نهر العطش
03-21-2012, 02:16 PM
إما أن يحدث بالتدريج ، فينشأ بالاستلطاف ، ويتطور بالإعجاب ، ويقوى بالمعاملة ، ويشتد بالاهتمام ، ويشتعل بالغيرة ، ويتواصل بالفكر والتذكار، واللقاء والهجر ، والخصام والملاطفة . .
وإما أن يحدث فجأة ، ويسميه العرب (حب من أول نظرة) ويسميه الفرنسيون
حرفياً (ضربة صاعقة). وفيه يجد العاشق نفسه ملقىً على الأرض، يحاول أن
ينهض فلا يستطيع ، ويجهد لكى يتحرك فلا يقدر . . هنا لا توجد إجابة عن
( لماذا ؟ ) و( كيف ؟ ) وإنما يمكن أن يقال :
- شفى **** المسكين !
أو : كان **** فى عونه !
المرض الخادع
فى ليلة ممطرة ،
ذهب إلى شيخنا العاشق يشكو إليه :
- لابد يا سيدى أننى مريض !
- ومم تشكو يا بنىّ ؟
- كلما أحببت فتاة ، واستجابت لى ،
أجدنى زاهداً فيها . . بل إننى لا أكاد أطيقها !
- كم مرة حدث ذلك ؟
- ثلاث أو أربع مرات
- لا تخش شيئاً يا بنى
فليس بك أى مرض
- وكيف عرفت ؟
- لأنك لم تقع بعدُ . . فى الحب !
الشعراء العذريون
الشاعر العذرى كان يرضى من حبيبته بالقليل ، وأحياناً بالقليل جداً ،
بل إنه كان يرضى بالعدم !
يقول جميل بثينة :
وإنى لأرضى مـن بثينـة بالذى
لو ابصره الواشى لقرّتْ بلابلُهْ
بلا ، وبألا أستطيع ، وبالمنــى
وبالأمل المرجوّ ، قد خاب آملهْ
وبالنظرة العجلى ، وبالحوْل تنقضى
أواخــره لا نلتقـى وأوائلُـهْ
وكان يكفى قيس بن ذريح أن يعيش فى نفس العالم الذى توجد فيه حبيبته ،
يستنشق نفس الهواء، وتطلع عليها نفس الشمس ، وتظلهما سماء واحدة،
ونجوم . .
فإنك تكُ لبنى قـد أتى دون قربها
حجاب منيع مـا إليـه وصـولَ
فإن نسيـم الجـو يجمـع بيننـا
ونبصر قرن الشمس حين تزول
وأرواحنا بالليل فـى الحـى تلتقى
ونعلـم أنّـا بالنهــار نُقيــل
وتجمعنا الأرض القرار ، وفوقنـا
سماء نرى فيها النجـوم تجـول
ومن أجمل ما كتبه مجنون ليلى من الشعر يعترف فيه بأنه يحاول النوم – دون
أن تكون به إليه حاجة – لعله يرى طيف ليلى فى الحلم :
وإنى لأستغشى ، وما بىَ نَعْسة
لعل خيالاً منكِ يلقى خيالي
حب القلب الخالى
الحب الذى يدخل القلب الخالى
يكون أشد قوة ،
من الحب الذى يدخل قلباً سبق أن أحب . .
يقول شاعر رقيق اسمه ، ديك الجن :
أتانى هواها قبل أن أعرف الهوى
فصادف قلباً خالياً ، فتمكنّا !
وهذا ما جعل أبا تمام يعلن :
نقّلْ فؤادك حيث شئت من الهوى
مـا الحب إلا للحبيب الأوّلِ
غلط فى الحساب
سألتها التقبيل فى ثغرها عشراً ومـا قـد زاد باحتسابْ
فمنذ تعانقنـا وقبلتهـا غلطت فى العد وضاع الحسابْ
اتجاهات معاكسة
جُننّا بليلى ، وهى جُنّتْ بغيرنا
وأخرى بنا مجنونة لا نريدها ! !
بَطَر زوجة
يحكى أنه كان فى بنى إسرائيل امرأة ذات جمال ،
وكان زوجها رجلاً فقيراً يعمل بالفأس
فكان إذا جاء الليل قدمت له طعامه ،
وفرشت له فراشه
فبلغ خبرها ملك ذلك الزمان
فأرسل لها عجوزاً تقول لها :
- ماذا تفعلين مع هذا الفقير ؟ لو كنت عند الملك
لكساك الحرير ، وجعل فرشك الديباج !
وحين جاء زوجها كالعادة ، لم تصنع له شيئاً ،
وتعاتبا ، فتشاجرا ، فطلقها . .
وعندما زفت إلى الملك . . نظر إليها فعمى ،
ومدّ يده إليها فجفت . .
حينئذٍ رفع نبى ذلك الزمان خبرهما إلى **** ، تعالى ، فأوحى إليه :
- أخبرهما أنى غير غافر لهما . .
أما عَلِما أن بعينىّ ما عملا بصاحب الفأس ! !
العاشق الحزين
كان من بين زملائنا فى الجامعة
زميل صامت أبداً ،
حزين دائماً . .
ولم يكن يقبل أن يقترب من صداقته أحد
وبعد أن تخرجنا بسنوات . . قابلته
رأيته أكثر انفتاحاً ،
فجلسنا فى مقهى نتحدث . .
حتى بدا لى أن أسأله :
- لماذا كنت حزيناً بهذا الشكل فى الجامعة ؟
- لأنى كنت أرى كلاً منكم ، يحب فتاة ،
وأنا لم يكن لى واحدة !
عجيب . . لقد كانت أمامك الكثيرات ؟
- لأننى كنت أحب نفس الفتيات
اللاتى كنتم تحبونهن !
العلامات الأولى للمحب
ورصد ابن حزم الأندلسى عدداً من علامات الحب الأولى ، منها :
- إدمان النظر ،
- الإسراع بالسير نحو مكان المحبوب ،
- تعمد القعود عنده ، والدنو منه ،
- الاستهانة بكل خطب جليل يدعو إلى مفارقته ،
- التباطؤ فى المشى عند القيام عنه ،
- روعة تبدو على المحب عند رؤية المحبوب ،وطلوعه فجأة ،
- اضطراب يبدو على المحب عند رؤية مَنْ يشبه محبوبه ، أو عند سماع اسمه فجأة ،
- وأن يجود المحب ببذل كل ما كان يقدر عليه مما كان ممتنعاً به من قبل.
سَكْرة الحب
- جاء فى مثنويات الشاعر الفارسى سنائى
أن عاشقاً من بغداد
أحب إلى حد الجنون امرأة من الكرْخ
وكان يعبر لها النهر كل ليلة ،
ويجلس معها دون أن يحس ببرودة الماء ،
ولا بصقيع الطقس !
حتى كانت ليلة أفاق فيها من جنونه ،
وعندما نظر إلى وجهها سألها :
- ما بال هذا الخال الذى فى خدك ؟
فأجابته
- لقد ولدت به . . وأنت الذى لم تلاحظه من قبل ،
لذلك فإننى أرى ألا تسبح فى النهر هذه الليلة .
لكنه لم يصغ إليها ،
وعندما نزل إلى الماء . . هلك من شدة البرد
لأنه كان قد أفاق من سَكْرة الحب !
وإما أن يحدث فجأة ، ويسميه العرب (حب من أول نظرة) ويسميه الفرنسيون
حرفياً (ضربة صاعقة). وفيه يجد العاشق نفسه ملقىً على الأرض، يحاول أن
ينهض فلا يستطيع ، ويجهد لكى يتحرك فلا يقدر . . هنا لا توجد إجابة عن
( لماذا ؟ ) و( كيف ؟ ) وإنما يمكن أن يقال :
- شفى **** المسكين !
أو : كان **** فى عونه !
المرض الخادع
فى ليلة ممطرة ،
ذهب إلى شيخنا العاشق يشكو إليه :
- لابد يا سيدى أننى مريض !
- ومم تشكو يا بنىّ ؟
- كلما أحببت فتاة ، واستجابت لى ،
أجدنى زاهداً فيها . . بل إننى لا أكاد أطيقها !
- كم مرة حدث ذلك ؟
- ثلاث أو أربع مرات
- لا تخش شيئاً يا بنى
فليس بك أى مرض
- وكيف عرفت ؟
- لأنك لم تقع بعدُ . . فى الحب !
الشعراء العذريون
الشاعر العذرى كان يرضى من حبيبته بالقليل ، وأحياناً بالقليل جداً ،
بل إنه كان يرضى بالعدم !
يقول جميل بثينة :
وإنى لأرضى مـن بثينـة بالذى
لو ابصره الواشى لقرّتْ بلابلُهْ
بلا ، وبألا أستطيع ، وبالمنــى
وبالأمل المرجوّ ، قد خاب آملهْ
وبالنظرة العجلى ، وبالحوْل تنقضى
أواخــره لا نلتقـى وأوائلُـهْ
وكان يكفى قيس بن ذريح أن يعيش فى نفس العالم الذى توجد فيه حبيبته ،
يستنشق نفس الهواء، وتطلع عليها نفس الشمس ، وتظلهما سماء واحدة،
ونجوم . .
فإنك تكُ لبنى قـد أتى دون قربها
حجاب منيع مـا إليـه وصـولَ
فإن نسيـم الجـو يجمـع بيننـا
ونبصر قرن الشمس حين تزول
وأرواحنا بالليل فـى الحـى تلتقى
ونعلـم أنّـا بالنهــار نُقيــل
وتجمعنا الأرض القرار ، وفوقنـا
سماء نرى فيها النجـوم تجـول
ومن أجمل ما كتبه مجنون ليلى من الشعر يعترف فيه بأنه يحاول النوم – دون
أن تكون به إليه حاجة – لعله يرى طيف ليلى فى الحلم :
وإنى لأستغشى ، وما بىَ نَعْسة
لعل خيالاً منكِ يلقى خيالي
حب القلب الخالى
الحب الذى يدخل القلب الخالى
يكون أشد قوة ،
من الحب الذى يدخل قلباً سبق أن أحب . .
يقول شاعر رقيق اسمه ، ديك الجن :
أتانى هواها قبل أن أعرف الهوى
فصادف قلباً خالياً ، فتمكنّا !
وهذا ما جعل أبا تمام يعلن :
نقّلْ فؤادك حيث شئت من الهوى
مـا الحب إلا للحبيب الأوّلِ
غلط فى الحساب
سألتها التقبيل فى ثغرها عشراً ومـا قـد زاد باحتسابْ
فمنذ تعانقنـا وقبلتهـا غلطت فى العد وضاع الحسابْ
اتجاهات معاكسة
جُننّا بليلى ، وهى جُنّتْ بغيرنا
وأخرى بنا مجنونة لا نريدها ! !
بَطَر زوجة
يحكى أنه كان فى بنى إسرائيل امرأة ذات جمال ،
وكان زوجها رجلاً فقيراً يعمل بالفأس
فكان إذا جاء الليل قدمت له طعامه ،
وفرشت له فراشه
فبلغ خبرها ملك ذلك الزمان
فأرسل لها عجوزاً تقول لها :
- ماذا تفعلين مع هذا الفقير ؟ لو كنت عند الملك
لكساك الحرير ، وجعل فرشك الديباج !
وحين جاء زوجها كالعادة ، لم تصنع له شيئاً ،
وتعاتبا ، فتشاجرا ، فطلقها . .
وعندما زفت إلى الملك . . نظر إليها فعمى ،
ومدّ يده إليها فجفت . .
حينئذٍ رفع نبى ذلك الزمان خبرهما إلى **** ، تعالى ، فأوحى إليه :
- أخبرهما أنى غير غافر لهما . .
أما عَلِما أن بعينىّ ما عملا بصاحب الفأس ! !
العاشق الحزين
كان من بين زملائنا فى الجامعة
زميل صامت أبداً ،
حزين دائماً . .
ولم يكن يقبل أن يقترب من صداقته أحد
وبعد أن تخرجنا بسنوات . . قابلته
رأيته أكثر انفتاحاً ،
فجلسنا فى مقهى نتحدث . .
حتى بدا لى أن أسأله :
- لماذا كنت حزيناً بهذا الشكل فى الجامعة ؟
- لأنى كنت أرى كلاً منكم ، يحب فتاة ،
وأنا لم يكن لى واحدة !
عجيب . . لقد كانت أمامك الكثيرات ؟
- لأننى كنت أحب نفس الفتيات
اللاتى كنتم تحبونهن !
العلامات الأولى للمحب
ورصد ابن حزم الأندلسى عدداً من علامات الحب الأولى ، منها :
- إدمان النظر ،
- الإسراع بالسير نحو مكان المحبوب ،
- تعمد القعود عنده ، والدنو منه ،
- الاستهانة بكل خطب جليل يدعو إلى مفارقته ،
- التباطؤ فى المشى عند القيام عنه ،
- روعة تبدو على المحب عند رؤية المحبوب ،وطلوعه فجأة ،
- اضطراب يبدو على المحب عند رؤية مَنْ يشبه محبوبه ، أو عند سماع اسمه فجأة ،
- وأن يجود المحب ببذل كل ما كان يقدر عليه مما كان ممتنعاً به من قبل.
سَكْرة الحب
- جاء فى مثنويات الشاعر الفارسى سنائى
أن عاشقاً من بغداد
أحب إلى حد الجنون امرأة من الكرْخ
وكان يعبر لها النهر كل ليلة ،
ويجلس معها دون أن يحس ببرودة الماء ،
ولا بصقيع الطقس !
حتى كانت ليلة أفاق فيها من جنونه ،
وعندما نظر إلى وجهها سألها :
- ما بال هذا الخال الذى فى خدك ؟
فأجابته
- لقد ولدت به . . وأنت الذى لم تلاحظه من قبل ،
لذلك فإننى أرى ألا تسبح فى النهر هذه الليلة .
لكنه لم يصغ إليها ،
وعندما نزل إلى الماء . . هلك من شدة البرد
لأنه كان قد أفاق من سَكْرة الحب !