baher ellnemr
09-04-2018, 12:58 AM
عذرا .. بل ألف عذر
من أين أبدأ أعذارى و قد عظُمت خطيئتى و لا يضاهيها مقال ، منذ ذلك اليوم و أنا أدرك أن جنايتى هى ذاتها دفاعى لو تعللت بها لصار العذر فى نظرك أقبح من الذنب ، و كيف أقف متهما أمام الظل الذى آويت إليه ليحمل قلبى بين ضلوعه بعدما ضاق صدرى بأنينه ، منذ البداية كان الصمت و عدت اليوم من حيث ابتدأت ، فى نفس الدائرة المظلمة المنغلقة ، لا مخرج و لا تجرؤ على النطق ، كنت فى السابق امتنع عنه بسبب خوفى من النتيجة ، و اليوم أمتنع عنه بسبب خوفى من النطق نفسه ، فاليوم صرت أتهيب حتى ان ألقى السلام ..
أكتب إليكِ فى اليوم رسائل لا أذكر عددها و تهم يدى بالارسال فيتوقف النبض و ترتفع حرارة الجبين و ينسحب الدم من العروق ، فأعود أمحو ما كتبت ، و عدت أقف ببابك كل يوم ألف مرة ، أطوف حوله فتمنعنى تلك المتاريس الصلبة من الاقتراب ، ما أشبه الليلة بالبارحة ! لكن الاختلاف الوحيد هو أننى اليوم أعجز حتى عن مواجهة الموانع ، لست أقل قوة من الأمس ، و لكنى أقل شجاعة ، فكيف بمن أغلق الباب خلفه أن يعود ليطرقه ، و كيف لمن نوى الصيام أن يفطر عن عمد !
نعم صيام ليس عما يشعر به ، فلا يزال الصائم يحب الماء و الغذاء لكنه لا يقترب ، و هكذا حالى ، فى قلبى ما يملأ الكون من كل معنى تعرفه القلوب ، لكنه لا يمكنه القرب ، هو الحال الذى تعودت عليه من دنياى فما وجدت جديدا ، لو لم يكن الحرمان اليوم بيدى لكان بيد غيرى ، و كله حرمان أقامت جدرانه الدنيا و لكن بقياسات متنوعة و انا وحدى من يقيم فيه راغما لا راغبا ..
لا يغرنك ضحكى او ابتسامتى فما صرت أعرف الا المرارة فى الحلق حتى مع التبسم ، و لا تحسبينى راضيا عن الصمت بخاطرى ، إنما يحبسنى ما قد كان ، و تخاطبنى النفس لتحذرنى ألا أعود لأن ما قد ربحته معك بالأمس صار خسارتى اليوم فصرت أبعد من الصفر بكثير ، و كثيرا ما كنت أترك لقلمى حريته فى الأوراق أثناء الغياب فأراه يناجى نفس الطيف ، و كثيرا ما تركت للنوم أن يأتى بحلم فأراه نفس الحلم ، و كثيرا ما رأيت نفسى أنظر لكل ما هو حولى فأرى حضورك فى كل شئ حتى صرت أرفع عينى للسماء لعل فيها تكون الإجابة ، لست أدعو على نفسى بالنسيان فما عرفته ، و ما أردته ، و لكننى أدعو ان يكون الغيب غير الحاضر .
من أين أبدأ أعذارى و قد عظُمت خطيئتى و لا يضاهيها مقال ، منذ ذلك اليوم و أنا أدرك أن جنايتى هى ذاتها دفاعى لو تعللت بها لصار العذر فى نظرك أقبح من الذنب ، و كيف أقف متهما أمام الظل الذى آويت إليه ليحمل قلبى بين ضلوعه بعدما ضاق صدرى بأنينه ، منذ البداية كان الصمت و عدت اليوم من حيث ابتدأت ، فى نفس الدائرة المظلمة المنغلقة ، لا مخرج و لا تجرؤ على النطق ، كنت فى السابق امتنع عنه بسبب خوفى من النتيجة ، و اليوم أمتنع عنه بسبب خوفى من النطق نفسه ، فاليوم صرت أتهيب حتى ان ألقى السلام ..
أكتب إليكِ فى اليوم رسائل لا أذكر عددها و تهم يدى بالارسال فيتوقف النبض و ترتفع حرارة الجبين و ينسحب الدم من العروق ، فأعود أمحو ما كتبت ، و عدت أقف ببابك كل يوم ألف مرة ، أطوف حوله فتمنعنى تلك المتاريس الصلبة من الاقتراب ، ما أشبه الليلة بالبارحة ! لكن الاختلاف الوحيد هو أننى اليوم أعجز حتى عن مواجهة الموانع ، لست أقل قوة من الأمس ، و لكنى أقل شجاعة ، فكيف بمن أغلق الباب خلفه أن يعود ليطرقه ، و كيف لمن نوى الصيام أن يفطر عن عمد !
نعم صيام ليس عما يشعر به ، فلا يزال الصائم يحب الماء و الغذاء لكنه لا يقترب ، و هكذا حالى ، فى قلبى ما يملأ الكون من كل معنى تعرفه القلوب ، لكنه لا يمكنه القرب ، هو الحال الذى تعودت عليه من دنياى فما وجدت جديدا ، لو لم يكن الحرمان اليوم بيدى لكان بيد غيرى ، و كله حرمان أقامت جدرانه الدنيا و لكن بقياسات متنوعة و انا وحدى من يقيم فيه راغما لا راغبا ..
لا يغرنك ضحكى او ابتسامتى فما صرت أعرف الا المرارة فى الحلق حتى مع التبسم ، و لا تحسبينى راضيا عن الصمت بخاطرى ، إنما يحبسنى ما قد كان ، و تخاطبنى النفس لتحذرنى ألا أعود لأن ما قد ربحته معك بالأمس صار خسارتى اليوم فصرت أبعد من الصفر بكثير ، و كثيرا ما كنت أترك لقلمى حريته فى الأوراق أثناء الغياب فأراه يناجى نفس الطيف ، و كثيرا ما تركت للنوم أن يأتى بحلم فأراه نفس الحلم ، و كثيرا ما رأيت نفسى أنظر لكل ما هو حولى فأرى حضورك فى كل شئ حتى صرت أرفع عينى للسماء لعل فيها تكون الإجابة ، لست أدعو على نفسى بالنسيان فما عرفته ، و ما أردته ، و لكننى أدعو ان يكون الغيب غير الحاضر .