- TUN - DI©K -
08-04-2019, 09:02 PM
وقفات مع المركيز دو ساد
من المؤسف حقًا أن ترتبط السادية الجنسية بشخص الماركيز الفرنسي فرانسوا دو ساد. ومن المؤسف أن يُقال على كل من يجد شيء من المتعة السادية في الجنس، هو نسخة من دو ساد!! ولكن واقع الأمر ليسَ كذلك، فليسَ الجميع يرى السادية الجنسية كما يراها دو ساد، وليس الجميع يستمتع بالسادية الجنسية على طريقة دو ساد. ولذلك سأعرض عليكم في هذا الموضوع نبذة عن الحياة السادية لهذا الماركيز المجنون، كما سأعرض عليكم مقتطفات من إحدى رواياته (رواية جوستين)، وذلك حتى نعرف السادية من وجهة نظر هذا الشخص، وبالتالي لا يكون ظننا سيئًا فيمن يمارس السادية الجنسية بشيء من الإعتدال
/ (https://imgbb.com/)
بدأت مسيرة انحرافه الحقيقية عام زواجه سنة 1763. وعلى الرغم من تبعات هياجه المسرف، ظلّت زوجته على ولائها له. فأخبرَته مرّة ‹‹ إني مجرد خادمة مطيعة لأوامرك. ويمكنكَ أن تعوّل عليّ كأعزّ وأخلص صديقة ››.
بدَأَ التردد على بيوت الدعارة، يختار الفتيات اللاتي يسمحن بجَلدهن، وسحق أثدائهن العارية وأفخاذهن المتجردة. وقد تجاوزت عربدته في إحدى المرات كل الحدود، فقُبض عليه في 29 أكتوبر 1763، وسُجنَ لإرتكابهِ إفراطًا شديدًا في التعذيب في أحَد المواخير. وكانت هذه بداية لنوبات سجنه المتلاحقة التي أجبرتهُ أخيرًا على قضاء عشرينَ عامًا من حياته وراء القضبان بسجن الباستيل
/ (https://imgbb.com/)
نالَ شهرة واسعة على أنه جلاّدَ نساء. وكبّدتهُ هذه المسيرة علاقة فاضحة عام 1768، حيث قامَ بإختطاف امرأة تُدعى روز كيلر، جرّدها عارية وقامَ بجَلدها حتى غطّى جلدها الدم. فهربت عارية من المنزل تصرخ طلبًا للشرطة. فقُبضَ على ساد وحوكمَ. لكن النبيل الخلّيع، وبتدخل عائلتهِ، عوقبَ فقط بالسجن سبعة أسابيع مع غرامة صغيرة
/ (https://imgbb.com/)
أقامَ علاقة مفتوحة مع أخت زوجتهِ الصغرى وسافر معها للخارج. أحاطَ نفسه بزمرة مومسات وشوّاذ جنسيًا كانَ يتسلّى معهم بتمثيليات جنسية مدروسة. وفي مرسيليز 1772، دعا ساد وتابعهُ أربع مومسات إلى حفلة جَلد، منحَ فيها الرجُلان الفتيات العاريات جرعة زائدة من عقاقير مثيرة بدرجة كادت تسمّمهن. فقدمن شكاية للسلطات، فحُكمَ على ساد بالإعدام غيابيًا، ففرَّ هاربًا إلى إيطاليا مع أخت زوجته
/ (https://imgbb.com/)
قضى سنوات هائمًا على وجهه، ثم عاد سنة 1774 إلى قصره الفرنسيّ، يستمتع بطقوس عربدتهِ من جديد خلفَ جدرانه العالية. لكن في ماي 1775 هربَت فتاتان بمقتبل عمريهما من القصر فسجّلتا ضده شكاوي اغتصاب وغواية. ثم قامَ بفضيحة أخرى. وهو ما دفعَ عمّهُ إلى القول "ابن أخي مجنون. عليكم بسَجنه". فلم يكن أمامَ ساد غير الفرار ثانيةً إلى ايطاليا التي مكثَ فيها 18 شهرًا. وبعد عودته لفرنسا، انغمسَ فورًا في عادتهِ القديمة. فجلبت عليه نزواتهُ السجنَ من جديد للمرة الخامسة خلال 14 عامًا. ثم أطلقَ سراحه سنة 1778
/ (https://imgbb.com/)
كانت حماته، مدام دي مونتريه، تحقد عليه وتكرههُ كره العمى. فقد كانت تبغضهُ لغوايتهِ ابنتها الصغرى، وهزئهِ من زواجه بإبنتها الكبرى. فساندت حكمًا عليه بالسجن المؤبد لـ "جرائمه ضد الإنسانية". فسُجنَ ساد من 1778 حتى 1784 في فنسن. ثم نُقلَ إلى سجن الباستيل من 1784 حتى 1789. ثم أودعَ مصحة عقلية في شارنتون حتى أفريل 1790، حيث نالَ حريتهُ أثناء فوضى الثورة الفرنسية، عندما نسيَ المحضر القضائي المكلف بإعداد قائمة المحكوم عليهم بالإعدام كتابةَ اسم دو ساد في سجلات السجن، وهكذا أطلقَ سراحه
/ (https://imgbb.com/)
وبعدَ خروجه من السجن، حاولَ ساد أن يعولَ نفسهُ من كتاباته، لكنه أفلسَ سنة 1800، فواجهَ السجن استحقاقًا لديونه هذه المرّة. كما أخطأَ بنشر كرّاسة فيها دعاية سياسية ضد نابليون لنَيل بضعة فرنكات، فسُجنَ ثانية سنة 1801. وبعدَ عامَين أودعَ مصحة شارنتون العقلية، فأمضى آخر 11 عامًا الباقية من حياته مجنونًا يائسًا. حاولَ مدير المصحة مرّاتٍ عديدة إخلاء سبيله، فكانَ يكتب "لدينا رجُل نالَ من فسوقه الوقح شُهرة واسعة، كما جلبَ عليهِ وجوده الفادح أعظم الثبور. يجب وضعه في عزلة تامة لحماية الآخرين من شطحاته، وفصله عمّا يُحيط به من ظروف قد تُلهب عواطفه المفزعة". ولكن لم يُفرَح عنه أبدًا. فصارَ ساد عجوزًا بدينًا مُعذبًا، فقضى سنواته المتبقية يكتب رسائل مهتاجة ومخطوطات مفككة، في سعيٍ منهُ لإفساد بقية المساجين، وللإحتجاج على ما يُعانيه من مشقّة. وكان ذلك دأبه حتى حانَ حينه، وآنت ساعته، ففارقَ الدنيا سنة 1814 غيرَ مأسوفٍ عليه
/ (https://imgbb.com/)
***
مقتطفات من رواية جوستين لـ ماركيز دو ساد
/ (https://imgbb.com/)
سألتهم مدام ديبو، وهي تتمنى أن تُجاري هياجهم : "ألا يستلزم الأمر أن تُبدي براهين على فضيلتها؟ ألن تنفعنا أكثر وهي خادمة؟"
فصاح أحد اللصوص، شبيهٌ بالثور : "أمسكوها! أمسكوها يا رفاق! يستحيل أن نُشبع أنفسنا بالطريقة المعتادة. ففضيلة الفتاة جدُّ ثمينة علينا، لكننا سنشبع بطريقةٍ ما، بأي طريقة! فدعوها تُعرّي نفسها الآن!"
قالت جوستين : "أتعرىّ! ماذا تريدون؟ لو خليتُ نفسي أمام نظراتكم هكذا، أفلن ...؟"
لم يكن لدى الرجُل مزاجٌ للتأجيل، فنهض يضرب جوستين بوحشية ليرغمها على الطاعة. أسندها إلى ركبتيه، ثم أنهالَ عليها ضربًا عنيفًا براحة يده. أهوَت بها ضرباته الأولى. لكن أحدهم مسكها من الكتفين لتظلّ ثابتة أمام اللكمات، فلم تستطع تفاديها، ازرقَّ لونها ثم اسودَّ من أثر اللكمات
وضربها اللص الثاني براحتَيه المفتوحتين على خَدَّيها، فمها، أذنيها، ثدييها، حتى استحال لون جلدها أحمر بنفسجيًا. ترَجّت منه الشفقة، ودموعها تقطر على خَدَّيها، لكن منظرها زادَ من شهوتهِِ فضاعفَ لكماته
وكان الثالث مهووسًا بالفسق، فأجبرها للخضوع لخيالاته الهمجية
أمّا الرابع فربطَ بكل منطقة بجسمها حبالاً، ومن بُعد ستة أقدام مسكَ الأطراف الأخرى بيديه. وبينما تلاطفه مدام ديبو وتُقبّله كانَ يجذب الحبالَ بشدّة، وهو يضحك بهوَس طيلة الوقت. وجوستين تترنّح متهاوية كل مرّة يجذبها بعنف، وقامَ أخيرًا بسَحبة مفزعة تهاوت بها جوستين قُربَهُ، وقد حمَلَ صدرها وجبهتها وخدّاها علامات هياجه
/ (https://imgbb.com/)
قال الكونت بريساك : "لنربط قدميها ويديها إلى هذه الشجرات على هيئة مربع"
كوّنا من ربطتَي عنقيهما وبضعة مناديل حبلاً يكفي لتقييدها بأقصى طريقة مؤلمة. وبهبوطها على الأرض، أوشكَ بطنها أن ينفجرَ بأية لحظة. وظنّت أنهما سيُمزقان ساقَيها. كانت تحسّ بالحياة من عنف آلامها. لكن وضعيتها وآلامها ظلّتا مصدر سعادة للرجُلين
/ (https://imgbb.com/)
ربطَ الدكتور رودن يدَي الفتاة العاجزة فشدّها إلى حلقة بعمود في منتصف حُجرة التقويم. أدارت جولي رأسها الجميل حزينة نحو معذّبها، ودموعها تنهمرُ مدرارًا. بينما كانَ يحدّق ثابتًا في صورة هذا البؤس مهتاجًا بها. وعلى غِرَّةٍ لم يكبح جماحََ غضبه فضربها ضربًا عنيفًا قاسيًا بسَوطٍ جلديّ. ارتجّت الطفلةُ فزعًا، لكن ذلك لم يزدهُ إلاّ هياجًا
/ (https://imgbb.com/)
حين دخلَ كليمن حجرتهُ مساءً، وجدَ جوستين هناك. سقطت على ركبتيها تتضرعُ أمامهُ استرحامًا، فأمرها زاجرًا بأن تنهض. قال : "ستعانين كثيرًا يا جوستين". كانت عيناهُ مُنفّرتان. وخشيةَ المزيد من إثارتهِ صمتت وهي تبلع أنفاسها في فزع حتى غطّى العرَقُ جبينها وأحرقَ الدمعُ عينيها. أدارها حولهُ، ثم قام يجلدُها بقضبانَ نحيلةٍ طويلة تلسعُ لحمها بضراوةٍ. ثم قال منتشيًا :"كم تُسعدينني، لم أجلد أحدًا منحني هذه اللذة العظمى". وبعد أن نالَ منه الإنهاك، قال كليمن :"هيا نرقد، هذا كثيرٌ عليكِ. أمّا أنا فلَم أنل كفايتي. لا يمََلُّ المرءُ من هذه الرياضة بسهولة، فهي مبهجة حقًّا. آهٍ يا فتاتي العزيزة، أيُّ متعة تجلبُها عليّ عذابات الآخرين
/ (https://imgbb.com/)
أُسْنِدَت إلى رُكبتيها جنب كرسي عال وسط الحجرة. ثم ثُبّتَ ذراعاها بوشاحين أسودين موصولَين بالسقف. اقتربَ الماركيز، بمبضع في يده. عيناه رطبتان، لاهث الأنفاس. فربطَ ذراعيها، وشرع بنخسهما بحركاتٍ سريعة كالطير. بدأ دمها ينبجس، وكان على وقع المنظر ينخُر باللذة. مضى ليجلس مقابل جوستين، ولم يُنَحّ عينيه المحترقتين لحظةً عن الدم الذي ينقّط منها في وعاءين أبيضين تحت ذراعيها
/ (https://imgbb.com/)
ألن أكونَ مُغفلاً لو أشفقتُ على فراخ الدجاج التي تُذبح لعشائي؟ الزوجة الآن كفرخ دجاج، كلاهما حيوانات أليفة عليها أن تُستخدم كما صممتها الطبيعة. وهكذا ترين أن الجنسين لا يناسب أحدهما الآخر قط، ومن الزيف القول إن الطبيعة خلقتهما للسعادة المتبادلة. خلقت فيهما الرغبة، للتناسل، ليس إلاّ، لا ليجدَ كلٌّ سعادتهُ في الآخر قطعًا. فالسعادة توجد فقط بخضوع المرأة الأعمى، والجبروت المطلق والإضطهاد من قِبَل سَيدها. تُعامَل بإختصار كالحيوانات، تُستخدم وقت الحاجة ثم تُعاد فورًا للحظيرة
/ (https://imgbb.com/)
تمعنت جوستين ثاني يوم في رفيقاتها بدقّة أكثر. يتراوح عمر الفتيات الأربع معها بين الخامسة والعشرين والثلاثين. ومع أنهن ذاهلات من البؤس، مشوّهات من العمل الشاق، إلاّ أنهن لا يزلن ينعمن بقليل من تذكار جمالهن الغابر. فجميعهن ممشوقات القوام، أمّا سوزان، أصغرهن، فجميلة على نحوٍ خاص، بعينين رائعتين وجسدٍ بديع. خطفها رولان من ليون ونقلها إلى هذا القصر هنا منذ ثلاث سنوات. عانت أكثر من الأخريات من ضراوة رولان. جَلدها بسوط من قضيب الثور، تصلّبت مؤخّرتها وخشُنت كجلد بقرة جُفّفَ في الشمس.
كنَّ يتعرينَ غالبًا، لا من الحرارة فقط، بل الأفدح ليكنَّ بوضعية أفضل عند تلقي نوبات الجَلد بسياط قضيب الثور الذي يجلبهُ سيدهن
/ (https://imgbb.com/)
من المؤسف حقًا أن ترتبط السادية الجنسية بشخص الماركيز الفرنسي فرانسوا دو ساد. ومن المؤسف أن يُقال على كل من يجد شيء من المتعة السادية في الجنس، هو نسخة من دو ساد!! ولكن واقع الأمر ليسَ كذلك، فليسَ الجميع يرى السادية الجنسية كما يراها دو ساد، وليس الجميع يستمتع بالسادية الجنسية على طريقة دو ساد. ولذلك سأعرض عليكم في هذا الموضوع نبذة عن الحياة السادية لهذا الماركيز المجنون، كما سأعرض عليكم مقتطفات من إحدى رواياته (رواية جوستين)، وذلك حتى نعرف السادية من وجهة نظر هذا الشخص، وبالتالي لا يكون ظننا سيئًا فيمن يمارس السادية الجنسية بشيء من الإعتدال
/ (https://imgbb.com/)
بدأت مسيرة انحرافه الحقيقية عام زواجه سنة 1763. وعلى الرغم من تبعات هياجه المسرف، ظلّت زوجته على ولائها له. فأخبرَته مرّة ‹‹ إني مجرد خادمة مطيعة لأوامرك. ويمكنكَ أن تعوّل عليّ كأعزّ وأخلص صديقة ››.
بدَأَ التردد على بيوت الدعارة، يختار الفتيات اللاتي يسمحن بجَلدهن، وسحق أثدائهن العارية وأفخاذهن المتجردة. وقد تجاوزت عربدته في إحدى المرات كل الحدود، فقُبض عليه في 29 أكتوبر 1763، وسُجنَ لإرتكابهِ إفراطًا شديدًا في التعذيب في أحَد المواخير. وكانت هذه بداية لنوبات سجنه المتلاحقة التي أجبرتهُ أخيرًا على قضاء عشرينَ عامًا من حياته وراء القضبان بسجن الباستيل
/ (https://imgbb.com/)
نالَ شهرة واسعة على أنه جلاّدَ نساء. وكبّدتهُ هذه المسيرة علاقة فاضحة عام 1768، حيث قامَ بإختطاف امرأة تُدعى روز كيلر، جرّدها عارية وقامَ بجَلدها حتى غطّى جلدها الدم. فهربت عارية من المنزل تصرخ طلبًا للشرطة. فقُبضَ على ساد وحوكمَ. لكن النبيل الخلّيع، وبتدخل عائلتهِ، عوقبَ فقط بالسجن سبعة أسابيع مع غرامة صغيرة
/ (https://imgbb.com/)
أقامَ علاقة مفتوحة مع أخت زوجتهِ الصغرى وسافر معها للخارج. أحاطَ نفسه بزمرة مومسات وشوّاذ جنسيًا كانَ يتسلّى معهم بتمثيليات جنسية مدروسة. وفي مرسيليز 1772، دعا ساد وتابعهُ أربع مومسات إلى حفلة جَلد، منحَ فيها الرجُلان الفتيات العاريات جرعة زائدة من عقاقير مثيرة بدرجة كادت تسمّمهن. فقدمن شكاية للسلطات، فحُكمَ على ساد بالإعدام غيابيًا، ففرَّ هاربًا إلى إيطاليا مع أخت زوجته
/ (https://imgbb.com/)
قضى سنوات هائمًا على وجهه، ثم عاد سنة 1774 إلى قصره الفرنسيّ، يستمتع بطقوس عربدتهِ من جديد خلفَ جدرانه العالية. لكن في ماي 1775 هربَت فتاتان بمقتبل عمريهما من القصر فسجّلتا ضده شكاوي اغتصاب وغواية. ثم قامَ بفضيحة أخرى. وهو ما دفعَ عمّهُ إلى القول "ابن أخي مجنون. عليكم بسَجنه". فلم يكن أمامَ ساد غير الفرار ثانيةً إلى ايطاليا التي مكثَ فيها 18 شهرًا. وبعد عودته لفرنسا، انغمسَ فورًا في عادتهِ القديمة. فجلبت عليه نزواتهُ السجنَ من جديد للمرة الخامسة خلال 14 عامًا. ثم أطلقَ سراحه سنة 1778
/ (https://imgbb.com/)
كانت حماته، مدام دي مونتريه، تحقد عليه وتكرههُ كره العمى. فقد كانت تبغضهُ لغوايتهِ ابنتها الصغرى، وهزئهِ من زواجه بإبنتها الكبرى. فساندت حكمًا عليه بالسجن المؤبد لـ "جرائمه ضد الإنسانية". فسُجنَ ساد من 1778 حتى 1784 في فنسن. ثم نُقلَ إلى سجن الباستيل من 1784 حتى 1789. ثم أودعَ مصحة عقلية في شارنتون حتى أفريل 1790، حيث نالَ حريتهُ أثناء فوضى الثورة الفرنسية، عندما نسيَ المحضر القضائي المكلف بإعداد قائمة المحكوم عليهم بالإعدام كتابةَ اسم دو ساد في سجلات السجن، وهكذا أطلقَ سراحه
/ (https://imgbb.com/)
وبعدَ خروجه من السجن، حاولَ ساد أن يعولَ نفسهُ من كتاباته، لكنه أفلسَ سنة 1800، فواجهَ السجن استحقاقًا لديونه هذه المرّة. كما أخطأَ بنشر كرّاسة فيها دعاية سياسية ضد نابليون لنَيل بضعة فرنكات، فسُجنَ ثانية سنة 1801. وبعدَ عامَين أودعَ مصحة شارنتون العقلية، فأمضى آخر 11 عامًا الباقية من حياته مجنونًا يائسًا. حاولَ مدير المصحة مرّاتٍ عديدة إخلاء سبيله، فكانَ يكتب "لدينا رجُل نالَ من فسوقه الوقح شُهرة واسعة، كما جلبَ عليهِ وجوده الفادح أعظم الثبور. يجب وضعه في عزلة تامة لحماية الآخرين من شطحاته، وفصله عمّا يُحيط به من ظروف قد تُلهب عواطفه المفزعة". ولكن لم يُفرَح عنه أبدًا. فصارَ ساد عجوزًا بدينًا مُعذبًا، فقضى سنواته المتبقية يكتب رسائل مهتاجة ومخطوطات مفككة، في سعيٍ منهُ لإفساد بقية المساجين، وللإحتجاج على ما يُعانيه من مشقّة. وكان ذلك دأبه حتى حانَ حينه، وآنت ساعته، ففارقَ الدنيا سنة 1814 غيرَ مأسوفٍ عليه
/ (https://imgbb.com/)
***
مقتطفات من رواية جوستين لـ ماركيز دو ساد
/ (https://imgbb.com/)
سألتهم مدام ديبو، وهي تتمنى أن تُجاري هياجهم : "ألا يستلزم الأمر أن تُبدي براهين على فضيلتها؟ ألن تنفعنا أكثر وهي خادمة؟"
فصاح أحد اللصوص، شبيهٌ بالثور : "أمسكوها! أمسكوها يا رفاق! يستحيل أن نُشبع أنفسنا بالطريقة المعتادة. ففضيلة الفتاة جدُّ ثمينة علينا، لكننا سنشبع بطريقةٍ ما، بأي طريقة! فدعوها تُعرّي نفسها الآن!"
قالت جوستين : "أتعرىّ! ماذا تريدون؟ لو خليتُ نفسي أمام نظراتكم هكذا، أفلن ...؟"
لم يكن لدى الرجُل مزاجٌ للتأجيل، فنهض يضرب جوستين بوحشية ليرغمها على الطاعة. أسندها إلى ركبتيه، ثم أنهالَ عليها ضربًا عنيفًا براحة يده. أهوَت بها ضرباته الأولى. لكن أحدهم مسكها من الكتفين لتظلّ ثابتة أمام اللكمات، فلم تستطع تفاديها، ازرقَّ لونها ثم اسودَّ من أثر اللكمات
وضربها اللص الثاني براحتَيه المفتوحتين على خَدَّيها، فمها، أذنيها، ثدييها، حتى استحال لون جلدها أحمر بنفسجيًا. ترَجّت منه الشفقة، ودموعها تقطر على خَدَّيها، لكن منظرها زادَ من شهوتهِِ فضاعفَ لكماته
وكان الثالث مهووسًا بالفسق، فأجبرها للخضوع لخيالاته الهمجية
أمّا الرابع فربطَ بكل منطقة بجسمها حبالاً، ومن بُعد ستة أقدام مسكَ الأطراف الأخرى بيديه. وبينما تلاطفه مدام ديبو وتُقبّله كانَ يجذب الحبالَ بشدّة، وهو يضحك بهوَس طيلة الوقت. وجوستين تترنّح متهاوية كل مرّة يجذبها بعنف، وقامَ أخيرًا بسَحبة مفزعة تهاوت بها جوستين قُربَهُ، وقد حمَلَ صدرها وجبهتها وخدّاها علامات هياجه
/ (https://imgbb.com/)
قال الكونت بريساك : "لنربط قدميها ويديها إلى هذه الشجرات على هيئة مربع"
كوّنا من ربطتَي عنقيهما وبضعة مناديل حبلاً يكفي لتقييدها بأقصى طريقة مؤلمة. وبهبوطها على الأرض، أوشكَ بطنها أن ينفجرَ بأية لحظة. وظنّت أنهما سيُمزقان ساقَيها. كانت تحسّ بالحياة من عنف آلامها. لكن وضعيتها وآلامها ظلّتا مصدر سعادة للرجُلين
/ (https://imgbb.com/)
ربطَ الدكتور رودن يدَي الفتاة العاجزة فشدّها إلى حلقة بعمود في منتصف حُجرة التقويم. أدارت جولي رأسها الجميل حزينة نحو معذّبها، ودموعها تنهمرُ مدرارًا. بينما كانَ يحدّق ثابتًا في صورة هذا البؤس مهتاجًا بها. وعلى غِرَّةٍ لم يكبح جماحََ غضبه فضربها ضربًا عنيفًا قاسيًا بسَوطٍ جلديّ. ارتجّت الطفلةُ فزعًا، لكن ذلك لم يزدهُ إلاّ هياجًا
/ (https://imgbb.com/)
حين دخلَ كليمن حجرتهُ مساءً، وجدَ جوستين هناك. سقطت على ركبتيها تتضرعُ أمامهُ استرحامًا، فأمرها زاجرًا بأن تنهض. قال : "ستعانين كثيرًا يا جوستين". كانت عيناهُ مُنفّرتان. وخشيةَ المزيد من إثارتهِ صمتت وهي تبلع أنفاسها في فزع حتى غطّى العرَقُ جبينها وأحرقَ الدمعُ عينيها. أدارها حولهُ، ثم قام يجلدُها بقضبانَ نحيلةٍ طويلة تلسعُ لحمها بضراوةٍ. ثم قال منتشيًا :"كم تُسعدينني، لم أجلد أحدًا منحني هذه اللذة العظمى". وبعد أن نالَ منه الإنهاك، قال كليمن :"هيا نرقد، هذا كثيرٌ عليكِ. أمّا أنا فلَم أنل كفايتي. لا يمََلُّ المرءُ من هذه الرياضة بسهولة، فهي مبهجة حقًّا. آهٍ يا فتاتي العزيزة، أيُّ متعة تجلبُها عليّ عذابات الآخرين
/ (https://imgbb.com/)
أُسْنِدَت إلى رُكبتيها جنب كرسي عال وسط الحجرة. ثم ثُبّتَ ذراعاها بوشاحين أسودين موصولَين بالسقف. اقتربَ الماركيز، بمبضع في يده. عيناه رطبتان، لاهث الأنفاس. فربطَ ذراعيها، وشرع بنخسهما بحركاتٍ سريعة كالطير. بدأ دمها ينبجس، وكان على وقع المنظر ينخُر باللذة. مضى ليجلس مقابل جوستين، ولم يُنَحّ عينيه المحترقتين لحظةً عن الدم الذي ينقّط منها في وعاءين أبيضين تحت ذراعيها
/ (https://imgbb.com/)
ألن أكونَ مُغفلاً لو أشفقتُ على فراخ الدجاج التي تُذبح لعشائي؟ الزوجة الآن كفرخ دجاج، كلاهما حيوانات أليفة عليها أن تُستخدم كما صممتها الطبيعة. وهكذا ترين أن الجنسين لا يناسب أحدهما الآخر قط، ومن الزيف القول إن الطبيعة خلقتهما للسعادة المتبادلة. خلقت فيهما الرغبة، للتناسل، ليس إلاّ، لا ليجدَ كلٌّ سعادتهُ في الآخر قطعًا. فالسعادة توجد فقط بخضوع المرأة الأعمى، والجبروت المطلق والإضطهاد من قِبَل سَيدها. تُعامَل بإختصار كالحيوانات، تُستخدم وقت الحاجة ثم تُعاد فورًا للحظيرة
/ (https://imgbb.com/)
تمعنت جوستين ثاني يوم في رفيقاتها بدقّة أكثر. يتراوح عمر الفتيات الأربع معها بين الخامسة والعشرين والثلاثين. ومع أنهن ذاهلات من البؤس، مشوّهات من العمل الشاق، إلاّ أنهن لا يزلن ينعمن بقليل من تذكار جمالهن الغابر. فجميعهن ممشوقات القوام، أمّا سوزان، أصغرهن، فجميلة على نحوٍ خاص، بعينين رائعتين وجسدٍ بديع. خطفها رولان من ليون ونقلها إلى هذا القصر هنا منذ ثلاث سنوات. عانت أكثر من الأخريات من ضراوة رولان. جَلدها بسوط من قضيب الثور، تصلّبت مؤخّرتها وخشُنت كجلد بقرة جُفّفَ في الشمس.
كنَّ يتعرينَ غالبًا، لا من الحرارة فقط، بل الأفدح ليكنَّ بوضعية أفضل عند تلقي نوبات الجَلد بسياط قضيب الثور الذي يجلبهُ سيدهن
/ (https://imgbb.com/)