حنفى الونش
01-30-2019, 07:43 PM
دائما ما يتم طرح هذا السؤال ودائما ما يراودني ويشغل حيزا من تفكيري .. إحنا هنا في نسوانجي ليه ؟! وهل الإنسان مجبول علي الأخلاق والخير والفضيلة ، والشر والرذيلة أمر عارض ومكتسب أم أنها طبيعة إنسانية وكلها صفات لازمت الإنسان منذ بداياته علي الارض!
وجدت ان الأمر معقد ليس من حيث وجود الخير والشر وتصارعهما ، ولكن من حيث تحديد مفهوم الخير والفضيلة ومفهوم الشر والرذيلة ، فمما لا شك فيه انه مع تطور الفكر الانساني فإن المجتمعات لعبت دورا أساسيا ومهما في تحديد تلك المفاهيم ، وهي مفاهيم مختلفة من بلد الي بلد ومن بيئة الي بيئة ومن مجتمع الي مجتمع من ثقافة الي ثقافة داخل المجتمع الواحد!
وتجريد مفهوم الفضيلة والرذيلة عن مفهوم المجتمع لكل منهما هو أمر شاق وصعب بل يكاد يكون مستحيلا ، فالإنسان كما يتأثر بغرائزه ووراثاته وإنطباعاته التي ولدت معه يتأثر أيضا بالمجتمع الذي يعيش فيه وبنظرة الناس له وتقديرهم لتصرفاته وما إذا كانت منطبقة آو غير منطبقة مع القواعد والاعراف المتعارف عليها مجتمعيا والتي ثبتت بطول الممارسة وقدم التاريخ .
من هنا كان للإنسان دائما سلوكان .. سلوك ظاهر للناس والمجتمع وسلوك شخصي له فقط يخفيه عن الناس ، ولا مصالحة أبدا بينهما ، لأن تلك المصالحة تتطلب إتفاقا بينهما وهو آمر من الصعب حدوثه ، بل ان هناك تناقض بين السلوكان يكاد يكون تناقض تام!
الناس دائما يقولون إن ظاهرهم كباطنهم وليس لديهم ما يخفونه ، وهم دائما يقولون عكس الحقيقة ، لكن محاولة معرفة ما في داخل النفوس هو امر صعب ومعرفته محفوفة دائما بالشك، وهذا من فضل **** علي الناس ، فلو انكشف ما في باطن الناس بعضهم لبعض ما إستقرت علاقة إجتماعية وما ظل المجتمع متماسكا !
إذا فلكل انسان سلوكا جماعيا يعود تقديره للناس والمجتمع ، وسلوكا شخصيا يعود تقديره هنا للشخص نفسه ، هذا السلوك الشخصي له تأثيراته وإنطباعاته علي المجتمع بصرف النظر عن ماهيته وطبيعته لكنه يظهر علي الرغم من صاحبه وعلي الرغم من كل ما يبذل من جهد لإخفائه!
فالمجنون علي سبيل المثال إنسان ضاع منه الاتزان العقلي ، لذلك هو غير صالح لمخالطة المجتمع ويتم عزله عنه ، لأن الذي يحكم السلوك في المجتمع هو العقل وقد فقده صاحبنا ، والناس يقولون لكل من جاء بعمل يخالف ما تعارف عليه المجتمع انه مجنون! فهم دائما يربطون بين العقل وبين السلوك في المجتمع!
اما السلوك الشخصي الذي يأتيه الانسان بين نفسه فهو سلوك تسيطر عليه الغريزة والشهوة والعاطفة ، ويفتقد الي العقل دائما ، فعلي سبيل المثال الإنسان الذي يمارس الأنماط الجنسية الغريبة التي نراها ونقرأ عنها هنا كاللواط والسحاق والمحارم والسادية .. الخ.. هو إنسان يسير خلف شهواته ويرتد الي الغريزة والنشأة البدائية للإنسان المجردة من كل عقل او خلق ! وهو بينه وبين نفسه ليس في حاجة لتبرير سلوكه لأنه لا أحد يحاسبه ، بينما هو أمام المجتمع مطالب بالحساب ، وهو يخشاه.. لذلك يلتزم سلوكا مجتمعيا معينا تعارف عليه الناس!
من هنا كانت الخلوة ضرورية لكل انسان ، لذاك كانت الاجازات البعيدة في المصايف او الريف آو رحلات السفاري في الصحراء أو الاختلاء بالنفس والدخول علي شبكة الانترنت بعيدا عن القيود ، كلها امور لابد منها حتي يحتفظ الانسان بالتوازن المطلوب بين حكم العقل والمجتمع وحكم الغريزة والعاطفة ، وهما في الواقع ليسا الا الخير من وجهة نظر كل طرف ، فالمجتمع يري الخير في احكامه وأعرافه وتقاليده والشخص يري لنفسه الخير في سلوكه الشخصي المخالف لسلوك المجتمع !
هذا التناقض الانساني من خير وشر وفضيلة ورذيلة هو تناقض طبيعي مساير لتناقض الطبيعة نفسها ، فالطبيعة متقلبة في فصولها ، ففيها القسوة والغضب والعنف ، ففيها الأعاصير والرياح والأمواج الهادرة التي تكنس ما يقف أمامها في ثوان معدودات ، وفيها الخير والحب والرحمة ، ولا يجب آن نركن الي السلوك الهادئ والجميل للطبيعة ، بل يجب أن نتذكر قسوتها وغضبها المفاجئ أيضا، ويجب آن نذكر أن الانسان فرع من آصل تلك الشجرة ، او هو نبع صغير من تلك الطبيعة ، ولا يمكن ان يكون النبع الا صورة مصغرة من هذا النهر الكبير !
وجدت ان الأمر معقد ليس من حيث وجود الخير والشر وتصارعهما ، ولكن من حيث تحديد مفهوم الخير والفضيلة ومفهوم الشر والرذيلة ، فمما لا شك فيه انه مع تطور الفكر الانساني فإن المجتمعات لعبت دورا أساسيا ومهما في تحديد تلك المفاهيم ، وهي مفاهيم مختلفة من بلد الي بلد ومن بيئة الي بيئة ومن مجتمع الي مجتمع من ثقافة الي ثقافة داخل المجتمع الواحد!
وتجريد مفهوم الفضيلة والرذيلة عن مفهوم المجتمع لكل منهما هو أمر شاق وصعب بل يكاد يكون مستحيلا ، فالإنسان كما يتأثر بغرائزه ووراثاته وإنطباعاته التي ولدت معه يتأثر أيضا بالمجتمع الذي يعيش فيه وبنظرة الناس له وتقديرهم لتصرفاته وما إذا كانت منطبقة آو غير منطبقة مع القواعد والاعراف المتعارف عليها مجتمعيا والتي ثبتت بطول الممارسة وقدم التاريخ .
من هنا كان للإنسان دائما سلوكان .. سلوك ظاهر للناس والمجتمع وسلوك شخصي له فقط يخفيه عن الناس ، ولا مصالحة أبدا بينهما ، لأن تلك المصالحة تتطلب إتفاقا بينهما وهو آمر من الصعب حدوثه ، بل ان هناك تناقض بين السلوكان يكاد يكون تناقض تام!
الناس دائما يقولون إن ظاهرهم كباطنهم وليس لديهم ما يخفونه ، وهم دائما يقولون عكس الحقيقة ، لكن محاولة معرفة ما في داخل النفوس هو امر صعب ومعرفته محفوفة دائما بالشك، وهذا من فضل **** علي الناس ، فلو انكشف ما في باطن الناس بعضهم لبعض ما إستقرت علاقة إجتماعية وما ظل المجتمع متماسكا !
إذا فلكل انسان سلوكا جماعيا يعود تقديره للناس والمجتمع ، وسلوكا شخصيا يعود تقديره هنا للشخص نفسه ، هذا السلوك الشخصي له تأثيراته وإنطباعاته علي المجتمع بصرف النظر عن ماهيته وطبيعته لكنه يظهر علي الرغم من صاحبه وعلي الرغم من كل ما يبذل من جهد لإخفائه!
فالمجنون علي سبيل المثال إنسان ضاع منه الاتزان العقلي ، لذلك هو غير صالح لمخالطة المجتمع ويتم عزله عنه ، لأن الذي يحكم السلوك في المجتمع هو العقل وقد فقده صاحبنا ، والناس يقولون لكل من جاء بعمل يخالف ما تعارف عليه المجتمع انه مجنون! فهم دائما يربطون بين العقل وبين السلوك في المجتمع!
اما السلوك الشخصي الذي يأتيه الانسان بين نفسه فهو سلوك تسيطر عليه الغريزة والشهوة والعاطفة ، ويفتقد الي العقل دائما ، فعلي سبيل المثال الإنسان الذي يمارس الأنماط الجنسية الغريبة التي نراها ونقرأ عنها هنا كاللواط والسحاق والمحارم والسادية .. الخ.. هو إنسان يسير خلف شهواته ويرتد الي الغريزة والنشأة البدائية للإنسان المجردة من كل عقل او خلق ! وهو بينه وبين نفسه ليس في حاجة لتبرير سلوكه لأنه لا أحد يحاسبه ، بينما هو أمام المجتمع مطالب بالحساب ، وهو يخشاه.. لذلك يلتزم سلوكا مجتمعيا معينا تعارف عليه الناس!
من هنا كانت الخلوة ضرورية لكل انسان ، لذاك كانت الاجازات البعيدة في المصايف او الريف آو رحلات السفاري في الصحراء أو الاختلاء بالنفس والدخول علي شبكة الانترنت بعيدا عن القيود ، كلها امور لابد منها حتي يحتفظ الانسان بالتوازن المطلوب بين حكم العقل والمجتمع وحكم الغريزة والعاطفة ، وهما في الواقع ليسا الا الخير من وجهة نظر كل طرف ، فالمجتمع يري الخير في احكامه وأعرافه وتقاليده والشخص يري لنفسه الخير في سلوكه الشخصي المخالف لسلوك المجتمع !
هذا التناقض الانساني من خير وشر وفضيلة ورذيلة هو تناقض طبيعي مساير لتناقض الطبيعة نفسها ، فالطبيعة متقلبة في فصولها ، ففيها القسوة والغضب والعنف ، ففيها الأعاصير والرياح والأمواج الهادرة التي تكنس ما يقف أمامها في ثوان معدودات ، وفيها الخير والحب والرحمة ، ولا يجب آن نركن الي السلوك الهادئ والجميل للطبيعة ، بل يجب أن نتذكر قسوتها وغضبها المفاجئ أيضا، ويجب آن نذكر أن الانسان فرع من آصل تلك الشجرة ، او هو نبع صغير من تلك الطبيعة ، ولا يمكن ان يكون النبع الا صورة مصغرة من هذا النهر الكبير !