إبحث عن الحق أينما كان .. لعلها تصل الرسالة !

[baher ellnemr]

/ />

هذا الروب الأسود و الذى يمثل الزى الرسمى للمحامى أمام منصة القضاء ، و الذى بدأت قصته فى أواخر القرن الثامن عشر ميلاديا و تحديدا فى عام 1791 فى فرنسا ،
تذكر إحدى الروايات بأن قاضيا كان يجلس فى شرفته ليلا عندما شاهد مشاجرة على جانب الطريقين بين رجلين انتهت بمقتل احدهما بينما فر الآخر ، فجاء رجل آخر ليحاول إنقاذ القتيل فحمله و ذهب به إلى المستشفى ، و لكنه فوجئ باتهامه بقتل الرجل عمدا ، و للصدفة كان القاضى نفسه هو من سيحكم فى تلك الجريمة ، و برغم مشاهدة القاضى لتفاصيل الجريمة إلا أنه حكم بما جاء فى المحضر و بما نصت عليه الأوراق و بما يتوافق مع القانون الجنائى ، فحكم بإعدامه رغم علمه بأنه غير مذنب .
و بعد معاناة القاضى من عذاب الضمير قرر الاعتراف امام الرأى العام بتفاصيل ما شاهده فى الواقعة و أقر بأنه قد حكم على برئ بالاعدام .

و فى يوم آخر بينما كان القاضى يناقش قضية ما ، وجد المحامى فى هذه القضية يقف أمامه مرتديا هذا الروب الأسود و حينما سأله القاضى : لماذا ترتدى هذا الثوب الأسود ؟
فأجاب : لكى أذكرك بفعلتك السوداء حينما حكمت على برئ بالاعدام ظلما .
و منذ ذلك الحين أصبح هذا هو الزى الرسمى لكل المحامين فى كل أرجاء العالم لعله يكون تنبيها و توجيها للقاضى بأنه إن أخطأ فى العفو فخير له من أن يخطئ فى العقوبة .




لكن بقى شئ آخر فى ذلك الثوب الأسود ، و هو الشارة البيضاء و التى تعبر عن بارقة الأمل وسط ذلك السواد الحالك ، فتمسك بتلك النقطة البيضاء حتى و إن كانت صغيرة و ابحث من خلالها عن الطريق إلى الحق أينما كان .. و لا تجعل بريئا يتحمل ذنب مذنب .


/>