Kamal Mahsoub
06-18-2018, 08:08 AM
العاهـــــرة و القــــــوّاد
/ (/ />
وقفت ( سارة ) أمام المرآة ترتدى ثيابها التى عانت فى لبسها بسبب ضيقها على جسدها ، كل معالم جسدها ظاهرة تكاد تفتق الثياب لتتحرر منه ، نظرت لنفسها فابتسمت ثم سحبت زجاجة العطر و ظلت تغرق جسدها منه لعله يوارى رائحته المقيتة ، لم تفلح معها أرقى انواع الشامبو و هى تتحمم به ، انطلقت لتحضر أول مقابلة لها مع ذلك الرجل ( باهى ) ذو اللحم المترهل و الكرش المتدلى و بيده سيجارة تنبعث منها رائحة الحشيش .
دخلت إلى مكتبه فرحب بها و أجلسها سألها عن اسمها فاختارت اسما جديدا لنفسها و قالت ( هيفاء ) و أخفت كذلك عنوان سكنها و عمرها الحقيقيين ، ثم أمرها بالقيام حتى يتفحص جسدها جيدا ثم قال : لا بأس ، أهلا بك عزيزتى فى مملكتى ، منذ الليلة تبدئين العمل بجلوسك فى الصالة مع الزبائن و ملاطفتهم ثم اتركى الباقى لأتولاه بنفسى فزبائنى تعرف الأصول جيدا و لا يطلب أحد منهم مواعدة فتاة من فتياتى إلا بعدما يأخذ الإذن منى أنا .
و بدات فى عملها بنشاط تلاطف هذا ، و ترقص بجوار كرسى هذا ، و هذا يحييها بالمال ، و هذا يقوم ليرقص معها و بعد لحظات استقبلها ذلك الرجل المترهل ( القواد ) ليخبرها بأن لديها موعدا الليلة مع ذلك الرجل و يشير إلى مقعده فتذهب إليه ليصطحبها معه فى سيارته إلى شقته ، و بعد اللقاء تتقيأ بسبب ما فعله بها ذلك الرجل العتىّ ، ثم همست فى نفسها لن أستمر فى هذا الوضع و لن أتحمله و لكن كيف يمكننى ان أعمل كما أحب ، أذهب لموعد أو لا أذهب ، لابد من تدبير خطة محكمة .
جلست تفكر مليّا ثم رأت أنها لو صادقت أحد رجال ذلك القواد من البلطجية ربما ساعدها و ضغط على القواد باهى ليريحها او يمنحها امتيازات فريدة ، ذهبت لأولهم و كان يدعى ( هرقل ) هكذا كان يسمى نفسه ، نسجت خيوطها حوله لتستدرجه لهواها لكنه نال منها ما نال ثم تركها دون حتى أن يطلب منها موعدا جديدا ، فذهبت لثانى البلطجية و كان يدعى ( الحسّاس ) و فعل كما فعل الأول كذلك نال منها ما نال ثم تركها و ذهب و هو لا ينظر إليها .
جلست تندب حظها بعد فشل هاتين المحاولتين ، ماذا لى أن أفعل ؟ الكل هنا يتحرش بى و الكل يطلب مواعدتى من ذلك القواد و هو لا يقصر فى الاتفاق معهم ، و لو حاولت الشكوى أتحول أنا لجانية لا مجنى عليها و كلماته دوما واضحة ( لو لم يعجبك هذا المكان و طريقة العمل فيه فعليك بمغادرته ) .
لا ، لن أغادره ، و لكننى سأعيش فيه كما أريد و سأكون ملكته دون أن يأمرنى أحد أو يحاول أحد التحرش بى ، أو يطلبنى أحدهم و يوافق ذلك الأحمق السفيه القواد ، الآن وصلت للخطة ، سألقى بشباكى حول ذلك القواد الذى لم يطلبنى ، سأغريه بكل الحيل و الطرق و سيقع فى شباكى و حينها سيستدير كخاتم فى إصبعى و يشب نارا لو رأى شخصا معى .
لم تستغرق وقتا طويلا فى الوصول إلى ذلك القواد ، درست أحواله و ما يحبه فى النساء و ما يكرهه و ما هى الطريقة التى تعجبه فى الكلام و الضحك و المياعة و ما إلى ذلك ثم بدأت فى تنفيذ خطتها و كانت اول ليلة لها مع ذلك القواد ثقيل الظل و الوزن ، جعلت منه فارساً فى غرفة نومه و شعر أنه أعتى الرجال رغم ضعفه و هوانه و فشله مع النساء ، استشعر معها بأنها تحبه رغم علمه بأنها ماكرة تجامله فقط لكنه أحب مجاملتها و احب كذبها و بادلها الكذب بكذب ، ثم جعل جلوسها فى الصالة فقط دون مواعدة الرجال كما طلبت ليس لغيرته عليها فهو به من الدياثة ما يؤهله لبيع أمه أو أخته فى مزاد .
لكن لأن الزبائن لم تعد تطلبها بسبب تمردها عليهم و تقززهم من رائحة جسدها ، فاكتفى بجعلها تلاطف الزبائن فى الصالة فقط ، و بعد قليل صارت تجلس بحريتها فى أى مكان تريده و تنتقى الأشخاص الذين يوافقوا هوى نفسها و ارتاحت من المواعدات كل ليلة و صارت مواعداتها لذلك القواد وحده و هو يعلم تمام العلم أن لها موعدا ستترك فيه المكان لكنه استحسن فعلها لأنها أشبعت رغبة فى نفسه بقولها على الملأ انها تحبه وحده و لا تحب غيره و أنها اختصته بجسدها دون غيره مما جعل بقية الفتيات فى المكان تستشعرن الغيرة من اهتمامه بها و جعل الرجال ينظرون له على انه محسود بحبها له و لا يعلمون أنها عاهرة ماكرة تعلم جيدا ما تفعل و قد حققت مأربها من خطتها التى نسجتها بتميز.
أما القواد فأصبحت فتيات الصالة تتهافتن عليه بعدما كانت كل واحدة منهن تتعلل بأنها لديها موعد مع غيره أو أنها قادمة من موعد بالأمس و مرهقة و تحتاج للراحة حتى تواصل عملها ، هاهن اليوم تقتحمن مكتبه و تعرضن عليه الممارسة فكان يهبط بجسده فوق إحداهن حتى يخفيها تحته من لحمه المترهل بينما هى لا تشتكى ثقل لحمه و بطء حركاته و لا تريد إلا مكانة مشابهة لتلك الحقيرة التى استحوذت عليه لنفسها .
بقيت فى نفس خطتها عاما و نصف العام تعمل كما تحب و تجالس من تحب حتى منحها ترقية و جعلها نائبة له تدير الشبكة بمعرفتها فى غيابه ، و وعدته بأنها لن تكون لغيره و أقسمت ، بينما كان هو قد أقسم بينه و بين نفسه على ألا يكون لأحد بشكل مؤبد و لا حتى هى ، كان يكذب على الجميع فى حالته الاجتماعية و تفنن فى نسج القصص المختلقة على من حوله بأنه أرمل و ليس لديه أبناء ، كان يعبث بكل الأجساد التى أرادت مكانة مماثلة لمكانة ( سارة ) لكنه لم يسأل فيهن بترقية و لا محاباة ، فكل واحدة منهن مطلوبة من الزبائن و لا داعى لاحتكارها لنفسه حتى لا يتوقف دولاب العمل و يظل عدد الزبائن فى ازدياد .
و فى يوم أثناء عودتها لبيتها التقت فى الطريق بشاب مليح الطلة جميل الملامح ، علمت أنه يسكن فى ذات المنطقة فتعلق قلبها به ، و تعلق هو كذلك بها و أخفت عنه حقيقتها كاملة خجلا منه فهى و إن كانت فى موقع عملها سليطة اللسان بذيئة الألفاظ و العبارات إلا أنها فى منطقة سكنها كانت رمزا للأدب و الخجل و الحياء ، و التمثيل حينما يكون متقنا يكون مقنعا .
و تقدم لها الفتى بينما هى قد أحبته و آثرت الإخلاص و الوفاء له فقررت أن تنهى علاقتها بالقواد و حانته ، و تقوم بعملية طبية تعيد لها دليل عفتها من جديد ، و فى الليلة الأخيرة ذهبت للقواد تستأذنه فى إنهاء عملها بالمكان نظراً لظروفها الصحية بأن لديها مرضاً قاتلاً سيأكل جسدها خلال أشهر ، و بأنها لا تريد له التعلق بها و هى فى حالتها تلك ، و بأنها ستترك المكان و قلبها ممزق من مفارقته لكنه القدر .
نظر القواد ( باهى ) فى وجهها و ابتسم ابتسامة خبيثة و أشار إليها بعلامة القبول و أمر لها بمبلغ من المال فأخذته و انصرفت و هى مندهشة من تصرفه و رضاه و عدم معارضته لها ، و عادت لخطيبها الشاب لترتب معه امور حفل الزفاف و الترتيبات اللازمة له و هى تبدى سعادتها به و ببيتها الجديد و تقسم على الإخلاص له طيلة عمرها ، بينما جلس القواد فى انتظار فتاة أخرى جاءت لمقابلته للمرة الأولى لتعمل لديه و أجلسها ليمنحها بعض النصائح و التعليمات عن طبيعة عملها فى المكان .
/ (/ />
وقفت ( سارة ) أمام المرآة ترتدى ثيابها التى عانت فى لبسها بسبب ضيقها على جسدها ، كل معالم جسدها ظاهرة تكاد تفتق الثياب لتتحرر منه ، نظرت لنفسها فابتسمت ثم سحبت زجاجة العطر و ظلت تغرق جسدها منه لعله يوارى رائحته المقيتة ، لم تفلح معها أرقى انواع الشامبو و هى تتحمم به ، انطلقت لتحضر أول مقابلة لها مع ذلك الرجل ( باهى ) ذو اللحم المترهل و الكرش المتدلى و بيده سيجارة تنبعث منها رائحة الحشيش .
دخلت إلى مكتبه فرحب بها و أجلسها سألها عن اسمها فاختارت اسما جديدا لنفسها و قالت ( هيفاء ) و أخفت كذلك عنوان سكنها و عمرها الحقيقيين ، ثم أمرها بالقيام حتى يتفحص جسدها جيدا ثم قال : لا بأس ، أهلا بك عزيزتى فى مملكتى ، منذ الليلة تبدئين العمل بجلوسك فى الصالة مع الزبائن و ملاطفتهم ثم اتركى الباقى لأتولاه بنفسى فزبائنى تعرف الأصول جيدا و لا يطلب أحد منهم مواعدة فتاة من فتياتى إلا بعدما يأخذ الإذن منى أنا .
و بدات فى عملها بنشاط تلاطف هذا ، و ترقص بجوار كرسى هذا ، و هذا يحييها بالمال ، و هذا يقوم ليرقص معها و بعد لحظات استقبلها ذلك الرجل المترهل ( القواد ) ليخبرها بأن لديها موعدا الليلة مع ذلك الرجل و يشير إلى مقعده فتذهب إليه ليصطحبها معه فى سيارته إلى شقته ، و بعد اللقاء تتقيأ بسبب ما فعله بها ذلك الرجل العتىّ ، ثم همست فى نفسها لن أستمر فى هذا الوضع و لن أتحمله و لكن كيف يمكننى ان أعمل كما أحب ، أذهب لموعد أو لا أذهب ، لابد من تدبير خطة محكمة .
جلست تفكر مليّا ثم رأت أنها لو صادقت أحد رجال ذلك القواد من البلطجية ربما ساعدها و ضغط على القواد باهى ليريحها او يمنحها امتيازات فريدة ، ذهبت لأولهم و كان يدعى ( هرقل ) هكذا كان يسمى نفسه ، نسجت خيوطها حوله لتستدرجه لهواها لكنه نال منها ما نال ثم تركها دون حتى أن يطلب منها موعدا جديدا ، فذهبت لثانى البلطجية و كان يدعى ( الحسّاس ) و فعل كما فعل الأول كذلك نال منها ما نال ثم تركها و ذهب و هو لا ينظر إليها .
جلست تندب حظها بعد فشل هاتين المحاولتين ، ماذا لى أن أفعل ؟ الكل هنا يتحرش بى و الكل يطلب مواعدتى من ذلك القواد و هو لا يقصر فى الاتفاق معهم ، و لو حاولت الشكوى أتحول أنا لجانية لا مجنى عليها و كلماته دوما واضحة ( لو لم يعجبك هذا المكان و طريقة العمل فيه فعليك بمغادرته ) .
لا ، لن أغادره ، و لكننى سأعيش فيه كما أريد و سأكون ملكته دون أن يأمرنى أحد أو يحاول أحد التحرش بى ، أو يطلبنى أحدهم و يوافق ذلك الأحمق السفيه القواد ، الآن وصلت للخطة ، سألقى بشباكى حول ذلك القواد الذى لم يطلبنى ، سأغريه بكل الحيل و الطرق و سيقع فى شباكى و حينها سيستدير كخاتم فى إصبعى و يشب نارا لو رأى شخصا معى .
لم تستغرق وقتا طويلا فى الوصول إلى ذلك القواد ، درست أحواله و ما يحبه فى النساء و ما يكرهه و ما هى الطريقة التى تعجبه فى الكلام و الضحك و المياعة و ما إلى ذلك ثم بدأت فى تنفيذ خطتها و كانت اول ليلة لها مع ذلك القواد ثقيل الظل و الوزن ، جعلت منه فارساً فى غرفة نومه و شعر أنه أعتى الرجال رغم ضعفه و هوانه و فشله مع النساء ، استشعر معها بأنها تحبه رغم علمه بأنها ماكرة تجامله فقط لكنه أحب مجاملتها و احب كذبها و بادلها الكذب بكذب ، ثم جعل جلوسها فى الصالة فقط دون مواعدة الرجال كما طلبت ليس لغيرته عليها فهو به من الدياثة ما يؤهله لبيع أمه أو أخته فى مزاد .
لكن لأن الزبائن لم تعد تطلبها بسبب تمردها عليهم و تقززهم من رائحة جسدها ، فاكتفى بجعلها تلاطف الزبائن فى الصالة فقط ، و بعد قليل صارت تجلس بحريتها فى أى مكان تريده و تنتقى الأشخاص الذين يوافقوا هوى نفسها و ارتاحت من المواعدات كل ليلة و صارت مواعداتها لذلك القواد وحده و هو يعلم تمام العلم أن لها موعدا ستترك فيه المكان لكنه استحسن فعلها لأنها أشبعت رغبة فى نفسه بقولها على الملأ انها تحبه وحده و لا تحب غيره و أنها اختصته بجسدها دون غيره مما جعل بقية الفتيات فى المكان تستشعرن الغيرة من اهتمامه بها و جعل الرجال ينظرون له على انه محسود بحبها له و لا يعلمون أنها عاهرة ماكرة تعلم جيدا ما تفعل و قد حققت مأربها من خطتها التى نسجتها بتميز.
أما القواد فأصبحت فتيات الصالة تتهافتن عليه بعدما كانت كل واحدة منهن تتعلل بأنها لديها موعد مع غيره أو أنها قادمة من موعد بالأمس و مرهقة و تحتاج للراحة حتى تواصل عملها ، هاهن اليوم تقتحمن مكتبه و تعرضن عليه الممارسة فكان يهبط بجسده فوق إحداهن حتى يخفيها تحته من لحمه المترهل بينما هى لا تشتكى ثقل لحمه و بطء حركاته و لا تريد إلا مكانة مشابهة لتلك الحقيرة التى استحوذت عليه لنفسها .
بقيت فى نفس خطتها عاما و نصف العام تعمل كما تحب و تجالس من تحب حتى منحها ترقية و جعلها نائبة له تدير الشبكة بمعرفتها فى غيابه ، و وعدته بأنها لن تكون لغيره و أقسمت ، بينما كان هو قد أقسم بينه و بين نفسه على ألا يكون لأحد بشكل مؤبد و لا حتى هى ، كان يكذب على الجميع فى حالته الاجتماعية و تفنن فى نسج القصص المختلقة على من حوله بأنه أرمل و ليس لديه أبناء ، كان يعبث بكل الأجساد التى أرادت مكانة مماثلة لمكانة ( سارة ) لكنه لم يسأل فيهن بترقية و لا محاباة ، فكل واحدة منهن مطلوبة من الزبائن و لا داعى لاحتكارها لنفسه حتى لا يتوقف دولاب العمل و يظل عدد الزبائن فى ازدياد .
و فى يوم أثناء عودتها لبيتها التقت فى الطريق بشاب مليح الطلة جميل الملامح ، علمت أنه يسكن فى ذات المنطقة فتعلق قلبها به ، و تعلق هو كذلك بها و أخفت عنه حقيقتها كاملة خجلا منه فهى و إن كانت فى موقع عملها سليطة اللسان بذيئة الألفاظ و العبارات إلا أنها فى منطقة سكنها كانت رمزا للأدب و الخجل و الحياء ، و التمثيل حينما يكون متقنا يكون مقنعا .
و تقدم لها الفتى بينما هى قد أحبته و آثرت الإخلاص و الوفاء له فقررت أن تنهى علاقتها بالقواد و حانته ، و تقوم بعملية طبية تعيد لها دليل عفتها من جديد ، و فى الليلة الأخيرة ذهبت للقواد تستأذنه فى إنهاء عملها بالمكان نظراً لظروفها الصحية بأن لديها مرضاً قاتلاً سيأكل جسدها خلال أشهر ، و بأنها لا تريد له التعلق بها و هى فى حالتها تلك ، و بأنها ستترك المكان و قلبها ممزق من مفارقته لكنه القدر .
نظر القواد ( باهى ) فى وجهها و ابتسم ابتسامة خبيثة و أشار إليها بعلامة القبول و أمر لها بمبلغ من المال فأخذته و انصرفت و هى مندهشة من تصرفه و رضاه و عدم معارضته لها ، و عادت لخطيبها الشاب لترتب معه امور حفل الزفاف و الترتيبات اللازمة له و هى تبدى سعادتها به و ببيتها الجديد و تقسم على الإخلاص له طيلة عمرها ، بينما جلس القواد فى انتظار فتاة أخرى جاءت لمقابلته للمرة الأولى لتعمل لديه و أجلسها ليمنحها بعض النصائح و التعليمات عن طبيعة عملها فى المكان .