احمد رشوان
07-16-2018, 08:35 AM
قصـــة قصيـــــرة
-----------------
ارض الحــــــــــب
=============
تحت النجفة الكبيرة بالكنيسة .... وقف "عادل" متأملا الصلوات المكتوبة والصور الناطقة حينا .. والمرنمة أحيانا على جدران الكنيسة منتظرا "القس إبراهيم" .. في ذات الوقت الذي تنتظر فيه "منى" في الطرف الآخر من المدينة انتهاء صلاة المغرب بالزاوية الصغيرة أسفل منزلها حتى تستجمع شجاعتها وتروي لـ"الشيخ عبد ****" إمام المسجد .. ومدرسها السابق .. مشكلتها وهي متاكدة انه سيصون سرها .. فهو فوق هذا .. جارهم بالشقة المقابلة .. كان الشعر الفضي يغطي معظم وجه "القس إبراهيم" .. بينما ترك "الشيخ عبد ****" شاربه حليقا .. وكان الاثنان يمتلكان جلبابان من القطن المصري الممتاز فاقتسماهما .. فأخذ احدهم صمت وهدوء وسكينة الليل .. بينما اخذ الاخر نور ونار النهار .. واستعاض كل منهم اللون الاخر باللحية .
القس إبراهيم : أهلا يا بني ... خير ؟.
ردت منى تحية الشيخ : **** يسلمك يا مولانا .
عادل : يا بونا ... انا في مشكلة كبيرة .
الشيخ عبد **** : خير إنشاء **** يا منى يا بنتي .. مشكلة إيه ؟ .
قال عادل خجلا : أنا بحب فتاة .
الشيخ عبد **** : الحب يا بنتي أرقى انواع العلاقات البشرية طالما كان طاهرا .
منى مبادرة : وحياة ربنا يا مولانا .. حبيبي .. أقصد "عادل" .. لم يحاول حتى
لمس يدي فهو يخاف علي حتى من نفسه.
القس إبراهيم مبتسما : ما أجمل الحب الطاهر يا بني .. فإنه حب يباركه الرب .. ف**** محبه
كما تعلم .
عادل : أنا عارف يابونا .. بس المشكلة ان البنت اللي بحبها مسلمة ..
اتسعت حدقتا عين الشيخ عبد **** وصاح مستنجدا .. لا حول ولا قوة
إلا ب**** العلي العظيم .. ليه كده يا بنتي ..
مني .. خجلة : مش بإيدي يا مولانا .. احنا زمايل في الجامعة .. ومكانش باين عليه
أي اختلاف عنا .. فهو دمث الخلق .. خجول النظرات .. محب لجميع
زملائه ومحبوب منهم ..
- نظر" القس إبراهيم" باتجاه أحد الصلوات المكتوبة خلف الشموع المضيئة بحائط الكنيسة ورددها .. ثم اتجه بنظراته صوب "عادل" بحنو .. قائلا : إن وصفك لمحبوبتك واخلاقها زاد من صعوبة المشكلة .
بصوت يملؤه الامل : يعلم **** أني لم أقل سوى الحق .. ولم امتدحها بشيء ليس فيها .. فأنا امامك يا أبونا عاري تماما .. هنا ابتسم "الشيخ عبد ****" للابنة المسكينة وقال لها .
لو لم اعلم بحكم جيرتنا .. انك مواظبة على الصلاة .. ودائمة قراءة القرءان .. وانك مثال للورع لكان الامر هينا علي .. التقط "القس إبراهيم" طرف الحديث .. قائلا لـ"عادل" .
أنا حاسس إن ربنا عايز يقول حاجة بقصتكم دي .. فكر معي يا "عادل" .. يمكن نقدر نفهم ربنا عايز يقول ايه .
بلهفة رد "عادل" : نفسي يابونا .. ياما حاولت .. وسالته في صلواتي .. وفي ليلة نمت
وأنا احتضن الصليب .. فرأيت في الحلم من يقول لي أمامك الحل ولا تراه .
- تعجب "الشيخ عبد ****" من الحلم الذي روته منى .. وقال لها .
أعوذ ب**** من الشيطان الرجيم .. اياك ووسوسة الشيطان .
منى : لكنه صوت جميل يا مولانا .
صمت "القس إبراهيم" لحظات قبل أن يجيب .. ان ابليس يدق بابك .. اياك ان تفتح له يا بني .. فتندم طوال حياتك .
يعترف عادل بخجل : لقد فكرت يابونا في تغيير ديني .. حتى لا أفقد منى .. لكني وجدت
انه من العار أن أضحي بمن ضحى من أجلى .. وان ألمي لفراق
محبوبتي لا يعادل بأي حال الآلام التي تحملها عني .. وان حبي له لا
يدانيه أي حب آخر .
الشيخ عبد **** : **** اكبر .. **** اكبر .. بارك **** فيك يا ابنتي .. وقوى ايمانك اكثر
وأكثر .. واعانك على مجابهة وسوسة الشيطان .
منى متسائلة : يعني مفيش امل يا مولانا .
القس إبراهيم باسما : إزاي مافيش امل والحياة وقودها الأمل .. لكن عايز أسالك سؤال
وترد علي بصراحة وبدون خجل أو حرج .
عادل مؤكدا : لن تجد مني سوى الصراحة يابونا .
بخجل محبب قال الشيخ عبد **** : هل .. هل تستولى عليك يا بانتى رغبة التملك واعذريني لو
قلت .. شهوة الجسد وانت معه واقعا او حلما .. اسف يا بنتي ولكن
يجب أن تعلمي ان راحتك في صراحتك .
منى بكلمات كطلقات الرصاص : أبدا .. أبدا يا مولانا .. أقسم لك ..
- نهر القس إبراهيم .. "عادل" قائلا : لا تقسم .. فأنا أصدقك .. يا بني .. لقد حلت مشكلتكما .. فإن كان اختلاف عقائدكم يمنع زواجكم .. فإن اتحاد إيمانكم ب**** الواحد خالق وواهب الحب يبيح حبكم الطاهر المبارك ..
فهمت "منى" ما يرمي إليه الشيخ عبد **** .. فقالت بصوت يملؤه الاقتناع المشوب بالألم : لكن الفراق صعب قوي يا مولانا .. فرد" الشيخ عبد ****" ضاحكا : لكنه فراق مؤقت يا بنيتي .. حتى تلتقيا قريبا في المكان الذي توحدت القلوب والعقائد فيه .
سال عادل القس ابراهيم بلهفة : إمتى ؟ .. وفين يابونا ؟ .. فرد "الشيخ عبد ****" و
"القس إبراهيم" بصوت متحد قوي وجميل .. بعد حين .. هناك .. هناك .. في أرض الحب .
بقلم / احمد حسين
القاهرة 2/5/2006
-----------------
ارض الحــــــــــب
=============
تحت النجفة الكبيرة بالكنيسة .... وقف "عادل" متأملا الصلوات المكتوبة والصور الناطقة حينا .. والمرنمة أحيانا على جدران الكنيسة منتظرا "القس إبراهيم" .. في ذات الوقت الذي تنتظر فيه "منى" في الطرف الآخر من المدينة انتهاء صلاة المغرب بالزاوية الصغيرة أسفل منزلها حتى تستجمع شجاعتها وتروي لـ"الشيخ عبد ****" إمام المسجد .. ومدرسها السابق .. مشكلتها وهي متاكدة انه سيصون سرها .. فهو فوق هذا .. جارهم بالشقة المقابلة .. كان الشعر الفضي يغطي معظم وجه "القس إبراهيم" .. بينما ترك "الشيخ عبد ****" شاربه حليقا .. وكان الاثنان يمتلكان جلبابان من القطن المصري الممتاز فاقتسماهما .. فأخذ احدهم صمت وهدوء وسكينة الليل .. بينما اخذ الاخر نور ونار النهار .. واستعاض كل منهم اللون الاخر باللحية .
القس إبراهيم : أهلا يا بني ... خير ؟.
ردت منى تحية الشيخ : **** يسلمك يا مولانا .
عادل : يا بونا ... انا في مشكلة كبيرة .
الشيخ عبد **** : خير إنشاء **** يا منى يا بنتي .. مشكلة إيه ؟ .
قال عادل خجلا : أنا بحب فتاة .
الشيخ عبد **** : الحب يا بنتي أرقى انواع العلاقات البشرية طالما كان طاهرا .
منى مبادرة : وحياة ربنا يا مولانا .. حبيبي .. أقصد "عادل" .. لم يحاول حتى
لمس يدي فهو يخاف علي حتى من نفسه.
القس إبراهيم مبتسما : ما أجمل الحب الطاهر يا بني .. فإنه حب يباركه الرب .. ف**** محبه
كما تعلم .
عادل : أنا عارف يابونا .. بس المشكلة ان البنت اللي بحبها مسلمة ..
اتسعت حدقتا عين الشيخ عبد **** وصاح مستنجدا .. لا حول ولا قوة
إلا ب**** العلي العظيم .. ليه كده يا بنتي ..
مني .. خجلة : مش بإيدي يا مولانا .. احنا زمايل في الجامعة .. ومكانش باين عليه
أي اختلاف عنا .. فهو دمث الخلق .. خجول النظرات .. محب لجميع
زملائه ومحبوب منهم ..
- نظر" القس إبراهيم" باتجاه أحد الصلوات المكتوبة خلف الشموع المضيئة بحائط الكنيسة ورددها .. ثم اتجه بنظراته صوب "عادل" بحنو .. قائلا : إن وصفك لمحبوبتك واخلاقها زاد من صعوبة المشكلة .
بصوت يملؤه الامل : يعلم **** أني لم أقل سوى الحق .. ولم امتدحها بشيء ليس فيها .. فأنا امامك يا أبونا عاري تماما .. هنا ابتسم "الشيخ عبد ****" للابنة المسكينة وقال لها .
لو لم اعلم بحكم جيرتنا .. انك مواظبة على الصلاة .. ودائمة قراءة القرءان .. وانك مثال للورع لكان الامر هينا علي .. التقط "القس إبراهيم" طرف الحديث .. قائلا لـ"عادل" .
أنا حاسس إن ربنا عايز يقول حاجة بقصتكم دي .. فكر معي يا "عادل" .. يمكن نقدر نفهم ربنا عايز يقول ايه .
بلهفة رد "عادل" : نفسي يابونا .. ياما حاولت .. وسالته في صلواتي .. وفي ليلة نمت
وأنا احتضن الصليب .. فرأيت في الحلم من يقول لي أمامك الحل ولا تراه .
- تعجب "الشيخ عبد ****" من الحلم الذي روته منى .. وقال لها .
أعوذ ب**** من الشيطان الرجيم .. اياك ووسوسة الشيطان .
منى : لكنه صوت جميل يا مولانا .
صمت "القس إبراهيم" لحظات قبل أن يجيب .. ان ابليس يدق بابك .. اياك ان تفتح له يا بني .. فتندم طوال حياتك .
يعترف عادل بخجل : لقد فكرت يابونا في تغيير ديني .. حتى لا أفقد منى .. لكني وجدت
انه من العار أن أضحي بمن ضحى من أجلى .. وان ألمي لفراق
محبوبتي لا يعادل بأي حال الآلام التي تحملها عني .. وان حبي له لا
يدانيه أي حب آخر .
الشيخ عبد **** : **** اكبر .. **** اكبر .. بارك **** فيك يا ابنتي .. وقوى ايمانك اكثر
وأكثر .. واعانك على مجابهة وسوسة الشيطان .
منى متسائلة : يعني مفيش امل يا مولانا .
القس إبراهيم باسما : إزاي مافيش امل والحياة وقودها الأمل .. لكن عايز أسالك سؤال
وترد علي بصراحة وبدون خجل أو حرج .
عادل مؤكدا : لن تجد مني سوى الصراحة يابونا .
بخجل محبب قال الشيخ عبد **** : هل .. هل تستولى عليك يا بانتى رغبة التملك واعذريني لو
قلت .. شهوة الجسد وانت معه واقعا او حلما .. اسف يا بنتي ولكن
يجب أن تعلمي ان راحتك في صراحتك .
منى بكلمات كطلقات الرصاص : أبدا .. أبدا يا مولانا .. أقسم لك ..
- نهر القس إبراهيم .. "عادل" قائلا : لا تقسم .. فأنا أصدقك .. يا بني .. لقد حلت مشكلتكما .. فإن كان اختلاف عقائدكم يمنع زواجكم .. فإن اتحاد إيمانكم ب**** الواحد خالق وواهب الحب يبيح حبكم الطاهر المبارك ..
فهمت "منى" ما يرمي إليه الشيخ عبد **** .. فقالت بصوت يملؤه الاقتناع المشوب بالألم : لكن الفراق صعب قوي يا مولانا .. فرد" الشيخ عبد ****" ضاحكا : لكنه فراق مؤقت يا بنيتي .. حتى تلتقيا قريبا في المكان الذي توحدت القلوب والعقائد فيه .
سال عادل القس ابراهيم بلهفة : إمتى ؟ .. وفين يابونا ؟ .. فرد "الشيخ عبد ****" و
"القس إبراهيم" بصوت متحد قوي وجميل .. بعد حين .. هناك .. هناك .. في أرض الحب .
بقلم / احمد حسين
القاهرة 2/5/2006