ايام وبنعشها
03-06-2014, 01:05 PM
الحب الخاص
تقول عن نفسها:
حزينة بعمق وأبكي بغصة وألم..لاأعلم هل يستحق الأمر ذلك
أم لا، تزوجته لأنه أقسم لي بأنه لم يحب ولن يحب أحداًغيري
أبداً، وأنني حبه الأول والأخير، هو متزوج ولـــديه أطــــفال،
أخبرنــــي بأن زوجته هي مجرد اختيار الأهل له وأننـي أنـــا
اختياره باقتناع وحب، وأنه لا يكرهها، ولكنــه لايحـــبــــــها،
وأنه لن يُقَصِّر في حقها وفي حق أولاده أبدا.
اقتنعت بذلك وارتبط به على هذا الأساس، مر على زواجنا سنة
واحدة، ولكنني لا أحس بسعادة على الرغم منأنه يُظهر لي كل
الحب وكل الود والرعاية، عندما يقول لي أحبك يخطر في بالي
مباشرةبأنه يرددها لها عشرات المرات، وعندما يُحضر لي هدية
لا أشعر بسعادة؛ لأني أعلم أن مثلها قد أعطيت لأخرى. لم يعد
يذكر لي بأنني حبه الأول والأخير، وبأنني الوحيدةالتي ملكت
قلبه (كما كان يفعل في أيام الملكة)؛ فبدأت
أحس بأن الحب الخاص الذي أناأريده أصبح مقسما لي ولغيري،
يكلمني بعطف وبكلمات رقيقة ومشاعر رائعة، ولكنني بالرغم
من ذلك حزينة لأن هناك شيئا ينادي في أعماقي، ويخبرني بأنه
يفعل مثل هذابالضبط معها فيتلاشى شعوري بالسعادة في اللحظة
التي ينتظر فيها زوجي ابتسامتي.
هكذا كانت الأفكار والمشاعر تتجاذبني يمنة ويَسْرة، والأحزان
والعواصف تقذف بي في كل جانب؛ حتى بدأت أدرس واقعي
دراسة متأنية، وأقرأ الإيجابيات والسلبيات في حياتي قراءة
واعية، فخرجت منها بخمس إضاءات بدلت حُزني
سروراً، وألمي راحة وسكونا، وحياتي إلى زوجة
أن امتن عليها بزوجها الذي ارتبطت به وإن كانت تُسمى
(زوجة معدد).
الإضاءة الأولى: أيقنت أنه لن يأتيني إلا ما كتبه **** لي.
فلا مفر ولا مَحيد، جَفَّت الأقلام وطُويت الصحف، هذا زوجي
الذي كتب لى لي قبل خَلْقِي، ولن أُصيب منه أكثرمما أراه بعيني.
سأجهد نفسي وأحَوِّل حياتنا الزوجية إلى هموم ونكد وتَبَرُّم ولن
أحصل على ما أريد، فالهموم والمشكلات والتَبَرُّم لن تجلب لي
إلا تخبطات وألمايعتصر قلبي وقلبه، ولذا أيقنت أن كل واحد ونصيبه
وأنا أعلم أنه مُعدد، وأن هناك من تنازعني فيه فلن يكون
خالصاً لي. ولنفرض أنه خلص لي وحدي ألا يمكن أن تنازعه
أمور أخرى من مجريات الحياة فتكون أكثر ألماً وضيقاً من
زوجة أخرى تحرص مثلي على راحته واستقراره؟
الإضاءة الثانية: آمنت أن ما أصابني من هَم
أو حَزَن في صالحي لأنه تَكْفِير عن سيئاتي.
وبإيماني أدركت أن زواجي من مُعدد نعمة من
نعم كثرة ما يعترضني من مواقف تكون الغيرة فيها
سيدة الموقف ، ورأيت أن كل هم أو غم أو حزن يعترضني في
حياتي الزوجية إنما هي واحة من الحسنات أغترف منها بإذن
****. نعم تتأثر نفسي قليلاً لكن لا تلبث أن أذكِّرها وأُقَوِّمها لتعود
مطمئنة راضية.
ثم تعاملت مع الغيرة بمحاولة التحلي بالحكمة والتماسك، ثم
عملت على ألايصدر مني إلا كل طيب وجميل، مع البعد عن
مراقبة زوجي وخصوصاً فيما يتعلق بتعامله مع زوجته
الأخرى، فوجدت أنه يزداد مني حبًّا واحترامًا وحرصًا واقترابًا.
الإضاءة الثالثة: زوجي لم يَسْعَ للزواج الثاني إلا
لطلب الاستقراروتحقيق ما لم يجده في زواجه الأول .
هو كذلك.. فَتَحَوُّل زوجي إلى الزواج الثاني كان لهدف يسعى
لتحقيقه، ومن أبرز الأهداف: طلب الاستقرار والراحة،وهذا
الطلب هو جوهر ما أنشده أنا في حياتي كذلك ؛ ولذا فقد
جعلت كل ما ينافي تحقيق الراحة والاستقرار في حياتي
الزوجية خلف ظهري، وأظهرت هذه الراحةعملاً:
بحسن استقباله وطيب معاشرته والتفاني في خدمته،
ولفظاً:بجميل الترحيب بمقدمه ولطيف التحبب إليه.
بل وعَمِلت على تحويل وقته الذي يمضيه معي إلى برامج
حُبٍّ وهُيَام، ومطالعة واستجمام، وسياحة في أساليب التربية
لأبنائنا، بل والتخفيف عنه إن رأيت فيه ما يُعكِّر صفوه.
والحمد لله ففي اليوم الذي يمضيه مع زوجته الأولى أُمْضِي
وقتي لدى أهلي أو في إعداد منزلي ومتطلباته أو في عبادات
لربي من وِرد يومي وصلاة أو في تنمية ثقافتي واطلاعي،
وأما اليوم الذي يمضيه معي فأنا له، أستقبله بابتسامة
وأرحِّب به وأنزع عنه ملابس الخارج، وأعِدُّ له الماء الفاتر
ليضع فيها قدميه فترتاح وإن احتاجت إلى دهان قمت بذلك
بكل طيب وانشراح، أهيئ له طعامه، وأحرص على أن يهنأ
في منامه،أذَكِّره إن نَسِي موعد صلاته وورده وقيامه، وأأتم به
في وِتره ودعائه، وأتَطَوَّفُ به في عالم الفوائد التي اغتنمتها
من اطِّلاعاتي، أتشاور معه فيما يَعِنُّ لي من أمور ، أنا طوع
أمره وحيث كانت ركائبه.
الإضاءة الرابعة:
ولم لا !!
نعم.. ولم لا أنظر إلى زوجته الأولى بصورة معتدلة؟ لم لا أراها
بصورة فيها من الحُب والتآخي والإيثار ما
يجعلني في دَعَةٍ وهَناء؟ لم لا أنظر إلى زوجته الأولى بصورتها
الحقيقية مسلمة طائعة تجمعني وإياها علاقة الإيمان وهو خير
رباط، بل هو أقوى من علاقة الزوجية التي تجمعنا؟ لم لا أنظر
إلى أن ما يمضيه من وقت وجهد معها إنما هو إدخال للسرور
على امرأة مسلمة وتفريج للكربات؟ ثم لم لا أبادر أنا واستمتع
برضا زوجي وراحته، وقبل ذلك وبعده الأجر الجزيل ممن لا
يُعجزه تقدير شيء.
الإضاءة الخامسة
جعلت وصية حبيبي
زوج [ أنت ] ؟
قالت : نعم . قال : كيف أنت له ؟ . قالت : ما آلوه إلا ما
عجزت عنه . قال : فانظري أين أنت منه ؛ فإنه جنتك ونارك
خير النساء التي
تسره إذا نظر ، و تطيعه إذا أمر ، لا تخالفه في نفسها
و لا مالها بما يكره
ثم نظرت في سِير المتميزات اللواتي ضربن أروع المثل في
هكذا كنت، وهكذا أصبحت، وفوق هذا وذاك كَسبت الفضل الذي
فقد رأيت نفسي بعد هذه الإضاءات الخمس طيبة النفس
، منشرحة الخاطر، كأنما ملكت الدنيا بين يدي
أيــ وبنعشها ــام
تقول عن نفسها:
حزينة بعمق وأبكي بغصة وألم..لاأعلم هل يستحق الأمر ذلك
أم لا، تزوجته لأنه أقسم لي بأنه لم يحب ولن يحب أحداًغيري
أبداً، وأنني حبه الأول والأخير، هو متزوج ولـــديه أطــــفال،
أخبرنــــي بأن زوجته هي مجرد اختيار الأهل له وأننـي أنـــا
اختياره باقتناع وحب، وأنه لا يكرهها، ولكنــه لايحـــبــــــها،
وأنه لن يُقَصِّر في حقها وفي حق أولاده أبدا.
اقتنعت بذلك وارتبط به على هذا الأساس، مر على زواجنا سنة
واحدة، ولكنني لا أحس بسعادة على الرغم منأنه يُظهر لي كل
الحب وكل الود والرعاية، عندما يقول لي أحبك يخطر في بالي
مباشرةبأنه يرددها لها عشرات المرات، وعندما يُحضر لي هدية
لا أشعر بسعادة؛ لأني أعلم أن مثلها قد أعطيت لأخرى. لم يعد
يذكر لي بأنني حبه الأول والأخير، وبأنني الوحيدةالتي ملكت
قلبه (كما كان يفعل في أيام الملكة)؛ فبدأت
أحس بأن الحب الخاص الذي أناأريده أصبح مقسما لي ولغيري،
يكلمني بعطف وبكلمات رقيقة ومشاعر رائعة، ولكنني بالرغم
من ذلك حزينة لأن هناك شيئا ينادي في أعماقي، ويخبرني بأنه
يفعل مثل هذابالضبط معها فيتلاشى شعوري بالسعادة في اللحظة
التي ينتظر فيها زوجي ابتسامتي.
هكذا كانت الأفكار والمشاعر تتجاذبني يمنة ويَسْرة، والأحزان
والعواصف تقذف بي في كل جانب؛ حتى بدأت أدرس واقعي
دراسة متأنية، وأقرأ الإيجابيات والسلبيات في حياتي قراءة
واعية، فخرجت منها بخمس إضاءات بدلت حُزني
سروراً، وألمي راحة وسكونا، وحياتي إلى زوجة
أن امتن عليها بزوجها الذي ارتبطت به وإن كانت تُسمى
(زوجة معدد).
الإضاءة الأولى: أيقنت أنه لن يأتيني إلا ما كتبه **** لي.
فلا مفر ولا مَحيد، جَفَّت الأقلام وطُويت الصحف، هذا زوجي
الذي كتب لى لي قبل خَلْقِي، ولن أُصيب منه أكثرمما أراه بعيني.
سأجهد نفسي وأحَوِّل حياتنا الزوجية إلى هموم ونكد وتَبَرُّم ولن
أحصل على ما أريد، فالهموم والمشكلات والتَبَرُّم لن تجلب لي
إلا تخبطات وألمايعتصر قلبي وقلبه، ولذا أيقنت أن كل واحد ونصيبه
وأنا أعلم أنه مُعدد، وأن هناك من تنازعني فيه فلن يكون
خالصاً لي. ولنفرض أنه خلص لي وحدي ألا يمكن أن تنازعه
أمور أخرى من مجريات الحياة فتكون أكثر ألماً وضيقاً من
زوجة أخرى تحرص مثلي على راحته واستقراره؟
الإضاءة الثانية: آمنت أن ما أصابني من هَم
أو حَزَن في صالحي لأنه تَكْفِير عن سيئاتي.
وبإيماني أدركت أن زواجي من مُعدد نعمة من
نعم كثرة ما يعترضني من مواقف تكون الغيرة فيها
سيدة الموقف ، ورأيت أن كل هم أو غم أو حزن يعترضني في
حياتي الزوجية إنما هي واحة من الحسنات أغترف منها بإذن
****. نعم تتأثر نفسي قليلاً لكن لا تلبث أن أذكِّرها وأُقَوِّمها لتعود
مطمئنة راضية.
ثم تعاملت مع الغيرة بمحاولة التحلي بالحكمة والتماسك، ثم
عملت على ألايصدر مني إلا كل طيب وجميل، مع البعد عن
مراقبة زوجي وخصوصاً فيما يتعلق بتعامله مع زوجته
الأخرى، فوجدت أنه يزداد مني حبًّا واحترامًا وحرصًا واقترابًا.
الإضاءة الثالثة: زوجي لم يَسْعَ للزواج الثاني إلا
لطلب الاستقراروتحقيق ما لم يجده في زواجه الأول .
هو كذلك.. فَتَحَوُّل زوجي إلى الزواج الثاني كان لهدف يسعى
لتحقيقه، ومن أبرز الأهداف: طلب الاستقرار والراحة،وهذا
الطلب هو جوهر ما أنشده أنا في حياتي كذلك ؛ ولذا فقد
جعلت كل ما ينافي تحقيق الراحة والاستقرار في حياتي
الزوجية خلف ظهري، وأظهرت هذه الراحةعملاً:
بحسن استقباله وطيب معاشرته والتفاني في خدمته،
ولفظاً:بجميل الترحيب بمقدمه ولطيف التحبب إليه.
بل وعَمِلت على تحويل وقته الذي يمضيه معي إلى برامج
حُبٍّ وهُيَام، ومطالعة واستجمام، وسياحة في أساليب التربية
لأبنائنا، بل والتخفيف عنه إن رأيت فيه ما يُعكِّر صفوه.
والحمد لله ففي اليوم الذي يمضيه مع زوجته الأولى أُمْضِي
وقتي لدى أهلي أو في إعداد منزلي ومتطلباته أو في عبادات
لربي من وِرد يومي وصلاة أو في تنمية ثقافتي واطلاعي،
وأما اليوم الذي يمضيه معي فأنا له، أستقبله بابتسامة
وأرحِّب به وأنزع عنه ملابس الخارج، وأعِدُّ له الماء الفاتر
ليضع فيها قدميه فترتاح وإن احتاجت إلى دهان قمت بذلك
بكل طيب وانشراح، أهيئ له طعامه، وأحرص على أن يهنأ
في منامه،أذَكِّره إن نَسِي موعد صلاته وورده وقيامه، وأأتم به
في وِتره ودعائه، وأتَطَوَّفُ به في عالم الفوائد التي اغتنمتها
من اطِّلاعاتي، أتشاور معه فيما يَعِنُّ لي من أمور ، أنا طوع
أمره وحيث كانت ركائبه.
الإضاءة الرابعة:
ولم لا !!
نعم.. ولم لا أنظر إلى زوجته الأولى بصورة معتدلة؟ لم لا أراها
بصورة فيها من الحُب والتآخي والإيثار ما
يجعلني في دَعَةٍ وهَناء؟ لم لا أنظر إلى زوجته الأولى بصورتها
الحقيقية مسلمة طائعة تجمعني وإياها علاقة الإيمان وهو خير
رباط، بل هو أقوى من علاقة الزوجية التي تجمعنا؟ لم لا أنظر
إلى أن ما يمضيه من وقت وجهد معها إنما هو إدخال للسرور
على امرأة مسلمة وتفريج للكربات؟ ثم لم لا أبادر أنا واستمتع
برضا زوجي وراحته، وقبل ذلك وبعده الأجر الجزيل ممن لا
يُعجزه تقدير شيء.
الإضاءة الخامسة
جعلت وصية حبيبي
زوج [ أنت ] ؟
قالت : نعم . قال : كيف أنت له ؟ . قالت : ما آلوه إلا ما
عجزت عنه . قال : فانظري أين أنت منه ؛ فإنه جنتك ونارك
خير النساء التي
تسره إذا نظر ، و تطيعه إذا أمر ، لا تخالفه في نفسها
و لا مالها بما يكره
ثم نظرت في سِير المتميزات اللواتي ضربن أروع المثل في
هكذا كنت، وهكذا أصبحت، وفوق هذا وذاك كَسبت الفضل الذي
فقد رأيت نفسي بعد هذه الإضاءات الخمس طيبة النفس
، منشرحة الخاطر، كأنما ملكت الدنيا بين يدي
أيــ وبنعشها ــام