وسام الكمال
06-01-2018, 08:31 AM
البحث عن جسد
هذه القصة خياليه - العنوان والمحتوى مستوحى من رواية بنفس الاسم للكاتب الكبير يوسف السباعي 1953
/ (/ /> يوسف السباعي 1917 القاهرة - 1978 قبرص
كنت اسير في شارع سليمان باشا واعبر الطريق بين اكسليسيور وسينما ميامي عندما دهمتني سيارة مسرعه ..
غمرني ذهول لطيف للحظات ... شعرت بقطرات الماء التي يرشها بعض المارة على وجهي .. ثم صعدت الى اعلى ..
انا ارى نفسي ملقاة على الاسفلت .. حولي الكثير من المارة ميزت منهم شقيقتي .. بعضهم يصفع وجهي لكي افيق .. بعضهم يسحب جوبتي ليغطي ساقي .. واحده اخذت حقيبتي وهاتفي المتحرك بخفة يد .. سائق السيارة التي صدمتني يلطم وجهه ويلعن اليوم الذي اخرجه من بيته هذه الساعة .. الدماء التي بدات تسيل من فمي وانفي اعلنت النهاية .. غطاني رجل شهم بورق صحيفته اليومية المفضله انتظاراً لوصول سيارة الاسعاف !!
لكن مهلاً انا ما زلت هنا ايها الحمقى انظر لكم ولنفسي من اعلى .. شقيقتي المنهارة التي سحبتها بعض النسوة الى الطوار واجلسنها بالقوة بعيداً عني .. تلك اللعينه التي سرقت حقيبتي وهاتفي .. ذلك الرجل الذي ينظر برثاء الى جريدته المفضلة التي تلوثت بدمائي .. المشهد باكمله غير لطيف بالمرة ..
- فعلاً غير لطيف
نظرت بدهشه الى يميني فوجدت ذلك الرجل .. مهيب في لطف .. وسيم بغير ابتذال .. صوته رخيم .. كان يحلق مثلي في السماء !!
- هلمي بنا فمشوارك طويل ..
طاوعته بلا مناقشه واتجهنا الى قلب السماء !!
------------------------------------------------------
بعد ساعات قضيناها في انتقال اثيري لطيف ظننتها ثواني بعمر البشر قال :
- لا بد من بعض الاجراءات الروتينية .. اسمك وسام نور الحسن الكمال عمرك...
قاطعته : لا اسمي نداء نور الحسن الجمَال
- مستحيل !!! (قالها بجزع)
- كما قلت لك هذا اسمي
- مد يده في جيبه واخرج ايباد واخذ يفر صفحاته الرقمية بلهوجه ..
وجهه بدا يصفر ويصفر حتى اصبح مثل الليمونة المعصورة ..
- هناك خطأ ما ..
- ماذا تعني بان هناك خطأ ما ؟!!
- عزيزتي لست المطلوبة .. المطلوبة .. المطلوبة (وهو يفر في الايباد ) وسام نور الحسن الكمال كان من المفترض ان يسقط على رأسها قالب حجري من اعلى المبنى و و و ...
- امممممممممم والمطلوب (بنفاذ صبر)
- سنعود .. اعيدك تحت صحيفة ذلك الرجل الطيب وينقذك رجال الاسعاف
- اها وتسقط قالب الطوب على رأس تلك المسكينه ويغطيها الرجل بصحيفته وتسرقها تلك المرأة ؟!!
- نعم الغلط مردود (برجاء)
- لا
- ماذا الا تحبين الحياة ؟!!
- كنت .. اما الان وهذا الشعور بالخفه وقد تخلصت من ثقل جسدي فلا .. لست مجنونه لكي اعود ..
- ارجوكي الامر ليس فيه مزاح والحساب سيكون عسير ..
- ليس خطأي على اي حال .. ثم كيف اعود بعد ان رأيت وعرفت ..
- اعدك لن تتذكري شيء ستظنين انها غيبوبة وهلاوس
- واذا رفضت ؟!!
- سينالني الاذى وستعودين مجبره ..
-------------------------------------------------
عدت مع رفيقي الى الارض وكانت قد مرت بضع ساعات .. الشارع خالي من الزحام وحركة السير عاديه .. اين ذهبت جثتي ؟!!
- هلمي الى المستشفى
ذهبنا الى القصر العيني وفتش هو في الاوراق بقوته الخارقه دون ان يمسها ليكتشف انهم سلموا الجثمان الى اسرتي منذ قليل !!
عندما ذهبنا الى البيت لم نجد احد .. كان البواب يضرب كف بكف بينما زوجته تبكي شبابي .. واحد من الجيران سأل عني فقال له البواب : زمانهم بيدفونها في ترب الغفير !!
طرنا الى الغفير وعندما وصلنا وجدنا التربي يرش الماء على التراب بعد ان سد فوهة القبر تماماً !!
عندما التفت الى رفيقي وجدت الدموع في عينيه ..
قلت له وانا اشعر بلذه غريبه : والان ماذا ستفعل ؟!!
اطرق قليلاً وقال تعالي لنجلس في مكان هاديء ونفكر ..
-------------------------------------------
طرنا الى القطب الشمالي وجلسنا على حافة جبل جليدي يتحرك تجاه الجنوب ..
- انتي لم يحن موعدك بعد .. وسام نجت مؤقتاً ولكن يجب ان ترحل .. اذا اعدتك لجسدك الاصلي ستموتين خلال دقائق من الاختناق في المقبرة ..
-قلت بدون تركيز وانا اتحسس برودة جبل الجليد اللطيفة : اها وماذا بعد ؟!!
- يجب ان نبحث لكي عن جسد جديد ..
نظر لي باشفاق منتظراً ردة فعلي ..
- هذا عبث انا احب جسدي القديم واحب اسمي !!
- اسمعي سيمنحك هذا الامر فرصه لتجربة جديدة لما تبقى من حياتك
ثم قال وهو يفر صفحات ايباده الالكترونية : ما رأيك ان تصبحي رجل الاعمل صبحي الشماشونجي دوره سيحل بعد ساعات !!
- ييييييييييييييييع ويغطي جسدي الشعر مثل القرود ويصبح لي قضيب متدلي والاحق النساء لينتصب شيء هيهاااااااااات
- اعتذر منكي فانا لا افهم في مثل تلك الامور فكلكم لدينا سواء اناث وذكور
- فلتفهمها الان جيداً من فضلك
- حسناً تقبلي اعتذاري
- قبلت
- ما رأيك ان تصبحي طفله رائعه عمرها سنتان وهي على القائمة المستعجله .. هااا عمر طويل وشقاوه وتحددي مستقبلك كما تريدين ..
- لا طبعاً لا اريد ان اتغوط واتبول على نفسي ويطعمني الكبار كما يريدون ويحملني ويقبلني الاوغاد والسخيفات !!
- حيرتيني معك (بنفاذ صبر) .. اسمعي ستكوني وسام نور الحسن الكمال !! انتهى !!!!!
-----------------------------------------------------------
وجدت نفسي ملقاه على الارض امام مقهى اكسيلسيور .. الدماء تسيل من رأسي .. جرسون المقهى عم لطفي يكبس الجرح بمسحوق البن الطازج .. ورجل الجريدة يضرب كف بكف وهو يقول : تاني ست النهارده تتلقح التلقيحه دي استرها يارب ..
وطبعاً كانت هناك المرأة تسرق حقيبتي وهاتفي المتحرك .. الحقيرة هذه ثاني مره في يوم واحد !!
افقت قبل وصول الاسعاف .. اجلسني عم لطفي على كرسي .. سقاني بعض الماء .. سلامات يا ست الكل .. عين وصابتك .. لازم صاحب العمارة يصلح السور مش كل اتوبيس يعدي يوقع طوبه .. بلغوا البوليس ..
ثم رأيت ذلك الرجل يتقدم مني ويجلس على الارض امامي وهو يقول : الف سلامه يا ست الكل ..
لم اعرفه طبعاً ولكن نظرته تشي بانه يعرفني جيداً ..
شعره مفلفل .. قمحي .. ملامحه حاده .. لزج الحركات في غير افتعال (فلن تحتاج الى مجهود لكي تكون شخص لزج) ..
شكر الجميع وودعهم (يبدو انه معروف هنا) وطلب لي تاكسي و وذهبنا الى حيث لا اعرف !!!
----------------------------------------------------------------
امام واحده من عمارات حي عابدين العتيقه توقف التاكسي .. نزلت وانا اتسند على حسن .. اسمه حسن كما عرفت ..
صعدنا من مدخل العمارة الخلفي الى السطح .. وامام الباب طالبني بالمفتاح .. ولما لاحظ حيرتي قال :
- ولاد الحرام سرقوا شنطتك .. معلش يا ست الكل تتعوض ..
مد يده وراء اصيص زرع واخرج نسخة مفتاح يبدو انها احتياطيه وفتح الباب ..
تشبه شقق الاستوديو الحديثه مع لمسة مبتذله .. غرفة نوم واستقبال ومعيشه في نفس الوقت وحمام ومطبخ صغيرين ..
مد يده للثلاجة واخرج منها قارورة جعه فتحها باسنانه واخرج بيده الاخرى قرص دواء من جيبه ثم قال وهو يناولني اياه :
- بقين بيره مع البرشام دي وحتنامي زي القتيل .. لا صداع ولا وجع
ابتلعت البرشام مع بقين البيره واستسلمت للرقاد على السرير الوحيد في الغرفه .. اما حسن فقد اطفأ الانوار وذهب ..
-------------------------------------------------
عندما استيقظت في اليوم التالي لم اكن احسن حالاً ... الصداع يكاد يفتك برأسي .. هناك كرة في رأسي من اثر البن المختلط بالدم المتجلط .. قمت من السرير وانا اتخبط من حولي وغير قادره على ضبط اتجهاتي ..
بالرغم من كل ما انا فيه كنت اريد ان ارى نفسي .. اين المرآة .. اااااه هنا خلف ضرفة الدولاب ..
من هذه المراة !!! اصابني فزع حقيقي لرؤية شكلي الجديد !!!
شعر مشعث مغبره لازال عليه تراب رصيف مقهى اكسيليسور .. وجهي الجديد مسود من التراب والارهاق ...
على اي حال وسام اصغر من بما لا يقل عن عشرين عام .. وجهها ريان .. شعرها اسود حالك حتى مع ما فيه من غبار .. بشرتها بيضاء .. ملامحها فيها ملاحه مع مسحة مجون انطبعت على وجهها ..
ذهبت الى الحمام .. لا بانيو هنا .. مجرد دوش على البلاط مباشرة .. وقفت تحت الدش فسالت تحت اقدامي بركه هي خليط من التراب والبن والدماء ..
نظرت الى ساقي (او ساق وسام) فرأيت خطوط من الماء تغزو التراب المتجمع عليها فتشكل لوحة سريالية الطابع .. افسدتها بتركيز المياه عليها ..
اخيراً افقت .. شعرت ببعض الحرج وانا اغسل المناطق الحميمه من جسد وسام ..
كانت عظيمة العناية بتلك المناطق .. لا اثر لشعره واحده .. عمق النعومة دلني على انها تستخدم طريقة الحلاوة التقليدية في ازالة الشعر من جميع مناطق جسدها ..
كان يجب ان تكون الان تحت الارض ولكن ...
يا ترى كيف حال جسدي العزيز الان !!
طردت ذلك الخاطر السخيف من رأسي .. سحبت منشفتها وجففت جسدها بحرص وان اتحسس خطواتي جيداً بين ثناياته ..
عندما انتهيت نظرت في مرآة الحمام .. هذه المليحة الشابة الغضه ليست انا .. ولكن على ان اتعايش معها ما بقي من عمري او عمرها !!
-------------------------------------------------
عثرت بسهوله على البن والسكر في المطبخ الصغير .. وكما توقعت هو بن اسود غامق ثقيل لا يستخدم للاستمتاع بفنجان قهوة بقدر الحاجة الى افاقه عاجلة في اوقات الضرورة ..
عثرت على صندوق سجائر امريكية ثقيلة (عشرين علبه) الى جوار التلفزيون "هذه الفتاة مدمنة تدخين" اشعلت سيجارة وشربت قهوتي وانا ما زلت ملفوفه بفوطة وسام الضخمه ..
عندما انتهيت فتحت دولابها لابحث عن ما ارتديه .. وما رأيته اصابني بالذهول !!
رأيت مايوهات سباحه اضيف اليها ترتر وقصب ملون لتصبح شيء يشبه ما كانت ترتديه راقصات زمان مع اختصارات ضخمه في القماش تصل الى درجة العري شبه التام !!
ملابس وسام الاخرى لم تكن افضل حالاً .. كلها ضيقة او شفافه او قصيرة وممتلئة بالترتر والتهاويل والاحرف والاسماء وبعضها ممزق من المصنع وبعضها قامت هي بتمزيقه بنفسها في مناطق معينه !!
لا يوجد ملابس مريحة عند وسام سوى جلاليب البيت القطنيه الواسعه البارده مع ملابس داخليه قطنيه ايضاً ..
---------------------------------------------------------
عندما اتى حسن في المساء ادرك بسهوله انني فقدت الذاكره .. انا لا اعرفه ولا اعرف نفسي ولا اعرف اين انا حتى !!
عرفت منه بالتدريج انني اعمل راقصه في الملهى الليلي المجاور لمسرح وسينما ميامي في شارع طلعت حرب .. تذكرته بسهوله .. فانا من مرتادي مسرح ميامي واتذكر جيداً مدخل الملهى المخيف على بعد مترين من مدخل المسرح والفتيات امامه وقد لطخن وجوههن بالاصباغ ووقفن باستهتار جذباً لزبائن المسرح من الرجال في المستقبل !!
ولما قلت لحسن انني فقدت الذاكرة وبالتالي لا استطيع ان ارقص .. ضحك حتى استلقى على قفاه ثم اخرج صوت حلقي من انفه واشعل سيجاره حشيش كريهة الرائحة وقال : يا ست الكل ده البنات بتتولد وهي بتعرف ترقص .. وكل زباينا يا سكرانين يا مساطيل محدش جاي يشوف فريدة فهمي ولا فرقة رضا .. كلهم جايين يشوفوا لحم بيلعلعط ..
ثم مال الى الامام وقال وهو يضغط على مخارج حروفه : واخر الليل بنروح مع زبون تقيل نريحه ويريحنا !!
لعنت في سري من وضعني في هذا الموقف .. فمن الواضح ان حسن اللطيف يخفي وجه اخر خلف قناعه اللزج ..
ودعني حسن مع موعد باللقاء غداً استعداداً للعودة الى العمل !!
--------------------------------------------------------------
في اليوم التالي اتاني حسن ومعه سيدة نحيفه حادة الملامح قامت بتزيين وجهي استعداداً للعمل ..
غطست السيدة وجهي في المساحيق والاصباغ حتى بدوت مثل عروسة المولد بدون مبالغه او ربما مهرج في السيرك !!
- كنت متأكد انك مش حتقدري تظبطي مكياجك .. الولية لهفت الشيء الفلاني بس مش خسارة .. ست الكل من بكره حتعملي مكياجك بنفسك واديكي اتعلمتي ..
------------------------------------------------------------
عندما حانت فقرتي في الملهى الليلي حاولت جاهدة ان اتماسك نفسياً حتى لا يخذلني جسدي امام الناس .. مواجهة الجمهور امر صعب .. اخر نصائح حسن الا انظر الى عين احد منهم على الاقل الليله فقط ..
حاولت جاهدة ان اقلد ما وعته ذاكرتي من رقصات سامية جمال وتحيه كاريوكا وسهير زكي .. بعد قليل اقترب مني حسن وهو يتظاهر برمي النقوط علي وهمس : انتي عندك امساك ولا بترقصي في فيلم ابيض واسود .. ولعي الصاله شويه .. حطي ايدك تحت وعلى صدرك وهانشك اعملي حركات سكس .. مش مهم الرقص المهم الصاله تولع !!!!!
كنت مقتنعه تماماً بان وسام هي من تفعل ذلك وليس نداء .. لا هذا جسدي ولا هذا مكاني ولا اعرف احد ولا احد يعرفني .. فلافعل ما يريد حتى النهاية .. فلاتخيل اني ارقص لنفسي مثلما كنت ارقص وانا مراهقه في غرفتي المغلقه .. ولاضيف بعض البهارات والشطه .. سأمس ذلك الجزء الحميم من جسد وسام .. وسأسحب يدي على صدرها او مؤخرتها .. ولم لا اسقط ذلك الرداء التحتاني او العلوي لاسفل قليلاً ثم ارفعه .. سمعت اصوات شهاقات وصفير اعجاب وغمرني سيل من اوراق الـ 200 جنيه ودولارات خضراء جديدة لامعه !!
لقد مر الاختبار الاول بنجاح !!
-------------------------------------------------------------
اخبرني حسن في غرفة تبديل الملابس بعد انتهاء فقرتي ان ثري من الارياف يريدني والمبلغ يستحق .. دس نصيبي في حقيبتي وقال ولعابه يسيل : السيارة مرسيدس سوداء تقف امام سينما ميامي مباشرة !!
-------------------------------------------------------------
دلفت الى السيارة بسرعه وفور ان اغلقت الباب انطلق سائقها باتجاه ميدات طلعت حرب .. بادرني بالحديث : كنتي رائعه اليوم !!
شكرته باقتضاب .. فقال وهو يضحك : هل انتي من النوع الذي لا يجيد الحديث !!
فاعتذرت باني مرهقه ...
كانت شقته مؤثثة تأثيث جيد رفيع الذوق يتناقض مع ما يبدو عليه من بساطة الريفيين مما جعلني اظن انها مؤجرة باثاثها ..
صب لي كأس من الويسكي فاعتذرت .. فقال : البيرة دون مقامك .. والشمبانيا شراب خليق بالنساء ولكني لا ثقل بي عليه ..
شربت الجعه .. ومزيت بقليل من الشواء .. ثم طلب مني ان ارقص عاريه ..
شيء مبتذل ان ترقص امرأة عارية .. اذكر عندما كنت نداء ان احد اسباب طلاق واحده من قريباتي ان زوجها طلب منها ان ترقص عاريه !!
انا الان وسام ولا مجال للاعتراض او حتى الاشمئزاز .. واذا لم يطاوع الجسد الروح فقل على الدنيا السلام ..
رقصت عاريه على موسيقى لبليغ حمدي .. كنت سعيدة انها ليست موسيقى من الجديدة التي فيها من الصراخ والـ يلاااااااااااااا وسقفوللللللللللللللللللللللللله اكثر من اي جملة موسيقيه مفهومه ..
حاولت ان احرك جسدي مع النغمات ما استطعت .. وان لا انظر اليه .. هو مثل الكاميرا التي يناور الممثلين حتى لا ينظروا اليها اثناء التصوير حتى لا يشعر المشاهد ان الممثل ينظر في عينيه ..
سال عرقي وانا ارقص ولكني لم اتوقف .. كان هو يجلس واضعاً ساق على ساق وكأسه في يده وسيجار في الاخرى ..
عندما انتهت الاسطوانه كنت متعبه للغايه .. بحثت عن ما اغطي به جسدي فلم اجد .. نظرت اليه فابتسم بلطف وقال : ثيابك في غرفة النوم لا احب ان ارى فوضى اثناء لحظات انتعاشي ..
ذهبت الى غرفة النوم فلحق بي الى هناك .. عندما طوقني بذراعيه من الخلف اعتذرت منه باني عرقانه من مجهود الرقص واريد ان استحم قبل اي شيء ..
قال لي : ان عرق النساء يسكره وانه يريدني كما انا ..
كان الجنس نقطة كاشفه بالنسبة لي .. الجنس الانساني فيه جزء روحاني يطلق عليه الناس اسم "الحب" ..
روحي لم تكن مع ذلك الرجل .. جسد وسام فقط معه .. اعصابها ولحمها ودمها دون روحها او روحي .. لا شك ان ذلك الرجل لم يستمتع كما يريد !!
هو مثل كثير من الرجال الذي يوهمون انفسهم بالمتع تحت قناع الخمر او المخدر ..
وسام لم تستمتع فروحها ليست هنا .. نداء لم تستمتع فلا روحها ولا جسدها هنا ..
سامي تونسي في حياة نداء الاخرى كان يطالبني دائماً بالمزيد من التفصيل في قصصي للقاءات الحميمه حتى تصبح القصص خليقه بمنتدى "نسونجي" وقراءه الكرام ..
لم يطالبني كثير من القراء بذلك في الحقيقه ..
ربما ادبهم الجم منعهم من ابداء ملاحظاتهم لي ..
ياليتهم يحضرون لقاء وسام والثري الريفي ويصفوه بدلاً مني ويرحموا روحي القلقه المعذبه من وصف تفاصيله البارده المقيته ..
بل يا ليت سامي يأتي ويضاجع تلك الفتاة التي فقدت روحها وابتلت بروحي وليصف لنا بنفسه مشهد اللقاء ..
لا شوفوني لا يصلح لهذا الامر فسوف ينصحني باتباع قواعد محمد مندور ودريني خشبه وينسى واجبه في الفراش ..
--------------------------------------------------------------
رشة ماء اخيرة وصفعتين ثم أفقت من غيبوبتي لاجد نفسي على رصيف سينما مترو الواسع وقد احاط بي اناس كثيرون ..
قال رجل الجريدة : افاقت الحمد للـــــــــــــــــه
وقالت لصة الحقائب وهي تبتعد بحقيبتي وهاتف المتنقل : افاقت الحمد للـــــــــــــــــه
***************************
تمــــــــــــــــــــــــــــــــت
هذه القصة خياليه - العنوان والمحتوى مستوحى من رواية بنفس الاسم للكاتب الكبير يوسف السباعي 1953
/ (/ /> يوسف السباعي 1917 القاهرة - 1978 قبرص
كنت اسير في شارع سليمان باشا واعبر الطريق بين اكسليسيور وسينما ميامي عندما دهمتني سيارة مسرعه ..
غمرني ذهول لطيف للحظات ... شعرت بقطرات الماء التي يرشها بعض المارة على وجهي .. ثم صعدت الى اعلى ..
انا ارى نفسي ملقاة على الاسفلت .. حولي الكثير من المارة ميزت منهم شقيقتي .. بعضهم يصفع وجهي لكي افيق .. بعضهم يسحب جوبتي ليغطي ساقي .. واحده اخذت حقيبتي وهاتفي المتحرك بخفة يد .. سائق السيارة التي صدمتني يلطم وجهه ويلعن اليوم الذي اخرجه من بيته هذه الساعة .. الدماء التي بدات تسيل من فمي وانفي اعلنت النهاية .. غطاني رجل شهم بورق صحيفته اليومية المفضله انتظاراً لوصول سيارة الاسعاف !!
لكن مهلاً انا ما زلت هنا ايها الحمقى انظر لكم ولنفسي من اعلى .. شقيقتي المنهارة التي سحبتها بعض النسوة الى الطوار واجلسنها بالقوة بعيداً عني .. تلك اللعينه التي سرقت حقيبتي وهاتفي .. ذلك الرجل الذي ينظر برثاء الى جريدته المفضلة التي تلوثت بدمائي .. المشهد باكمله غير لطيف بالمرة ..
- فعلاً غير لطيف
نظرت بدهشه الى يميني فوجدت ذلك الرجل .. مهيب في لطف .. وسيم بغير ابتذال .. صوته رخيم .. كان يحلق مثلي في السماء !!
- هلمي بنا فمشوارك طويل ..
طاوعته بلا مناقشه واتجهنا الى قلب السماء !!
------------------------------------------------------
بعد ساعات قضيناها في انتقال اثيري لطيف ظننتها ثواني بعمر البشر قال :
- لا بد من بعض الاجراءات الروتينية .. اسمك وسام نور الحسن الكمال عمرك...
قاطعته : لا اسمي نداء نور الحسن الجمَال
- مستحيل !!! (قالها بجزع)
- كما قلت لك هذا اسمي
- مد يده في جيبه واخرج ايباد واخذ يفر صفحاته الرقمية بلهوجه ..
وجهه بدا يصفر ويصفر حتى اصبح مثل الليمونة المعصورة ..
- هناك خطأ ما ..
- ماذا تعني بان هناك خطأ ما ؟!!
- عزيزتي لست المطلوبة .. المطلوبة .. المطلوبة (وهو يفر في الايباد ) وسام نور الحسن الكمال كان من المفترض ان يسقط على رأسها قالب حجري من اعلى المبنى و و و ...
- امممممممممم والمطلوب (بنفاذ صبر)
- سنعود .. اعيدك تحت صحيفة ذلك الرجل الطيب وينقذك رجال الاسعاف
- اها وتسقط قالب الطوب على رأس تلك المسكينه ويغطيها الرجل بصحيفته وتسرقها تلك المرأة ؟!!
- نعم الغلط مردود (برجاء)
- لا
- ماذا الا تحبين الحياة ؟!!
- كنت .. اما الان وهذا الشعور بالخفه وقد تخلصت من ثقل جسدي فلا .. لست مجنونه لكي اعود ..
- ارجوكي الامر ليس فيه مزاح والحساب سيكون عسير ..
- ليس خطأي على اي حال .. ثم كيف اعود بعد ان رأيت وعرفت ..
- اعدك لن تتذكري شيء ستظنين انها غيبوبة وهلاوس
- واذا رفضت ؟!!
- سينالني الاذى وستعودين مجبره ..
-------------------------------------------------
عدت مع رفيقي الى الارض وكانت قد مرت بضع ساعات .. الشارع خالي من الزحام وحركة السير عاديه .. اين ذهبت جثتي ؟!!
- هلمي الى المستشفى
ذهبنا الى القصر العيني وفتش هو في الاوراق بقوته الخارقه دون ان يمسها ليكتشف انهم سلموا الجثمان الى اسرتي منذ قليل !!
عندما ذهبنا الى البيت لم نجد احد .. كان البواب يضرب كف بكف بينما زوجته تبكي شبابي .. واحد من الجيران سأل عني فقال له البواب : زمانهم بيدفونها في ترب الغفير !!
طرنا الى الغفير وعندما وصلنا وجدنا التربي يرش الماء على التراب بعد ان سد فوهة القبر تماماً !!
عندما التفت الى رفيقي وجدت الدموع في عينيه ..
قلت له وانا اشعر بلذه غريبه : والان ماذا ستفعل ؟!!
اطرق قليلاً وقال تعالي لنجلس في مكان هاديء ونفكر ..
-------------------------------------------
طرنا الى القطب الشمالي وجلسنا على حافة جبل جليدي يتحرك تجاه الجنوب ..
- انتي لم يحن موعدك بعد .. وسام نجت مؤقتاً ولكن يجب ان ترحل .. اذا اعدتك لجسدك الاصلي ستموتين خلال دقائق من الاختناق في المقبرة ..
-قلت بدون تركيز وانا اتحسس برودة جبل الجليد اللطيفة : اها وماذا بعد ؟!!
- يجب ان نبحث لكي عن جسد جديد ..
نظر لي باشفاق منتظراً ردة فعلي ..
- هذا عبث انا احب جسدي القديم واحب اسمي !!
- اسمعي سيمنحك هذا الامر فرصه لتجربة جديدة لما تبقى من حياتك
ثم قال وهو يفر صفحات ايباده الالكترونية : ما رأيك ان تصبحي رجل الاعمل صبحي الشماشونجي دوره سيحل بعد ساعات !!
- ييييييييييييييييع ويغطي جسدي الشعر مثل القرود ويصبح لي قضيب متدلي والاحق النساء لينتصب شيء هيهاااااااااات
- اعتذر منكي فانا لا افهم في مثل تلك الامور فكلكم لدينا سواء اناث وذكور
- فلتفهمها الان جيداً من فضلك
- حسناً تقبلي اعتذاري
- قبلت
- ما رأيك ان تصبحي طفله رائعه عمرها سنتان وهي على القائمة المستعجله .. هااا عمر طويل وشقاوه وتحددي مستقبلك كما تريدين ..
- لا طبعاً لا اريد ان اتغوط واتبول على نفسي ويطعمني الكبار كما يريدون ويحملني ويقبلني الاوغاد والسخيفات !!
- حيرتيني معك (بنفاذ صبر) .. اسمعي ستكوني وسام نور الحسن الكمال !! انتهى !!!!!
-----------------------------------------------------------
وجدت نفسي ملقاه على الارض امام مقهى اكسيلسيور .. الدماء تسيل من رأسي .. جرسون المقهى عم لطفي يكبس الجرح بمسحوق البن الطازج .. ورجل الجريدة يضرب كف بكف وهو يقول : تاني ست النهارده تتلقح التلقيحه دي استرها يارب ..
وطبعاً كانت هناك المرأة تسرق حقيبتي وهاتفي المتحرك .. الحقيرة هذه ثاني مره في يوم واحد !!
افقت قبل وصول الاسعاف .. اجلسني عم لطفي على كرسي .. سقاني بعض الماء .. سلامات يا ست الكل .. عين وصابتك .. لازم صاحب العمارة يصلح السور مش كل اتوبيس يعدي يوقع طوبه .. بلغوا البوليس ..
ثم رأيت ذلك الرجل يتقدم مني ويجلس على الارض امامي وهو يقول : الف سلامه يا ست الكل ..
لم اعرفه طبعاً ولكن نظرته تشي بانه يعرفني جيداً ..
شعره مفلفل .. قمحي .. ملامحه حاده .. لزج الحركات في غير افتعال (فلن تحتاج الى مجهود لكي تكون شخص لزج) ..
شكر الجميع وودعهم (يبدو انه معروف هنا) وطلب لي تاكسي و وذهبنا الى حيث لا اعرف !!!
----------------------------------------------------------------
امام واحده من عمارات حي عابدين العتيقه توقف التاكسي .. نزلت وانا اتسند على حسن .. اسمه حسن كما عرفت ..
صعدنا من مدخل العمارة الخلفي الى السطح .. وامام الباب طالبني بالمفتاح .. ولما لاحظ حيرتي قال :
- ولاد الحرام سرقوا شنطتك .. معلش يا ست الكل تتعوض ..
مد يده وراء اصيص زرع واخرج نسخة مفتاح يبدو انها احتياطيه وفتح الباب ..
تشبه شقق الاستوديو الحديثه مع لمسة مبتذله .. غرفة نوم واستقبال ومعيشه في نفس الوقت وحمام ومطبخ صغيرين ..
مد يده للثلاجة واخرج منها قارورة جعه فتحها باسنانه واخرج بيده الاخرى قرص دواء من جيبه ثم قال وهو يناولني اياه :
- بقين بيره مع البرشام دي وحتنامي زي القتيل .. لا صداع ولا وجع
ابتلعت البرشام مع بقين البيره واستسلمت للرقاد على السرير الوحيد في الغرفه .. اما حسن فقد اطفأ الانوار وذهب ..
-------------------------------------------------
عندما استيقظت في اليوم التالي لم اكن احسن حالاً ... الصداع يكاد يفتك برأسي .. هناك كرة في رأسي من اثر البن المختلط بالدم المتجلط .. قمت من السرير وانا اتخبط من حولي وغير قادره على ضبط اتجهاتي ..
بالرغم من كل ما انا فيه كنت اريد ان ارى نفسي .. اين المرآة .. اااااه هنا خلف ضرفة الدولاب ..
من هذه المراة !!! اصابني فزع حقيقي لرؤية شكلي الجديد !!!
شعر مشعث مغبره لازال عليه تراب رصيف مقهى اكسيليسور .. وجهي الجديد مسود من التراب والارهاق ...
على اي حال وسام اصغر من بما لا يقل عن عشرين عام .. وجهها ريان .. شعرها اسود حالك حتى مع ما فيه من غبار .. بشرتها بيضاء .. ملامحها فيها ملاحه مع مسحة مجون انطبعت على وجهها ..
ذهبت الى الحمام .. لا بانيو هنا .. مجرد دوش على البلاط مباشرة .. وقفت تحت الدش فسالت تحت اقدامي بركه هي خليط من التراب والبن والدماء ..
نظرت الى ساقي (او ساق وسام) فرأيت خطوط من الماء تغزو التراب المتجمع عليها فتشكل لوحة سريالية الطابع .. افسدتها بتركيز المياه عليها ..
اخيراً افقت .. شعرت ببعض الحرج وانا اغسل المناطق الحميمه من جسد وسام ..
كانت عظيمة العناية بتلك المناطق .. لا اثر لشعره واحده .. عمق النعومة دلني على انها تستخدم طريقة الحلاوة التقليدية في ازالة الشعر من جميع مناطق جسدها ..
كان يجب ان تكون الان تحت الارض ولكن ...
يا ترى كيف حال جسدي العزيز الان !!
طردت ذلك الخاطر السخيف من رأسي .. سحبت منشفتها وجففت جسدها بحرص وان اتحسس خطواتي جيداً بين ثناياته ..
عندما انتهيت نظرت في مرآة الحمام .. هذه المليحة الشابة الغضه ليست انا .. ولكن على ان اتعايش معها ما بقي من عمري او عمرها !!
-------------------------------------------------
عثرت بسهوله على البن والسكر في المطبخ الصغير .. وكما توقعت هو بن اسود غامق ثقيل لا يستخدم للاستمتاع بفنجان قهوة بقدر الحاجة الى افاقه عاجلة في اوقات الضرورة ..
عثرت على صندوق سجائر امريكية ثقيلة (عشرين علبه) الى جوار التلفزيون "هذه الفتاة مدمنة تدخين" اشعلت سيجارة وشربت قهوتي وانا ما زلت ملفوفه بفوطة وسام الضخمه ..
عندما انتهيت فتحت دولابها لابحث عن ما ارتديه .. وما رأيته اصابني بالذهول !!
رأيت مايوهات سباحه اضيف اليها ترتر وقصب ملون لتصبح شيء يشبه ما كانت ترتديه راقصات زمان مع اختصارات ضخمه في القماش تصل الى درجة العري شبه التام !!
ملابس وسام الاخرى لم تكن افضل حالاً .. كلها ضيقة او شفافه او قصيرة وممتلئة بالترتر والتهاويل والاحرف والاسماء وبعضها ممزق من المصنع وبعضها قامت هي بتمزيقه بنفسها في مناطق معينه !!
لا يوجد ملابس مريحة عند وسام سوى جلاليب البيت القطنيه الواسعه البارده مع ملابس داخليه قطنيه ايضاً ..
---------------------------------------------------------
عندما اتى حسن في المساء ادرك بسهوله انني فقدت الذاكره .. انا لا اعرفه ولا اعرف نفسي ولا اعرف اين انا حتى !!
عرفت منه بالتدريج انني اعمل راقصه في الملهى الليلي المجاور لمسرح وسينما ميامي في شارع طلعت حرب .. تذكرته بسهوله .. فانا من مرتادي مسرح ميامي واتذكر جيداً مدخل الملهى المخيف على بعد مترين من مدخل المسرح والفتيات امامه وقد لطخن وجوههن بالاصباغ ووقفن باستهتار جذباً لزبائن المسرح من الرجال في المستقبل !!
ولما قلت لحسن انني فقدت الذاكرة وبالتالي لا استطيع ان ارقص .. ضحك حتى استلقى على قفاه ثم اخرج صوت حلقي من انفه واشعل سيجاره حشيش كريهة الرائحة وقال : يا ست الكل ده البنات بتتولد وهي بتعرف ترقص .. وكل زباينا يا سكرانين يا مساطيل محدش جاي يشوف فريدة فهمي ولا فرقة رضا .. كلهم جايين يشوفوا لحم بيلعلعط ..
ثم مال الى الامام وقال وهو يضغط على مخارج حروفه : واخر الليل بنروح مع زبون تقيل نريحه ويريحنا !!
لعنت في سري من وضعني في هذا الموقف .. فمن الواضح ان حسن اللطيف يخفي وجه اخر خلف قناعه اللزج ..
ودعني حسن مع موعد باللقاء غداً استعداداً للعودة الى العمل !!
--------------------------------------------------------------
في اليوم التالي اتاني حسن ومعه سيدة نحيفه حادة الملامح قامت بتزيين وجهي استعداداً للعمل ..
غطست السيدة وجهي في المساحيق والاصباغ حتى بدوت مثل عروسة المولد بدون مبالغه او ربما مهرج في السيرك !!
- كنت متأكد انك مش حتقدري تظبطي مكياجك .. الولية لهفت الشيء الفلاني بس مش خسارة .. ست الكل من بكره حتعملي مكياجك بنفسك واديكي اتعلمتي ..
------------------------------------------------------------
عندما حانت فقرتي في الملهى الليلي حاولت جاهدة ان اتماسك نفسياً حتى لا يخذلني جسدي امام الناس .. مواجهة الجمهور امر صعب .. اخر نصائح حسن الا انظر الى عين احد منهم على الاقل الليله فقط ..
حاولت جاهدة ان اقلد ما وعته ذاكرتي من رقصات سامية جمال وتحيه كاريوكا وسهير زكي .. بعد قليل اقترب مني حسن وهو يتظاهر برمي النقوط علي وهمس : انتي عندك امساك ولا بترقصي في فيلم ابيض واسود .. ولعي الصاله شويه .. حطي ايدك تحت وعلى صدرك وهانشك اعملي حركات سكس .. مش مهم الرقص المهم الصاله تولع !!!!!
كنت مقتنعه تماماً بان وسام هي من تفعل ذلك وليس نداء .. لا هذا جسدي ولا هذا مكاني ولا اعرف احد ولا احد يعرفني .. فلافعل ما يريد حتى النهاية .. فلاتخيل اني ارقص لنفسي مثلما كنت ارقص وانا مراهقه في غرفتي المغلقه .. ولاضيف بعض البهارات والشطه .. سأمس ذلك الجزء الحميم من جسد وسام .. وسأسحب يدي على صدرها او مؤخرتها .. ولم لا اسقط ذلك الرداء التحتاني او العلوي لاسفل قليلاً ثم ارفعه .. سمعت اصوات شهاقات وصفير اعجاب وغمرني سيل من اوراق الـ 200 جنيه ودولارات خضراء جديدة لامعه !!
لقد مر الاختبار الاول بنجاح !!
-------------------------------------------------------------
اخبرني حسن في غرفة تبديل الملابس بعد انتهاء فقرتي ان ثري من الارياف يريدني والمبلغ يستحق .. دس نصيبي في حقيبتي وقال ولعابه يسيل : السيارة مرسيدس سوداء تقف امام سينما ميامي مباشرة !!
-------------------------------------------------------------
دلفت الى السيارة بسرعه وفور ان اغلقت الباب انطلق سائقها باتجاه ميدات طلعت حرب .. بادرني بالحديث : كنتي رائعه اليوم !!
شكرته باقتضاب .. فقال وهو يضحك : هل انتي من النوع الذي لا يجيد الحديث !!
فاعتذرت باني مرهقه ...
كانت شقته مؤثثة تأثيث جيد رفيع الذوق يتناقض مع ما يبدو عليه من بساطة الريفيين مما جعلني اظن انها مؤجرة باثاثها ..
صب لي كأس من الويسكي فاعتذرت .. فقال : البيرة دون مقامك .. والشمبانيا شراب خليق بالنساء ولكني لا ثقل بي عليه ..
شربت الجعه .. ومزيت بقليل من الشواء .. ثم طلب مني ان ارقص عاريه ..
شيء مبتذل ان ترقص امرأة عارية .. اذكر عندما كنت نداء ان احد اسباب طلاق واحده من قريباتي ان زوجها طلب منها ان ترقص عاريه !!
انا الان وسام ولا مجال للاعتراض او حتى الاشمئزاز .. واذا لم يطاوع الجسد الروح فقل على الدنيا السلام ..
رقصت عاريه على موسيقى لبليغ حمدي .. كنت سعيدة انها ليست موسيقى من الجديدة التي فيها من الصراخ والـ يلاااااااااااااا وسقفوللللللللللللللللللللللللله اكثر من اي جملة موسيقيه مفهومه ..
حاولت ان احرك جسدي مع النغمات ما استطعت .. وان لا انظر اليه .. هو مثل الكاميرا التي يناور الممثلين حتى لا ينظروا اليها اثناء التصوير حتى لا يشعر المشاهد ان الممثل ينظر في عينيه ..
سال عرقي وانا ارقص ولكني لم اتوقف .. كان هو يجلس واضعاً ساق على ساق وكأسه في يده وسيجار في الاخرى ..
عندما انتهت الاسطوانه كنت متعبه للغايه .. بحثت عن ما اغطي به جسدي فلم اجد .. نظرت اليه فابتسم بلطف وقال : ثيابك في غرفة النوم لا احب ان ارى فوضى اثناء لحظات انتعاشي ..
ذهبت الى غرفة النوم فلحق بي الى هناك .. عندما طوقني بذراعيه من الخلف اعتذرت منه باني عرقانه من مجهود الرقص واريد ان استحم قبل اي شيء ..
قال لي : ان عرق النساء يسكره وانه يريدني كما انا ..
كان الجنس نقطة كاشفه بالنسبة لي .. الجنس الانساني فيه جزء روحاني يطلق عليه الناس اسم "الحب" ..
روحي لم تكن مع ذلك الرجل .. جسد وسام فقط معه .. اعصابها ولحمها ودمها دون روحها او روحي .. لا شك ان ذلك الرجل لم يستمتع كما يريد !!
هو مثل كثير من الرجال الذي يوهمون انفسهم بالمتع تحت قناع الخمر او المخدر ..
وسام لم تستمتع فروحها ليست هنا .. نداء لم تستمتع فلا روحها ولا جسدها هنا ..
سامي تونسي في حياة نداء الاخرى كان يطالبني دائماً بالمزيد من التفصيل في قصصي للقاءات الحميمه حتى تصبح القصص خليقه بمنتدى "نسونجي" وقراءه الكرام ..
لم يطالبني كثير من القراء بذلك في الحقيقه ..
ربما ادبهم الجم منعهم من ابداء ملاحظاتهم لي ..
ياليتهم يحضرون لقاء وسام والثري الريفي ويصفوه بدلاً مني ويرحموا روحي القلقه المعذبه من وصف تفاصيله البارده المقيته ..
بل يا ليت سامي يأتي ويضاجع تلك الفتاة التي فقدت روحها وابتلت بروحي وليصف لنا بنفسه مشهد اللقاء ..
لا شوفوني لا يصلح لهذا الامر فسوف ينصحني باتباع قواعد محمد مندور ودريني خشبه وينسى واجبه في الفراش ..
--------------------------------------------------------------
رشة ماء اخيرة وصفعتين ثم أفقت من غيبوبتي لاجد نفسي على رصيف سينما مترو الواسع وقد احاط بي اناس كثيرون ..
قال رجل الجريدة : افاقت الحمد للـــــــــــــــــه
وقالت لصة الحقائب وهي تبتعد بحقيبتي وهاتف المتنقل : افاقت الحمد للـــــــــــــــــه
***************************
تمــــــــــــــــــــــــــــــــت