Kamal Mahsoub
05-25-2018, 12:34 AM
كان من أروع ما كتب الشاعر ابراهيم ناجى ، و اسمه ملء السمع و البصر
كـل بـه قيــسٌ إذا جـنَّ الـدجـى *** نـــزع الإبـــاءَ وبـاح بالـبـرحــاءِ
فــاذا تـداركـه النهـارُ طوى المــــدامـــعَ في الفؤاد وظُـــنَّ في السعداء
لا تعلــم الـدنيــا بمــا في قلـبــه *** مـن لـوعــةٍ ومـــرارةٍ وشقــــــاء
كلٌّ له "ليـلى" ومـن لَــم يَلقهــا *** فحيــاته عبــثٌ ومحــضُ هبـــــاءِ
كلٌّ له "ليـلى" يــرى في حبهــا *** سـرّ الــــدُّنى وحقيقــــة الأشيـــاءِ
ويرى الأماني في سعير غرامها *** ويـرى السعــادةَ في أتــمِّ شقــــاءِ
و فى مقتبل العمر كنت أقرأ هذه الأبيات فأتمنى حال ذلك القيس بليلاه ،، و تعجبت مما يصنعه الحب بأهله حتى أنى كنت أقرأ شرح بعض الأبيات التى كانت من قصائد الأندلس فوجدت الشارح يقول بعد ان شرح الأبيات ( أعوذ باللـــه من هيامهم ) .
و مررت كثيرا فى حياتى بكل ألوان العاشقين ،، ما بين من يدعيه و بين من يصدق بحسه فيه و بين من يخطئ تقدير مشاعره و بين كل اولئك كنت على الأعراف لا انحاز لهذا و لا اعرف ذلك ،، و مضى العمر و وصلت لمرحلة اعلى فى الرؤية و التحليل فوجدت :
حنين الرجل المستمر إلى المرأة يجعله دائم البحث عن نصفه الآخر ،، و شعوره بأن هناك من خُلِقت له يجعله يستمر فى الشوق لها فيراها فى كل صورة امرأة و يظل يبحث عنها حتى يجد ضالته المنشودة فيتوقف هنيهة يحسب الحساب و يستحضر شجاعته ليواجهها .
و النساء امام ذلك النداء تتنوع ردودهم ما بين من تريد للرجل ان يتحقق من صدق مشاعره اولا و بين من تريد للرجل أن يراجع احواله و ظروفه و يرى هل هو فى زمن الحب - وفق زمنه هو - ام انه جاء مبكرا أو متأخرا ،، و بين من ترفض تماما بسبب ارتباطها الفعلى و بين و بين و بين .
و هناك بين الرجال من لا يعلن عن حبه حتى يموت و هو يحمل الحب بين جنبيه دون ان تدرك حبيبته انه احبها ،، و ليس ذلك جبنا منه أو عدم ثقة و تحقق من مشاعره ،، بل أن ذلك حفاظا على ما يشعر به ... أحب شعوره و اخلص له و لا يفرق معه ان يعترف به او يخفيه حتى عن عين حبيبته .
و هناك بين الرجال من أعجبته تلك الصيرورة فيتخذها ديدنه و يرى فى كل امرأة جانبا يروق له فيسعى خلفها و بعد كلمات بينهما قلت او كثرت يعلن الحب لها و يتغزل فى محاسنها حتى لو أنه كان يدرك حجم كذبه لكنه يتمادى فى ذلك حتى تصدقه .
و هناك من النساء من تروق لها عبارات الغزل و الإطراء فتيهيم بالكلمات دون قائلها و تستجيب ليس لقناعتها بصدقه و انما اعجابا بما يلقيه على مسامعها .
و هناك كذلك بين النساء من توصد الباب لأنها سمعت مثل ذلك الكلام كثيرا حتى ضجت منه و استهجنته و عز عليها ذلك الهون و الرخص فى تناول أثمن الكلمات فتقطب جبينها و تطل من عينيها شراسة الصد حتى يرجع الرجل إلى حدوده .
و من النساء كذلك من يكون الموت أهون عليها من الاعتراف بما تجده فى قلبها لرجل حتى و لو كانت تثق تمام الثقة انه يبادلها الشعور ،، فهى فى فطرتها حيية عزيزة نفسها تأبى التصريح بما تشعر أولا حتى و ان كانت تنتظر اعتراف الرجل و حين يعترف فبينهن من تنكر مبادلة الشعور و منهن من تعترف على استحياء .
و هناك بين الرجال من لم ينطق لسانه يوما بعبارة الحب لامراة حتى و إن كان ماهرا بالغزل و بيانه ،، ليس لأنه لا يريد العلاقات و لكن لأنه لم يعرف فى قلبه تلك الكلمة و لم تخرج من لسانه لامرأة يوما .
تعودت ان اكون بين هذا الصنف الذى لا يستعذب كلمة الحب او ينطق بها فى يوم او يجد فى قلبه تلك المسماة بــ ليلى ... ما عشت يوما قط فى سهر أفكر فى ليلى و لا بحثت عنها فى طريق ،، و وصل اقتناعى بالامر حد التحجر و أغلقت أبوابه منذ نعومة اظافرى بالشمع الأحمر و حتى أذون النيابة لن تفلح مع تنفيذ فك أقفاله .
و اعود لمن له ليلاه التى يهيم بحبهاعشقا يقتحم لأجله الحصون و يقيم لأجلا الحروب و يتوه حين فراقها بين الوديان و الاحراش هائما على وجهه ليفقد ما بقى فى طباعه من صمود و تستعبده كلماته و يستجيب لنداءاتها حتى و ان لم تنادى بالفعل ،، لكنه ربما اوهم نفسه بالنداء فلبّى .
لست متجنيا على من يحب و لكنى كذلك اجد كلمات الحب فى هذه الايام سلسلة تنساب على كل لسان بعد جولة او جولتين من الكلمات بين رجل و امراة ،، فورا يعلن الرجل عن حبه بشكل أبله لا تصدقه دابة على قارعة الطريق و ينتظر من امراة ناضجة عاقلة ان تصدقه !!
كيف و قد سمعت مثل كلماتك آلافاً و لقيت فى دروب حياتها مثلك آلافاً .
لو كنت تريد ليلى فاعلم ان قيسا قد أمضى عمره يحبها و يعانى الامرّين دون امل او جدوى لكنه مات على حبه لها - له الحرية - تلك طبيعته لكنى لا اظن أن هناك مثله لتعود نفس القصة من جديد بأسماء اخرى فى زمننا هذا .
الناس هم الناس و الايام هى الأيام و الصبح و المساء و الشمس و القمر كل هؤلاء كما هم لكن الطباع قد اختلفت و السرعة التى نعيشها أثرت فى كل شئ حتى صار الحب سريعا و الفراق أسرع و القرب سريع و البعد أسرع و اللقاء سريع و الوداع أسرع .
من أراد ليلى فليكن قيسا و إلا فليجلس فى مقعد يجاور مقعدى و لا يتجاوزه حتى لا يظلم نفسه اولا بقيود لن يتحملها او يظلم ليلاه المزعومة بوعود لن تكون إلا مثل البرَد تبدده حرارة الشمس بمجرد السطوع .
كـل بـه قيــسٌ إذا جـنَّ الـدجـى *** نـــزع الإبـــاءَ وبـاح بالـبـرحــاءِ
فــاذا تـداركـه النهـارُ طوى المــــدامـــعَ في الفؤاد وظُـــنَّ في السعداء
لا تعلــم الـدنيــا بمــا في قلـبــه *** مـن لـوعــةٍ ومـــرارةٍ وشقــــــاء
كلٌّ له "ليـلى" ومـن لَــم يَلقهــا *** فحيــاته عبــثٌ ومحــضُ هبـــــاءِ
كلٌّ له "ليـلى" يــرى في حبهــا *** سـرّ الــــدُّنى وحقيقــــة الأشيـــاءِ
ويرى الأماني في سعير غرامها *** ويـرى السعــادةَ في أتــمِّ شقــــاءِ
و فى مقتبل العمر كنت أقرأ هذه الأبيات فأتمنى حال ذلك القيس بليلاه ،، و تعجبت مما يصنعه الحب بأهله حتى أنى كنت أقرأ شرح بعض الأبيات التى كانت من قصائد الأندلس فوجدت الشارح يقول بعد ان شرح الأبيات ( أعوذ باللـــه من هيامهم ) .
و مررت كثيرا فى حياتى بكل ألوان العاشقين ،، ما بين من يدعيه و بين من يصدق بحسه فيه و بين من يخطئ تقدير مشاعره و بين كل اولئك كنت على الأعراف لا انحاز لهذا و لا اعرف ذلك ،، و مضى العمر و وصلت لمرحلة اعلى فى الرؤية و التحليل فوجدت :
حنين الرجل المستمر إلى المرأة يجعله دائم البحث عن نصفه الآخر ،، و شعوره بأن هناك من خُلِقت له يجعله يستمر فى الشوق لها فيراها فى كل صورة امرأة و يظل يبحث عنها حتى يجد ضالته المنشودة فيتوقف هنيهة يحسب الحساب و يستحضر شجاعته ليواجهها .
و النساء امام ذلك النداء تتنوع ردودهم ما بين من تريد للرجل ان يتحقق من صدق مشاعره اولا و بين من تريد للرجل أن يراجع احواله و ظروفه و يرى هل هو فى زمن الحب - وفق زمنه هو - ام انه جاء مبكرا أو متأخرا ،، و بين من ترفض تماما بسبب ارتباطها الفعلى و بين و بين و بين .
و هناك بين الرجال من لا يعلن عن حبه حتى يموت و هو يحمل الحب بين جنبيه دون ان تدرك حبيبته انه احبها ،، و ليس ذلك جبنا منه أو عدم ثقة و تحقق من مشاعره ،، بل أن ذلك حفاظا على ما يشعر به ... أحب شعوره و اخلص له و لا يفرق معه ان يعترف به او يخفيه حتى عن عين حبيبته .
و هناك بين الرجال من أعجبته تلك الصيرورة فيتخذها ديدنه و يرى فى كل امرأة جانبا يروق له فيسعى خلفها و بعد كلمات بينهما قلت او كثرت يعلن الحب لها و يتغزل فى محاسنها حتى لو أنه كان يدرك حجم كذبه لكنه يتمادى فى ذلك حتى تصدقه .
و هناك من النساء من تروق لها عبارات الغزل و الإطراء فتيهيم بالكلمات دون قائلها و تستجيب ليس لقناعتها بصدقه و انما اعجابا بما يلقيه على مسامعها .
و هناك كذلك بين النساء من توصد الباب لأنها سمعت مثل ذلك الكلام كثيرا حتى ضجت منه و استهجنته و عز عليها ذلك الهون و الرخص فى تناول أثمن الكلمات فتقطب جبينها و تطل من عينيها شراسة الصد حتى يرجع الرجل إلى حدوده .
و من النساء كذلك من يكون الموت أهون عليها من الاعتراف بما تجده فى قلبها لرجل حتى و لو كانت تثق تمام الثقة انه يبادلها الشعور ،، فهى فى فطرتها حيية عزيزة نفسها تأبى التصريح بما تشعر أولا حتى و ان كانت تنتظر اعتراف الرجل و حين يعترف فبينهن من تنكر مبادلة الشعور و منهن من تعترف على استحياء .
و هناك بين الرجال من لم ينطق لسانه يوما بعبارة الحب لامراة حتى و إن كان ماهرا بالغزل و بيانه ،، ليس لأنه لا يريد العلاقات و لكن لأنه لم يعرف فى قلبه تلك الكلمة و لم تخرج من لسانه لامرأة يوما .
تعودت ان اكون بين هذا الصنف الذى لا يستعذب كلمة الحب او ينطق بها فى يوم او يجد فى قلبه تلك المسماة بــ ليلى ... ما عشت يوما قط فى سهر أفكر فى ليلى و لا بحثت عنها فى طريق ،، و وصل اقتناعى بالامر حد التحجر و أغلقت أبوابه منذ نعومة اظافرى بالشمع الأحمر و حتى أذون النيابة لن تفلح مع تنفيذ فك أقفاله .
و اعود لمن له ليلاه التى يهيم بحبهاعشقا يقتحم لأجله الحصون و يقيم لأجلا الحروب و يتوه حين فراقها بين الوديان و الاحراش هائما على وجهه ليفقد ما بقى فى طباعه من صمود و تستعبده كلماته و يستجيب لنداءاتها حتى و ان لم تنادى بالفعل ،، لكنه ربما اوهم نفسه بالنداء فلبّى .
لست متجنيا على من يحب و لكنى كذلك اجد كلمات الحب فى هذه الايام سلسلة تنساب على كل لسان بعد جولة او جولتين من الكلمات بين رجل و امراة ،، فورا يعلن الرجل عن حبه بشكل أبله لا تصدقه دابة على قارعة الطريق و ينتظر من امراة ناضجة عاقلة ان تصدقه !!
كيف و قد سمعت مثل كلماتك آلافاً و لقيت فى دروب حياتها مثلك آلافاً .
لو كنت تريد ليلى فاعلم ان قيسا قد أمضى عمره يحبها و يعانى الامرّين دون امل او جدوى لكنه مات على حبه لها - له الحرية - تلك طبيعته لكنى لا اظن أن هناك مثله لتعود نفس القصة من جديد بأسماء اخرى فى زمننا هذا .
الناس هم الناس و الايام هى الأيام و الصبح و المساء و الشمس و القمر كل هؤلاء كما هم لكن الطباع قد اختلفت و السرعة التى نعيشها أثرت فى كل شئ حتى صار الحب سريعا و الفراق أسرع و القرب سريع و البعد أسرع و اللقاء سريع و الوداع أسرع .
من أراد ليلى فليكن قيسا و إلا فليجلس فى مقعد يجاور مقعدى و لا يتجاوزه حتى لا يظلم نفسه اولا بقيود لن يتحملها او يظلم ليلاه المزعومة بوعود لن تكون إلا مثل البرَد تبدده حرارة الشمس بمجرد السطوع .