ماريا انطونيو
12-03-2019, 08:27 AM
لا تسافر إلى الصّحراء بحثاً عن الأشجار الجميلة
/ (/ />
لا تكن مثل مالك الحزين هذا الطائر العجيب الّذي يغنّي أجمل ألحانه وهو ينزف فلا شيء في الدّنيا
يستحقّ من دمك نقطةً واحدة إذا أغلق الشّتاء أبواب بيتك وحاصرتك تلال الجليد من كلّ مكان فانتظر قدوم الرّبيع.
وافتح نوافذك لنسمات الهواء النقيّ وانظر بعيداً فسوف ترى أسراب الطّيور
وقد عادت تغنّي وسوف ترى الشّمس وهي تلقي خيوطها الذّهبيّة فوق أغصان الشّجر لتصنع لك عمراً جديداً، وحلماً جديداً، وقلباً جديداً ادفع عمرك كاملاً لإحساسٍ صادق وقلبٍ يحتويك ولا تدفع منه لحظةً في سبيل حبيبٍ هاربٍ أو قلبٍ تخلّى عنك بلا سبب
لا تسافر إلى الصّحراء بحثاً عن الأشجار الجميلة فلن تجد في الصّحراء غير الوحشة وانظر إلى مئات الأشجار الّتي تحتويك بظلّها وتسعدك بثمارها..
/ (/ />
وتشجيك بأغانيها لا تحاول أن تعيد حساب الأمس وما خسرت فيه؛ فالعمر حين تسقط أوراقه لن تعود مرّة أخرى
ولكن مع كلّ ربيعٍ جديد سوف تنبت أوراق أخرى فانظر إلى تلك الأوراق التي تغطّي وجه السّماء
ودعك ممّا سقط على الأرض فقد صارت جزءاً منها إذا كان الأمس ضاع فبين يديك اليوم
وإذا كان اليوم سوف يجمع أوراقه ويرحل فلديك الغد لا تحزن على الأمس فهو لن يعود ولا تأسف على اليوم فهو راحل إنّنا أحياناً قد نعتاد الحزن حتى يصبح جزءاً منّا ونصير جزءاً منه..
وفي بعض الأحيان تعتاد عين الإنسان على بعض الألوان ويفقد القدرة على أن يرى غيرها..
ولو أنه حاول أن يرى ما حوله لاكتشف أنّ الّلون الأسود جميل.
. ولكنّ الأبيض أجمل منه وأنّ لون السماء الرّماديّ يحرّك المشاعر والخيال ولكن لون السّماء أصفى في زرقته..
فابحث عن الصّفاء ولو كان لحظة.. وابحث عن الوفاء ولو كان متعباً وشاقّاً ولا تترك قلبك ومشاعرك وأيّامك لأشياء ضاع زمانها وإذا لم تجد من يسعدك، فحاول أن تسعد نفسك
وإذا لم تجد من يضيء لك قنديلاً فلا تبحث عن آخر أطفأه وإذا لم تجد من يغرس في أيّامك وردةً فلا تسع لمن غرس في قلبك سهماً ومضى أحياناً يغرقنا الحزن حتّى نعتاد عليه
وننسى أن في الحياة أشياء كثيرة يمكن أن تسعدنا وأنّ حولنا وجوهاً كثيرة يمكن أن تضيء في ظلام أيّامنا شمعة فابحث عن قلبٍ يمنحك الضوء ولا تترك نفسك رهينةً لأحزان الّليالي المظلمة
لا تندم على حبٍّ عشته حتى ولو صار ذكرى تؤلمك، فإذا كانت الزّهور قد جفّت وضاع عبيرها، ولم يبق منها غير الأشواك،
فلا تنسى أنّها منحتك عطراً جميلاً أسعدك.
لا تكسر أبداً كلّ الجسور مع من تحب، فربما شاءت الأقدار لكما يوماً لقاء آخر يعيد ما مضى، ويصل ما انقطع، فإذا كان العمر الجميل قد رحل فمن يدري ربّما انتظرك عمر أجمل. وإذا قرّرت يوما أن تترك حبيباً فلا تترك له جرحاً، فمن أعطانا قلباً لا يستحقّ أبداً منّا أن نغرس فيه سهماً أو نترك له لحظة ألم تشقيه، وما أجمل أن تبقى بيننا لحظات الزّمن الجميل.
هناك حزن يُرغمك على الكتابه وحزنٌ يرغمك على البكاء لكنّ أشدّ الحزن من يُرغمك على النوم.
/ (/ />
في ليلة من الليالي الحزينة، وفي ركن من أركان غرفتي المظلمة، مسكت قلمي لأخطّ همومي وأحزاني، فإذا بقلمي يسقط منّي ويهرب عنّي، فسعيت له لأستردّه، فإذا به يهرب عنّي وعن أصابع يدي الرّاجفة. فتعجّبت، وسألته، ألا يا قلمي المسكين، أتهرب منّي، أم من قدري الحزين.. فأجابني بصوت يعلوه الحزن والأسى، سيّدتي، تعبت من كتابة معاناتك، ومعانقة هموم الآخرين، ابتسمت، وقلت له: يا قلمي الحزين، انترك جراحنا، وأحزاننا دون البوح بها، قال: اذهبي وبُح بما في أعماق قلبك لإنسانٍ أعزّ لك من الرّوح، بدلاً من تعذيب نفسك، وتعذيب من ليس له، قلب أو روح، سألته، وإذا كانت هذه الجراح بسبب إنسان هو أعزّ من الرّوح، فلمن أبوح.. ؟ فتجهّم قلمي حيرة، وأسقط بوجهه عليّ ورقتي البيضاء، فأخذته، وتملّكته وهو صامتٌ، فاعتقدت أنّه قد رضخ لي، وسيساعدني في كتابة خاطرتي، فإذ بالحبر يخرج من قلمي متدفّقاً، فتعجّبت... ! ونظرت إليه قائلهً: ماذا تعني؟ قال: سيّدتي ألأنّني بلا قلب ولا روح، أتريدني أن أخطّ أحزان قلبك ولا أبكي فؤادك المجروح
fnvedgxOOic
/ (/ />
لا تكن مثل مالك الحزين هذا الطائر العجيب الّذي يغنّي أجمل ألحانه وهو ينزف فلا شيء في الدّنيا
يستحقّ من دمك نقطةً واحدة إذا أغلق الشّتاء أبواب بيتك وحاصرتك تلال الجليد من كلّ مكان فانتظر قدوم الرّبيع.
وافتح نوافذك لنسمات الهواء النقيّ وانظر بعيداً فسوف ترى أسراب الطّيور
وقد عادت تغنّي وسوف ترى الشّمس وهي تلقي خيوطها الذّهبيّة فوق أغصان الشّجر لتصنع لك عمراً جديداً، وحلماً جديداً، وقلباً جديداً ادفع عمرك كاملاً لإحساسٍ صادق وقلبٍ يحتويك ولا تدفع منه لحظةً في سبيل حبيبٍ هاربٍ أو قلبٍ تخلّى عنك بلا سبب
لا تسافر إلى الصّحراء بحثاً عن الأشجار الجميلة فلن تجد في الصّحراء غير الوحشة وانظر إلى مئات الأشجار الّتي تحتويك بظلّها وتسعدك بثمارها..
/ (/ />
وتشجيك بأغانيها لا تحاول أن تعيد حساب الأمس وما خسرت فيه؛ فالعمر حين تسقط أوراقه لن تعود مرّة أخرى
ولكن مع كلّ ربيعٍ جديد سوف تنبت أوراق أخرى فانظر إلى تلك الأوراق التي تغطّي وجه السّماء
ودعك ممّا سقط على الأرض فقد صارت جزءاً منها إذا كان الأمس ضاع فبين يديك اليوم
وإذا كان اليوم سوف يجمع أوراقه ويرحل فلديك الغد لا تحزن على الأمس فهو لن يعود ولا تأسف على اليوم فهو راحل إنّنا أحياناً قد نعتاد الحزن حتى يصبح جزءاً منّا ونصير جزءاً منه..
وفي بعض الأحيان تعتاد عين الإنسان على بعض الألوان ويفقد القدرة على أن يرى غيرها..
ولو أنه حاول أن يرى ما حوله لاكتشف أنّ الّلون الأسود جميل.
. ولكنّ الأبيض أجمل منه وأنّ لون السماء الرّماديّ يحرّك المشاعر والخيال ولكن لون السّماء أصفى في زرقته..
فابحث عن الصّفاء ولو كان لحظة.. وابحث عن الوفاء ولو كان متعباً وشاقّاً ولا تترك قلبك ومشاعرك وأيّامك لأشياء ضاع زمانها وإذا لم تجد من يسعدك، فحاول أن تسعد نفسك
وإذا لم تجد من يضيء لك قنديلاً فلا تبحث عن آخر أطفأه وإذا لم تجد من يغرس في أيّامك وردةً فلا تسع لمن غرس في قلبك سهماً ومضى أحياناً يغرقنا الحزن حتّى نعتاد عليه
وننسى أن في الحياة أشياء كثيرة يمكن أن تسعدنا وأنّ حولنا وجوهاً كثيرة يمكن أن تضيء في ظلام أيّامنا شمعة فابحث عن قلبٍ يمنحك الضوء ولا تترك نفسك رهينةً لأحزان الّليالي المظلمة
لا تندم على حبٍّ عشته حتى ولو صار ذكرى تؤلمك، فإذا كانت الزّهور قد جفّت وضاع عبيرها، ولم يبق منها غير الأشواك،
فلا تنسى أنّها منحتك عطراً جميلاً أسعدك.
لا تكسر أبداً كلّ الجسور مع من تحب، فربما شاءت الأقدار لكما يوماً لقاء آخر يعيد ما مضى، ويصل ما انقطع، فإذا كان العمر الجميل قد رحل فمن يدري ربّما انتظرك عمر أجمل. وإذا قرّرت يوما أن تترك حبيباً فلا تترك له جرحاً، فمن أعطانا قلباً لا يستحقّ أبداً منّا أن نغرس فيه سهماً أو نترك له لحظة ألم تشقيه، وما أجمل أن تبقى بيننا لحظات الزّمن الجميل.
هناك حزن يُرغمك على الكتابه وحزنٌ يرغمك على البكاء لكنّ أشدّ الحزن من يُرغمك على النوم.
/ (/ />
في ليلة من الليالي الحزينة، وفي ركن من أركان غرفتي المظلمة، مسكت قلمي لأخطّ همومي وأحزاني، فإذا بقلمي يسقط منّي ويهرب عنّي، فسعيت له لأستردّه، فإذا به يهرب عنّي وعن أصابع يدي الرّاجفة. فتعجّبت، وسألته، ألا يا قلمي المسكين، أتهرب منّي، أم من قدري الحزين.. فأجابني بصوت يعلوه الحزن والأسى، سيّدتي، تعبت من كتابة معاناتك، ومعانقة هموم الآخرين، ابتسمت، وقلت له: يا قلمي الحزين، انترك جراحنا، وأحزاننا دون البوح بها، قال: اذهبي وبُح بما في أعماق قلبك لإنسانٍ أعزّ لك من الرّوح، بدلاً من تعذيب نفسك، وتعذيب من ليس له، قلب أو روح، سألته، وإذا كانت هذه الجراح بسبب إنسان هو أعزّ من الرّوح، فلمن أبوح.. ؟ فتجهّم قلمي حيرة، وأسقط بوجهه عليّ ورقتي البيضاء، فأخذته، وتملّكته وهو صامتٌ، فاعتقدت أنّه قد رضخ لي، وسيساعدني في كتابة خاطرتي، فإذ بالحبر يخرج من قلمي متدفّقاً، فتعجّبت... ! ونظرت إليه قائلهً: ماذا تعني؟ قال: سيّدتي ألأنّني بلا قلب ولا روح، أتريدني أن أخطّ أحزان قلبك ولا أبكي فؤادك المجروح
fnvedgxOOic