * * *
في نفس ذاك المكان
فوق نفس الكرسيّ الّذي لوّثه غبار السّنين
تجلس وكتاب من كتبها الّتي اعتاد عليها بين يديها
لم تتغيّر كثيرا؟
لا بل تغيّرت
كما تغيّر هو الآخر
فقد مرّت أكثر من 22 سنة منذ أوّل لقاء لهما
يسرع ناحيتها لينبأها بمفاجأته لها
تنصدم؟
طبعا ستفعل هذا فور أن تعلم بخفايا قلبه
ترفع نظرها لذاك الواقف مقابلا لها
لتسمعه يقول بسعادة:كيف حالك يا ريم؟
ــ عقدت حاجبيها بصدمه عندما عرفت من هذا الّذي يخاطبها:ديف؟أهذا أنت؟
حرّك رأسه بالإيجاب و ابتسامة واسعة ترتسم على وجهه
لم يستغرب عدم معرفتها له
فقد مضت 6 سنوات منذ آخر لقاء بينهما
وإضافة إلى ذالك فقد تغيّر جذريّا
سواء في طريقة لباسه , أو مظهره
الشّيء الوحيد الّذي لم يتغيّر هو عينيه
ــ ريمه بعدم تصديق للذي تراه:أأسلمت يا ديف؟
هزّ رأسه بالإيجاب مرّة أخرى ويردف بسعادة تنبض بها عيناه:وتخيّلي ماذا , سوف أتقدّم لخطبتك من والدك
فتحت عيناها حتّى كادتا تخرجان من حفرتيهما
أمّا لسانها فلم يستطع الحراك كمن صعق بتيّار كهربائيّ
ظلّ ينظر لها
لا شيء يظهر منها سوا عيناها بسبب غطاء وجهها
يركّز بهما لعلّه يجد نبض سعادة واحد بعمقهما
لكنّها صدمته بمعارضتها , ورجائها منه عدم القبول
تتمنّى أن يفعل هذا لكنّها لن تجعله يجرّب ألما متأكّدة من حدوثه
هزّ رأسه موافقا لطلبها كاذبا فودّعته بعينين دامعتين
لم يعرف سببها
لكنّه ذهب عند والدها , طلب يدها , وعلم سبب عدم قبولها
لأنّه رُفض
رفض بحكم أنّه أجنبي , بحكم العادات , بحكم أنّه غريب , بحكم التّقاليد
رفض ورفض , ولم يرضى به
أمّا هو فلم يستسلم بل حاول ثمّ حاول ولم ييأس
إلى أن سمع خبر جعل أوتار قلبه تتوقّف عن عزف لحن السّعادة والأمل
لقد تزوّجت غيره
" تذكّر عينيها في تك اللّحظة "
" عيناها الباكية المرتجية "
" كانت تنبض برجاء وحزن "
" حاولت إخفاء لمعان حبّها لكنّها لم تفلح "
"وكيف تفلح وهو من غرق بنظراتها "
" حتّى أصبح متمرّسا في السّباحة بها "
* * * * * * * * * * * * * *
يتأمّل أولائك الجمع الّذي يدخل منزلها
حقّا قد مرّت السنين بسرعة
جعلته يعجز ويتظمّ لمجتمع كبار السنّ
لكنّها لم تُنسه حبّه لها
برغم عدم ارتباطهما , إلّا أنّ ذلك لم يعني تلاشي حبّهما
نعم لقد ارتبطت مع أحد غيره, وهو ارتبط بواحدة غيرها
لكنّه لم ينساها
فحتّى مع أنّ وفاتها يصادف هذا اليوم
إلّا أنّه لم ينساها
" كيف هذا وهي معلّمته الّتي درّسته علوما عديدة "
" علّمته العديد من المشاعر والأحاسيس "
" في حصص جمعت قلبيهما "
" و مدرسة كان مركزها نظرات لن تنساها الأذهان "