أفندينا
09-02-2015, 11:45 PM
الحنين للمكان حنينٌ لا يفتر ولا يأفل.
حنينٌ يرتبط بالدهشة الأولى والارتباط الأول بشيءٍ يسيطر على اللاشعور ولا يظهر إلا حينما يفقده المرء.
في الحنين إلى المكان حنينٌ إلى أشخاص ارتبطتْ بهم الذاكرة وارتبط بهم الوجدان،
أو حنينٌ لذكرى لم تكن كالمتوافر من غيرها.
في الحنين للمكان انتصارٌ على المسافة والفراق؛ فكم من أماكن ظلت قابعةً بدواخلنا حتى بعد الابتعاد عنها،
وكم من أماكن ظلّ الحنين يشتد إليها ونحن بين أحضانها.
الأماكن كالأفراد؛
لها خصوصياتها وأحضانها وهي ذاتها التي تزرع فينا القدرة على تفقد قلوبنا حين نفقدها ذات غفلة،
أماكن بعواطف بشر تهبك حميمية تشعر بها صارخة كلما زرتها أو مررت عليها.
وكغيري ممن فقدوا أماكن أحبوها، فقدتُ مكاناً تعلقت به حتى الرمق الأخير من الوعي،
فقدته لانشغالي الشديد بعد أن كان شاهداً على كثيرٍ من القصص واللحظات والذكريات التي لا تنسى،
ومن خلاله كونتُ علاقاتٍ لم تكن كغيرها من حيث القوة والوفاء، جَعَلَتْني أدين لذاك المكان بالكثير؛
فهي مازالت تتوهج وتنمو لتصبح صداقات من ذهبٍ لا تتغير بتغير الحال؛
لكونها غير مبنية على مصلحة أو أنانية، صداقات وُلِدَتْ لتكون مستمرة،
لأنها وُلِدَتْ في الزمن الصعب، حيث يعرف المرء صديقه ممن لا يكترث بهمّه.
فخلَّف لي حنيناً إلى مكان طالما احتوانا معاً.
الحنين إلى المكان بات حنيناً إلى الاشخاص،
وهو ما يتولد مع الوقت ومع ارتباط المكان بأشخاص طالما كانوا بالمعية.
في الحنين للمكان، حنين للروح والعطر والذاكرة،
حنين لجماعات طالما شهدت كل تقلبات الأمزجة،
ولصداقات عابرة تركت آثارها ربما بشكل أعمق من صداقات دائمة،
حنين للوجوه الغريبة التي تجمدت ملامحها بفعل الحقد أو الكراهية أو اللامبالاة.
قبل تلك الوجوه المألوفة التي حفرت ملامحها في الوجدان
تأكدوا من نبضات أماكنكم قبل أن تتركوها، فهي الأخرى تشعر بفقدكم كلما طال غيابكم عنها
اشتقت لكم جميعا احبائي
حنينٌ يرتبط بالدهشة الأولى والارتباط الأول بشيءٍ يسيطر على اللاشعور ولا يظهر إلا حينما يفقده المرء.
في الحنين إلى المكان حنينٌ إلى أشخاص ارتبطتْ بهم الذاكرة وارتبط بهم الوجدان،
أو حنينٌ لذكرى لم تكن كالمتوافر من غيرها.
في الحنين للمكان انتصارٌ على المسافة والفراق؛ فكم من أماكن ظلت قابعةً بدواخلنا حتى بعد الابتعاد عنها،
وكم من أماكن ظلّ الحنين يشتد إليها ونحن بين أحضانها.
الأماكن كالأفراد؛
لها خصوصياتها وأحضانها وهي ذاتها التي تزرع فينا القدرة على تفقد قلوبنا حين نفقدها ذات غفلة،
أماكن بعواطف بشر تهبك حميمية تشعر بها صارخة كلما زرتها أو مررت عليها.
وكغيري ممن فقدوا أماكن أحبوها، فقدتُ مكاناً تعلقت به حتى الرمق الأخير من الوعي،
فقدته لانشغالي الشديد بعد أن كان شاهداً على كثيرٍ من القصص واللحظات والذكريات التي لا تنسى،
ومن خلاله كونتُ علاقاتٍ لم تكن كغيرها من حيث القوة والوفاء، جَعَلَتْني أدين لذاك المكان بالكثير؛
فهي مازالت تتوهج وتنمو لتصبح صداقات من ذهبٍ لا تتغير بتغير الحال؛
لكونها غير مبنية على مصلحة أو أنانية، صداقات وُلِدَتْ لتكون مستمرة،
لأنها وُلِدَتْ في الزمن الصعب، حيث يعرف المرء صديقه ممن لا يكترث بهمّه.
فخلَّف لي حنيناً إلى مكان طالما احتوانا معاً.
الحنين إلى المكان بات حنيناً إلى الاشخاص،
وهو ما يتولد مع الوقت ومع ارتباط المكان بأشخاص طالما كانوا بالمعية.
في الحنين للمكان، حنين للروح والعطر والذاكرة،
حنين لجماعات طالما شهدت كل تقلبات الأمزجة،
ولصداقات عابرة تركت آثارها ربما بشكل أعمق من صداقات دائمة،
حنين للوجوه الغريبة التي تجمدت ملامحها بفعل الحقد أو الكراهية أو اللامبالاة.
قبل تلك الوجوه المألوفة التي حفرت ملامحها في الوجدان
تأكدوا من نبضات أماكنكم قبل أن تتركوها، فهي الأخرى تشعر بفقدكم كلما طال غيابكم عنها
اشتقت لكم جميعا احبائي