ادم سعيد
09-04-2019, 11:19 AM
هي ابنة قرية من قري الصعيد اتت الي القاهرة كي تلتحق بالمعهد العالي للموسيقي اما هو فكان مهندسا باحد شركات الانشاء والتعمير كان لقائهما عاديا مجرد فتاة التقائها اثناء سيره في شوارع العاصمة ولكنها بالنسبة له له لم تكت مجرد فتاة فقد خطفت قلبه في لحظة رؤياها مما جعله كالمجنون تتصارع الافكار الواحدة تلو الاخري ولم يجد مفر الا ان يتحدث اليها .
سار وراها وهو لا يدري كيف يفتح معها كلاما صار وراها وخوفه الاكبر في ان تدخل احد تلك العمائر علي جانب الشارع لينتهي به المطاف الي تلك النهاية البائسة دون ان يتفوه بكلمة .
كان يتعجب مما يفعله فهو لا يدري لما يسير ورائها هكذا فطوال حياته لم يعاكس فتاة قط ولكن تلك الفتاة تجذبه اليها بشدة تجعله يسير ورائها كالمجنون دون تفكير او وعي الي ان اسرع في خطواته قليلا فسبقها ثم استوقفها قائلا مساء الخير هي تلعثمت قليلا ولكن سرعان ما ردت عليه صباح النور ثم صمت قليلا وكانه يحاول جمع شتات نفسه وكانه يفكر فيما سيقول او من اين سيبدا كلامه ثم قال مترددا انا اسف علي الاسلوب اللي وقفتك بيه بس معرفش ايه اللي حصل قولي عليا مجنون قولي عليا طايش بس انا مقدرتش اشوفك واسيبك وامشي وغصب عني مشيت وراكي ووقفتك دلوقت ومش عارف اقول ايه بس و**** العظيم انا عمري في حياتي ما عاكست بنت ولا ليا في الكلام ده بس فيه شئ فيكي شدني ليكي .
هي نظرت اليه وقد ارتسمت علي وجهها بسمة سعادة وان امتزجت بالخجل ثم تركته واكملت طريقها سار ورائها لعلها تتوقف بعد قليل وفعلا توقفت وانتظرته ان ياتي ثم سالته عن اسمه فقال عادل مصطفي الرشيدي مهندس معماري وعايش لواحدي من طنطا اصلا بس والدي والدتي توفوا وانا في الكلية ومن بعدهم معادش شئ يربطني بطنطا غير حبة قرايب بزورهم كل مدا بس انا شغال في شركة انشاءات كبيرة كمان انا نائب رئيس القسم الهندسي في الشركة و... هي نظرتها السعيدة قطعت عليه حبل افكاره ثم سالته وايه كمان هو نظر اليها في هدوء وسعاده قائلا بس ده كل شئ ممكن بقا اتعرف بيكي .
ومن هذا اليوم ولد حب كبير حب غير عادي حب فقط من اجل الحب ولا شئ اخر واستمر هذا الحب عامين دون انقطاع وان تخلله بعض الفراق والبعاد بسبب الاجازة الصيفية واجازة نصف العام الي ان حان العام الاخير لها واصبح يوم التخرج وحفلة نهاية العام شئ وشيكا ولكن عادل في بداية هذا الاسبوع اصيب بنزلة برد شديده وكان يحتاج الي العناية والرعاية فتركت الشقة التي كانت تسكنها مع بعض زملائها المغتربات من طلبة المعهد وذهبت للاقامة معه في شقته وتدريجيا بدات حالة عادل في التحسن الي ان اتي يوم حفلة التخرج لم يكن هذا اليوم عاديا بالنسبة لاميرة ولم يكن يوما عاديا ايضا بالنسبة لعادل فهو سيناقش مشروع كبير قد يتم ترقيته فيه الي منصب رئيس القسم الهندسي رغم انه لم يتجاوز الثلاثون عاما وهذا يعد انجازا ونجاحا كبيرا علي مستوي حياته المهنيه والاجتماعيه ايضا اما اميرة فاليوم حفلة التخرج وستشدوا باغنية كتبتها ولحنتها بنفسها .
- قوم يا عادل احنا هنتاخر ولا انت اخدت علي النوم والراحه قوم يا عادل يومنا طويل .
- حاضر يا قلبي حالا
- هحضر الفطار علي ما تدخل الحمام
صرخة قطعت سكون المنزل صدرة عن اميرة نتيجة حرق بسيط احدثه براد الشاي بمائه الساخن فانتفض عادل وجري اليها وامسك يدها ووضعها تحت الماء
- ايه يا ميرو مش تحاسبي يا قلبي
- ايه يا عادل محصلش حاجه دي مجرد لسعه صغيرة
- بالنسبة ليكي مجرد لسعه صغيرة بالنسبة ليا انا كلمة اه اللي صرختي بيها وجع في قلبي
- سلامة قلبك من الوجع يا حبيبي
- خلاص اقعدي با وانا هجهز الفطار
- ضمنا بيض محروق ولبن فاير
- عيب عليكي ناسيه اني اصلا عايش لوحدي
وهناك علي المائدة جلسوا واتموا افطارهم واستعدوا لمغادرة الشقة كلا متوجها الي وجههته واستلقوا المصعد واثناء عبورهم الشارع اتي طفلا يجري مسرعا وهو ملتفت خلفه فاصطدم باميرة تاركا علي ملابسها جزاء كبيرا من كوب الايس كريم الذي كان يحمله فاضطرت اميرة الي العودة الشقه
- مش تحاسب يا حبيبي
- انا اسف يا ابله
- حصل خير يا اميرة اطلعي غيري انا مستنيكي في العربيه
- لا يا حبيبي روح انت عشان متتاخرش عن اجتماعك انا هاخد تاكسي كمان طريقي غير طريقك
- طيب يا اميرة هخلص اجتماعي واجيلك علي الحفله
وصل عادل الي الشركه ودخل الي الاجتماع وبينما استعد ليتكلم عن مشروعه ادرك انه قد نسي دفتر الملاحظات الخاصة به ولكنه مشروعه وقد حفظه عن ظهر قلب ولكنه كان قد دون مجموعة من الملاحظات ولكن لم يشغل باله ونسي تماما امر دفتر الملاحظات وبداء الحديث عن مشروعه ومدي تاثيره واهميته .
اما اميرة فبعد ان انتهت من تغيير ملابسها وجدت دفتر ملاحظات عادل امامها علي مائدة الافطار فامسكته عازمت علي ان توصله الي الشركة قبل ان تذهب الي المعهد وحين وصلت الشركة وجدت ان الاجتماع قد بداء فتركته له في السككرتارية وغادرت .
وبعد اجتماع دام لاكثر من ثلاث ساعات قرر مدير الشركة اخذ استراحه ثم العودة مرة اخري لمناقشة عادل في مشروعه والذي ابدي معظم اعضاء مجلس الادارة اعجابهم الشديد به.
وحين خرج عادل من الاجتماع وجد السكرتيرة تحادثه
- بشمهندس عادل فيه انسه جابت الدفتر ده من ساعه ونص تقريبا وقالت اسلمه لحضرتك
- اه شكرا ليكي
جدعه يا اميرة وكويس انك افتكرتي تجيبي الدفتر هحتاجه لان المناقشة علي اخرها وقربت اقنعهم بالمشروع يااه هيبا نقلة كبيرة اووي ليا وهيغير مستقبلي تماما ويارب انجح واقنعهم
كلمات همس بها عادل في نفسه متمنيا ان يكون النجاح حليفه ورفيقه خلال الساعات القادمه وما هي الي دقائق ودخل مرة اخري الي الاجتماع وبعد ساعات من المناقشة ودقائق من الاستراحات التي تخللت المناقشة صفق مجلس الادارة لعادل مهنيئنه علي مشروعه الناجح والرائع متمنين له مزيدا من التوفيق والنجاح .
لما يتمالك عادل نفسه من الفرحة ونزل يجري علي سلالام الشركة حتي يذهب الي اميرة ويراها وهي تغني ويخبرها بنجاحه الذي حققه وحين ركب سيارته لم يستطع المغادرة بها فقد ابت السيارة ان يدور محركها فلم يتردد في ان يترجل ويركب تاكسي حتي لا يضيع فرصة رواياه لها وهي تغني علي خشبة المسرح وفي الطريق ووسط زحام العاصمة توقف التاكسي في احدي الاشارات امام محل لبيع الورد فنظر عادل الي المحل وقد عقد العزم علي شراء بوكيه ورد لحبيبته .
- علي جنب يا اسطي لو سمحت اجيب بوكيه ورد
- اتفضل يا استاذ اووي اووي
اشتري بوكيه الورد واستقل التاكسي مرة اخري متوجها الي حفل التخرج وحين وصل وجد ان الحفل قد انتهي وهي لم تغني اساسا وذلك لضيق وقت الحفل وكذلك لكثرة عدد المغنين ولكن رغم كل هذا كانت سعيدة بوجوده اشد سعادة خاصة حينما اخبرها بقبول مشروعه والثناء الذي تلقاه من اعضاء مجلس الادارة بالشركة وما زاد فرحتها بوكيه الورد الذي اخرجه من وراء ظهره فاخذت بوكيه الورد محتضنة اياه
- عادل هتيجي معايا البلد بكره عشان تخطبني
نظر اليها عادل في صمت وكان كلماته قد تبخرت ولم يستطع النطق فبادرته بالسوال مرة اخري
- عادل هتيجي معايا البلد بكره عشان تخطبني
- طيب مستعجله ليه اسبقيني انتي وانا بس المشروع يدخل التنفيذ وهتلاقيني عندكم في البيت
- يدخل تنفيذ ايه يا عادل وبعدين تقولي اما يخلص
- لا لا مش للدرجة دي
- عادل انت وعدتني انك هتيجي معايا البلد بعد حفلة التخرج علي طول عشان تتقدملي
صمت عادل قليلا وكانه يبحث عن كلمات ليبرر بها موقفه الغريب وعدم وفائه بوعده الذي اعطاه لها من قبل ولكنه ظل صامت ولم ينطق ببنت شفة اما هي فقد غرغرت عيناها بالدموع وتركته واقفا وغادرت مشيرت الي اول تاكسي قابلها وركبت .
لحظات من الذهول تمر بعادل يتعجب من موقفه الغريب وكيف لم يذهب معها وكيف تركها تذهب هكذا وكيف تخلي عن فتاة احلامه في لحظة غباء وقبل ان ينتهي تفكيره سمع صوت ارتطام قوي فهرول باتجاه صوت الارتطام فوجد التاكسي الذي استقلته منذ ثواني قد تحطم تماما نتيجة ارتطام سيارة نقل مسرعة بالتاكسي الذي كان يحاول عبور التقاطع .
وفي المستشفي جلس عادل واضعا يده بين كفيه باكيا متالما نادما يلوم نفسه تارة ويدعوا ربه تارة ويونب نفسه علي تركها تذهب وحدها ويصرخ من داخله بالم شديد ويلوم نفسه علي عدم وفائه بوعده وعدم التزامه بكلماته وعن سلبيته العجيبه التي ادت الي رحيلها دونه واستقلالها ذلك التاكسي المشئوم الي ان وجد يد تربط علي كتفه وتواسيه بكلمات طيبة
- عادل متقلقش ان شاء **** اميرة بخير
- يارب يا جهاد يارب انا مكونتش اقصد يا جهاد مش عارف ايه اللي حصل يارتني ما سبتها تمشي لو حصلها حاجه انا لا يمكن اسامح نفسي ابدا ابدا
- ان شاء **** هتبقي بخير يا عادل ده قضاء ربنا
ظل عادل يبكي ويتالم الي ان اتي الطبيب ووقف امامه قائلا استاذ عادل انا اسف اني اقولك البقاء لله
صمت عادل وفتح فمه من هول صدمته ونظر الي الطبيب متسائلا من جديد وكانه لم يسمع
- ايه ؟
- استاذ عادل انت راجل مسلم وموحد ب**** وده قضاء وقدر
- ماتت يعني
- لاحول ولا قوة الا ب**** شد حيلك يا استاذ عادل
لاااااااااااااااااااااااااا صرخة مدوية صرخ بها ثم سمع صوت اميرة تقول ايه يا عادل صح النوم لا ايه مالك نظر اليها استفاق من النوم قفز الي الحمام سريعا غسل وجهه مرارا وتكرارا ذهب اليها واحتضنها بقوة
- ايه يا عادل مالك
- مفيس يا اميرة وحشااااني اووي
- هههههه با كده طيب يا قلبي انت كمان واحشني ممكن با تسبني عشان احضر الفطار
- اه طبعا يا قلبي النهارده بعد الحفلة هاخدك وهنتطلع علي البلد طوالي مش هنستنا بكره
- طيب وليه الاستعجال ده ركز في شغلك بس الاول وبعدين تعالالي
- شغل ايه بس انتي اهم من اي حاجه
- ربنا يخليك ليا يا حبيبي بس ده مستقبلنا سوا
- يلا با روح الحمام وغير هدومك علي ما اجهز الفطار
دخل عادل الي الحمام ونظر في المراة قائلا ياااااااااه كابوس شنيع اووي صحيح كنت بتصرف بغباء معقول تقولي نروح البلد وانا اقف ساكت كان ليا حق اتعجب علي نفسي خير ****م اما اجعله خير لحظات ثم سمع صوت صرخت اميرة تقطع السكون هرول خارجا وبلا تفكير امسك يدها واضعها تحت الماء .
- ايه يا ميرو مش تحاسبي يا قلبي
- ايه يا عادل محصلش حاجه دي مجرد لسعه صغيرة
لحظة من الشرود حين تذكر ان ما يحدث سبق وان حدث في حلمه اكمل حديثه فجات الردود تماما كما سمعها في حلمه الذي استيقظ منه منذ قليل .
ارتدي ملابسه وباله مشغول بما قد حدث في حلمه الذي استيقظ منه منذ قليل وذهب الي المائدة وجلس وتركها هي تعد طعام الافطار دون ان يقوم هو باعداده كما حدث في حلمه وجاءت اميرة بالافطار ووضعته علي المائدة طبق تلو الاخر وعادل مازال سارحا شاردا .
- ايه يا عادل مالك سرحان في ايه
- لا لا مفيش حاجه
- متقلقش يا عادل ان شاء **** الادارة هتوافق علي مشروعك متشلش هم انت مجتهد ولكل مجتهد نصيب
- مش قلقان انا سايبها علي ****
انهو افطارهم واستعدوا لمغادة المكان واثناء عبور الشارع تلفت عادل يمينا وشمالا باحثا عن ذلك الطفل وبالفعل ظهر الطفل يجري وهو ملتفت الي الخلف فجذب اميره من ذراعها فمر الطفل من جوارها ولم يصيبها الايس كريم فنظر اليها مبتسما ولكن سرعان ما اصطتدم بهم ذلك الشاب الي كان يقود الدراجه مسرعا حاملا في يده كرتونة بيض لتسقط الكرتونه علي ملابس اميرة وينكسر بعض البيض ملطخا ملابسها فنظر اليه عادل في حنق شديد وضربه بالقلم علي وجهه فنظرت اليه اميرة منتقدة اياه
- ايه يا عادل بتضربه ليه محصلش حاجه
- مش يفتح هو احنا ناقصين تاخير
- لا لا ياعادل حرام انت عصبي اووي ليه كده
- معلش يا اخ معلش هو بس متعصب شويه حصل خير معلش
نهض الشاب وامسك دراجته ناظرا اليه قائلا القوي فيه الاقوي منه ثم ركب دراجته مبتعدا
- عادل انا هطلع اغير هدومي
- طيب انا هطلع معاكي
- لا يا عادل ملوش لازمه كده كده سكتنا مش واحده انا هاخد تاكسي وانت الحق اجتماعك فاضل عليه ساعه بالظبط يادوبك يعني توصل الشركة
- بس يا اميرة انا مش عايز امشي من غيرك
- ليه يعني يلا روح بس وربنا يوفقك ومتتاخرش عليا وجودك يهمني اووي
استقل سيارته متجها الي الشركة وهو يفكر فيما يحدث فالحلم يتحقق بكل الطرق وان حاول ان يخالفه في بعض الاشياء فقد ابعد الطفل بالايس كريم عنها ولكنه لم يستطع ابعاد الشاب الذي كان يحمل البيض المهم ان النتيجة كانت واحده وهي ان تصعد الي الشقة مرة اخري وامام باب الشركة تذكر دفتر ملاحظاته الذي نسيه هذه المرة علي التربيزة بجوار جهاز الكمبيوتر الخاص به فاسرع الي مكتبه بالشركة ورفع سماعة الهاتف ليتصل بها ليخبرها الا تحضر دفتر الملاحظات ولكن لم يجيبه احد اخرج هاتفه المحمول واتصل بها فوجد هاتفها غير متاح ثم سمع طرقات علي الباب
- استاذ عادل مجلس الادارة مستنين حضرتك عشان الاجتماع
- طيب جاي حالا
وحين دخل غرفت الاجتماع رحبوا به وجلسوا مستمعين اليه كي يشرح مشروعه باستفاضه وعقب ساعتين من الحديث المتواصل قرر اعضاء مجلس الادارة اخذ استراحه ومواصلة الاجتماع من جديد .
وحين خرج من الاجتماع وجد السكرتيرة امامه وفي يدها دفتر ملاحظاته
- بشمهندس فيه انسه جابت دفتر الملاحظات بتاع حضرتك وقالت انه مهم جده اسلمه ليك
- اه شكرا ليكي كنت محتاجه
وعقب انتهاء الاستراحه التي مرت علي عادل دون ان يشعر بها لانشغاله بالتفكير فيما يحدث من حوله عاد الي الاجتماع مرة اخري واستمر الاجتماع لساعتين ثم قرر اعضاء مجلس الادارة اخذ استراحه .
- انا اسف يا جماعه ارجوكم عايز اكمل عشان عايز امشي لان فيه شئ مهم جدا عايز اعمله
- شئ مهم ايه يا عادل هو فيه اهم من مشروعك
- انا اسف يا فندم بس ارجوك دي مسالة حياة او موت
- ياااه طيب يا عادل تقدر تنزل دلوقت لو الموضوع خطير اووي كدا
- اشكرك يا فندم وانا اسف علي موقفي الغريب ده وعارف ان بكده مشروعي اترفض
- اترفض ليه بالعكس يا عادل مشروعك ممتاز واعتبره مقبول مقدما بس لسه عايزين نتكلم في حبة تفاصيل صغيرة
- اشكرك يا فندم انا لا يمكن انسا لحضرتك ولا لمجلس الادارة موقفكم ده ممكن امشي يا فندم
- اه اتفضل يا عادل
خرج عادل من غرفة الاجتماعات مهرولا كي يلحق الحفل من بدايته وان لم تكن ستغني فساجعلها تغني وان كانت تلك لحظاتها الاخيرة بالفعل فلابد وان تكون اسعد لحظات حياتها وامام سيارته وضع يده في جيبه فوجد نفسه قد نسي مفاتيح سيارته فعاد الي المكتب كي ياتي بها وهو سعيد بتلك المفارقة التي لم تحدث في حلمه من قبل وحين ركب السيارة وادارها ابي محركها ان يعمل فنزل من السيارة وقد اغتاظ غيظا شديدا لاعنا سيارته ثم استدار مسرعا ليستقل تاكسي ليقله الي المعهد العالي للموسيقي وفي الطريق توقف التاكسي في الاشارة امام محل الورد فادار وجهه بعيدا عن محل الورد
- ليك حد في المعهد يا استاذ
- نعم يا اسطي
- بسال ليك حد في المعهد اصل عارف ان النهارده فيه حفلة تخرج وديت ناس كتير
- اه يا اسطا خطيبتي هناك
- طيب مش واجب تاخدلها بوكيه ورد
- بوكيه ورد لاا لاا مفيش وقت
- ليه يا استاذ الحفله لسه قدامها ساعه وبعدين بوكيه الورد جاهز اهوه
- جبته منين ده يا اسطا
- ابدا زبون كان راكب معايا والظاهر يعني اتخانق مع الجماعه في التليفون وسابه ونزل
- طيب يا اسطي ماهو ممكن يرجع يسال عليه
- ودي تفوتني يا استاذ ناديت عليه وقلتله بوكيه الورد يا استاذ قالي خليهولك . ماتاخده يا استاذ وادفع فيه اي حاجه انش**** عشرة جنيه اهو عشرة جنيه احسن منه لحسن لو دخلت علي ام العيال بيه هتقلي ورد ايه ما كنت دخلت بلقمه علي العيال احسن
- اه عندك حق يا اسطي خلاص هاخده وعشرين جنيه اهيه
- شكرا يا استاذ
وحين وصل الي المعهد نزل دون ان ياخذ بوكيه الورد فناداه السائق
- بوكيه الورد يا استاذ
- فنظر اليه عادل مبتسما خليهولك يا اسطا
ودخل عادل الي المسرح المحتشد بالاهالي الذين حضوا لحضور الحفل وظل يبحث عنها الي ان وجدها جالسة حزينة فقال لها
- اميرة
- عادل ايه اقول مبروك
- اه مبروك طبعا يا حبيبتي ايه مالك
- ابدا يا عادل مش هغني
- ليه مش هتغني
- عشان وقت الحفلة ضيق واغنيتي ملهاش مكان
- هو مين مسئول عن مين يغني ومين ميغنيش
- الماسيتروا
- الاقيه فين
- مش عارفه
- طيب هي فين النوته بتاعت الاغنيه
- اهيه معايا
- طيب هاتيها واستنيني هنا
وذهب عادل ليبحث عن المايستروا واخيرا وجده فقال له
- حضرتك الماسيتروا
- ايوه اقدر اخدمك بشئ
- لا حضرتك مش هتخدمني انا هي تقدر تقول خدمه انسانيه
- طيب اتفضل قول وخير ان شاء ****
- حضرتك دي نوته بتاعت اغنية كانت المفروض ان صاحبتها هتغنيها
- ايوه عارفها قصدك اميرة مراد
- ايوه يا فندم
- انا اسف بس مفيش وقت ليها و****
- يا فندم ارجوك انت هتكون السبب في سعادتها خصوصا لما يكون الباقي في عمرها وقت قليل جدا
- ايه انت بتتكلم بجد
- طبعا يا فندم دي حاجه مفيهاش هزار ارجوك يا فندم تساعدني اني احقق ليها حلمها بوقفها علي المسرح حتي لو كانت دي اخر حاجه هتعملها في حياتها
- طيب طيب النوته معايا وقولها تجهز نفسها هتغني بعد اغنية الافتتاح علي طول
لما يتمالك عادل نفسه من الرفحة فاحتضن المايستروا قائلا شكرا يا فندم انت حقيقي فنان واستدار مطلقا ساقه للريح الي ان وصل الي مكانها وبصوت متقطع قال لها
- هتغني اغنيتك اول اغنيه بعد الافتتاح
- نظرت اليه فرحة متعجبه بجد يا عادل
- ايوه يا اميرة بجد يلا استعدي
احتضنته بقوة قائله بحبك اوووي ربنا يخليك ليا يارب فابتعد عنها قائلا مش وقته روحي استعدي وبعد الاغنية نتكلم فتركته وغادرت متوجهة الي الكواليس كي تستعد لاداء اغنيتها .
وبعد انتهاء الحفل احتضنته بقوة قائلة
- مش عارفه اقولك بحبك اد ايه يا عادل
- انا كمان بحبك اووي يا قلبي يلا بينا علي البلد طوالي
- ههههههههه لا لا بلد ايه دلوقت كده هنوصل علي الفجر تعالا نبات في الشقه والصبح نطلع علي هناك
- اخخ دي العربيه عطلانه
- يا سيدي مش مهم هستنا لما تصلحها ونروح سوا
- طيب يلا بينا نروح
تاكسي تاكسي هتف بها عادل فتوقف التاكسي وركبوا متجهين الي الشقة التي يسكن بها عادل وفي تقاطع الشارعين اتت سيارة نقل مسرعة لتصطدم بالتاكسي محطمة اياه وفي المستشفي جلست اميرة رابطة يدها المكسورة وقدمها المجروحة وهي تبكي بحرقة ثم جات يد علي كتفها ولم تكن يد غريبة فقد كانت يد صديقتها جهاد تقول لها في حزن كبير البقاء لله يا اميرة .
سار وراها وهو لا يدري كيف يفتح معها كلاما صار وراها وخوفه الاكبر في ان تدخل احد تلك العمائر علي جانب الشارع لينتهي به المطاف الي تلك النهاية البائسة دون ان يتفوه بكلمة .
كان يتعجب مما يفعله فهو لا يدري لما يسير ورائها هكذا فطوال حياته لم يعاكس فتاة قط ولكن تلك الفتاة تجذبه اليها بشدة تجعله يسير ورائها كالمجنون دون تفكير او وعي الي ان اسرع في خطواته قليلا فسبقها ثم استوقفها قائلا مساء الخير هي تلعثمت قليلا ولكن سرعان ما ردت عليه صباح النور ثم صمت قليلا وكانه يحاول جمع شتات نفسه وكانه يفكر فيما سيقول او من اين سيبدا كلامه ثم قال مترددا انا اسف علي الاسلوب اللي وقفتك بيه بس معرفش ايه اللي حصل قولي عليا مجنون قولي عليا طايش بس انا مقدرتش اشوفك واسيبك وامشي وغصب عني مشيت وراكي ووقفتك دلوقت ومش عارف اقول ايه بس و**** العظيم انا عمري في حياتي ما عاكست بنت ولا ليا في الكلام ده بس فيه شئ فيكي شدني ليكي .
هي نظرت اليه وقد ارتسمت علي وجهها بسمة سعادة وان امتزجت بالخجل ثم تركته واكملت طريقها سار ورائها لعلها تتوقف بعد قليل وفعلا توقفت وانتظرته ان ياتي ثم سالته عن اسمه فقال عادل مصطفي الرشيدي مهندس معماري وعايش لواحدي من طنطا اصلا بس والدي والدتي توفوا وانا في الكلية ومن بعدهم معادش شئ يربطني بطنطا غير حبة قرايب بزورهم كل مدا بس انا شغال في شركة انشاءات كبيرة كمان انا نائب رئيس القسم الهندسي في الشركة و... هي نظرتها السعيدة قطعت عليه حبل افكاره ثم سالته وايه كمان هو نظر اليها في هدوء وسعاده قائلا بس ده كل شئ ممكن بقا اتعرف بيكي .
ومن هذا اليوم ولد حب كبير حب غير عادي حب فقط من اجل الحب ولا شئ اخر واستمر هذا الحب عامين دون انقطاع وان تخلله بعض الفراق والبعاد بسبب الاجازة الصيفية واجازة نصف العام الي ان حان العام الاخير لها واصبح يوم التخرج وحفلة نهاية العام شئ وشيكا ولكن عادل في بداية هذا الاسبوع اصيب بنزلة برد شديده وكان يحتاج الي العناية والرعاية فتركت الشقة التي كانت تسكنها مع بعض زملائها المغتربات من طلبة المعهد وذهبت للاقامة معه في شقته وتدريجيا بدات حالة عادل في التحسن الي ان اتي يوم حفلة التخرج لم يكن هذا اليوم عاديا بالنسبة لاميرة ولم يكن يوما عاديا ايضا بالنسبة لعادل فهو سيناقش مشروع كبير قد يتم ترقيته فيه الي منصب رئيس القسم الهندسي رغم انه لم يتجاوز الثلاثون عاما وهذا يعد انجازا ونجاحا كبيرا علي مستوي حياته المهنيه والاجتماعيه ايضا اما اميرة فاليوم حفلة التخرج وستشدوا باغنية كتبتها ولحنتها بنفسها .
- قوم يا عادل احنا هنتاخر ولا انت اخدت علي النوم والراحه قوم يا عادل يومنا طويل .
- حاضر يا قلبي حالا
- هحضر الفطار علي ما تدخل الحمام
صرخة قطعت سكون المنزل صدرة عن اميرة نتيجة حرق بسيط احدثه براد الشاي بمائه الساخن فانتفض عادل وجري اليها وامسك يدها ووضعها تحت الماء
- ايه يا ميرو مش تحاسبي يا قلبي
- ايه يا عادل محصلش حاجه دي مجرد لسعه صغيرة
- بالنسبة ليكي مجرد لسعه صغيرة بالنسبة ليا انا كلمة اه اللي صرختي بيها وجع في قلبي
- سلامة قلبك من الوجع يا حبيبي
- خلاص اقعدي با وانا هجهز الفطار
- ضمنا بيض محروق ولبن فاير
- عيب عليكي ناسيه اني اصلا عايش لوحدي
وهناك علي المائدة جلسوا واتموا افطارهم واستعدوا لمغادرة الشقة كلا متوجها الي وجههته واستلقوا المصعد واثناء عبورهم الشارع اتي طفلا يجري مسرعا وهو ملتفت خلفه فاصطدم باميرة تاركا علي ملابسها جزاء كبيرا من كوب الايس كريم الذي كان يحمله فاضطرت اميرة الي العودة الشقه
- مش تحاسب يا حبيبي
- انا اسف يا ابله
- حصل خير يا اميرة اطلعي غيري انا مستنيكي في العربيه
- لا يا حبيبي روح انت عشان متتاخرش عن اجتماعك انا هاخد تاكسي كمان طريقي غير طريقك
- طيب يا اميرة هخلص اجتماعي واجيلك علي الحفله
وصل عادل الي الشركه ودخل الي الاجتماع وبينما استعد ليتكلم عن مشروعه ادرك انه قد نسي دفتر الملاحظات الخاصة به ولكنه مشروعه وقد حفظه عن ظهر قلب ولكنه كان قد دون مجموعة من الملاحظات ولكن لم يشغل باله ونسي تماما امر دفتر الملاحظات وبداء الحديث عن مشروعه ومدي تاثيره واهميته .
اما اميرة فبعد ان انتهت من تغيير ملابسها وجدت دفتر ملاحظات عادل امامها علي مائدة الافطار فامسكته عازمت علي ان توصله الي الشركة قبل ان تذهب الي المعهد وحين وصلت الشركة وجدت ان الاجتماع قد بداء فتركته له في السككرتارية وغادرت .
وبعد اجتماع دام لاكثر من ثلاث ساعات قرر مدير الشركة اخذ استراحه ثم العودة مرة اخري لمناقشة عادل في مشروعه والذي ابدي معظم اعضاء مجلس الادارة اعجابهم الشديد به.
وحين خرج عادل من الاجتماع وجد السكرتيرة تحادثه
- بشمهندس عادل فيه انسه جابت الدفتر ده من ساعه ونص تقريبا وقالت اسلمه لحضرتك
- اه شكرا ليكي
جدعه يا اميرة وكويس انك افتكرتي تجيبي الدفتر هحتاجه لان المناقشة علي اخرها وقربت اقنعهم بالمشروع يااه هيبا نقلة كبيرة اووي ليا وهيغير مستقبلي تماما ويارب انجح واقنعهم
كلمات همس بها عادل في نفسه متمنيا ان يكون النجاح حليفه ورفيقه خلال الساعات القادمه وما هي الي دقائق ودخل مرة اخري الي الاجتماع وبعد ساعات من المناقشة ودقائق من الاستراحات التي تخللت المناقشة صفق مجلس الادارة لعادل مهنيئنه علي مشروعه الناجح والرائع متمنين له مزيدا من التوفيق والنجاح .
لما يتمالك عادل نفسه من الفرحة ونزل يجري علي سلالام الشركة حتي يذهب الي اميرة ويراها وهي تغني ويخبرها بنجاحه الذي حققه وحين ركب سيارته لم يستطع المغادرة بها فقد ابت السيارة ان يدور محركها فلم يتردد في ان يترجل ويركب تاكسي حتي لا يضيع فرصة رواياه لها وهي تغني علي خشبة المسرح وفي الطريق ووسط زحام العاصمة توقف التاكسي في احدي الاشارات امام محل لبيع الورد فنظر عادل الي المحل وقد عقد العزم علي شراء بوكيه ورد لحبيبته .
- علي جنب يا اسطي لو سمحت اجيب بوكيه ورد
- اتفضل يا استاذ اووي اووي
اشتري بوكيه الورد واستقل التاكسي مرة اخري متوجها الي حفل التخرج وحين وصل وجد ان الحفل قد انتهي وهي لم تغني اساسا وذلك لضيق وقت الحفل وكذلك لكثرة عدد المغنين ولكن رغم كل هذا كانت سعيدة بوجوده اشد سعادة خاصة حينما اخبرها بقبول مشروعه والثناء الذي تلقاه من اعضاء مجلس الادارة بالشركة وما زاد فرحتها بوكيه الورد الذي اخرجه من وراء ظهره فاخذت بوكيه الورد محتضنة اياه
- عادل هتيجي معايا البلد بكره عشان تخطبني
نظر اليها عادل في صمت وكان كلماته قد تبخرت ولم يستطع النطق فبادرته بالسوال مرة اخري
- عادل هتيجي معايا البلد بكره عشان تخطبني
- طيب مستعجله ليه اسبقيني انتي وانا بس المشروع يدخل التنفيذ وهتلاقيني عندكم في البيت
- يدخل تنفيذ ايه يا عادل وبعدين تقولي اما يخلص
- لا لا مش للدرجة دي
- عادل انت وعدتني انك هتيجي معايا البلد بعد حفلة التخرج علي طول عشان تتقدملي
صمت عادل قليلا وكانه يبحث عن كلمات ليبرر بها موقفه الغريب وعدم وفائه بوعده الذي اعطاه لها من قبل ولكنه ظل صامت ولم ينطق ببنت شفة اما هي فقد غرغرت عيناها بالدموع وتركته واقفا وغادرت مشيرت الي اول تاكسي قابلها وركبت .
لحظات من الذهول تمر بعادل يتعجب من موقفه الغريب وكيف لم يذهب معها وكيف تركها تذهب هكذا وكيف تخلي عن فتاة احلامه في لحظة غباء وقبل ان ينتهي تفكيره سمع صوت ارتطام قوي فهرول باتجاه صوت الارتطام فوجد التاكسي الذي استقلته منذ ثواني قد تحطم تماما نتيجة ارتطام سيارة نقل مسرعة بالتاكسي الذي كان يحاول عبور التقاطع .
وفي المستشفي جلس عادل واضعا يده بين كفيه باكيا متالما نادما يلوم نفسه تارة ويدعوا ربه تارة ويونب نفسه علي تركها تذهب وحدها ويصرخ من داخله بالم شديد ويلوم نفسه علي عدم وفائه بوعده وعدم التزامه بكلماته وعن سلبيته العجيبه التي ادت الي رحيلها دونه واستقلالها ذلك التاكسي المشئوم الي ان وجد يد تربط علي كتفه وتواسيه بكلمات طيبة
- عادل متقلقش ان شاء **** اميرة بخير
- يارب يا جهاد يارب انا مكونتش اقصد يا جهاد مش عارف ايه اللي حصل يارتني ما سبتها تمشي لو حصلها حاجه انا لا يمكن اسامح نفسي ابدا ابدا
- ان شاء **** هتبقي بخير يا عادل ده قضاء ربنا
ظل عادل يبكي ويتالم الي ان اتي الطبيب ووقف امامه قائلا استاذ عادل انا اسف اني اقولك البقاء لله
صمت عادل وفتح فمه من هول صدمته ونظر الي الطبيب متسائلا من جديد وكانه لم يسمع
- ايه ؟
- استاذ عادل انت راجل مسلم وموحد ب**** وده قضاء وقدر
- ماتت يعني
- لاحول ولا قوة الا ب**** شد حيلك يا استاذ عادل
لاااااااااااااااااااااااااا صرخة مدوية صرخ بها ثم سمع صوت اميرة تقول ايه يا عادل صح النوم لا ايه مالك نظر اليها استفاق من النوم قفز الي الحمام سريعا غسل وجهه مرارا وتكرارا ذهب اليها واحتضنها بقوة
- ايه يا عادل مالك
- مفيس يا اميرة وحشااااني اووي
- هههههه با كده طيب يا قلبي انت كمان واحشني ممكن با تسبني عشان احضر الفطار
- اه طبعا يا قلبي النهارده بعد الحفلة هاخدك وهنتطلع علي البلد طوالي مش هنستنا بكره
- طيب وليه الاستعجال ده ركز في شغلك بس الاول وبعدين تعالالي
- شغل ايه بس انتي اهم من اي حاجه
- ربنا يخليك ليا يا حبيبي بس ده مستقبلنا سوا
- يلا با روح الحمام وغير هدومك علي ما اجهز الفطار
دخل عادل الي الحمام ونظر في المراة قائلا ياااااااااه كابوس شنيع اووي صحيح كنت بتصرف بغباء معقول تقولي نروح البلد وانا اقف ساكت كان ليا حق اتعجب علي نفسي خير ****م اما اجعله خير لحظات ثم سمع صوت صرخت اميرة تقطع السكون هرول خارجا وبلا تفكير امسك يدها واضعها تحت الماء .
- ايه يا ميرو مش تحاسبي يا قلبي
- ايه يا عادل محصلش حاجه دي مجرد لسعه صغيرة
لحظة من الشرود حين تذكر ان ما يحدث سبق وان حدث في حلمه اكمل حديثه فجات الردود تماما كما سمعها في حلمه الذي استيقظ منه منذ قليل .
ارتدي ملابسه وباله مشغول بما قد حدث في حلمه الذي استيقظ منه منذ قليل وذهب الي المائدة وجلس وتركها هي تعد طعام الافطار دون ان يقوم هو باعداده كما حدث في حلمه وجاءت اميرة بالافطار ووضعته علي المائدة طبق تلو الاخر وعادل مازال سارحا شاردا .
- ايه يا عادل مالك سرحان في ايه
- لا لا مفيش حاجه
- متقلقش يا عادل ان شاء **** الادارة هتوافق علي مشروعك متشلش هم انت مجتهد ولكل مجتهد نصيب
- مش قلقان انا سايبها علي ****
انهو افطارهم واستعدوا لمغادة المكان واثناء عبور الشارع تلفت عادل يمينا وشمالا باحثا عن ذلك الطفل وبالفعل ظهر الطفل يجري وهو ملتفت الي الخلف فجذب اميره من ذراعها فمر الطفل من جوارها ولم يصيبها الايس كريم فنظر اليها مبتسما ولكن سرعان ما اصطتدم بهم ذلك الشاب الي كان يقود الدراجه مسرعا حاملا في يده كرتونة بيض لتسقط الكرتونه علي ملابس اميرة وينكسر بعض البيض ملطخا ملابسها فنظر اليه عادل في حنق شديد وضربه بالقلم علي وجهه فنظرت اليه اميرة منتقدة اياه
- ايه يا عادل بتضربه ليه محصلش حاجه
- مش يفتح هو احنا ناقصين تاخير
- لا لا ياعادل حرام انت عصبي اووي ليه كده
- معلش يا اخ معلش هو بس متعصب شويه حصل خير معلش
نهض الشاب وامسك دراجته ناظرا اليه قائلا القوي فيه الاقوي منه ثم ركب دراجته مبتعدا
- عادل انا هطلع اغير هدومي
- طيب انا هطلع معاكي
- لا يا عادل ملوش لازمه كده كده سكتنا مش واحده انا هاخد تاكسي وانت الحق اجتماعك فاضل عليه ساعه بالظبط يادوبك يعني توصل الشركة
- بس يا اميرة انا مش عايز امشي من غيرك
- ليه يعني يلا روح بس وربنا يوفقك ومتتاخرش عليا وجودك يهمني اووي
استقل سيارته متجها الي الشركة وهو يفكر فيما يحدث فالحلم يتحقق بكل الطرق وان حاول ان يخالفه في بعض الاشياء فقد ابعد الطفل بالايس كريم عنها ولكنه لم يستطع ابعاد الشاب الذي كان يحمل البيض المهم ان النتيجة كانت واحده وهي ان تصعد الي الشقة مرة اخري وامام باب الشركة تذكر دفتر ملاحظاته الذي نسيه هذه المرة علي التربيزة بجوار جهاز الكمبيوتر الخاص به فاسرع الي مكتبه بالشركة ورفع سماعة الهاتف ليتصل بها ليخبرها الا تحضر دفتر الملاحظات ولكن لم يجيبه احد اخرج هاتفه المحمول واتصل بها فوجد هاتفها غير متاح ثم سمع طرقات علي الباب
- استاذ عادل مجلس الادارة مستنين حضرتك عشان الاجتماع
- طيب جاي حالا
وحين دخل غرفت الاجتماع رحبوا به وجلسوا مستمعين اليه كي يشرح مشروعه باستفاضه وعقب ساعتين من الحديث المتواصل قرر اعضاء مجلس الادارة اخذ استراحه ومواصلة الاجتماع من جديد .
وحين خرج من الاجتماع وجد السكرتيرة امامه وفي يدها دفتر ملاحظاته
- بشمهندس فيه انسه جابت دفتر الملاحظات بتاع حضرتك وقالت انه مهم جده اسلمه ليك
- اه شكرا ليكي كنت محتاجه
وعقب انتهاء الاستراحه التي مرت علي عادل دون ان يشعر بها لانشغاله بالتفكير فيما يحدث من حوله عاد الي الاجتماع مرة اخري واستمر الاجتماع لساعتين ثم قرر اعضاء مجلس الادارة اخذ استراحه .
- انا اسف يا جماعه ارجوكم عايز اكمل عشان عايز امشي لان فيه شئ مهم جدا عايز اعمله
- شئ مهم ايه يا عادل هو فيه اهم من مشروعك
- انا اسف يا فندم بس ارجوك دي مسالة حياة او موت
- ياااه طيب يا عادل تقدر تنزل دلوقت لو الموضوع خطير اووي كدا
- اشكرك يا فندم وانا اسف علي موقفي الغريب ده وعارف ان بكده مشروعي اترفض
- اترفض ليه بالعكس يا عادل مشروعك ممتاز واعتبره مقبول مقدما بس لسه عايزين نتكلم في حبة تفاصيل صغيرة
- اشكرك يا فندم انا لا يمكن انسا لحضرتك ولا لمجلس الادارة موقفكم ده ممكن امشي يا فندم
- اه اتفضل يا عادل
خرج عادل من غرفة الاجتماعات مهرولا كي يلحق الحفل من بدايته وان لم تكن ستغني فساجعلها تغني وان كانت تلك لحظاتها الاخيرة بالفعل فلابد وان تكون اسعد لحظات حياتها وامام سيارته وضع يده في جيبه فوجد نفسه قد نسي مفاتيح سيارته فعاد الي المكتب كي ياتي بها وهو سعيد بتلك المفارقة التي لم تحدث في حلمه من قبل وحين ركب السيارة وادارها ابي محركها ان يعمل فنزل من السيارة وقد اغتاظ غيظا شديدا لاعنا سيارته ثم استدار مسرعا ليستقل تاكسي ليقله الي المعهد العالي للموسيقي وفي الطريق توقف التاكسي في الاشارة امام محل الورد فادار وجهه بعيدا عن محل الورد
- ليك حد في المعهد يا استاذ
- نعم يا اسطي
- بسال ليك حد في المعهد اصل عارف ان النهارده فيه حفلة تخرج وديت ناس كتير
- اه يا اسطا خطيبتي هناك
- طيب مش واجب تاخدلها بوكيه ورد
- بوكيه ورد لاا لاا مفيش وقت
- ليه يا استاذ الحفله لسه قدامها ساعه وبعدين بوكيه الورد جاهز اهوه
- جبته منين ده يا اسطا
- ابدا زبون كان راكب معايا والظاهر يعني اتخانق مع الجماعه في التليفون وسابه ونزل
- طيب يا اسطي ماهو ممكن يرجع يسال عليه
- ودي تفوتني يا استاذ ناديت عليه وقلتله بوكيه الورد يا استاذ قالي خليهولك . ماتاخده يا استاذ وادفع فيه اي حاجه انش**** عشرة جنيه اهو عشرة جنيه احسن منه لحسن لو دخلت علي ام العيال بيه هتقلي ورد ايه ما كنت دخلت بلقمه علي العيال احسن
- اه عندك حق يا اسطي خلاص هاخده وعشرين جنيه اهيه
- شكرا يا استاذ
وحين وصل الي المعهد نزل دون ان ياخذ بوكيه الورد فناداه السائق
- بوكيه الورد يا استاذ
- فنظر اليه عادل مبتسما خليهولك يا اسطا
ودخل عادل الي المسرح المحتشد بالاهالي الذين حضوا لحضور الحفل وظل يبحث عنها الي ان وجدها جالسة حزينة فقال لها
- اميرة
- عادل ايه اقول مبروك
- اه مبروك طبعا يا حبيبتي ايه مالك
- ابدا يا عادل مش هغني
- ليه مش هتغني
- عشان وقت الحفلة ضيق واغنيتي ملهاش مكان
- هو مين مسئول عن مين يغني ومين ميغنيش
- الماسيتروا
- الاقيه فين
- مش عارفه
- طيب هي فين النوته بتاعت الاغنيه
- اهيه معايا
- طيب هاتيها واستنيني هنا
وذهب عادل ليبحث عن المايستروا واخيرا وجده فقال له
- حضرتك الماسيتروا
- ايوه اقدر اخدمك بشئ
- لا حضرتك مش هتخدمني انا هي تقدر تقول خدمه انسانيه
- طيب اتفضل قول وخير ان شاء ****
- حضرتك دي نوته بتاعت اغنية كانت المفروض ان صاحبتها هتغنيها
- ايوه عارفها قصدك اميرة مراد
- ايوه يا فندم
- انا اسف بس مفيش وقت ليها و****
- يا فندم ارجوك انت هتكون السبب في سعادتها خصوصا لما يكون الباقي في عمرها وقت قليل جدا
- ايه انت بتتكلم بجد
- طبعا يا فندم دي حاجه مفيهاش هزار ارجوك يا فندم تساعدني اني احقق ليها حلمها بوقفها علي المسرح حتي لو كانت دي اخر حاجه هتعملها في حياتها
- طيب طيب النوته معايا وقولها تجهز نفسها هتغني بعد اغنية الافتتاح علي طول
لما يتمالك عادل نفسه من الرفحة فاحتضن المايستروا قائلا شكرا يا فندم انت حقيقي فنان واستدار مطلقا ساقه للريح الي ان وصل الي مكانها وبصوت متقطع قال لها
- هتغني اغنيتك اول اغنيه بعد الافتتاح
- نظرت اليه فرحة متعجبه بجد يا عادل
- ايوه يا اميرة بجد يلا استعدي
احتضنته بقوة قائله بحبك اوووي ربنا يخليك ليا يارب فابتعد عنها قائلا مش وقته روحي استعدي وبعد الاغنية نتكلم فتركته وغادرت متوجهة الي الكواليس كي تستعد لاداء اغنيتها .
وبعد انتهاء الحفل احتضنته بقوة قائلة
- مش عارفه اقولك بحبك اد ايه يا عادل
- انا كمان بحبك اووي يا قلبي يلا بينا علي البلد طوالي
- ههههههههه لا لا بلد ايه دلوقت كده هنوصل علي الفجر تعالا نبات في الشقه والصبح نطلع علي هناك
- اخخ دي العربيه عطلانه
- يا سيدي مش مهم هستنا لما تصلحها ونروح سوا
- طيب يلا بينا نروح
تاكسي تاكسي هتف بها عادل فتوقف التاكسي وركبوا متجهين الي الشقة التي يسكن بها عادل وفي تقاطع الشارعين اتت سيارة نقل مسرعة لتصطدم بالتاكسي محطمة اياه وفي المستشفي جلست اميرة رابطة يدها المكسورة وقدمها المجروحة وهي تبكي بحرقة ثم جات يد علي كتفها ولم تكن يد غريبة فقد كانت يد صديقتها جهاد تقول لها في حزن كبير البقاء لله يا اميرة .