7oodabeeh
05-27-2017, 09:24 PM
بﻌﺪ ﺃﻥ ﺗﺨﻠﺼﺖ ﺃﻣﻞ ﻣﻦ ﻋﺬﺭﻳﺘﻬﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﻨﺖ ﺗﻜﺒﻠﻬﺎ ﻋﻦ ﺍﻻﺳﺘﻤﺘﺎﻉ ﺑﻜﻞ ﻣﺒﺎﻫﺞ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ، ﺑﺪﺃﺕ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﻓﺮﻳﺴﺘﻬﺎ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ ﻭﺍﻟﻘﻀﻴﺐ ﺍﻟﺬﻱ ﺳﻴﺸﺒﻊ ﻋﻄﺶ ﻛﺴﻬﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﺮﺗﻮﻱ . ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻔﺮﻳﺴﺔ ﻣﻌﻠﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﻭﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻤﺮ . ﺃﻋﺘﺎﺩ ﺃﻥ ﻳﺘﺒﺴﻂ ﻣﻊ ﻃﻼﺑﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺼﺺ ﻭﻳﺨﺒﺮﻫﻢ ﻗﺼﺺ ﻟﻄﻴﻔﺔ . ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﺔ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻟﺪﻳﻪ ﺃﻱ ﻧﻮﺍﻳﺎ ﺧﺒﻴﺜﺔ ﻧﺎﺣﻴﺔ ﺃﻣﻞ ﺍﻟﻔﺘﺎﺓ ﺍﻟﻠﻌﻮﺏ ﻓﻲ ﻓﺼﻠﻪ . ﻟﻜﻦ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺗﻐﻴﺮﺕ ﺑﺒﻂﺀ . ﻓﻲ ﺃﺣﺪ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﺫﻫﺒﺖ ﺇﻟﻰ ﻏﺮﻓﺘﻪ ﻭﻃﻠﺒﺖ ﻣﻨﻪ ﺭﻗﻢ ﻫﺎﺗﻔﻪ . ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺳﺄﻟﻬﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﺴﺒﺐ ﻗﺎﻟﺖ ﻟﻪ ﺃﻧﻪ ﻗﺪ ﺗﺤﺘﺎﺝ ﻣﻨﻪ ﺃﻥ ﻳﺸﺮﺡ ﻟﻬﺎ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﻣﻮﺭ . ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺎﺀ ﺗﻠﻘﻰ ﻣﻨﻬﺎ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﺗﻌﻠﻤﻪ ﺑﻮﺟﻮﺩﻫﺎ . ﻭﻓﻲ ﻛﻞ ﻳﻮﻡ ﻛﺎﻥ ﺗﺮﺳﻞ ﻟﻬﺎ ﺭﺳﺎﺋﻞ ﺗﻤﻨﻴﺎﺕ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ ﻭﺍﻟﻤﺴﺎﺀ ﻭﺑﻤﺎ ﺃﻧﻪ ﻛﻞ ﺍﻟﻄﺎﻟﺒﺎﺕ ﻛﻨﺎ ﻳﺮﺳﻠﻦ ﻟﻪ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺮﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﺴﺨﻴﻔﺔ ﺗﺠﺎﻫﻠﻬﺎ . ﻟﻜﻦ ﺃﻣﻞ ﻻ ﺗﻴﺄﺱ ﺑﺴﺮﻋﺔ . ﺑﺪﺃﺕ ﺗﺮﺳﻞ ﻟﻪ ﺻﻮﺭ ﻭﻋﺒﺎﺭﺍﺕ ﻏﺮﺍﻣﻴﺔ . ﻭﺍﺳﺘﻤﺮ ﺍﻷﻣﺮ ﻟﺒﻀﻌﺔ ﺃﻳﺎﻡ ﺣﺘﻰ ﺑﺪﺃ ﻳﺴﺘﺠﻴﺐ ﻟﻬﺎ ﻟﻜﻦ ﻓﻲ ﺣﺪﻭﺩ . ﻭﺑﻌﺪ ﻋﺪﺓ ﺃﻳﺎﻡ ﺫﻫﺒﺖ ﺇﻟﻰ ﻏﺮﻓﺘﻪ ﻭﻃﻠﺒﺖ ﻣﻨﻪ ﺃﻥ ﻳﺴﺎﻋﺪﻫﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻌﻠﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﻤﺒﻴﻮﺗﺮ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﺔ . ، ﻭﻫﻮ ﻭﺍﻓﻖ ﻭﺃﺧﺬﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻌﻤﻞ ﻭﺑﻤﺎ ﺃﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻫﻨﺎﻙ ﻏﻴﺮﻫﻢ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺟﻠﺲ ﺇﻟﻰ ﺟﻮﺍﺭﻫﺎ ﻓﻲ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻜﺮﺳﻲ . ﻭﺑﻴﻨﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﺴﺎﻋﺪﻫﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﻤﺴﻚ ﻳﺪﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺎﻭﺱ . ﻭﻟﺬﻟﻚ ﻛﺎﻥ ﻳﻀﻄﺮ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻳﻀﻐﻂ ﺑﻴﺪﻩ ﻋﻠﻰ ﺑﺰﺍﺯﻫﺎ . ﻭﻫﻲ ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺗﻤﺎﻧﻊ . ﻭﻫﻮ ﻭﺍﺻﻞ ﺍﻟﻀﻐﻂ ﻋﻠﻰ ﺑﺰﺍﺯﻫﺎ . ﻭﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﺃﻗﺘﺮﺑﺖ ﻫﻲ ﻣﻨﻪ ﻭﻫﻮ ﻭﺿﻊ ﻳﺪﻩ ﺣﻮﻝ ﺟﺴﻤﻬﺎ ﻟﻴﻤﺴﻚ ﻳﺪﻫﺎ ﺍﻷﺧﺮﻯ . ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺮﺓ ﻛﺎﻧﺖ ﻳﺪﻳﻬﺎ ﺗﻌﺘﺼﺮ ﺣﺮﻓﻴﺎً ﺑﺰﺍﺯﻫﺎ . ﻭﻫﻲ ﺍﺳﺘﺪﺍﺭﺕ ﻟﻪ ﻭﻟﻢ ﺗﺒﺪﻱ ﺇﻻ ﺍﺑﺘﺴﺎﻣﺔ ﺧﺒﻴﺜﺔ .
ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻔﺘﺎﺓ ﺍﻟﻠﻌﻮﺏ ﺗﻀﻊ ﺭﺍﺋﺤﺔ ﻣﺜﻴﺮﺓ ﺟﺪﺍً ﻭﺟﻤﻴﻊ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻠﻤﺴﺎﺕ ﺍﻟﺠﺴﺪﻳﺔ ﺃﺛﺎﺭﺗﻪ . ﻭﺑﺪﺃ ﻳﺸﻌﺮ ﺑﺎﻻﻧﺘﺼﺎﺏ ﻓﻲ ﻛﻴﻠﻮﺕ . ﻭﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﻣﻘﺎﻭﻣﺔ ﺭﺍﺋﺤﺘﻬﺎ . ﻭﻫﻲ ﻻﺣﻈﺖ ﺫﻟﻚ ﻭﻧﻈﺮﺕ ﻓﻲ ﻋﻴﻨﻴﻪ ﻭﻗﺎﻟﺖ ﻟﻪ “ ﻋﺠﺒﻚ ﺍﻟﺒﻴﺮﻓﻴﻮﻡ؟ ” ﻗﺎﻝ ﻟﻬﺎ “ ﺃﻛﻴﺪ ﺟﺎﻣﺪ ”. ﻗﺎﻟﺖ ﻟﻪ ﺑﺪﻭﻥ ﺗﻔﻜﻴﺮ “ ﺃﻧﺎ ﻋﺎﺭﻑ ﺃﻧﻪ ﺟﺎﻣﺪ ﻓﻲ ﺑﻮﻛﺴﺮﻙ ”. ﻭﻧﻈﺮﺕ ﻟﻬﺎ ﺑﺎﺑﺘﺴﺎﻣﺔ ﺷﻴﻄﺎﻧﻴﺔ ﺟﻌﻠﺘﻪ ﻳﺪﺭﻙ ﺃﻧﻪ ﺃﺻﺒﺢ ﻣﻠﻜﻬﺎ . ﻭﺃﻗﺘﺮﺏ ﻣﻨﻬﺎ ﺑﺮﺃﺳﻪ ﻭﺑﺪﺃ ﻳﻤﺮﺭ ﺷﻔﺎﻫﻪ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻬﻬﺎ . ﻭﺍﻟﺘﻒ ﺑﻴﺪﻫﺎ ﺣﻮﻟﻬﺎ ﻭﺟﺬﺏ ﻛﺮﻳﻬﺎ ﻗﺮﻳﺒﺎً ﻣﻨﻪ . ﻭﻫﻲ ﻭﺿﻌﺖ ﺷﻔﺎﻳﻔﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺷﻔﺎﻳﻔﻪ ﻭﺑﺴﺮﻋﺔ ﺑﺪﺃﺍ ﻳﺘﺒﺎﺩﻻﻥ ﺍﻟﻘﺒﻞ ﻭﻣﺺ ﺍﻟﺸﻔﺎﻳﻒ . ﻭﻭﺑﺪﺃﺕ ﻳﺪﻩ ﺗﺴﺘﻜﺸﻒ ﺇﻣﻜﺎﻧﻴﺎﺗﻬﺎ . ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻳﺪﻩ ﺗﺪﺍﻋﺐ ﺑﺰﺍﺯﻫﺎ ﺑﻨﻌﻮﻣﺔ ﻭﺗﺪﻭﺭ ﺣﻮﻟﻬﺎ . ﻭﺭﻓﻊ ﺗﻲ ﺷﻴﺮﺗﻬﺎ ﻷﻋﻠﻰ ﻭﺃﻣﺴﻚ ﺑﺰﺍﺯﻫﺎ ﻣﻦ ﺗﺤﺘﻮﺩﻓﻌﻬﺎ ﺑﻘﻮﺓ . ﻭﻫﻲ ﺃﻃﻠﻘﺖ ﺁﻫﺔ ﻓﻲ ﻓﻤﻪ ﻭﻗﺒﻠﺘﻪ ﺑﻜﻞ ﻗﻮﺓ . ﻭﺃﺻﺒﺤﺖ ﺍﻟﻔﺘﺎﺓ ﺍﻟﻠﻌﻮﺏ ﻓﻲ ﻗﻤﺔ ﺍﻟﻬﻴﺠﺎﻥ . ﻭﻗﻠﻌﺖ ﺍﻟﺘﻲ ﺷﻴﺮﺕ ﻭﺃﻧﺘﻘﻠﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺮﺳﻲ ﺇﻟﻰ ﺣﺠﺮﻩ . ﻭﻋﻀﺘﻪ ﻣﻦ ﺭﻗﺒﺘﻪ ﻭﺑﺪﺃﺕ ﺗﻠﺤﺲ ﺫﻗﻨﻪ . ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻳﺪﻩ ﻣﺸﻐﻮﻟﺔ ﺑﻔﻚ ﺭﺑﺎﻁ ﺣﻤﺎﻟﺔ ﺻﺪﺭﻫﺎ ﻭﻫﻲ ﺗﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﻓﺘﺢ ﺃﺯﺭﺍﺭ ﻗﻤﻴﺼﻪ . ﻭﺑﺴﺮﻋﺔ ﻗﻠﻌﺘﻪ ﺍﻟﻘﻤﻴﺺ ﻭﺭﻣﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﺑﺪﺃﺕ ﺗﻘﺒﻞ ﺻﺪﺭﻩ . ﻭﻳﺪﻫﺎ ﺗﺪﺍﻋﺐ ﺻﺪﺭﻩ ﻧﺰﻭﻻً ﺇﻟﻰ ﻗﻀﻴﺒﻪ . ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻘﺒﺾ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﺎﺭﺝ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺗﻤﺺ ﺷﻔﺎﻳﻔﻪ ﺑﻤﻨﺘﻬﻰ ﺍﻟﻤﺤﻨﺔ . ﻭﻳﺪﻫﺎ ﺗﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺳﺤﺎﺑﺔ ﺑﻨﻄﺎﻟﻪ ﻟﻜﻨﻪ ﺩﻓﻌﻬﺎ ﻣﻦ ﻋﻠﻰ ﺣﺠﺮﻩ ﻭﺟﻌﻠﻬﺎ ﺗﺴﺘﻠﻘﻲ ﻋﻠﻰ ﻃﺎﻭﻟﺔ ﺍﻟﻜﻤﺒﻴﻮﺗﺮ ﺣﺮﻓﻴﺎً ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﻴﺒﻮﺭﺩ . ﻭﺑﺪﺃ ﻳﻠﺤﺲ ﻭﻳﻤﺺ ﺣﻠﻤﺎﺕ ﺻﺪﺭﻫﺎ . ﻭﺃﺧﺬ ﺑﺰﺍﺯﻫﺎ ﺍﻟﻤﺘﻤﺎﺳﻜﺔ ﺑﻴﻦ ﺷﻔﺎﻳﻔﻪ ﻭﺑﺪﺃ ﻳﺮﺿﻊ ﻣﻨﻬﺎ ﻛﺎﻟﻄﻔﻞ ﺍﻟﺠﺎﺋﻊ . ﻭﻫﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺠﺬﺑﻪ ﻣﻦ ﺷﻌﺮﻩ ﻭﺗﺘﺄﻭﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺘﻌﺔ . ﻭﻫﻮ ﻧﺰﻝ ﻣﻦ ﺗﻘﺒﻴﻞ ﻭﻣﺺ ﺑﺰﺍﺯﻫﺎ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻭﺻﻞ ﺇﻟﻰ ﻛﻴﻠﻮﺗﻬﺎ . ﻭﻓﺘﺤﻪ ﻭﻫﻲ ﺍﺳﺘﺠﺎﺑﺖ ﻟﻪ ﺑﺄﻥ ﺭﻓﻌﺖ ﻣﺆﺧﺮﺗﻬﺎ . ﻧﺰﻝ ﻷﺳﻔﻞ ﻭﺑﺪﺃ ﻳﻘﺒﻞ ﻛﺴﻬﺎ ﺍﻟﻤﺒﻠﻞ .
ﺣﺎﻭﻝ ﺃﻥ ﻳﻐﺮﻳﻬﺎ ﺑﺄﻥ ﻳﻘﺒﻞ ﻓﺨﺎﺫﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﺍﺧﻞ ﻭﻳﻠﻠﺤﺲ ﺍﻷﺟﺰﺍﺀ ﺍﻟﺤﺴﺎﺳﺔ ﻗﺮﻳﺒﺎً ﻣﻦ ﻛﺴﻬﺎ . ﻟﻜﻦ ﻫﺬﺍ ﻛﺎﻥ ﻳﺪﻓﻌﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺠﻨﻮﻥ . ﻭﻫﻲ ﺣﺮﻓﻴﺎً ﺟﺬﺑﺘﻪ ﻣﻦ ﺭﺃﺳﻪ ﻭﺩﻓﻌﺘﻪ ﻓﻲ ﺩﺍﺧﻞ ﻛﺴﻬﺎ . ﻭﺭﺟﻌﺖ ﺑﺮﺃﺳﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺨﻠﻒ ﻭﺗﺄﻭﻫﺖ ﺑﻜﻞ ﺣﺮﻗﺔ . ﻭﺑﺪﺃ ﻳﻠﺤﺲ ﺑﻈﺮﻫﺎ ﺑﺴﺮﻋﺔ ﻭﻳﺮﺿﻌﻪ ﺑﺸﻔﺎﻳﻔﻪ . ﻭﻫﻲ ﺳﺎﻗﻴﻬﺎ ﺑﺪﺃﺕ ﺗﺘﺴﻊ ﻟﻜﻲ ﺗﺴﻬﻞ ﻟﻪ ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﺇﻟﻰ ﻛﺴﻬﺎ ﺍﻟﻤﺒﻠﻞ . ﻛﺎﻥ ﻳﻠﺤﺲ ﻋﻤﻴﻘﺎً ﻓﻲ ﻛﺴﻬﺎ، ﻭﻫﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺘﺄﻭﻩ ﺑﺼﻮﺕ ﻋﺎﻟﻲ ﺟﺪﺍً ﻭﺳﺎﻗﻴﻬﺎ ﺗﺮﺗﺠﻒ . ﻓﻬﻢ ﺃﻧﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻭﺷﻚ ﺃﻥ ﺗﺒﻠﻎ ﺭﻋﺸﺘﻬﺎ ﻭﺑﺪﺃ ﻳﻤﺺ ﻛﺴﻬﺎ ﺑﻜﻞ ﻗﻮﺓ . ﻭﻫﻲ ﺃﻃﻠﻘﺖ ﺁﻫﺔ ﻋﻤﻴﻘﺔ ﻭﺃﻓﺮﻏﺖ ﻣﺎﺋﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻬﻪ . ﻭﺑﻌﺪ ﺫﻭﺍﻧﻲ ﻋﺎﺩﺕ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﺭﺽ ﻣﻦ ﺳﻤﺎﺀ ﻣﺘﻌﺘﻬﺎ ﻭﻧﺰﻟﺖ ﻣﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻄﺎﻭﻟﺔ ﻣﺤﺎﻭﻟﺔ ﺃﻥ ﺗﺠﻠﺲ ﻋﻠﻰ ﻗﻀﻴﺒﻲ ﻟﻜﻦ ﺍﻟﻮﺿﻌﻴﺔ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻣﺮﻳﺤﺔ . ﻭﺿﻌﻬﺎ ﻓﻲ ﻭﺿﻊ ﺍﻟﻜﻠﺒﺔ ﻭﺃﺩﺧﻞ ﻗﻀﻴﺒﻪ ﻓﻲ ﻛﺴﻬﺎ . ﻭﻫﻲ ﺗﺄﻭﻫﺖ ﺑﺄﻋﻠﻰ ﺻﻮﺗﻬﺎ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻗﻀﻴﺒﻪ ﻳﺨﺘﺮﻕ ﺃﻣﻌﺎﺋﻬﺎ . ﻭﻭﺿﻊ ﺇﺣﺪﻯ ﻳﺪﻳﻪ ﻋﻠﻰ ﻇﻬﺮﻫﺎ ﻭﺍﻷﺧﺮﻯ ﻋﻠﻰ ﻓﻠﻘﺘﻲ ﻃﻴﺰﻫﺎ ﻭﺑﺪﺃ ﻳﻨﻴﻜﻬﺎ . ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﺳﺮﻋﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻬﺎﺩﻱﺀ ﻟﻜﻨﻪ ﺯﺍﺩ ﺳﺮﻋﺘﻪ ﻣﻊ ﺯﻳﺎﺩﺓ ﺗﺄﻭﻫﺎﺗﻬﺎ ﻭﺻﺮﺧﺎﺗﻬﺎ . ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺑﺰﺍﺯﻫﺎ ﺗﻌﺘﺼﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻄﺎﻭﻟﺔ ﻭﻳﻤﻜﻨﻪ ﺃﻥ ﻳﺴﻤﻊ ﺃﺯﻳﺰ ﺟﺴﺪﻫﺎ ﺍﻟﻤﺒﻠﻞ ﻣﻊ ﺍﻟﺨﺸﺐ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻳﻀﺎﺟﻌﻬﺎ ﺑﻜﻞ ﻗﻮﺗﻪ . ﻭﻫﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺘﺄﻭﻩ ﺑﺄﺳﻤﻪ ﺑﺼﻮﺕ ﺃﻋﻠﻰ ﻭﺃﻋﻠﻰ ﻣﻊ ﻛﻞ ﺩﻓﻌﺔ ﻭﺗﻄﻠﺐ ﻣﻨﻪ ﺍﻟﻤﺰﻳﺪ . ﻭﻫﻮ ﺣﻔﺮ ﺑﻘﻀﻴﺒﻪ ﻋﻤﻴﻘﺎً ﻓﻲ ﻛﺴﻬﺎ ﻭﻧﺄﻛﻬﺎ ﺑﺄﻗﻮﻯ ﻣﺎ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ . ﺷﻌﺮ ﺑﺠﺪﺭﺍﻥ ﻛﺴﻬﺎ ﺗﻌﺘﺼﺮ ﻗﻀﻴﺒﻪ ﻭﺟﺎﺋﺘﻬﺎ ﺍﻟﺮﻋﺸﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ . ﺿﻴﻖ ﻛﺴﻬﺎ ﻭﺭﻋﺸﺘﻬﺎ ﺟﻌﻠﺘﻪ ﻳﻔﺮﻍ ﻛﻞ ﻣﻨﻴﻪ ﻋﻤﻴﻘﺎً ﻓﻲ ﺩﺍﺧﻞ ﻛﺴﻬﺎ ﺣﺘﻰ ﺃﻣﺘﻸ ﻭﻭﺻﻼ ﺇﻟﻰ ﻗﻤﺔ ﺍﻟﻨﺸﻮﺓ . ﻭﻫﻲ ﺍﺳﺘﺪﺍﺭﺕ ﻭﻗﺒﻠﺘﻪ ﻗﺒﻠﺔ ﻃﻮﻳﻠﺔ . ﻭﻟﻢ ﻳﻨﻔﺼﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺒﻠﺔ ﺣﺘﻰ ﻗﺮﺭﺍ ﺃﻥ ﻳﻠﺘﻘﻄﺎ ﺍﻷﻧﻔﺎﺱ . ﻭﻫﻲ ﻭﺻﻠﺖ ﺇﻟﻰ ﻣﻼﺑﺴﻬﺎ ﻭﺑﺪﺃﺕ ﺗﺮﺗﺪﻳﻬﺎ . ﻗﺎﻝ ﻟﻬﺎ : “ ﺇﺣﻨﺎ ﻣﺤﻈﻮﻇﻴﻦ ﺇﻧﻪ ﻣﺎ ﺣﺪﺵ ﺩﺧﻞ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻫﻨﺎ ”. ﻏﻤﺰﺕ ﻟﻪ ﺍﻟﻔﺘﺎﺓ ﺍﻟﻠﻌﻮﺏ ﻭﻗﺎﻟﺖ ﻟﻪ : “ ﺃﻧﺎ ﻋﺎﺭﻓﺔ ﺇﻥ ﻣﺎ ﺣﺪﺵ ﻫﻴﺪﺧﻞ ﻫﻨﺎ . ﺃﻧﺎ ﻛﻨﺖ ﻣﺨﻄﻄﺔ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻉ ﻣﻦ ﺑﺪﺭﻱ . ﻭﻻﺯﻡ ﺗﺪﻳﻨﻲ ﺩﺭﻭﺱ ﺧﺼﻮﺻﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻃﻮﻝ ”. ﻫﺰﺕ ﻛﻠﻤﺎﺗﻬﺎ ﺃﻋﻤﺎﻕ ﻗﻀﻴﺒﻪ
ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻔﺘﺎﺓ ﺍﻟﻠﻌﻮﺏ ﺗﻀﻊ ﺭﺍﺋﺤﺔ ﻣﺜﻴﺮﺓ ﺟﺪﺍً ﻭﺟﻤﻴﻊ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻠﻤﺴﺎﺕ ﺍﻟﺠﺴﺪﻳﺔ ﺃﺛﺎﺭﺗﻪ . ﻭﺑﺪﺃ ﻳﺸﻌﺮ ﺑﺎﻻﻧﺘﺼﺎﺏ ﻓﻲ ﻛﻴﻠﻮﺕ . ﻭﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﻣﻘﺎﻭﻣﺔ ﺭﺍﺋﺤﺘﻬﺎ . ﻭﻫﻲ ﻻﺣﻈﺖ ﺫﻟﻚ ﻭﻧﻈﺮﺕ ﻓﻲ ﻋﻴﻨﻴﻪ ﻭﻗﺎﻟﺖ ﻟﻪ “ ﻋﺠﺒﻚ ﺍﻟﺒﻴﺮﻓﻴﻮﻡ؟ ” ﻗﺎﻝ ﻟﻬﺎ “ ﺃﻛﻴﺪ ﺟﺎﻣﺪ ”. ﻗﺎﻟﺖ ﻟﻪ ﺑﺪﻭﻥ ﺗﻔﻜﻴﺮ “ ﺃﻧﺎ ﻋﺎﺭﻑ ﺃﻧﻪ ﺟﺎﻣﺪ ﻓﻲ ﺑﻮﻛﺴﺮﻙ ”. ﻭﻧﻈﺮﺕ ﻟﻬﺎ ﺑﺎﺑﺘﺴﺎﻣﺔ ﺷﻴﻄﺎﻧﻴﺔ ﺟﻌﻠﺘﻪ ﻳﺪﺭﻙ ﺃﻧﻪ ﺃﺻﺒﺢ ﻣﻠﻜﻬﺎ . ﻭﺃﻗﺘﺮﺏ ﻣﻨﻬﺎ ﺑﺮﺃﺳﻪ ﻭﺑﺪﺃ ﻳﻤﺮﺭ ﺷﻔﺎﻫﻪ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻬﻬﺎ . ﻭﺍﻟﺘﻒ ﺑﻴﺪﻫﺎ ﺣﻮﻟﻬﺎ ﻭﺟﺬﺏ ﻛﺮﻳﻬﺎ ﻗﺮﻳﺒﺎً ﻣﻨﻪ . ﻭﻫﻲ ﻭﺿﻌﺖ ﺷﻔﺎﻳﻔﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺷﻔﺎﻳﻔﻪ ﻭﺑﺴﺮﻋﺔ ﺑﺪﺃﺍ ﻳﺘﺒﺎﺩﻻﻥ ﺍﻟﻘﺒﻞ ﻭﻣﺺ ﺍﻟﺸﻔﺎﻳﻒ . ﻭﻭﺑﺪﺃﺕ ﻳﺪﻩ ﺗﺴﺘﻜﺸﻒ ﺇﻣﻜﺎﻧﻴﺎﺗﻬﺎ . ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻳﺪﻩ ﺗﺪﺍﻋﺐ ﺑﺰﺍﺯﻫﺎ ﺑﻨﻌﻮﻣﺔ ﻭﺗﺪﻭﺭ ﺣﻮﻟﻬﺎ . ﻭﺭﻓﻊ ﺗﻲ ﺷﻴﺮﺗﻬﺎ ﻷﻋﻠﻰ ﻭﺃﻣﺴﻚ ﺑﺰﺍﺯﻫﺎ ﻣﻦ ﺗﺤﺘﻮﺩﻓﻌﻬﺎ ﺑﻘﻮﺓ . ﻭﻫﻲ ﺃﻃﻠﻘﺖ ﺁﻫﺔ ﻓﻲ ﻓﻤﻪ ﻭﻗﺒﻠﺘﻪ ﺑﻜﻞ ﻗﻮﺓ . ﻭﺃﺻﺒﺤﺖ ﺍﻟﻔﺘﺎﺓ ﺍﻟﻠﻌﻮﺏ ﻓﻲ ﻗﻤﺔ ﺍﻟﻬﻴﺠﺎﻥ . ﻭﻗﻠﻌﺖ ﺍﻟﺘﻲ ﺷﻴﺮﺕ ﻭﺃﻧﺘﻘﻠﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺮﺳﻲ ﺇﻟﻰ ﺣﺠﺮﻩ . ﻭﻋﻀﺘﻪ ﻣﻦ ﺭﻗﺒﺘﻪ ﻭﺑﺪﺃﺕ ﺗﻠﺤﺲ ﺫﻗﻨﻪ . ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻳﺪﻩ ﻣﺸﻐﻮﻟﺔ ﺑﻔﻚ ﺭﺑﺎﻁ ﺣﻤﺎﻟﺔ ﺻﺪﺭﻫﺎ ﻭﻫﻲ ﺗﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﻓﺘﺢ ﺃﺯﺭﺍﺭ ﻗﻤﻴﺼﻪ . ﻭﺑﺴﺮﻋﺔ ﻗﻠﻌﺘﻪ ﺍﻟﻘﻤﻴﺺ ﻭﺭﻣﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﺑﺪﺃﺕ ﺗﻘﺒﻞ ﺻﺪﺭﻩ . ﻭﻳﺪﻫﺎ ﺗﺪﺍﻋﺐ ﺻﺪﺭﻩ ﻧﺰﻭﻻً ﺇﻟﻰ ﻗﻀﻴﺒﻪ . ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻘﺒﺾ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﺎﺭﺝ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺗﻤﺺ ﺷﻔﺎﻳﻔﻪ ﺑﻤﻨﺘﻬﻰ ﺍﻟﻤﺤﻨﺔ . ﻭﻳﺪﻫﺎ ﺗﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺳﺤﺎﺑﺔ ﺑﻨﻄﺎﻟﻪ ﻟﻜﻨﻪ ﺩﻓﻌﻬﺎ ﻣﻦ ﻋﻠﻰ ﺣﺠﺮﻩ ﻭﺟﻌﻠﻬﺎ ﺗﺴﺘﻠﻘﻲ ﻋﻠﻰ ﻃﺎﻭﻟﺔ ﺍﻟﻜﻤﺒﻴﻮﺗﺮ ﺣﺮﻓﻴﺎً ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﻴﺒﻮﺭﺩ . ﻭﺑﺪﺃ ﻳﻠﺤﺲ ﻭﻳﻤﺺ ﺣﻠﻤﺎﺕ ﺻﺪﺭﻫﺎ . ﻭﺃﺧﺬ ﺑﺰﺍﺯﻫﺎ ﺍﻟﻤﺘﻤﺎﺳﻜﺔ ﺑﻴﻦ ﺷﻔﺎﻳﻔﻪ ﻭﺑﺪﺃ ﻳﺮﺿﻊ ﻣﻨﻬﺎ ﻛﺎﻟﻄﻔﻞ ﺍﻟﺠﺎﺋﻊ . ﻭﻫﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺠﺬﺑﻪ ﻣﻦ ﺷﻌﺮﻩ ﻭﺗﺘﺄﻭﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺘﻌﺔ . ﻭﻫﻮ ﻧﺰﻝ ﻣﻦ ﺗﻘﺒﻴﻞ ﻭﻣﺺ ﺑﺰﺍﺯﻫﺎ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻭﺻﻞ ﺇﻟﻰ ﻛﻴﻠﻮﺗﻬﺎ . ﻭﻓﺘﺤﻪ ﻭﻫﻲ ﺍﺳﺘﺠﺎﺑﺖ ﻟﻪ ﺑﺄﻥ ﺭﻓﻌﺖ ﻣﺆﺧﺮﺗﻬﺎ . ﻧﺰﻝ ﻷﺳﻔﻞ ﻭﺑﺪﺃ ﻳﻘﺒﻞ ﻛﺴﻬﺎ ﺍﻟﻤﺒﻠﻞ .
ﺣﺎﻭﻝ ﺃﻥ ﻳﻐﺮﻳﻬﺎ ﺑﺄﻥ ﻳﻘﺒﻞ ﻓﺨﺎﺫﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﺍﺧﻞ ﻭﻳﻠﻠﺤﺲ ﺍﻷﺟﺰﺍﺀ ﺍﻟﺤﺴﺎﺳﺔ ﻗﺮﻳﺒﺎً ﻣﻦ ﻛﺴﻬﺎ . ﻟﻜﻦ ﻫﺬﺍ ﻛﺎﻥ ﻳﺪﻓﻌﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺠﻨﻮﻥ . ﻭﻫﻲ ﺣﺮﻓﻴﺎً ﺟﺬﺑﺘﻪ ﻣﻦ ﺭﺃﺳﻪ ﻭﺩﻓﻌﺘﻪ ﻓﻲ ﺩﺍﺧﻞ ﻛﺴﻬﺎ . ﻭﺭﺟﻌﺖ ﺑﺮﺃﺳﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺨﻠﻒ ﻭﺗﺄﻭﻫﺖ ﺑﻜﻞ ﺣﺮﻗﺔ . ﻭﺑﺪﺃ ﻳﻠﺤﺲ ﺑﻈﺮﻫﺎ ﺑﺴﺮﻋﺔ ﻭﻳﺮﺿﻌﻪ ﺑﺸﻔﺎﻳﻔﻪ . ﻭﻫﻲ ﺳﺎﻗﻴﻬﺎ ﺑﺪﺃﺕ ﺗﺘﺴﻊ ﻟﻜﻲ ﺗﺴﻬﻞ ﻟﻪ ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﺇﻟﻰ ﻛﺴﻬﺎ ﺍﻟﻤﺒﻠﻞ . ﻛﺎﻥ ﻳﻠﺤﺲ ﻋﻤﻴﻘﺎً ﻓﻲ ﻛﺴﻬﺎ، ﻭﻫﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺘﺄﻭﻩ ﺑﺼﻮﺕ ﻋﺎﻟﻲ ﺟﺪﺍً ﻭﺳﺎﻗﻴﻬﺎ ﺗﺮﺗﺠﻒ . ﻓﻬﻢ ﺃﻧﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻭﺷﻚ ﺃﻥ ﺗﺒﻠﻎ ﺭﻋﺸﺘﻬﺎ ﻭﺑﺪﺃ ﻳﻤﺺ ﻛﺴﻬﺎ ﺑﻜﻞ ﻗﻮﺓ . ﻭﻫﻲ ﺃﻃﻠﻘﺖ ﺁﻫﺔ ﻋﻤﻴﻘﺔ ﻭﺃﻓﺮﻏﺖ ﻣﺎﺋﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻬﻪ . ﻭﺑﻌﺪ ﺫﻭﺍﻧﻲ ﻋﺎﺩﺕ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﺭﺽ ﻣﻦ ﺳﻤﺎﺀ ﻣﺘﻌﺘﻬﺎ ﻭﻧﺰﻟﺖ ﻣﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻄﺎﻭﻟﺔ ﻣﺤﺎﻭﻟﺔ ﺃﻥ ﺗﺠﻠﺲ ﻋﻠﻰ ﻗﻀﻴﺒﻲ ﻟﻜﻦ ﺍﻟﻮﺿﻌﻴﺔ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻣﺮﻳﺤﺔ . ﻭﺿﻌﻬﺎ ﻓﻲ ﻭﺿﻊ ﺍﻟﻜﻠﺒﺔ ﻭﺃﺩﺧﻞ ﻗﻀﻴﺒﻪ ﻓﻲ ﻛﺴﻬﺎ . ﻭﻫﻲ ﺗﺄﻭﻫﺖ ﺑﺄﻋﻠﻰ ﺻﻮﺗﻬﺎ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻗﻀﻴﺒﻪ ﻳﺨﺘﺮﻕ ﺃﻣﻌﺎﺋﻬﺎ . ﻭﻭﺿﻊ ﺇﺣﺪﻯ ﻳﺪﻳﻪ ﻋﻠﻰ ﻇﻬﺮﻫﺎ ﻭﺍﻷﺧﺮﻯ ﻋﻠﻰ ﻓﻠﻘﺘﻲ ﻃﻴﺰﻫﺎ ﻭﺑﺪﺃ ﻳﻨﻴﻜﻬﺎ . ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﺳﺮﻋﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻬﺎﺩﻱﺀ ﻟﻜﻨﻪ ﺯﺍﺩ ﺳﺮﻋﺘﻪ ﻣﻊ ﺯﻳﺎﺩﺓ ﺗﺄﻭﻫﺎﺗﻬﺎ ﻭﺻﺮﺧﺎﺗﻬﺎ . ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺑﺰﺍﺯﻫﺎ ﺗﻌﺘﺼﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻄﺎﻭﻟﺔ ﻭﻳﻤﻜﻨﻪ ﺃﻥ ﻳﺴﻤﻊ ﺃﺯﻳﺰ ﺟﺴﺪﻫﺎ ﺍﻟﻤﺒﻠﻞ ﻣﻊ ﺍﻟﺨﺸﺐ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻳﻀﺎﺟﻌﻬﺎ ﺑﻜﻞ ﻗﻮﺗﻪ . ﻭﻫﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺘﺄﻭﻩ ﺑﺄﺳﻤﻪ ﺑﺼﻮﺕ ﺃﻋﻠﻰ ﻭﺃﻋﻠﻰ ﻣﻊ ﻛﻞ ﺩﻓﻌﺔ ﻭﺗﻄﻠﺐ ﻣﻨﻪ ﺍﻟﻤﺰﻳﺪ . ﻭﻫﻮ ﺣﻔﺮ ﺑﻘﻀﻴﺒﻪ ﻋﻤﻴﻘﺎً ﻓﻲ ﻛﺴﻬﺎ ﻭﻧﺄﻛﻬﺎ ﺑﺄﻗﻮﻯ ﻣﺎ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ . ﺷﻌﺮ ﺑﺠﺪﺭﺍﻥ ﻛﺴﻬﺎ ﺗﻌﺘﺼﺮ ﻗﻀﻴﺒﻪ ﻭﺟﺎﺋﺘﻬﺎ ﺍﻟﺮﻋﺸﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ . ﺿﻴﻖ ﻛﺴﻬﺎ ﻭﺭﻋﺸﺘﻬﺎ ﺟﻌﻠﺘﻪ ﻳﻔﺮﻍ ﻛﻞ ﻣﻨﻴﻪ ﻋﻤﻴﻘﺎً ﻓﻲ ﺩﺍﺧﻞ ﻛﺴﻬﺎ ﺣﺘﻰ ﺃﻣﺘﻸ ﻭﻭﺻﻼ ﺇﻟﻰ ﻗﻤﺔ ﺍﻟﻨﺸﻮﺓ . ﻭﻫﻲ ﺍﺳﺘﺪﺍﺭﺕ ﻭﻗﺒﻠﺘﻪ ﻗﺒﻠﺔ ﻃﻮﻳﻠﺔ . ﻭﻟﻢ ﻳﻨﻔﺼﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺒﻠﺔ ﺣﺘﻰ ﻗﺮﺭﺍ ﺃﻥ ﻳﻠﺘﻘﻄﺎ ﺍﻷﻧﻔﺎﺱ . ﻭﻫﻲ ﻭﺻﻠﺖ ﺇﻟﻰ ﻣﻼﺑﺴﻬﺎ ﻭﺑﺪﺃﺕ ﺗﺮﺗﺪﻳﻬﺎ . ﻗﺎﻝ ﻟﻬﺎ : “ ﺇﺣﻨﺎ ﻣﺤﻈﻮﻇﻴﻦ ﺇﻧﻪ ﻣﺎ ﺣﺪﺵ ﺩﺧﻞ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻫﻨﺎ ”. ﻏﻤﺰﺕ ﻟﻪ ﺍﻟﻔﺘﺎﺓ ﺍﻟﻠﻌﻮﺏ ﻭﻗﺎﻟﺖ ﻟﻪ : “ ﺃﻧﺎ ﻋﺎﺭﻓﺔ ﺇﻥ ﻣﺎ ﺣﺪﺵ ﻫﻴﺪﺧﻞ ﻫﻨﺎ . ﺃﻧﺎ ﻛﻨﺖ ﻣﺨﻄﻄﺔ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻉ ﻣﻦ ﺑﺪﺭﻱ . ﻭﻻﺯﻡ ﺗﺪﻳﻨﻲ ﺩﺭﻭﺱ ﺧﺼﻮﺻﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻃﻮﻝ ”. ﻫﺰﺕ ﻛﻠﻤﺎﺗﻬﺎ ﺃﻋﻤﺎﻕ ﻗﻀﻴﺒﻪ