عرض كامل الموضوع : قصه رومانسه هدية منى لاعضاء نسوانجى
استاذ نسوانجى
08-06-2016, 06:43 PM
الفصل الاول
ها انا الأن ...اتحرك بكل وهن ....لم يعد هناك من امل ....وحيدة مشردة في الطريق في منتصف الليل....
روحي ممزقة من على جسدي...ليس فيها سوى اليأس والألم والكره والأسى من كل شيىء ومن كل البشر ومن كل العالم...
لقد انتهيت....واريد ان انهي حياتي بأي شكل كان....وما الحل؟؟؟
الحل هو ان ارتاح.....ولن ارتاح الا بأن يدفن جسدي الرخيص تحت التراب....ولعل التراب في حالتي هذه اغلى منه ....واذا انتظرت الموت سأعذب من حولي اكثر وارتكب خطايا اكثر لأن فتاة مثلي ليس لها الحق حتى بأن تتنفس ....
من سيحمل ذنبي الأن......على جانبي النهر ...اذا رميت نفسي فيه سألوثه .....وعلى جانبي الأخر الشارع واذا وقفت امام سيارة مسرعة سيتورط صاحبها بمقتلي وسأضيف على ذنوبي ذنباً أخر ....علي ان اموت من دون ان اورط احداً او ان اشغل بال احد بمن اكون ولماذا فعلتها.....
كيف ؟؟؟
احرق جسدي .....وهل سأتطهر....من يطهر الروح اذا تلوث الجسد؟؟؟
واذا مت هل سأرتاح...ينتظرني عذاب اكبر عند **** ....في الحالتين سأتعذب....اتمنى لو لم اولد...لو لم اكن كما انا الان .....
يا ليتني في يوم فكرت ان ما اسعى اليه سيرمي بي الى التهلكة....وانني سأرى مثل هذا اليوم....
فات الاوان....ويجب ان تنتهي رحلة عذابي لتصعد الى خالقها...وسأتقبل اي شيىء...اي شيىء....فالذنب ذنبي...ويجب ان انتهي...
بأي شكل...وتحت اي ظرف....يجب ان انتهي...
ركضت نحو الشارع منكسة الرأس والسيارات مسرعة ارتطمت بي احدها بقوة....ولم اعرف بعدها ما حدث لي
................................... .....
كل شيىء من حولي الأن أبيض...لم اكن انتظر ان ارى هذا اللون ...فحياتي لم تكن بهذه النظافة ولا حتى موتي يستحق....فتحت عيوني اكثر لأتأكد انني في عالمي الاخر....ولكن يبدو انني سأعيش مرة اخرى.....
وجدت حولي معدات طبية واجهزة وانا راقدة على سرير ....حركت يداي... تحركتا....ورأسي ايضاً يتحرك ولكن بصعوبة....حاولت ان اجلس ولكن لم استطع...بدأت اجر قدماي ولكن من الواضح انني فقدتهما حسياً....فلم اشعر بهما ولم يستجيبا لي ....واحداهما ملفوفة من على الفخذ....
وجدت على جانبي جرس...رننته بعصبية وهستيرية...وبدأت البكاء....اتت مسرعة الي ممرضة محاولة تهدأتي...
- انسة ارتاحي.....دلوقت الدكتور يجي...
- بكيت بشكل طفولي: انا فين...حصلي ايه....رجلية مش قادرة احركهم ليه...قوليلي....
- اهدي اهدي....مافيش حاجة تخوفك....حمد **** على سلامتك ارتاحي عبال ما انده الدكتور...
خرجت ثم عادت مسرعة ومعها الطبيب...الذي ساعدني فوراً على الأستلقاء مجدداً وهو يقول..
-انسة انا دكتور صلاح...
ما تتوتريش...مش كويس...انتي هنا في المستشفى في غرفة العناية المركزة ...بقالك عشرة ايام.....كنتي في غيوبة والحمد **** امبارح فقتي شوية....ودلوقت صحيتي .....
- تابعت البكاء قائلة: عشرة ايام...انا دماغي بتوجعني اوي...ورجلية ليه مش قادرة احركهم ....في ايه..
- انتي العربية الي خبطتك صاحبها جابك هنا وكنتي فاقدة الوعي عشان الضربة جت في رجليكي وبعدين وقعتي على الارض على دماغك عشان كده حصل ارتطام في الجمجمة اثرت على وعييك...رجليكي عملنالهم عملية ومع شوية تمارين حترجعي تمشي ...كان عندك تمزق شديد اوي في عضلات الفخد وكسور....بس ما فيش شلل ..
- انا مش حاسة بيهم خالص..
- عشان البنج الكبير يخففلك الألم ويلحم الجرح بس هما من ناحية الاعصاب كويسين اطمني...
هززت برأسي واغمضت عيوني من جديد......سمعته يعود ويقول..(ممكن تقوليلنا عن اسمك لو سمحتي...اسمك وعيلتك)......لم استجب لهم...........
استسلمت للنوم عله يكون حلم وينتهي مجرد ان اغمض عيوني....واعود من جديد الى منزلنا الصغير لأرتمي في حضن امي والعب مع توأمي مي.......واسرق منها ما تأكله من حلوى...واختبىء في الخزانة وبعد ان انتهي منها اخرج وكأنني لم افعل اي شيء...ليبدأ الشجار بيني وبينها وتنهيه أمي بأن تعطينا لنجلب من جديد....
اشتقت اليك يا مي..
اي انت الأن.....اشقت اليك انتي ومي.....
هل ما زالت تكرهني....وغاضبة عليي...ومتبرأة مني....اريد فقط ان ابكي تحت قدميها....لقد لقيت من العذاب ما لذ وطاب....ليس هناك من احد يريدني...حتى الموت لا يريدني.....يارب...لا املك اي شيىء...ولا اريد سوى ان انتهي وكأنني لم اولد من الاساس... ........
................................... ............... ....
من جديد عاد الي صوت الطبيب....
- صباح الخير انسة....
- نظرت اليه بطرف عيوني...لا اريد ان افتحهما....
- انتي سامعاني؟؟؟
هززت اليه برأسي....بتعب.... وقال..
- انا عاوزك تكوني كويسة وتقدري تتكلمي...في برة اتنين من الشرطة عاوزين يتكلموا معاكي...احنا لغاية دلوقت ما نعرفش انتي مين ولا حتى اسمك.....وفي حد في السجن دلوقت متحفظين عليه عشان خبطتك بعربيتو...فاي حاجة حتقوليها او اي معلومة حتفيد اوي عشانك وعشانو .....بصي برة...
(نظرت نحو الزجاج رأيت في الخارج سيدة ورجل كبير في السن ).....دول اهلو...حيتجننو عاوزينك بس تصحي وتقولي حصل ايه....معلش انا عارف انو صعب ويمكن ده يرهقك....بس على الاقل ايدنا اقل المعلومات....
- هززت برأسي مجدداً موافقة على كلامه...وحاولت الجلوس مجددا وبعد لحظات دخل شرطي ...
بدأ اسئلته المعتادة...
اسمك لو سمحتي وسنك....حصلت الحادثة ازاي....المدعو نزار سرحان الي خبطك دلوقت في السجن شهادتك مهمة اوي....
لم ارد عليه فوراً...فكرت كثيراً....ثم قلت بتعب...
- ما لوش دعوة...انا ....انا...دخت فجأة وانا بقطع الطريق...وهو كان معدي....وحصل الي حصل..
- يعني مش عمد او كان ماشي بسرعة...
- لق انا طلعتله فجأة وانا بعدي دخت فجأة وما حستش بعدين بحاجة...
- اسمك لو سمحتي طيب...
- عدت وسرحت...وقلت بتأتأة: ري...م .....ريم حامد...
- ابوكي اسمه حامد احنا لازم نبلغ عيلتك.....
-قلت بتعب وانا ادير وجهي: بابا مات وما عنديش عيلة...
- طب ساكنة فين؟؟؟
- لم أرد...(وبدأت البكاء)...
دخل الطبيب قائلاً...
- ارجوك حضرت الضابط ما ينفعش اكتر من كده المريضة لسه خارجة من غيبوبة ........
................................... ......
سحبني النوم من جديد الى عالمه ...او لعلي انا من ندهت اليه ليأذخني معه ويا ليته يغمرني اكثر بلطفه ويأخذني معه الى الأبد...
وجدت والدتي امامي....تمسك يدي بيدها وتقول لي..
- منار....حبيتي.....اصحي....انا مبارح طول الليل كنت سهرانة اظبطلك الفستان عشان تروحي فيه عيد ميلاد صاحبتك...ما تزعليش مني عشان ما قدرتش اجبلك جديد وتتعصبي ...انا ما هانش عليية تنامي زعلانة....قومي يلا عشان تفطري وتلحقي تروحي الكوافير تعملي شعرك..انتي اجمل واحدة في العيلة....شعرك الاشقر وعينيك الخضرا وجمالك الناعم ده مش لازم يليق بيه غير اجمل حاجة...بس اعمل ايه العين بصيرة والايد قصيرة...انا من يوم ابوكي ما مات وانا بخيط وبصرف عليكي انتي واختك عشان تتعلمو...وتكبرو...انا زعلت منك مبارح....قلتيلي دي مش عيشة وانك عاوزة تطفشي وترتاحي...انا يمكن فقيرة بس عمري ما حوجتكم لحد طول ما فية نفس.....وكرامتنا وشرفنا اهم حاجة...قومي حبيتي وما تزعليش...انا بحبك....وعندي انتي واختك ضفكركم بالدنيا....يلا ...
فتحت عيوني لأجد نفسي من جديد في نفس الغرفة....والسيدة نفسها التي رأيتها من وراء الزجاج هي من تمسك بيدي قائلة....(حمد **** على سلامتك يا ريم)
.
لم تكن امي....
يتبع................
استاذ نسوانجى
08-06-2016, 06:44 PM
الفصل التاني
تطلعت الى وجهها وانا في حالة متعبة والدموع في عيوني...لقد كنت ابكي وانا نائمة....واغمضت عيوني من جديد ولكنني اسمعها...
قالت بترجي: حبيتي...انا عاوزاكي تبقي كويسة..مش عشان ابني الي في السجن...عشان انا قلبي وجعني عليكي ومضايقة عليكي ....ارجوكي ساعديني...انا ابني الوحيد في السجن....شهادتك الاولى يمكن خففت شوية بس مش حيخرج قبل ما انتي تخرجي من المستشفى...ويطمنو انك كويسة...ارجوكي (بدأت تبكي) انا مستعدة اديكي المبلغ الي انتي عاوزاه....ابني عريس كان فرحو بعد اسبوع ....وانا ما صدقتش رجع من السفر عشان اجوزو وافرح بيه...ارجوكي ما ترفعيش عليه اي دعوة وانا وابوه من الف لمليون بس هو يخرج....
- فتحت عيوني ونظرت اليها قائلة: ما تخافيش...انا مش عاوزة حاجة....ومش حرفع اي قضايا..انا الي اسفة...ما كنش قصدي اورط ابنك....انا اسفة....(عاودت البكاء)
- حبيتي..قوليلي طيب اهلك فين...نتصل بمين....اي حد...انا من امبارح نايمة هنا معاكي عشان اشوفك واطمن عليكي...احنا دلوقت ما نعرفش غير اسمك ...تليفون طيب..
- اشرت بالرأسي رافضة: مافيش...انا ما ليش حد....
- بس انتي من شكلك باين عليكي بنت ناس....من شكلك ومن هدومك الي جيتي بيها .....(ثم....اخرجت من جيبها عقداً من الذهب ..واشارت اليه قائلة)...
العقد ده ليكي يا بنتي.؟؟؟؟...الممرضة شالتهولك من لما جيتي هنا..وقلنا يمكن يكون في اي حاجة تدل على اسمك ما ليقناش غير حرف م..
رفعت يدي واخذته منها بقوة قائلة..
- ما حدش يلمسه ده...لية...
- قالت بقلق: حاضر يا بنتي....
................................... ............... ..
امسكت القلادة بقوة....لامستها دموعي...ولامسها حنيني وشوقي واملي والمي ........
ولم تفارقني طول مدة بقائي في المستشفى وانا اضعها على رقبتي وامسكها بطرف اصابعي واعبث بها........
منار....تعالي يا حبيتي.....
-ايوة يا ماما...
- شوفي جبتلك ايه انتي ومي....
- عشان الاعدادية؟؟؟؟
- اه عشان نجحتو انتي واختك في الاعدادية....(اخرجت العقدين من جيبها قائلة)
- ده ليكي وده لمي....(البستنا اياهما بفرح)
- انا مش مصدقة يا ماما...ده دهب...
- اه دهب يا حبيتي...انا بعت الاسورة الي كانت حيلتي وجبتلكم بيهم العقدين دول وهما قمر وحد مقسوم قسمين...واحد ليكي وواحد لمي...عشان ما تفترقوش عن بعض خالص....وديما مهما بعدتو تتجمعو من تاني..
- مي: ماما عملتي كده ليه...انتي بجد عظيمة...وانا حعوضك اما اكبر واشتغل واجبلك احسن من الاسورة مليون مرة..
- مرسي يا ماما...دلوقت ولا حد من صحابي حيفتح بقه بكلمة ويقلي اصل انتو فقرا واصل انتي امك خياطة...انا بلبس دهب وعندي دهب..
- ماما: عمرو الانسان يا منار ما كانش بلي بيلبسه..طول عمرو بلي جواه وبأخلاقه ...اوعي تفكري بكده تاني..انا جبتلك الدهب عشان بحبك مش عشان صحابك ولا عشان تتكلمي بالطريقة دي..
- مي: هي طول عمرها كده يا مامي عاوزة كل حاجة ليها وبس...
- المهم اني لبست دهب واخيراً....
................................... ............... .........
ايقظتني من شرودي الممرضة التي دخلت غرفتي قائلة..
- يلا لازم نتمشى شوية وتتمرني وتحركي رجليكي....
- قلت بتعب: انا تعبانة رجلية وجعاني من امبارح عشان مشيت عليهم.....
-الحمد **** انا شافاكي كويسة وقاعدة النهاردة..بقالك مدة طويلة راقدة في السرير ما بتحركيش...لازم نلتزم بلي قالو الدكتور....والا حتفضلي هنا كتير....واحنا بصراحة زهقنا منك ...شهر كتير بقة لازم تخرجي(قالتها بضحك)
- قلت بحزن: اخرج؟؟؟ ....اروح فين...
- قالت بتركيز: قصدك ايه؟؟
- ما فيش حاجة....هي طانط سناء ما جتش النهاردة..
- لق اصلها النهاردة حتخرج ابنها من السجن بكفالة...الست دي طيبة اوي كان حنينة عليكي جدا انتي عارفة ده جوزها واضح ان مركزو مهم ومعاهم فلوس اوي...بس هي ما همهاش غير انك تكوني كويسة
................................... .......
قضيت فترة العلاج في المستشفى وانا اتمنى ان لا اشفى...اتمنى ان تدهور حالتي...لمن اخرج والى من؟؟؟؟
الى مدام نجوى....او الى سراج؟؟؟؟؟
لقد سئمت من ان ابيع جسدي على طاولات رجال الاعمال الأثرياء.....قرفت من الضحك في وجوههم....والرقص والاعمال التي لا تندرج الا تحت مصطلح(الانفلات الاخلاقي بكل اشكاله) وكله من اجل المال....لم اعد احتمل ان اضرب مرات ومرات اذا خرجت عن طوع من ارافقه .....يدفعون ثمن جسدي لقاء ان اكون عبدة لهم ولرغباتهم الشاذة....
اخرج من حياة متسخة لرجل ظاهره نظيف لأدخل في بئر اوسخ ......واعود لأهرب من جديد وادخل في دوامة اخرى....لم يحبني احد من الرجال الذين عرفتهم....احبوا فقط جمالي وشكلي ....روحي لم ينظر اليها احد في يوم...والأن هي من تنطق...هي من تصرخ....هي من تقول كفى....كفى....لم اعد اطيق ان ابقى في هذا الجسد اللعين الملوث والحقير......اخرجيني....من هذا المستنقع...سئمت منه طوال ثلاثة سنوات.....ولم اجني منه سوء الشقاء.....والاسى....
كنت اعتقد انني سأخرج من حرمان....وقعت في حرمان اكبر ...حرمان معنوي وعاطفي.....
لم استطع ان اخرج بسهولة...دفعت الثمن غالياً......عندما بدأ طفل ينمو في احشائي ضربني واتهمني انه ليس منه عندما طلبت منه ان يتزوجني وهو من كان يلاحقني لأكون بطلة سهراته الفاخرة ليصرف على طاولات القمار الملايين ويتزين بي ممسكاً بيدي لأسمع اقذر الكلمات من اصحابه .....رغم انني فتاة سئية واعلم ذلك ...ولكن كنت اكتفي برجل واحد طوال الفترة التي اكون فيها معه ولا اخونه الا اذا تركني هو اذهب عندها الى غيره......
بقيت مع حمدي اكبر وقت...تقريباً سنة....كنت عشيقته المعروفة امام اصدقائه والمتخفية امام عائلته الحقيقة......
- حمدي....انا حامل..
- نعم!!!! ينزل ....
- مين ده الي ينزل...دي تالت مرة انزل فيها عيل...انا بكده ممكن اموت الدكتوور محذرني...
- يبقى مش عاوزة شوف وشك تاني يا منار..
- بس انا مش حنزله...والي يحصل يحصل..
- وحتكتبي باسم مين اما يولد...
- ملكش دعوة انت مش عاوزاني ولا عاوزه يبقى خلاص اخرج من حياتك وخلاص....
ضربني وبدأ يدوس علي وعلى بطني ويصرخ فية بأبشع الكلمات واجبرني على ان انزله والا سيرمي على وجهي مية نار ويقتلني انا وهو....
وفقدت ايضاً طفلي الثالث........ومعه فقدت رحمي....ولم اعد استطيع الانجاب بعد الأن......
................................... ......
هربت بعدها الى صديقة تسمى نجوى...تعرفت عليها عندما كان لدي 18 سنة وكنت بصدد الدخول الى الجامعة ....عرفتها في احد صالونات التزيين.....كانت تتصيد من هناك الفتيات الجميلات وتغريهن بالعمل معها كتاجرات مستحضرات تجميل في المنازل .....وتبدأ عندها غسيل الدماغ...والاغراءات..... وبعدها تجد الفتاة نفسها في احضان رجل ثري تحت اسم الحب والزواج ليحصل ما يحصل......
وجدت فيي ما تبحث عنه...الجمال...والرغبة بالثراء...وبعت نفسي لأول رجل ثري عرفتني عليه وبدأ يصرف علي...تحت اسم الزواج والحب الذي لم اعرفه في حياتي من اي الرجال الذين صادفتهم....وتركني...عدت اليها ابكي قالت لي( ما تزعيش راح هو فيغيرو...انتي الف مين يتمناكي).....
كشفت امي ما انا عليه.....اخبرتها مي انني اخرج مع رجال....تصادمت معها....وطردتني من البيت....ومن يومها...لم اعد.....عايرتها بفقرها وانها هي السبب في ما انا عليه ....ومنذ 3 سنوات لم اراها لا هي ولا مي ولم اعرف عنهما اي شيىء
...................................
قبل موعد خروجي من السمتشفى بيوم وانا اجلس على كرسي متحرك دخل الى غرفتي شاب ومعه باقة من الورد.....قائلاً...
- حمد **** على سلامتك...
انا نزار الي...الي...(قالها بتلعثم)الي كنت السبب انك هنا....انا اسف.....
...
يتبع.......
استاذ نسوانجى
08-06-2016, 06:45 PM
الفصل التالت
كانت عيناه تدمع محاولاً الاعتذار بأي طريقة معتبراً نفسه السبب في ما انا عليه الان.....
- قلت بإرتباك: الي حصل حصل...انت ما كانش قصدك انا متأكدة....
- قال بحزن: انا كنت راجع من عند بيت خطيبتي....وانا عادة ما بسقش بسرعة ويوميها ما كنتش سايق بسرعة...مش عارفة فجأة لقيتك قدامي ...حسيت لوهلة ان كأن حد رماكي ...بعديها نزلت بسرعة وجبتك المستشفى من غير ما افكر في اي حاجة الا اني انقذ حياتك...
- وهنا اتصلو بالبوليس وحققو معاك
- انتي كنتي في غيبوبة اسبوع وانا مرمي في الحجز متحفظين عليي...كنت بدعي ليل نهار انك تبقي كويسة ولا سمح **** ما تموتيش عشان وقتها انا عارف اني ححمل ذنبك طول حياتي.....
- نظرت اليه بأسى قائلة: انا الي اسفة....بس اعمل ايه...ما كانش قدامي حل تاني.....
- قال بإستغراب : قصدك ايه؟؟
- انا كنت عاوزة ارتاح منن كل الدنيا ومن الي فيها.:....وما كانتش فارقة معاية اني اموت ...بس حتى الموت معاندني وعاوزني افضل في الحياة اتعذب ......
- انتي بتقولي كده ليه....اذا كان الي زييك ربنا مديهم جمال وادب بيتكلمو كده امال غيرك يقول ايه..
- ضحكت بسخرية وقلت: خلاص فات الاوان على الكلام ده......ولازم اتقبل الي بيحصلي...
في هذه الاثناء دخلت والدته ومعها فتاة اخرى ....ابتسمت عندما رأتني وقالت..
- حمد **** على سلامتك يا ريم....
- قالت والدة نزار السيدة سناء: دي قمر....خطيبة ابني نزار..اصرت تيجي تطمن عليكي...
- ابتسمت قائلة: اهلا بيكي...**** يسلمك.....
- نظرت الى نزار وقالت : مش كنت تقول انك جي كنا جينا معاك...
- لق اصلي كنت بمر من هنا وحبيت اطمن عليها واعتذر منها...
- قلت : ما فيش مشكلة الي حصل حصل....الحمد ****...
- السيدة سناء: شوفي حبيتي انتي لازم يتكبلك خروج بكرة وتكملي علاج فيزيائي عشان ترجعي ان شاء**** احسن من الاول ...انا اذا ما كانش عندك مانع حجيبك عندي البيت ومعاكي ديما ممرضة اختاري من هنا الممرضة الي انتي عاوزاها وحجبهالك معانا تاخد بالها منها وكل يوم حيجيلك دكتور يمرنك على المشي...المهم مش حسيبك غير ما اطمن انك رجعتي احسن من الاول....
- قلت رافضة: لق...ما فيش داعي...انا حقعد في اوتيل الفترة دي...و..
- قاطعتني قائلة: اوتيل ...عيب يا ريم...انتي زي بنتي سماح....هي صغيرة اه بس حتحبيها اما تتعرفي عليها ....لازم تيجي عندنا...واما تخفي...خلاص حنسيبك على راحتك...
- قال نزار مترجياً: ده اقل حاجة على الاقل اكفر بيها عن الالم الي سببتهولك....
- قالت قمر: انا متأكدة انك حترتاحي عند ماما سناء...واهي فرصة ان شاء**** تخفي بسرعة عشان تحضري فرحنا...اصل الي حصل عطل حجات كتير واضطر نزار يأجل سفره عشان نعمل ترتيباتنا...
هززت برأسي موافقة....رغماً عني....لعلي سأجد القليل من السعادة التي افتقدتها منذ زمن وهذا الجو النظيف الذي لم اعرفه منذ مدة...
................................... ............... ...
ذهبت الى منزل ال سرحان...الذي كان عبارة عن فيلا مصغرة محايدة في منطقة جميلة وراقية....حيث يقطن نزار واخته سماح التي تبلغ من العمر 16 عشرة عاماً ووالده الدكتور الجامعي السيد رأفت سرحان وزوجته سناء...
منذ ان دخلت رحب بي الجميع واصطحبتني الى غرفتي التي كانت بجانب الصالة كي لا اضطر الى الصعود والنزل كلما اردت..
- السيدة سناء: حبيتي اتمنى انها تعجبك هي صغيرة شوية بس انا ظبطها على السريع كانت مكتبة لرأفت بس حاولت يعني تبقى كويسة وقريبة من الجنينة ومش فوق عشان ما تتعبيش في النزول والطلوع..
- متشكرة اوي....(ابتسمت لها)
- وهنا في دولاب جبتلك فيه شوية هدوم وغيارات يارب يكونو مقاستك اشتريتهم انا وسماح
- اتت سماح من الخارج مبتسمة..وقالت: حمد **** على سلامتك واهلا بيكي هنا...انا سماح 16 سنة في تانية ثانوي...سعيدة بيكي حيبقى ليه صاحبة جديدة لو انها باين اكبر مني بس معلش اتصبر بيها...
- ابتسمت لها وقلت بحب: ربنا يخليك...
اصطحبت معي الممرضة ليلى التي كانت دامئاً بقربي في المستشفى وكان لها سرير بجانب سرير تسهر على راحتي وعلى مواعيد الادوية وتساعدني على المشي بين الحين والاخر....
كنت اقضي وقتي في غرفتي وحيدة اراقب الجميع من على شرفة غرفتي ...واذا احببت النزول يكون ذلك في اوقات المساء اتمشى قليلاً في الحديقة لأتعب بعدها واطلب من ليلى اصطحابي الى غرفتي...
لم اكن اريد ان اتعلق بهم او ان اتحدث معهم كثيراً لكي لا اشعر بالضعف واخبر احدهم بمن اكون وانا لا اريد ان اكذب عليهم اكثر....كان السيدة سناء دائماً تسألني..
(عيلتك فين....ازاي ما فيش حد سأل عنك...قوليلي وانا اجبهم لحد عندك)
اتهرب دامئاً منه بقول...
- كلهم مسافرين....وانا كنت عايشة مع واحدة صاحبتي اتخانقت معاها واما كنت ماشية في الطريق حصل الي حصل...
لم يعرف احد عني اي شيىء سوى اسمي(ريم حامد) وعمري وانني من الاسكندرية ولست من سكان القاهرة ....فقط.....
لم اشرب ولم اتناول الطعام معهم....فقط في غرفتي....
الا ان دخلت الي في يوم سماح اخت نزار وهي مصرة على ان تصطجبني الى الصالة لأتناول معها العشاء...
- انتي لازم تيجي معاي دلوقت نتعشا تحت..
- معلش حبيتي سماح انا تعبانة بجد...
- لق مش تعبانة انا شفتك النهاردة بتتمشي كويس في الجنينة..زاهو امسكي العكازة دي وايدي اهي ويلا ننزل سوا تحت ...
- مش كده مش شايفاني طول الوقت في البيجاما انزل كده اتعشى معاكم ازاي..
- تغيريها بسرعة..هي ليلى...فين...جيبها تغيرلك هدومك يلا بسرعة...
- وشعري شكلي مش شايفاني منظري عامل ازاي...
- كلو يتظبط....بعدين ما فيش حد على العشا غير انا وبابا وماما ونزار وقمر ...انا كل مرة بقلك بتقوليلي لق...حزعل بجد...
طاوعتها ولبست فستاناً بسيطاً وسرحت لي شعري ليلى ودخلت اليهم ممسكة سماح بيدي ويدي الثانية العكاز..
وقف الجميع عندما شاهدوني وكأنني اتيت زائرة من مكان بعيد..
- السيدة سناء: اهو كده....السفرة نورت..
- نزار: الحمد **** انا كل ما بشوفك كوسة برتاح اكتر..
- ابتسمت قائلة : ده كتير....انا متشكرة..
- قمر (بعد ان جلس الجميع يأكلون): صحتك عاملة ايه
- في تحسن الحمد **** ....
(كنت اراقبهم وهم على السفرة......وانظرالى الطعام...دجاجة في الوسط والى جانبها ارز....رائحتها ولونها اعادوني الى الوراء...نفس الرائحة ونفس الشكل ....دجاجة امي في العيد............
- ماما: ايه رأيك يا منار في الفرخة دي طعمة مش كده
- اكل بشيهة واقول: طعمة اوي ...
- طب حشيل طبق لاختك مي عقبال ما تيجي من عند الجيران اصلها بتعايدهم
- تعايدهم ليه ...اه...فهمت عشان الي اسمو كمال...ده رزل وما ببحوش...
- عيب يا منار ...تكلمي عن اختك كده انتي عارفة ان كريمة اخته صاحبتها وانا مربية بنتي كويسة زي ما انا مربياكي كويس.....ما عنديش الكلام المايص ده....لو اتكلمتي بالطريقة دي انا انا حزعلك اوي يا منار ولو كنا في العيد...
- ماما...انتي ليه مش عايزة تفهمي الوضع ان كمال عينو على مي...ده وانا طالعة السلم مرة افتكرني هي...وجيه عاوز يكلمني ...لولا اني صرخت فيه اني انا منار ...
- دخلت عندها مي سامعة ما اقول: ايه ده يا ست منار ...انا سامعة اسمي...في ايه مالك..
- تابعت الاكل وانا اقول: عادي..بتكلم على حبيب القلب سي كمال...
- قال بعصبية : ماما...سكتي بنتك...ايه ده....انا مش بتاعت الكلام ده..
- وقفت اقول بثقة: يا سلام عاملالي فيها الخضرة الشريفة..تحبي اقول لماما على الرسالة الي ادهالي على اساس اني انا انتي...
- اساسا الكل يعرف انتي منار وانا مي مجرد ما يشوفو اللبس الضيق بتاعك ده والمكياج الاوفر ده يعرفو ان ده مش انا....عشان انا مش زييك يا منار مش زييك واوعي تجيبي سيرتي انا وكمال على لسانك بعد كده...
- ماما: منار اسكتي فورا مش عاوزة اتعصب عليكي..
- قلت بعصبية: تتعصبي علية؟؟ ليه عشان بقول الحق..انا مش صغيرة عندي 17 سنة...وعارفة بقول ايه...انا مش غاوية فقر زيكم...واطمني عمري ما حبص لكمال ولا لغيرو من المنطقة الزبالة دي...انتي فاهمة...سيبهاملك يا حلوة..اشبعي بيهم...انا اعرف اجيب الي يقدرني...
................................... ............... ..................
- نظرت الي السيدة سناء قائلة: سرحانة فين يا ريم وما بتاكليش..
- قلت ها بسرعة: اه...اهو اهو باكل....
- قال السيد رأفت: ريم انا بعد العشا ان شاء**** عاوزك في موضوع لو سمحتي ممكن..
- بدأ قلبي يطرق بشدة وقلت بتلعثم: موضوع؟؟ ايه؟
- قال ببرود: موضوع...ممكن اتكلم معاكي بعد العشا على انفراد..
- قلت وقد بدأت اتنفس بصعوبة: حاضر....
بدأ الطعام عندها يدخل كالحجارة داخل حلقي...وانا اتألم ....واتمنى ان تنشق الارض وتبتلعني..
هل عرف عني شيىء...هل علم من اكون.؟؟؟؟؟
هل اخبره احد عني؟؟؟؟
هل رأني احد عرفته في السابق؟؟؟
وبدأت الشكوك تروادني وقلبي يطرق بشدة وعدت اتمنى الموت من جديد
يتبع..................
استاذ نسوانجى
08-06-2016, 06:45 PM
الفصل الرابع
انتهى موعد العشاء واتجهت الى غرفة المكتب الخاصة بالسيد رأفت الذي اقفل الباب وجلس على الكرسي المقابل لي وقال..
- شوفي يا ريم ...انا عارف ان ابني غلط اما كان سايق بسرعة وحلص الي حصل....والي حصلك ده ذنب حنحمله طول العمر وبنحاول على قد ما نقدر نعالجه ونرجعك احسن من الاول...ودخلناكي بيتنا وعاملناكي زي سماح بنتي....بس ده ما يمنعش اننا لازم نعرف على الاقل انتي مين....او كنتي فين قبل الحادثة...وحصل الي حصل ده ليه وازاي...يا بنتي انا زي ابوكي اذا كنتي مخبية علينا اي حاجة لازم تقولي وانا حساعدك...و**** حساعدك...بس ما ينفعش تفضلي هنا اسف يعني واحنا مش عارفين انتي مين ولا بطاقتك معاكي ولا اي حاجة تثبت شخصيتك معاكي...فهماني..؟؟؟
- هززت برأسي قائلة: انا عارفة اني سببتلكم احراج كبير عشان كل الي حصل معاية ده كان ذنبي بردو ان عديت الشارع من غير ما اخد بالي....
- بس انا الي عرفتو من نزار زي ما فهم منك انك يمكن عملتي كده قصد....انا ما بقلش كده عشان ابرأ ابني لق ....هو مذنب ...بس ليه كنتي عاوزة تنهي حياتك...ايه الي في حياتك ممكن يخليكي تعملي كده وانتي في عز شبابك وجميلة اوي للدرجة دي...
- قلت وانا ادمع: معلش يا استاذ رأفت...انا مش قادرة اتكلم في حاجة...انا كلها يومين وحروح من هنا في حالي....واسفة على الازعاج الي سببتهولكم
- يا بنتي ما تقوليش كده البيت بيتك..واحنا مش حنرضى تروحي من هنا غير ما ترجعي يمكن احسن من الاول....خلاص اذا كانت السيرة دي مضايقاكي مش حفتحها تاني...تحت امرك...
...............................
عدت الى غرفتي وانا ابكي....لا اريد ان تعرف حقيتي لم حضنني في بيته...لم اهتم بي وسهر على راحتي.....ماذا سيكون الموقف لو علم من يقطنون هنا ان لي سوابق غير مشرفة...وانا ما كنت عليه مشين بكل ما في الكلمة من معنى.....حتماً سأكره نفسي اكثر للألم المعنوي الذي سأسببه لهم....
ولكنني لا املك اي شيىء سوى الانتار ريثما استطيع على الاقل ان امشي لأتدبر امري بعدها واخرج منهنا بسلام واترك اهل هذا البيت من دون اي جرح....
................................... ...........
مرت الاسبوع الثاني في منزل ال سرحان بإستعجال كبير ..فالكل منهمك يحضر لزفاف نزار وقمر الذي سيقام في حديقة المنزل...كنت استمتع وانا ارى الجميع مشغول بما سيلبس وكيف سيكون العرس ومن سيأتي اليه.....
الا ان وجدت السيدة سناء دخل الي حاملة بيدها فستاناً وردياً طويلاً وقالت...
- ده ليكي يا ريم عشان تحضري بيه فرح نزار....وكتب كتابه...
- ده لية؟؟
- اه ليكي انتي زي بنتي سماح...نقتلك فستان من نفس المحل الي جبتلها منو....حتلبيسيه يوم الخميس الجي...حنعمل هنا كنتب الكتاب والفرح....
- قلت شاكرة: انا متشكرة اوي....رغم اني حلبسه وانا بعكاز..
- ما تقوليش كده انتي زي القمر ولاحظت ان مشيتك اتحسنت اوي...انا اسفة انشغلت عنك الفترة الي فاتت دي عارفة بقة ام العريس ومشاغلها ونزار حبيبي حيتجوز من هنا ويسافر من هنا .....يعني غصة بكل الاشكال...
دخلت سماح لترى الفستان وتقول.
- **** ****....ايه الجمال ده...ايه ياعهم ناوي تغطي عليه في الفرح..
- ضحكت قائلة: انتي ما فيش حد في جمالك يا سماح....
-ايوة قولي كده لحسن ماما مش شايفة حد غير خطيبة ابنها قمر..
- السيدة سناء: لالا...انتي بتبالغي...بحبها عشان ابني بيحبها وهي بنت ناس اوي...(قالت موجهة الكلام لي)...عارفة يا ريم ..انا اما قالي ابني عليها ما فكرتش غير انها تكون بنت ناس كويسين واخلاقها كويسة وكل الباقي ما يهمش عشان ده الي بيدوم وبتحمله لولادها....
- شعرت بغصة في حلقي وهززت برأسي مواقفة: طبعاً يا طنط..
- قالت سماح: بس ابوها غلس غلاسة....
- قالت السيدة سناء مؤنبة: عيب يا سماح مالنا ومال ابوها...احنا حناخد قمر وبس مش ابوهاوامها واخوها مهما كان عيب..
- لق بجد يا ماما هي مش زي ابوها غلس وكده عامل نفسه وزير ايه يعني عندهم فلوس محنا كمان عندنا فلوس وبابا دكتور في الجامعة بس مش زييو..الحمد **** ان قمر مش زييهم والا ما كنتش حبتها...
-قالت معارضة: خشي قودتك يلا استحمي عشان نروح الكوافير...عندنا بروفا عشان الفرح...
- قال سماح: تروحي معانا يا ريم..؟؟
-قالت فوراً: لالا...انا حنام بعد شوية ..شكراً اوي على الفستان...
- بس دي ليلى روحت حتفضلي لوحدك هنا في البيت ما فيش حد معاكي غير الشغالين
- مش مشكلة يا سماح انا كده كده حنام...
................................... ...
خرج الجميع وبقيت لوحدي.......انا والليل فقط....اشرد في ما انا عليه وما ينتظرني وانا اجهله تماماً...
هل سيلاحقني سراج بعد ان هربت منه وهو من كان يريد ان يساعدني على التوبة ويريد الزواج بي....بعد ان كان يعمل سائقاً لدى حمدي وطردته استنجدت به بعد اخر مرة قمت فيها بعملية اجهاض ....اتى بي الى بيته .....الذي يسكنه لوحده......
- ممكن تعتبريه بيتك يا منار...انتي جية تعبانة من المستشفى..
- انا مش عارفة اقلك ايه يا سراج الي عملتو ده بجد مقدراه اوي...
- وانتي مقررة ايه يا ريم..الحمد **** الي خلصتي من الي اسمو حمدي ده..راجل قذر ...انا كنت ديما بقول ايه الي مخليكي ماشية معاه...ده واطي وحقير..شوفي انا قد ايه بقالي في خدمته طردني عشان اتغه الاسباب...وانا الي عشرة عمر معاه ..
- ضحكت بسخرية: يعني عادي يعمل معاية الي عملو..ويسرق فلوسي ويرجعني على الحديدة وينتقم مني كده...
- خلاص يا ريم...المهم انتي لسه جميلة والف مين يتمناكي..
- بدأت البكاء: انا تعبت خلاص...مش قادرة اخسر اكتر من الي خسرتو...انا لازم اغير حياتي...لازم ابدأ حياة نضيفة انا قرفت من حمدي ونجوى والي زييهم..انا حشتغل واعيش حياتي بقة ....تعبت من المسخرة وقلة القيمة والضرب...كفاية بقة تعبت...
- اقترب مني قائلاً بلطف: وانا اتمنى ده يا ريم...تقدري تتغيري وتعيشي حياة نضيفة وتشتغلي وانا حأمنلك الشغل ده.
- قلت وانا امسح دموعي : بجد..؟
- اه....المهم...تفضلي هنا....وبس...
مكثت في منزله وعاهدت نفسي على التوبة وان لا يقترب مني بعد اليوم اي رجل وانا اتغير ولعل ما حدث لي وما فقدته كان درساً من **** لأتغير ولاستيقظ مما انا فيه...
لأكتشف بعدها انه يريد ان يورطني في قضية مخدرات لأكون وسيط بينه وبين احد رجال الاعمال الذي يريد ان ينتقم من حمدي....
هربت منه بعد ان قررت التوبة ولم اسمح له بلمسي الا بعد ان يتزوجني....ضربني. ...وحبسني...وهددني بأن يخبر حمدي عن مكاني ويتهمني انني سرقت منه اوراق مهمة تفضحه وتفضح عملياته....رفضت ورفضت...الا ان هربت
هربت...ليس لأنني اريد ان اهرب...ولكنني اريد ان انهي حياتي.....ورحلة عذابي...الا ان صدمني نزار.....
بكيت وامسكت قلادتي...وقبلتها بكل قوتي....واقتربت من سماعة الهاتف....وطلبت رقم منزلنا القديم...لأول مرة بعد اكثر من ثلاثة سنوات...أتجرأ وافعلها........
- اتى صوت يشبه صوت امي ولكنه ضعيف: الو...مين معاية..
- وضعت يدي على فمي محاولة كتم انفاسي وبكائي...امي....قلت لها وانا ابكي..
- ماما...انا منار....
- ساد الصمت للحظات وسمعت بعدها صوت مي تقول: مين يا ماما...
- اخذت سماعة الهاتف وقالت: مين معاية...
- قلت بوهن وبكاء شديد: انا منار يا مي...اختك.
- قالت بصرامة ووضوح: منار اختي ماتت انتي مغلطة في الرقم...ما تصليش هنا تاني ,,,,(اقفلت سماعة الهاتف)
وانا وقعت سماعة الهاتف من يدي ووقعت انا على الارض ولم تهدأ دموعي وصوت امي في اذني...ولو انه فقط كان كلمة واحدة (الو) اشعلت في داخلي نيران الماضي وحرقتني ومزقت احشائي .....
سمعت من فوقي صوتاً يقول بلهفة..
- ريم مالك ....في ايه.؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!!! !!.
-رفعت رأسي لأجده نزار .......
يتبع.......................
استاذ نسوانجى
08-06-2016, 06:46 PM
الفصل الخامس
لم استطع الوقوف لوحدي..انتشلني بلطف .....
اسندني بيده وعكازتي على الارض....اعطاني اياها وانااعتذر..
- اسفة..انا اسفة بجد...وقعت وما عرفش حصلي ايه ...
- قال وهو يحاول ان يهدأ من روعي: حصل خير المهم انتي كويسة...
- اه اه...لو سمحت عكازتي...
- نظر الي بتمعن وعيوني وشكلي هستيري: انتي متأكدة انك كويسة؟؟
- قلت وانا اتهرب منه: اه اه...انا حدخل قودتي انام....عن اذنك....
عدت الى غرفتي بمساعدته.....اقفل الباب وتركني...
نكن وانا اقبل العقد وصوت امي في اذني .......(الو)....ضعيف....لماذ هو ضعيف هكذا؟؟
هل اصابها مكروه؟؟؟
هل هي بخير؟؟؟
لقد مت في نظرهم؟؟؟
هل تترحم علي ااذن؟؟؟ام تدعي علي في كل صلاة؟؟؟
لقد فعلتها عندما كانت تصلي في يوم واكتشفت انني اخرج مع احدهم .............
صفعتني يومها على وجهي......
- انتي مين ده الي وصلك ابمارح بليل انطقي...
- قلت بعصبية: في ايه...الاسئلة كترت اوي الفترة دي..رايحة فين وجية منين....قلتلك بشتغل...وصاحب الشغل هو الي وصلني
- امسكتني بيدي بقوة كادت ان تكسرها: انتي مشيك مش عاجبني...لا لبسك ولا مظهرك ولا حاجة..والفلوس الي معاكي...الالف جنييه الي في دولابك جت منين...من شغل المحل بتاع الهدوم بردو؟؟؟
- دي مي قالتلك طبعا عليهم...دول مش لية لواحدة صاحبتي سيباهم معاية...
- صفعتني على وجهي: انتي بتكذبي...انا مش حستحمل من هنا ورايح كذبك..يا تتعدلي يا قايلة لعمك فريد على عمايلك..
- عمي فريد...حخاف يعني منه...انا ما حدش لوه دعوة بية...ما حدش...
- ايه يا بنت ما حدش مالي عينك...طيب من هنا ورايح ما فيش شغل حكسر ايددك ورقبتك لو خرجتي برة البيت ده...
- اشمعنى انا يعي..ما هي مي بتخرج ما قلتيش ليها الكلام ده يعني اشمعنى انا..
- اوعي تجيبي سيرة مي....دي من جامعتها لشغلها في الحضانة للتدريس الخصوصي...مش زيييك...فلوسها كلها على البيت وعليي ....مش انانية زييك..انتي طالعة لمين يا بنت انا ما ربتكيش كده...
- قلت بغضب وصوت عالي: سيبوني في حالي...انا حرة...عاوزة اعيش واطلع من ام الفقر الي انا فيه ده....ايه يعني اما ابص لفوق شوية....واتمنى اكون واحدة عندها فلوس وعندها بيت كبير وخدم وحشم .....
- قالت: ممكن ....وسهل...الحرام ما فيش اسهل منه...اتفضلي يلا..مش ححشوك لو عاوزة السكة دي...حقلهم انا خلفت بت واحدة وخلاص..مش بنتين...
- انتي بتطرديني من هنا...
- لو بنتي انا عاوزة الحرام....اقتلها بأيدي مش بس اطردها...
ومن يومها.....اخذت اغراضي ...وغادرت ليلاً المنزل...ولم اعد اليه.....ولم اراهما بعدها..
................................... ......
الجميع يستعد لليلة الزفاف......اصر الجميع على اصطحابي للكوافير وعندما رفضت اتت واحدة الى المنزل من اجلي فقط....سرحت لي شعري ووضعت لي مساحيق تجميل ....تغير شكلي....خاصة عندما لبست الفستان الوردي الطويل.....قب ان اخرج اليهم .....وقفت انظر الى المرأة......هذه الفتاة الجميلة من الخارج محطمة من الداخل بكل ما في الكلمة من معنى.....اشلاء انثى وبقايا عذاراء......اي عذراء هذه؟؟؟؟؟؟؟
لم اعد اتذكر هذه الكلمة منذ ثلاثة سنوات...
دفعت ثمنها وقتها فقط خاتم ذهب.....على اساس انه خاتم زواج...لكنه كان خاتم انتهاء الصلاحية لا اكثر.....
كلما انظر الى المرأة وارى وجهي الجميل اكره نفسي......
خربت شعري وسرحته من جديد....ومسحت كل ما على وجهي من احمر واخضر واصفر.......
ورغم كل ما فعلته......ورغم كل ما اقوم به لاعاقب نفسي..لكنني لا اشعر الا بالذنب...عذاب الضمير والقلب والروح ليس كمثله عذاب ....
................................... ........
خرجت اليهم في الحديقة...كان مليئة بالضيوف من الطرفين....وفرقة موسيقية في الوسط ...والزهور تملؤ المكان...الجو كان رومنسي لدرجة كبيرة...وهذه الاجواء تشعل حنيني....الى لا شيىء والى كل شيىء.....
.
اقتربت من السيدة سناء وقبلتها....
كان الجميع في انتظار ظهور العروس مع والدها يتقدمان الحضور ونزار يقف مع والده بسعادة غامرة ليلتقي عروسه قمر....
اتت الي سماح بفستانها الازرق الرائع...
- ريم...ايه رأيك في فستاني.؟؟....
- قمر...حلوة اوي يا سماح......
- بس ايه ده....هي الكوافيرة ما عملتش ليكي شعرك ولا مكياجك ليه
- قلت بتلعثم: انا اصلي بحب كده...معلش....مش شافاني لسه ما اقدرش امشي من غير العكازة دي ...
- لق بس تجنني رغم كده و****....
- مرسي حبيتي....
اصوات الموسيقى والزفة بشرت بقدوم العروس......
- سماح تشير الى الامام: اهو....العروس وصلت....
بدأت اصفق لهما.....العروس تمسك بيد والدها بفخر...ويقاربا من نزار ووالده ليسلمها له.....
وكلما اقتربا اكثر اتضحت الرؤية بالسنبة لي اكثر....وتلاشت ابتسامتي وتوقفت اصابعي عن الحراك .....
الى ان جمدت في مكاني...والذهول لفني من رأسي الى اخمص قدمي.....كأنني رأيت جنياً.....
انه........
انه......................
انه.....................حمدي.......
نعم انه حمدي....والد العروس هو حمدي.....اخر الرجال الذي عرفتهم....الرجل الذي ضربني وشردني وكان السبب في ان افقد طفلي والى الابد ....
احقر الرجال واتفههم .....يعيش حياته مع عائلته على انه اشرفهم ....وامام الناس هو العفيف النظيف العصامي رجل الاعمال المهم ...وهو اقذرهم في كل ما في الكلمة من معنى....لا يجني فلس واحد بالحلال.....استغلني في اقذر المواقف وعندما انتهى مني رماني على الطريق وسرق مالي وحبسني....
لم استطع ان اتحرك من مكاني وانا اراه يقترب مني ليتوجه الى نزار.....بقيت واقفة....الى ان اقترب من ي واتت عيني في عينه....وجدته وقد فتح فمه للهواء ما ان رأني...وتغيرت ملامحه...
ظهور غير متوقع لانسانة غير متوقعة في ظرف لا يحسد عليه...
استجمعت قواي .....وعدت ادراجي مسرعة الى الداخل....لا اريد ان اراه....اشعر انني اريد ان اقتله بأي شيىئ قد اصادفه....
لحق بي ما ان انتهى من مراسم التسليم .......
كان الجميع في الخارج...استفرد بي....
- اوقفني عندما نطق بإسمي:منار....اقفي عندك...
وقفت....ولم اجرؤ النظر ورائي لارى ملامحه القاسية والهمجية..ثم تابعت السير الى غرفتي عاد واوقفني وهو يمسك بيدي...
- قال بغضب: انتي بتعملي هنا ايه...انتي ايه الي جابك هنا...
- ابعدت يده عني بقوة قائلة: عاوز مني ايه....
- قال بعتف: جاوبيني انتي بتعملي هنا ايه....ضيفة ولا صديقة ولا ايه وضعك اتكلمي...
- قلت بثقة وكبرياء: انا عايشة هنا...في البيت ده..من اكتر من شهر...عندك مانع؟؟
- قال بإستغراب: ازاي....انطقي ازاي...
- ضحكت بسخرية وقلت: انت الظاهر ناسي اني خلاص....ما عدش ليك دعوة بية...والا الزهايمر جيلك بدري يا عجوز
- صفعني على وجهي وقال: و**** لو فتحتي بقك ونطقتي بكلمة لاكون دافنك حية يا منار وانتي عارفاني اعملها..
- قلت بهدوء: اه عارفاك وعارفة انك بتعملها زي ما كنت ناوي قبلها تعملها لولا اني هربت منك.....ومش حتكلم اطمن مش عشانك لق ...انت ولا تسوى...عشان العيلة الجميلة دي الي حضنتني في بيتها وعاملتني اني زي بنتها....عشانهم مش حتكلم وعشان من الواضح ان بنتك قمر مش زييك وما لهاش ذنب عشان كده مش حتكلم...الا اذا؟؟؟؟؟؟؟
- قال بحقد:الا اذا ايه؟؟ انا عندي صور ليكي مع رجالة توديكي الشمس....اي صورة منهم توصل للبوليس الاداب حتقضي بقية حياتك في السجن...انتي فاهمة...
- قال عندها بحقد اكبر: اذا كنت انت معاك صور انا معاية اوراق توديكي ورا الشمس.....وافتكر اني في يوم قودة نومك كانت كلها هي واوراقها بين ايدية .....
- امسك بيده رقبتي يريد ان يخنقني وقال: و**** لو اي حد عرف كلمة واي حاجة اتسربت لاكون قاتلك محروقة يا منار....
ابعدت يده وللحظات شعرت انني لا استطيع ان اتنفس ....الا ان اتى صوت من بعيد ينده علي ....
- ريم....ريم انتي فين....
ابعد يده عني وانا استيعد قواي بصعوبة .....الى ان دخلت السيدة سناء....
- ريم...انتي فين حبيتي...انا لاحظت انك مش برة قلت يمكن حصلك حاجة او تعبتي..(نظرت الى السيد حمدي وقالت)...استاذ حمدي انتي هنا..ايه انا شايفاك بتتكلم مع ريم تعرفها..ز
- قال بتوتر: اصل..اصل..دخلت اعمل تليفون...شفتها تعبانة شوية...فبسألها مالها وكده..
- اقتربت مني بحنان وقالت: ايه يا ريم ...رجليكي وجعاكي او في حاجة...
- قلت بتوتر والدموع في عيوني: اصلي تعبانة...محتاجة اوي ادخل ارتاح لو سمحتي....
- خلص حبيتي ارتاحي واطلعي عشان البوفيه بعد ساعة...
دخلت مسرعة الى غرفتي واقفلت الباب بالمفتاح والنافذة ورميت عليها الستارة وارتميت على السرير....
الخوف يلفني واليأس يكللني والالم والذل يحيط بي من كل الجهات.....
الماضي....يحفر لي دائماً اقسى المطبات ....لا استطيع ان انفد منه بسهولة.....ولن اقدر...
كلما قررت ان اعيش حياة نظيفة يأتي الي احد من الماضي ليضع لي بقعة حبر من جديد اشقى ايام وليالي وانا انظفها....
من وراء الباب سمعت السيدة سناء وهي تخبر الاستاذ حمدي عن من اكون ....وانني انا الفتاة التي صدمها نزار ....
لم يخبرها اي شيىء...بل سمعت اصواتهم وهم يخرجون....
في هذه اليلة شربت نصف علبة المسكن والمهدئ لأنام....لا اريد ان افكر في ما حصل لأنني حتماً عندها سأفعل في نفسي اي شيىء من شدة كرهي لها...
................................... ...........
استيقظت لأرى امامي السيدة سناء....تقف وتنظر الي بطريقة غريبة...
- قلت بتعب: صباح اليخر طنط سناء..
- تنهدت بقوة ثم قالت بطريقو جافة: لو سمحتي يا ريم غيري هدومك وحصلينيي برة عاوزاكي في موضوع...
يتبع.............................
استاذ نسوانجى
08-06-2016, 06:47 PM
الفصل السادس
خرجت اليها متعبة واكاد اجر قدماي وعكازتني تحملني...وجدتها في الحديقة تحتسي كوباً من الشاي...جلست بالمقابل منها ونظرت اليها بخجل..
فكرت بكل شيىء سيىء ممكن ان تعرفه عني وتقبلت الموضوع...وكنت قد قررت مسبقاً بأن أفاتحها في الموضوع بأنني اريد الذهاب من البيت ....
نظرت الي وهي تتنهد: امبارح بليل دخلت اطمن علييكي...لقيتك نايمة وبتتكلمي ...وبتقولي ..يا ندل ...ابعد عني...وكنتي احيانا بتعيطي وبتقولي مي...ماما...عاوزاكم....واما بصيت لعلبة الدوا بتاعتك لقتها واقعة على الارض ندهت الممرضة ليلى تشوف ايه الحكاية قالتلي ان علبة الدوا كانت مليانة...وده معناه انك شربتي نصها واكتر.....اتصلنا بالدكتور وطلب منها انها تضربك حقنة تخفف حدة المهدىء الي اخدتيه ....ولولاها كنتي رحتي من تاني في غيبوبة.....
.فهميني يا بنتي انتي حكايتك ايه...انا عاوزة اعرف عشان اساعدك....احنا استقبلناكي في بيتنا وحضناكي...وكنا بالنسبة ليكي اكتر من اهل وانتي عارفة اني بعزك زي بنتي سماح ورأفت بردو...من حقنا نعرف الي في بيتنا تبقى مين....ومشكلتها ايه...في الاول لمحتي لابني نزار انك رميتي نفسك قصدك قدام عربيتو...ودلوقت شربتي نص علبة الدوا...فسريلي اذا كنتي بتعزيني موضوعك ايه شكلو؟؟؟
- بدأت البكاء وانا اعجز عن ان انطق بحرف....ماذا عساي ان اقول لتعرف الماضي البائس والحقير الذي كنت اعيش فيه لتحترقني اكثر وتبصق في وجهي .....سأشعرها حتماً انني لوثت منزلها لا اكثر ...وستندم اشد الدم انها استقبلتني في يوم في منزلها الشريف...
- عادت وقالت بحنان: انا مش قصدي اضايقك...يا بنتي..بس...
- قاطعتها قائلة: انا اصل خلاص لازم اسيب هنا....وده قراري من امبارح ...انا بعد الضهر حكون ماشية من هنا
- قالت ممانعة: طبعا لق...انتي لسه بتمشي على عكازة والعلاج لسه ما خلصش..
- قلت بتعاسة: ارجوكي...انا اخدت قرار....انا شفت في البيت ده حنية ما شفتهاش بقالي زمن.......واجمل ام واب واخوات...بس خلاص.مسيري في يوم حخرج من هنا...وانا خلاص بقيت كويسة...انا بس عاوزة منك طلب واحد بس...
- قالت بحب: الي انتي عاوزاه يا بنتي....قولي
- انا عاوزة اشتغل....اي شغل...اطلع منو فلوس....واقدر اعتمد على نفسي من تاني....
- تشتغلي في الوضع ده؟؟؟
- معلش....انا بكده حبقى كويسة تمام ..الشغل حينسيني حجات كتير انا عاوزة انساها....
- طب افضلي هنا يومين كمان...انا عندي واحدة صاحبتي عندها حضانة اطفال وكانت بتقولي انا عاوزة مسؤولة عنها تديرها....ايه رأيك....وممكن تنامي هناك...بليل...
- ابتسمت بحب وقلت: بجد؟؟؟
- اه طبعاً...طالما انا حتكلم عنك يبقى خلاص اعتبري انك متعينة...
- انا مش عارفة اقلك ايه....بجد ....صدقيني...حرد جمايلكم علية ازاي..
- جمايل ايه يا ريم...اهم حاجة تكوني مش زعلانةمن نزار..
- ازعل منه؟؟ ربنا يباركله يارب....هو مسافر امتى
- تنهدت قائلة: بعد تلات ايام....ربنا يباركلهم يارب...قمر
- قلت : وقمر؟؟ حتشافر معاه
- اه طبعاً...شوفي الدنيا...احنا بناخد بنت من ابوها...وحيجي يوم حد ياخد بنتي من حضني....هي بنتو الوحيدة.....قلبو متعلق بيها اوي...
...
- قلت بغصة: اه....طبعاً...ولاد ناس اوي..
- اكتر ما تتخيلي..خاصة ان نزار الفترة دي حيشتغل في شركات ابوها في السعودية...
- قلت بتوتر: اه..ربنا يوفقو...
................................... .............
قطعت حديثنا الخادمة قائلة.....
- ست هانم في واحد برة عايزك ..
- مين ؟؟؟
- بيقول اسمه سراج....
وكأن أحداً ضربني على رأسي ...وقفت بسرعة وقلت ..
- سراج؟؟؟؟؟؟؟
- قالت السيدة سناء: انتي تعرفيه..
- هززت برأسي وقلت بيأس: ده جيلي انا مش انتي يا طنط..
اتجهت نجو الصالة والسيدة سناء تلحق بي....وجدته يجس بكل وقاحة .....وما ان نظر الي حتى قال لي بطريقة متهكمة.....
- صباح الخير...يا..ريم؟؟؟ ولا منار...ولا ليقتيلك اسم تاني؟؟؟
- قلت بغضب: انت عاوز ايه؟؟
- قالت السيدة سناء: حضرتك مين ؟؟؟
- نظر الي وقال بخبث: اقول انا ولا انتي تقولي؟؟؟
- قلت بتوتر: ده...ده سراج....طليقي...
- قال: ايوة..طليقها....وجاي اصالحها عشان ترجع معاية...
- قالت السيدة سناء: انتي كنتي متجوزة ومطلقة يا ريم....في ايه فهميني...
- قلت بأسى: ايوة....
- وجهت السيدة سناء الكلام اليه قائلة: عاوز ايه.دلوقت..
- انا مش عاوز غير المدام تيجي معاية ونتفاهم شوية...ممكن...
- قلت للسيدة سناء: لو سمحتي طنط سبييني معاه شوية اتفاهم معاه وانا اوعدك ححل الموضوع خلاص...
- قالت بعضب: طيب...
بقيت انا وهو لوحدنا فقلت له بطريقة عصبية..
- انت عاوز ايه يا حقير ايهالي جابك؟؟
- ده سؤال يا ريم...ولا منار..الا بالحق قايلالهم اسمك ايه
- قول عاوز ايه لاطلبلك البوليس..
- انا يطلبلي البوليس....ماشي....اتفضلي معاية ترجعي...في واحد عاوزك...وحيتجنن عليكي....وانا كل يوم بقلو بكرة وبكرة..
- انا مش حروح معاك ومش عاوزة حد..انا مش حرجع للوفت الشغل ده تاني..انت فاهم
- انتي جيتي عندي وقررتي تتوبي...لق معلش..نجوى تزعل انتي تلميذتها..
- ربنا ياخدك انت والشيطانة التانية في يوم واحد....اطلع برة ...انا مش حرجع للمسخرة تاني..خلاص...من هنا ورايح حبقى واحدة تانية ابعد عني احسنلك..
- وقف قائلاً: انا بحذرك...يا تيجي معاية...يا حمدي حيتصرف..
- انا قلت ان حمدي الجبان بعتك...واتفقتو علية في الاخر..مش هو الي طردك وكنت عاوز تنتقم منه دلوقت عشان تجرو رجلي ن تاني وتطلعني برة البيت ده عشان ما اكشفش وساختو اتفقت معاه؟؟؟ بعينك...ولا حتقدر...
- ماشي..مش حقدر.....(اخرج من جيبه ظرفاً وقال)بس ايه رأيك في ده؟؟
- قلت وانا اخذه منه لكنه منعني : ايه ده؟
- ده مش ليكي يا حلوة ده لست هانم الي هنا ظرف كده في كم صورة حلويين كده ليكي مع بعض الرجالة ....ايام ما كنتي عند حمدي ....
- قلت وانا اصرخ في وجهه ولكنني تنبهت الى نفسي: انت ما عندكش ضمير اخرس بقلك...
اتتيت السيدة سناء عندها وقالت..
- ريم فهيمني ارجوكي ايه الي بيحصل..ز
- اقترب منها واعطاها الظرف وقال: مافيش ....ده ليكي...()
وقبل ان تفتح الظرف اخذته وقلت لها..
- خلاص ما طنط سناء....حروح معاه خلاص....
- قالت: حتمشي معاه...تروحي فين..
- نتكلم ونشوف ...يمكن يصطلح ونرجع...سوا...(قلتها بألم)
دخلت مسرعة اخذت اغراضي ....اقتربت من السيدة سناء...حضنتها وقلت لها والدموع في عيوني..
- يمكن ما ارجعش...لو ما رجعتش سلميلي على سماح وبوسيهالي..هي وعمو رأفت....حتصل بيكي اطمنك عليية..
- قال بحرقة: ريم انا خايفة عليكي ..بجد...ما فاهمة حاجة..
- خلاص يا طنط سناء...لازم احل المشكلة دي...ادعيلي...وسامحيني...
,.................................. .........
خرجت معه وركبت في سيارته....وفي يدي الظرف....
وهو يمشي بسرعة ويقول...
- مش كان من الاول وبلاها فضايح....اهو كده نتفاهم...
لم اتكلم معه ولا اي كلمة....كنت انظر الى الخارج.....فقط الى الخارج...
اغتنمت فرصة اذدحام السير.....وفتحت باب السيارة....
وركضت مسرعة....وهو يصرخ ويشتم ولا يستطيع ان يترك سيارته ويلحق بي...وانا اركض وقدمي تؤلمني كثيراً...شعرت ان عضامها تكسرت ن جديد لكنني بقيت اركض بكل ما استطعت من قوة..حتى بدأت اجرها في اخر الطريق....الى ان وقعت...لكنني تابعت....الا ان وصلت الى حديقة عامة....جلست على مقعد فيها....
شعرت بألم شديد فيها....لم اكن استطيع ان اتحمله...كتمت صراخي...خرجت بعدها واستقليت اقرب سيارة اجرة....
- سألني السائق: على فين؟؟
- قلت له بوهن: الجيزة.....
(الى منزل والدتي)
يتبع....
استاذ نسوانجى
08-06-2016, 06:48 PM
الفصل السابع
لم أفكر بكيف ستستقبلني امي ولا كيف سأتحدث الى اختي ولا ردة فعل من يراني بعد هذا الغياب.....
فكرت في شيئ واحد فقط...
لن اعود الى ما كنت عليه ولن ارضخ وسأتحمل كل شيىء مهما حصل....ومهما ضربوني او عاتبوني او قطعوني لا يهم..تعودت على ان اتألم ولا استحق سوى ذلك....!
اوصلني السائق واعطيته ما كان في جيبي...من نقود قليلة لم تعجبه...
لكنني تابعت بسلام ....
مشيت في شارع ضيق على مهل فقدمي لم تكن تساعدني كثيراً خاصة انها بدأ تتورم اكثر.......ثم في زقاق واقترب اكثر فأكثر من منزلنا...فأشعر انني اقترب من مقبرتي...
انا من كانت تفكر دائماً انها ملكة جمال الحي والمنطقة....عادت الأن زليلة...محطمة..اشلاء انثى....وايضاً مكسورة قدمها وتجرها ......يا ليتك يا امي كسرتي قدماي الاثنتين قبل ان انزل في يوم واتجرأ واخرج عن طوعك .....نزلت من عيوني الدموع لملمتها...وتابعت...
قبل ان أصعد الى منزلنا ...رأيت جارتنا ام سعيد..نظرت الي قائلة..
- مي مالك حبيتي ..منتي كنتي الصبح كويسة...رجلك مالها...
.
لم ارد عليها ولم اجرؤ على انظر في عيونها ولكنها حتماً لن تعرفني ....فالجميع يظن اننا واحد لشدة الشبه ولكنني كنت دائماً احس انهم يستطيعون التفريق بيننا ولكنني اخطىء دائماً....شيىء واحد كان لدي وليس لدى اختي وهي شامة على الكتف كانت تميزني عنها امي عندما كنت صغيرة...يعلمها الاقرباء المقربون فقط....
تابعت الى منزلنا ووقفت على باب المنزل اعجز ان اطرق الباب...العرق يتصبب مني وامسك بيدي قدمي من شدة الألم...واشعر انني سأسقط على الأرض...
رفعت يدي الثانية محاولة ان اطرق الباب واتنفس بصعوبة ....وقبل ان اطرقه سمعت صوت مي تتحدث مع احد وفتحت الباب فجأة لتراني امامها....
نظرت الي وكأنها رأت شبحاً......وقالت وهي تفتح فمها بذهول..
- منار!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
اتت من ورائها والدتي ولكن...لكن.....تجلس على كرسي متحرك......وتجره بيدها....
نظرت الي بعين غاضبة وعين مشتاقة.....ولكن ملامح جبينها كانت تتغير شيئاً فشيئاً ليسيطر عليها الضيق والاسى....
ابتلعت مي ريقها وقالت ...
- انتي جية هنا ليه..؟؟
قلت والدموع تنزل من عيوني وانا انظر فقط الى امي التي عندما تركت المنزل كانت تمشي والأن اعود اليه لأراها مقعدة...
- الحروف لم تشأ ان تخرج بسهولة ولكن اخرجتها : ماما!!!
ادارت وجهها عني واستدارت الى الخلف....
- قالت عندها مي بعصبية: ردي عليه بقلك انتي ايه الي جابك,,جية ليه بعد المدة دي...
- قلت بأسى وانا احاول الدخول: انا عارفة اني مستهالش منكم حتى تبصو في وشي...بس انا دلوقت ماليش غيركم....
اوقفتني مي على ان اتابع طريقي قائلة بصرامة...
- خليكي برة لو سمحتي...البيت ده نضيف ما توسخيهوش...
اغمضت عيوني وبكيت بحرقة وانا اوجه الكلام الى امي..
- ماما....ارجوكي...اسمعيني شوية..
- قالت وهي تمسح دموعها : انا ما عنديش غير بنت واحدة..مي...وبس...بنتي ماتت..ولو رجعت حقتلها....فأحسنلها ما ترجعش....
- جلست على الارض وقدمي تؤلمني....وقلت...: ماما...حقك تقتليني...اعملي الي انتي عاوزاه بس بصي في وشي شوية...
لم ترد علية...بل قالت مي..
- منار...لو سمحتي اخرجي برة مش كويس عشان صحة وضغط ماما,,بفضلك الحمد **** بقت زي ما انتي شايفة ما تكمليش عليها واطلعي برة...روحي مطرح ما جيتي يلا يا منار مش ده البيت الزبالة الي عمرو ما عجبك راجعة للزبالة ليه وسبتي القصور والفلوس..ايه الي اتغير وحشناكي فجأة....انتي مش عارفة عملتي فينا ايه.....اخرجي بقلك لحسن ارميكي انا برة....
ركعت على الارض الى جانب قدم امي وقلت لها...
- ماما...انا راجعة وماليش حد غيرك..لو ما استقبلتنيش حقعد برة على الباب على العتبة وحفضل اعيط عشان تبصيلي ولو بصة....الي عاوزاه اعملي فية...الي عاوزاه....انا اتحطمت وادمرت كفاية...انا ما استهالش انا زبالة عارفة انا ولا حاجة..بس ما تسيبنيش في الظروف دي....ارجوكي...
امسكتني مي من يدي وتجرني لأخرج من البيت وانا اقاومها وهي تجرني اكثر وتقول...
- انتي خربتي بيتي بعمايلك انا كمال بعد ما اتجوزني طلقني...عشان في واحد شفني وافتكرني انتي عشان وساختك..حلفتلو ما صدقنيش...وكانت النتيجة ايه...طلقني ...ذنبي في رقبتك يا منار وربنا لسه حيعمل فيكي اكتر من كده...اطلعي برة مش عاوزة اشوفك ولا عاوزاكي في حياتنا...
صرخت امي في مي وادارت وجهها الي وقالت..: مي...اسكتي...خلاص....حتروح في حالها....
لم اتحمل...رفعت رأسي ومسحت دموعي بحرقة واتجهت الى المطبخ حملت سكينة وعدت اليهم وكشفت عن صدري وقلت بأسى...
- يبقى ما فيش حاجة حتشفي غليلكم مني غير انكم تشوفو دمي سايح ...وبكده شرفكم يرجعلكم من تاني واريح ضميري....
قربت السكينة من قلبي ووخزتها قليلاً ثم اكثر ثم اكثروبدأ الدم ينزف الى ان صرخت امي فيي وقالت...
-لقققققققققققققققققققققققققققققققققق قق..لق يا منار لق ....لق.....لق يا بنتي لق.......(ووضعت يدها على فمها وبدأت البكاء)...
ااقتربت مي مني بجنون تريد ان تأخذ السكينة...صرخت بها...
- ابعدي ...ابعدي ....
انا حعيش ليه....خلاص....انا كنت حعملها .....مصممة اعملها...بس كنت عاوزة بس اشوف ماما...ابص في عنيها وبعدين اموت....عارفا انها مش حترضى عني ولا تسامحني...بس عاوزاها تعرف بس...اني ندمانة...وتبت...و**** العظيم تبت....انا تبت....
(بدأت ابكي....لكن مي قسوتها كانت اكتر مما تخيلته ....صممت على ان اخرج)
- خلاص منار..ارجوكي سبينا في حالنا...اخرجي...وما ترجعيش تاني...مش عاوزينك..
رميت السكينة على الارض...وجرحي ينزف..وقدمي تؤلمني...تركت المنزل بشكل مميت....دمائي تسقط على الارض...و على عتبة الباب....لكنني لم انتظر...تابعت وامسكت المي ويأسي وجرحي وغادرت...توقعت ما حصل ولكن..
يبدو انه لن يسامحني احد...ولن يتقبلني احد....
عدت واستقليت سيارة اجرة من جديد وثيابي شيئاً فشيىء يصبح لونها احمر والدماء تملؤ جسدي...
ما ان وصلت الى منزل ال سرحان حتى ساعدني السائق وانا الفظ انفاسي الاخيرة...ما ان وصلت حتى وقعت على الارض ارتميت امام السيدة سناء...صرخت تقول..
- ريم..مالك...حصلك ايه...(رأفت...اطلب اسعاف حالاً...الحقني يا رأفت...يا سماححححححححححححححح)
................................... ............... .......
فتحت عيون لاجد نفسي في المستشفى من جديد....والجميع حولي يقول لي...
- حمد **** على سلامتك...يا ريم...
لم امت للمرة الثانية....الحياة مصرة ان تلعب معي لعبة قذرة...
ولكن يبدو ان ارادة **** فوق كل شيىء.....وسأتحمل....
وجدت صدري ملفوف ويؤلمني بشدة....وقدمي ملفوفة ايضاً ولكن بجفصين...
- اقتربت مني السيدة سناء وقالت: شكلك حطولي عندنا المرة دي....
- قلت وانا انظر اليها بحنان: الظاهر كده.....
نظرت الى جانبي...وجدت باقة من الورد كتب عليها..
حمد**** على سلامتك..
حمدي...
................................... ............... .....
يتبع..........
استاذ نسوانجى
08-06-2016, 06:49 PM
الفصل الثامن
بعدعدت ايام الى منزل ال سرحان...والف سؤال يدور في رأس السيد رأفت عن وضعي كله ومليون سؤال يخرج من عيون السيدة سناء كلما نظرت الي....
وفي الليلة نفسها التي عدت فيها الى البيت......شعرت ان السيد رأفت معاملته معي تغيرت تماماً ...وكأنه تعب من استضافة هذه الغريبة التي لا يعلم عنها شيئاً في منزله....فكان طوال الطريق يسألني عن سراج وعن الذي فعله به لكي يحصل لي ما حصل...وانني لماذا لم اخبرهم انني كنت متزوجة ومطلقة؟؟؟
لماذا خبأت هكذا امر كان سيسبب لي المشاكل؟؟
كنت ارد عليه بالعبارة التالية..
- ما حبتش ازعجكم بأموري الخاصة...كفاية التعب الي سببتهولكم..
- تنظر الي السيدة سناء عندها بعطف وتقول: ما تقوليش كده..صحتك اهم حاجة...
دخلت الى غرفتي هذذه المرة و الجبس في قدمي كلها وجرحي لم يلحم بعد.....
شكلي كان في غاية التعب والوهن...
دخلت بعد قليل السيدة سناء وانا في قمة الاكتئاب والاسى ......
اشعر بنفسي دخيلة على عائلة ليس لها ذنب ان تستضيفني عندها ...
ورطتهم في ما فعلته ويدفعون الثمن من مالهم ووقتهم وعنايتهم .......انانيتي لا تريد ان تتوقف ابداً...دائماً علي ان ازعج الناس لارتاح...ولن هل ارتاح؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
اقفلت خلفها الباب وقالت..
- سماح من شوية طلعت تنام كان عاوزة تشوفك بس انا ما خلتهاش...
- قلت بتعب وانا ارمي رأسي على حافة السرير وانظر الى السماء الواضحة بنجومها من نافذتي: انا امتى اموت وارتاح.....
- جلست على الكرسي المقابل لي وقالت: انتي في حياتك سر كبير...والم اكبر....يمكن لو اتكلمتي ترتاحي...
- نظرت اليها وعيوني تكاد تدمع: حقلك..بس اوعديني انك تتفهمي الي حقولو....
- قالت بعطف: يا بنتي....انا عاوزة اساعدك...والي في قلبك ده لو فضل حيعذبك اكتر...ولو مش حتفهمك...ما كنتش قلتلك تقولي...وانا عارفة اني في حاجة في حياتك غامضة ومش مفهومة....اتكلمي...اتكلمي...
عدت انظر الى السماء من جديد...ابكي واحكي....لم ارتب الظروف ولا التواقيت ولا الاحداث....فقط...اول شيىء يخطر في بالي اقوله...
- انا واختي....رغم اننا توأم ما كناش متفقين....
نفس الشكل...بس طباع مختلفة...كنت بشوف ماما قد ايه بتتعب عشانا....اختي بتشكرها وبتحاول تعوضها وانا باخد وبس وما بديش....وبكره عيشتي اكتر وبكره الفقر اكتر....
ما دورتش على حاجة في حياتي الا الفلوس...وما كنتش حلاقيها الا في عريس غني..والعريس الغني مش حيبص لبنت فقيرة ساكنة في الحي ده الي نص بيتو حتوقع.....اتعرفت على ست اسمها نجوى وانا عند الكوافيرة...كانت بتشوف البنات الحلوين الي هناك وتعرض عليهم شغل كمندوبات يدخلو لبيوت ناس معينة ويبعوهم حجات...وشوية شوية بدأت تعرفني على ناس ادخل بيوتهم....وواحد منهم رسم علية قصة حب وغرام وهدايا .....وكلو باسم الحب والجواز.....وفي الاخر...لقيت نفسي على فرشتو....وكان التمن خاتم دهب...
(ابتلعت ريقي ومسحت دموعي واكملت)
وسابني....وراح...لا جواز ولا حاجة...في الفترة دي كنت لسه في بيتنا...وماما واختي ما يعرفوش حاجة...لغاية ما في يوم اتخانقت مع ماما عشان خروجاتي الكتيرة والهدايا والفلوس الي بتلاقيها ديما معاية ....وسبت البيت..ورحت عند نجوى...اتسقبلتني عندها...وعرفتني على غيرو وغيرو وغيرو.....كنت حاجة جميلة زي العربية والتليفون بردو بنت حلوة تنفع تكون عشيقة وسيدة سهرات مجتمع راق....وكده...كل فترة.....كنت بحس اني بتدبح كل مرة بكون فيها مع راجل....رغم اني كنت بقعد فترة مع راجل واحد واما يسبني اروح لغيرو...بياخدولي شقة او قودة في اوتيل 5 نجوم لفترة طويلة....وكلو بتمنو....الفلوس الي جنتها من الموضوع ده والهدايا اتسرقت كلها في الاخر مني....
(لم اكن انظر اليها وانا اتحدث)
خسرت في الموضوع ده طفلين.....وكل مرة كنت بضطر اني اجهض نفسي....لغاية تالت مرة كان خطر اوي...طلبت منو انو يتتجوزني زي ما كان بيوعدني...رفض...وحبسني..واجبرني انزله.......وقتها شالولي الرحم.....يا اما اموت.....ده حصل بعد الضرب الي اخدته منه....وسرقني...ورماني في الشارع....
يوميها ما رجعتش لنجوى...حسيت اني حد قذر محتاج يتنضف شوية...قرفت من حياتي ومن دنيتني...خسرت اهلي وكرامتي وشرفي وكل حاجة...كل حاجة....صممت اني مارجعش لده تاني لو حموت.....وقررت التوبة....
طلبت مساعدة واحد كنت بفتكر انو كويس..والي هو سراج....استقبلني في بيتو وقلي انو حيساعدني الاقي شغل كويس واعتمد على نفسي وابعد عن الحرام...ليقتو اوسخ من الي عرفتهم عاوزني اكون معاه عشان اقلو اسرار ناس كنت معاهم ....رفضت كمان ضربني وعذبني وبهدلني...هربت منو....ويوم ما هربت...كنت عاوزة انتحر....خلاص اروح لربنا يحاسبني...كده عذاب وكده عذاب...يمكن عذاب ربنا يكون ارحم...ومشيت في السكة ...وخبطني نزار....وجيت عندكم....لغاية ما جيه سراج وعرف مكاني...وكان معاه صور قديمة لية مع رجالة وخفت ليدهملك بعد ما هددني انو يفضحني قدامكم لو ما رحتش معاه...واستغليت فرصة الزحمة وهربت منو...ما عرفتش اروح فين...قلت يا بنت ارجعي لاهلك...يمكن لو ركعتي وبستي التراب ...يستقبلوكي من تاني...
اختي طردتني...وماما رفضت تكلمني...كنت عاوزة اضرب نفسي بالسكينة قدامهم..عشان اقلهم انا تبت...انا اموت نفسي لو ده يريحكم...بس....رفضوني..عذراهم..انا مش زعلانة منهم..حقهم..انا استاهل...انا فرطت في كل حاجة...واخترت طريقي...ارجعلهم ليه؟؟؟ بعد ايه؟؟؟
ما عرفتش اعمل ايه..طريقي جبتني عندك من تاني....
صمتت قليلاً ثم نظرت الى السيدة سناء وجدت الدموع في عينيها وهي تنظر الي....تابعت قائلة بحرقة...
ربنا من عندو بيقبل التوبة....انا اعرف كده....ليه الناس مش راضية تتقبل توبتي ولا تخليني اتوب....انا غلطت عارفة غلطت...الي حصلي كان اكبر درس لي...اتعملت....بس دفعت التمن غالي اوي....
بكيت وقلت: انا ندمانة..وعاوزة اتوب...محدش راضي يصدقني ليه...ماما بقيت مشلولة بسببي واختي جوزها طلقها عشان في رجالة لبخو عليها بالكلام افتكروها انا وهو شك فيها بردو...
انا جنيت على حياتي وحياة امي واختي...انا استاهل...حتى الموت رافضني....
اعمل ايه؟"؟؟
قوليلي اعمل ايه؟؟
لا توبة نافعة؟؟ لا موت نافع؟؟؟
ايه ارجع زي الاول؟؟؟؟
..على سراير الرجالة وطاولات رجال الاعمال...او اشتغل رقاصة وافتح للزباين....ايه...بكده يبقى معاية فلوس والي يشفوني يحترموني...انما لما اعوز اتوب واشتغل بشرف ابقى زبالة ولا تسوى..عشان عندي ماضي.....
انا بموت كل ثانية الف مرة..مع كل نفس بموت..واتمنى لو ما ولدتش...بس انا انسانة....رغم كده انا انسانة...بتوجع..جسدياً ونفسياً.....وروحياً....وكل حاجة...حتى عقلياً...الوحيد الي لسه طبيعي.....هو عقلي...مع انو لو تعب حرتاح على الاقل انسى...بس بيشتغل كويس عشان ديما يفكرني اني ...اني.....اني....
- صرخت فيي قائلة: لق..اسكتي خلاص...خلاص يا ريم..
- قلت واناا ابكي: انا مش ريم...انا منار ...منار....بنت الليل....منار...
اغمضت عينيها بألم وقالت...
- خلاص يا منار....وجعيتيني اوي اوي....
فتحت عينيها لتجدني اقترب منها واقول وانا ابكي...
- انا عاوزة حضن بس....بس حضن....ابكي جواه وبس...وبعد كده ربنا ياخد روحي..بس هو عارف اني عاوزة اتوب....ومش حرجع للحرام تاني لو دبحوني ....ولو عشت عمري كلو في الشارع امسح بلاطو ....واكل زبالة...انا مش حرجع للحرام تاني.....
فتحت لي ذراعيها وهي تبكي...وحضنتني كثيراً كثيراً.......ولم تخرج الا بعد نمت وهي تمسح لي على جبيني....وتمسد شعري بيدها.........من دون ان تعاتبني ولا تجادلني ولا اي شيىء...
................................... .........
استيقظت في اليوم التالي لأجد غرفتي ملئية بالزهور البيضاء....حاولت النهوض بصعوبة ولكن فضولي دفعني كي اخرج واعرف مصدرها.....
وجدت حمدي على طاولة السفرة......تغيرت ملامح وجهي...وعرفت مصدر الورود.....يتناول الفطور مع ال سرحان...
ما ان رأتني السيدة سناء حتى اتت الي وساعدتني كي اجلس...قلت لها..
- لق ...مش عاوة افطر..
- قال السيد رأفت: تعالي يا ريم ما فيش حد غريب...
- قلت بحزم: لق تعبانة...حدخل جوة...
- قالت السيدة سناء: حقلهم يدخلولك الفطار جوة...
عدت وانا متوترة جداً....واعصابي مشدودة.....دائماً عندما ارى هذا الرجل اشعر انني اريد ان اطعنه بأقرب سكينة اصادفها....ولكن لا اقوى....
يبدو انه لن يحل عني مهما حصل ويريد ان يبعدني بأي شكل عن هذا المنزل ....فمن يخاف من شيىء دائماً يحوم حوله....وزيارته المتكررة اكبر دليل..
دخلت الي عندها سماح بفرح وقالت..
- حمد **** على سلامتك يا جميلة...ايه...كده يوم ما تطلعي ترجعي كده....ايه ده مني جاب الورود دي...
- قلت بتلعثم: انا.....اتصلت ببتاع الورد الصبح قلتلو يبعتهم كده اغير نفسيتي شوية.....
- جمال اوي...
- ابتسمت قائلة: بس انتي وحشتيني,,,..
- ايه مش عاوزة تفطري..
- لق انا تعبانة...
- هو عندك حق الراجل الرخم الي برة ده ما تطقتهوش....بجد رزل بشكل...وانا مش حفطر ....عشان النهاردة في حدث جميل في البيت...
- ايه؟؟
- النهاردة خالو مجد جي من المانيا ...وحيقعد عندنا..
- اول مرة ييجي؟؟
- لق بييجي كل فترة ويقعد عندنا...وانا بحبو اوي...بيدلعني كتير...اما يجي نعمل مشاوير مع بعض صحابي يفتكرو خطيبي..وانا بقلهم بكل فخر..ده خالي...
اتت السيدة سناء وقالت...
- ايه يا سماح مش حتفطري..
- لق خلاص..اكل اي حاجة في السكة انا حروح معاكي نجيب خالو مع بعض..
- طيب اطلعي البسي واجهزي...
- قلت بعد ان خرجت سماح: انتي مش زعلانة مني؟؟
- قالت بحنان: ابداً...من هنا ورايح حياتك حتتغير...وربنا يمكن هداني ليكي عشان نكون السبب...
- قلت بخجل: انا مش عاوزة اتقل عليكم...
- اسمعيني يا ريم...انا وعدتك تشتغلي وده قريب اوي...اما رجليكي ترجع كويسة..وتفكي الجبس على االاقل......وحتعمدي على نفسك ولا حد حيقدر يضرك...خلي ثقتك في ربنا كبيرة...وتوبتك اكبر...فهمتيني...
- هززت رأسي كطفلة صغيرة وقلت: اكيد...انا بشكرك اوي..(نزلت دمعة من عيني ).......
عد وقلت بتردد: هو استاذ حمدي حيطول هنا..
- لا لا ده جي يتكلم في شغل عاوزة يشارك رأفت في حتة ارض عندنا يعملو عليها مصنع كبير وكده بيتفاهمو مع بعض..
- قلت بإمتعاض: بس عمو رأفت دكتور جامعي...مش حيفهم في الحجات دي ...
- مهو حمدي حيساعدنا في الموضوع...عندو شركات كتير وعارف...
- قلت بألم: اه....واضح...
................................... ............... .......
في المساء....دخل الى المنزل ضيف ثاني....مجد....
سلمت عليه...ورحب بي ايضاً....من رأني حتى قال لي..
- سماح طول الطريق بتكلمني عنك....بصراحة عندها حق..
-قلت وانا ابتسم: اه هو كده..هي عشان بتحبني..
- انا لما اشوف ابن اختي نزار حضربو..
- ليه بس؟
- حد يعمل في بنت حلوة كده ويخبطها..ده غبي طول عمرو..
- قالت السيدة سناء: انت بتتكلم عن مين؟؟
- لق ولا حد...عادي....كويس انو في السعودية ومش حشوفو
- قالت: لق اطمن جي اخر الشهر...لازم يتابع الشغل هنا بردو..
- اكون سافرت...هما اجازتي جمعتين وبس...ما اقدرش اتأخر عنالشركة اكتر من كده ليرفدوني..
- قالت سماح: المرة دي يا خالو لازم تنقي عروسة...صحباتي كلهم محضرين نفسهم...
- هما صاحباتك لو زييك يبقى مش حتجوز في حياتك..
- كده يا خالو حتزعلني من اولها....
- قلت ممازحة: دي سماح ست البنات...
................................... ............... .....
ومرت ايامي القادمة بوجود مجد....وكل مرة ينظر اليها اشعر انني فتاة مراهقة...تهرب من نظرات معجب...مخافة ان تقع في شباكه...
يتبع.....................
استاذ نسوانجى
08-06-2016, 06:49 PM
الفصل التاسع
يوماً بعد يوم يذداد تعلقي بعائلة سرحان بكل افرادها....
بسماح والسيدة سناء وبالسيد رأفت الذي لم يعد يسألني عن اي شيىء من يوم ان حكيت للسيدة سناء ما حصل معي يبدو انها أوصلت له فكرة ما على طريقتها عني...ولا يهمني ....لأنه يعاملني بشكل جيد.......
اصبحت اشعر انني اعيش حياة طبيعية اتعافى من قدمي وجرحي واتمرن كل يوم على المشي...
جسدياً مرتاحة...عقلياً مشتتة كثيراً خاصة ان مستقبلي غامض...نفسياً اتعامل مع روحي على قدر المستطاع بتأن ....ولكن لحظة واحدة اعود فيها الى الماضي تقلب كياني وعقلي وجسدي الى اسفل السافلين .....
ارتعش وتدور بي الدنيا....خاصة عندما اجلس وحيدة....لأرى مجد يقترب مني ويحاول ان يتحدث معي...ويتودد الي ويتقرب مني....
اصده تارة واستجيب لنطراته تارة ولكنني كنت دائماً أتجنب الحديث معه كي لا أقع في شباكه التي يرميها من دون استئذان كلما التقينا....
- مساء الخير انسة ريم..
- التفت الى الوراء لأجده يضع يده في جيبه وينظر الي بتمعن ....قلت له : اهلا استاذ مجد..
- قال بملل: ايه استاذ دي...بقالي هنا اكتر من 10 ايام وبشوفك تقريبا كل يوم كل يوم...صبح وضهر ومسا صبح وضهر ومسا وبتكلمك معاكي ديما كده مع انو قليل بس يعني مش ضروري استاذ دي....حسافر ولسه بتقولي استاذ...
- ضحكت قائلة: خلاص...مش مشكلة....مجد
- اهو من الاول(ضحكت وانفجرت اساريره)
- قال معاتباً: انتي قاعدة ليه ديما لوحدك وحزينة وكلامك قليل
- قلت وانا اتنهد: يعني...برتاح كده..
- بس انا ما برتحش كده....
- قلت بإستغراب: وايه يعني...
-شوفي انا جي هنا شهر واحد وبس وراجع...المانيا...بردو زييك عايش لوحدي عمري كله في الغربة..لا زوجة ولا اهل ولا حاجة...يعني مش جي هنا اقعد لوحدي...والي اسمها سناء وسماح زهقت منهم....وفي حد هنا تاني ممكن اتكلم معاه واتعرف عليه...يبقى اقعد لوحدي؟؟
- ليه هما مش جوة..
- من حسن ظني لق..قصدي لق لق...ما فيش...مافيش غير حضرتي...والشغالين...اروح وتقعدي مع الشغالين.؟؟
- ضحكت قائلة: لق ما فيش مشكلة...
- جلس على الطاولة في الحديقة قربي وقال :اهو يبقى قعدنا....واحد شاي يا جماعة الي هنا...
- ابتسمت وقلت: انت عايش لوحدك في المانيا؟؟
- يعني...لوحدي ومش وحدي....بتعرف على بنات كتير...بيقعدو معاية فترة وبعدين خلاص كل حد يروح لحاله..هناك الوضع ده طبيعي..
- كده يقعدو معاك!!!!!!!!!!!!!!؟؟؟؟
- قتلك هناك عادي...بس هنا في مصر اكيد لق..
- قلت بإرتباك: طبعاً هنا مش عادي...
- الي هنا الي يمنع مش الدين...الي يمنع بكده المجتمع والناس الي تشوف الموضوع ده عيب تلاقيهم يقولو عيب قبل حرام مع ان الحرام اهم من العيب....
- النتيجة واحدة في الحالتين...
- بس الفرق انك هناك ممكن ما تعمليش الغلط عشان نابع من جواكي انه غلط هنا ممكن ما تعمليش الغلط بس عشان خايفة من الناس حتى لو انتي مش فارقة معاكي الناحية الدينية...
- طالما كده ما تجوزتش ليه واحدة من الي عرفتهم وعشت معاهم هناك طالما ما فيش حد يهتم بحد ...وما فيش مجتمع يقلك عيب انت اخدت واحدة مش كويسة..
- فسري المصطلح يعني ايه مش كويسة؟؟
- قلت بتلعثم: يعني زي ما قلت...بيعيشو معاك في نفس البيت...
- والي تعمل كده تبقى مش كويسة؟؟
- قلت بحدة: طبعاً مش كويسة...
-واما تكون محترمة قدام الناس وتعمل البدايع من ورا الحيطة تبقى كويسة؟؟؟؟ مصطلح كويسة ومش كويسة الي ناس عاوزاه....ممكن نصحى بكرة على عرف معين الناس كلها تتقبلو تلاقيهم عملو وبقى عادي اوي....
- بس الي انت بتقولو ده في ناحية كبيرة من الشرف والاخلاق ما حدش يتقبلها لا في الزمن ده ولا الي بعدو واكبر دليل انك ما تجوزتش ولا واحدة من الي عاشو معاك
- مش عشان هما في نظري مش كويسين..عشان انا ما تفقتش معاهم....
- يعني كان ممكن تتجوز واحدة منهم؟؟ولو حتى كانت عارفة وعايشة مع حد قبلك؟؟
- عادي المهم في الفترة اليهي معاية فيها تبقى مخلصة وساعتها طبعاً اتجوزها..
- ضحكت بسخرية وقلت: ايه العقل الغريب ده...
- وايه الصح؟؟؟ وانا ايه الي حيضمني ان الي حخدها بنت بنوت ما تكونش عاملة العمايل قبليها..ما هما دلقوت بعملية زي شكت الابرة يرجعو تمام ولا كأن حاجة حصلت....البنت بأخلاقها ...وانا في كل الحالات...مش حتجوز غربية مش عشان هما مش كويسين لا...عشان انا بحب اخد بنت عربية وشرقية...
- قلت بحدة: عشان مش عايشة مع رجالة قبلك؟؟
- لق..عشان الجمال الي عندها مش عند ولا اي ملكة جمال غربية..(نظر الي بشكل مريب اشعرني بالخجل)
وقفت للحظات عند ما شعرت به..
هل انا اخجل؟؟؟؟؟؟
هل اشعر بمعنى كلمة خجل.؟...؟
ام الفتاة التي مثلي لا تستحق ان تخجل؟؟لأنها لا تعرف هكذا كلمة من قبل؟؟ولو عرفتها لما وصلت الى ما وصلت اليه...
اتت من بعيد سماح تبتسم وتقترب الينا قائلة..
- **** ايه القعدة الجميلة دي...
- مجد: عشان انتي مش فيها جميلة..
- خلاص بقى يا خالو.....اهي ماما وراية ايهي تخدلي حقي منك..
- اتت السيدة سناء تبتسم وقالت: مساء الخير عليكم...ايه اتعشيتو
-قلت : لق مستينيكي يا طنط,,,,
- اخبار رجلييك ايه...
- تمام حبيتي مشيت عليها كويس النهاردة.
- سماح بفرح :لازم تبقي كويسةمن هنا لبعد بكرة عشان عاوزاكي ترقصي في عيد ميلادي...
- عيد ميلادك بعد بكرة..؟
-السيدة سناء: اه يا ستي واهي مغلباني من الصبح في فستانها والمعازيم ومش عارفة ايه
- قال مجد موجهاً الحديث الى سناء: اتصل نزار قبل بساعة وقال انو جي اخر الاسبوع ده...
- طب كويس حخليهم يحضرو قودتو وحكلم استاذ حمدي عشان ينسقو مع بعض,
- ايه هو ناوي يتسقر هنا مش كان في السعودية
- مش عارفة استاذ حمدي غير مشاريعو كلها ونقلها هنا مش عارفة ليه...
ما ان سمعت بإسمه حتى انتفض جسدي من جديد واستأذنت ودخلت.....
................................... ............... ..............
عيد ميلاد سماح.....داخل الفيلا....الجيمع يرقص ويغني...وانا انظر اليهم بحزن....واصطنع الابتسامة...الى ان حان وقت تقطيع قالب الحلوى....
اغمضت عيوني.....وسرحت...
عيد ميلادي العاشر انا واختي مي...
في منزلنا الصغير.....مع الجيران والاصدقاء....
الكل سعيد وانا ارقص بفستان جميل خاطته لي امي...وهي ترقص معي على صوت وطبلة جارتنا........الهدية كانت حذاء جديد لأذهب به الى المدرسة....قضيت الليلة وهو بجانبي كي لا يهرب مني....وتخيلت نفسي وانا نائمة وكأنني سندريلا ....سأذهب الى القصر لأرقص مع الامير وقبل ان تأتي الساعة الثانية عشرة اهرب لارتك فردة من حذائي على السلم واعود الى منزلي مسرعة واعود كما كنت ...ليبحث عني ويأتي وينتشلني من كل المأساة والفقر...
ومضت السنوات..ولم يأت الامير...بل انا ذهبت اليه....ولم اضيع حذائي بل ضيعت شرفي وعذريتي كي احصل عليه وليركض ورائي...لكن الحذء يعوج...انا الشرف فإذا ذهب لا يعود....وحده **** يعوضه بشيىء واحد وهو التوبة.......
نزلت من عيوني دمعة...اسرعت الى الخارج كي لا يلحظها احد.....ليلحق بي مجد...
- انتي كويسة ريم..
- قلت مسرعة وانا التفت اليه: اه كويسة....
- طب مش تدخلي نقطع التورتة مع سماح
-لق معلش...اصل ...الدوشة بتوجعلي دماغي..
- قال بهدوء لم اعهده قبلها: انا حاولت استفسر شوية عن وضعك ..من اختي سناء...والي فهمتو انك عايشة لوحدك واهلك مسافرين وبعاد عنك صح؟؟
ربط لساني عندما رأيت حمدي يتوجه من البوابة الخارجية ويحمل في يده علبة كبيرة ويتوجه نحوي انا ومجد والشرار في عينيه لكنه وضعها في برواز مبتسم..
- مساء الخير ازيك يا مجد....
- اهلا استاذ حمدي..
- انا عرفت بالصدفة موضوع العيد ميلاد قلت اهدي سماح هدية بسيطة كده وبعدين نتكلم شوية انا ورأفت
- اتفضل اتفضل .....
لم اسلم عليه وادرت وجهي عنه .....لمحته بعدها يعطي سماح الهدية ويخبرها بشيىء في اذنها وبعدها اجدها تمسكها بفرح وتصعد بها الى غرفتها...
- قلت مجد: عن اذنك شويك..
- مالك يا ريم..اضايقتي كده ليه
- لق بس شوية حشوف سماح وراجعة...
صعدت اليها بتوتر...وانا احس ان هناك شيىء غير طبيعي حدث ....
فتحت باب غرفتها وجدتها قد بدلت فستانها ولبست فستاناً احمر قصير......اعرف جيداً هذا الفستان!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
...انه اول فستان اهداني اياه حمدي عندما كنت في منزله وطلب مني ان البسه له في عيد ميلاده...
قلت بعصبية:ايه ده سماح؟؟
- قالت ببراءة: حلو يا ريم...انكل حمدي جبهالوي هدية من مرات اخوي قمر طلبت منو يوصلهولي...
- ازي وقمر في السعودية..
- اتصلت بيه وطلبت منه يجبلي هدية وطلب مني البسها عشان يصورني ويبعتها ليها..
- مش حلو الفستان اقلعي يا سماح(قلتها بتوتر وعصبية)
-ليه يا ريم ده جميل....حتى عليه برفان يجنن مش عارفة مع انو باين انو جديد...
- قلت بعصبية اكبر وصوت عال : اقلعي يا سماح بقلك...(اقتربت منها اريد ان امزق الفستان)
-صرخت وابتعدت عني واقلت : ايه ده ياريم بتعملي كده ليه انتي اتجنننتي....
تراجعت عندها الى الوراء.... انتبهت الى ما افعله...
نزلت وانا تصبب عرقاً وقلبي يطرق بشدة الى ان وصلت الى الوابة الخارجية...وابتعدت عن الجميع ....لم اكن اريد ان ارى احداً...
سمعت صوتاً يهتف بإسمي...
انه صوت مجد وهو في سيارته...
- ريم....اطلعي...
- صعدت معه وقلت له: امشي ارجوك...عاوزة ابعد شوية..
- مالك يا ريم كنتي كويسة حصل حاجة مع سماح خلتك تمشي بالسرعة دي وتخرجي...
- نزلت الدموع من عيوني وقلت: انا تعبانة شوية كده ومضغوطة
- الظاهر اهلك وحشوكي.
- جداً,,,,(بكيت كثيراً)
شعرت بالحنان في عينيه....حنان وعطف لم ار مثله في كل الرجال الذين عرفتهم....نظراته لم تكن فقط تريد جسدي....بل تريد روحي....ومعرفتي بالرجال جعلتني اميز هذا الامر فوراً...
قلت له: معلش من فضلك...نفسي قاطع عاوزة اشم شوية هوا..
- حاضر...
اوقف السيارة ونزلت.....كان الجو بارد قليلاً فأحضر لي بزته قائلاً..
- الدنيا برد......بليل..
- اه...بس انا مش حاسة بحاجة.....ومش عاوزة احس
- ليه يا ريم...
- عشان الدنيا وحشة اوي اوي....اعمل ايه عشان اخرج من كل الي عشتو قبل...
- سبيه في حالو وهو يروح
- بس هو مش عاوز يسبني...
.- يبقى اطرديه وغيري مكانك.....
- بردو حيجري وراية...اصلو موجود هنا وهنا(اشرت الى عقلي وقلبي)
- قال وهو يمسك بيدي ويضع اصبعي نحو عقلي: هو ممكن يكون هنا ....بس مستحيل حيفضل هنا(اشار الى قلبي)
- ازاي؟؟؟
- عشان لو ما عملناش كده حنموت....
-ما انا ميتة...بحس اني ميتة..
- معاناها بتحسي....مش فاقدة الاحساس زي ما انتي قلتي قبليها.....
- نظرت الىالسماء وقلت وانا ابكي: يارب...يارب انا تعبت...و**** تعبت....ريحني يارب.......و**** تعبت....
- نظر الي وانا ابكي وقال: الحزن الي جواكي ده مش قادر ما احبوش....حتى حزنك يتحبك...مش بس انتي...
- مسحت دموعي وقلت له: نعم؟؟
- قال بإصرار: ايوة...حتى حزنك...حبيتو..مش بس انتي....تحبي تفسير اكتر من كده؟؟
يتبع...
استاذ نسوانجى
08-06-2016, 06:50 PM
الفصل العاشر
اغمضت عيوني وارتعشت شفتاي وانعقد لساني....لا اريد ان اسمع من جديد ما سمعته ....تركته ومشيت لوحدي...لحق بي قائلاً..
- ريم استني يا ريم..مالك انا قلت حاجة مش حلوة؟؟؟
- قلت وانا احاول الافلات منه: انا ما ينفعش اتحب....ما تفكرش بالطريقة دي مرة تانية.....انت اسبوع ومسافر وخلاص...بتتكلم معاية بالطريقة دي ليه..تعليقة دي ولا ايه النظام؟؟؟انا مش بتاعت حب ....
-قال معترضاً: عارف...مش بتاعت حب...بتاعت جواز؟؟؟
- قال بعصبية وانا ابتعد عنه اكثر: ولا بتاعت جواز....انسى الموضوع من اساسه ما تفكرش فيه حتى...
- قال وقد اوقفني بعبارته: انتي في حد في حياتك؟؟؟
- قلت وانا استدير اليه: انا عمري ما كان في حد في حياتي...وعمري ما حتجوز...ومش عايزة لا احب ولا اتحب...
-انتي بتقولي كده ليه طيب حتى من غير ما تديني فرصة....
-قلت بصراخ : انا الي مش عاوزة حد يديني فرصة...عشان انتو بتدوني فرصة من هنا بتاخدو معاها حتة مني من هنا...انا مش عاوزة حد في حياتي...
- قال بعصبية: اطلعي العربية يا ريم اوصلك لو سمحتي وكفاية ززعيق في الطريق
- قلت بإصرار: مش حطلع...انا سكتي غير سكتك ...
- ليه مش رايحة عند سناء..
- لا....خلاص.....بس نصيحة عاوزك توصلها لطنط سناء وهي حتفهمها.....قلها خدي بالك من استاذ حمدي ...وهي حتفهم....
- طيب انتي رايحة فين دلوقت..
- قلت وانا استقل سيارة اجرة: مش مهم...حبقى اكلم طنط سناء في التليفون ....سلملي عليها قلها اني بحبها اوي....بس كفاية لحد كده....مش عاوزة احس اني عالة على حد...
................................... ............... ........
تابعت طريقي في السيارة من دون ان انظر ورائي لارى ما حصل به....
لمحت نظرات سائق التاكسي غير مريحة...الى ان توقف وصعد معه شاب اخر ....جلس على المقعد الاماامي....
نظر الي من المرأة وقال...
- مين منار..؟؟؟
- قلت وانا احاول ان اتذكره: تعرفني؟؟
-ضحك بصوت عال وقال وهو يغمز لي: مش عارفاني....انا سمير من رجالة مراد بيه الي مرة وصلتك بردو بالعربية اما كنتي نازلة من بيتو...يوم الحفلة الكبيرة..
طرق قلبي بشدة وقد تذكرته فعلاً...
فقلت بتوتر: اهلا......
- قال ممازحاً: فين السهرة الليلادي؟؟عند مين؟؟
- قلت لسائق التاكسي: لو سمحت نزلني على جنب...(اعطيته مالاً)
- لالا ايه ده تدفعي فلوس وانا موجود؟؟ انتي يا قمر احنا الي ندفعلك مش انتي تدفعي...
- وضعت يدي على مقود الباب اريد النزول وجدت سمير يقول للسائق:ايه ليك مصللحة البنت حلوة ادفعلها الي معاك ونخلص ....(اقفل الباب من جانبه)
-صرخت قائلة: افتح الباب لاصرخ ووديك في داهية...
- ايه النظام اتغير ولا ايه؟؟ ولا احنا مش قد المقام ولا رجال اعمال ..اطمني انا معاية فلوس...
-قلت وانا اصرخ: اخرس وخليني انزل...
صفعني عندها على وجهي وانا اصرخ فيه وتركني انزل بعد ان شتمني....
الماضي اللعين يلاحقني وينشر لي صحائفي السوداء امام الجميع......
حاولت كتم جنوني وبكائي....ولملمت جراحي والمي وتابعت سيراً على الاقدام.....تعرضت لأسوء شيىء من الممكن ان يخطر في بال اي احد....وهو الاذى النفسي بكل اشكاله...مهما حاولت سأبقى في عيونهم فتاة ليل يدفعون لها لقاء ليلة ....
هذا اللقاء ذادني تعاسةً .....بأنني لن استطيع ان اتحول الى فتاة شريفة.....واذا تغيرت لن يتقبلني احد على ما سأكونه...سينظرون الي فقط على انني غانية ....
................................... .............
كنت قد اقتربت من منزلنا....فتابعت المسير مشياً على الاقدام....
حاولت الاقتراب قليلاً,,,رأيت نور غرفة اختي مازال مشتعلاً...لم اجرؤ على الدخول من جديد كي لا اتعرض لعملية طرد اخرى ....ونفسيتي بعد الذي حصل لي لم تعد تتحمل اكثر......
بقيت اقف وانا انظر الى جدران منزلنا وغرفه من الخارج...في حياتي لم اجده بهذا الجمال الذي اراه عليه الأن....اعشق رائحته حتى الطلاء المتعفن الذي يملؤه اشعر اانني احب لونه ورائحته...الشقوق داخل الجدران والتي تنذر بسقوط قريب اتمنى ان تدفنني تحتها...
ولكن هذا البيت رغم فقره الا انه يمنع علي الدخول اليه وانا التي فتحت لها القصور في السابق احن الى كل شيئاً فيه...
لم استطع الوقوف اكثر ..اسندت رأسي على عامود بجانبه وبدأت البكاء....
لمحت بعدها مي تطل من النافذة وتنظر الى اسفل...اختبأت فوراً كي لا تراني...وابعدت بعدها...
لم يكن لدي اي مكان الجأ اليه....حمدي يلاحقني ومصر على ان يذكرني بما كنت عليه ويريد ان يفضحني .....واهلي لا يردودنني...اين اذهب..؟؟؟؟؟
وجدت جامعاً مفتوحاً...وشيخ في الدخل يقرأ ال****....دخلت ووضعت على رأسي ثوب صلاة ترك على جنب....وجلست خلفه استمع الى قراءته العذبة...وبكيت...كثيراً....وركعت وطلبت من **** الرحمة والمغفرة......لاحظ الشيخ صوت بكائي...فألتفت نحوي وقال..
- مالك يا بنتي..انتي بتعيطي...
- مسحت دموعي واقتربت منه وجلست الى جانبه وقلت: اه اصلي اذنبت كتير...وبطلب من ربنا يسامحني...
- قال بعطف: طالما بتبكي يبقى انتي عاوزة توبة نصوحة وثابتة ان شاء****
- هو ربنا بيغفر الذنوب كلها؟؟
- ربك ده هو التواب الرحيم والغفور ويغفر كل الذنوب الا الشرك فيه
- ونعم ب****...انا بعدت عن ربنا اوي...وارتكبت معصية يا سيدنا الشيخ..معصية يهتز ليها جبال ....بس انا ندمانة...وعاوزة اتوب..ما حدش ناوي يسبني في حالي....
- لا حول ولا قوة الا ب****...اسمعي يا بنتي..التوبة دي من عزم الامور واصعبها...لو فكرتي بالناس حتضعفي وحترجعي للي كنتي فيه تاني..فكري بالي رحمته وسعت السموات والارض والي فاتحلك ايديه وبيقلك تعالي انا جنبك انا معاكي مش حتردي؟؟
- ربنا عالم قد ايه انا ندمانة ....ومش عارفة اعمل ايه اصلح غلطتي...
- ارجعي لقلبك ونيتك الصافية يا بنتي وهي حتدلك..اي حد فينا مهما غلط جواه لازم يكون خير استغلي الخير ده وهو حيساعدك تتمسكي بتوبتك وتستمري فيها....ادعي وقولي يارب يا غافر الذنوب يا علام الغيوب اغفر لي ذنبي وارحمني تحت الارض وفوق الارض ويوم الارض ....ان **** يحب التوابين والمتطهرين...
وربنا معاكي يا بنتي....
- ادمعت عيناي فقلت له: انا ممكن انام هنا يا سيدنا الشيخ الليلة دي بس وبعدين اروح الصبح اصل مش عارفة ومش لاقية مكان ابات فيه..
- لا حول ولا قوة الا ب****....انا عندي اخت اسمها فاطمة ست وحدانية ساكنة قريب من هنا..انا حعمل فيكي ثواب اوديكي تنامي عندها الليلة دي...انا قلبي ارتحلك يا بنتي وباين عليكي بنت كويسة...
-ربنا يخليك يارب...
................................... ............... ..................
اصطحبني الشيخ عند اخته فاطمة وهي سيدة عجوز تعيش في منزل من غرفتين فقط..استقبلتني بإبتسامة بعد ان طلب منها ان ابات عندها هذه الليلة...
ادخلتني الى غرفتها قائلة...
- نامي يا بنتي الليلة دي هنا والصباح رباح...
- كانت غرفة صغيرة اثاثها بسيط وسريرها على الارض ...لم اعترض شكرتها قائلة: انا متشكرة اوي مش حنسى المعروف ده..
- قالت متسائلة: هما اهلك فين يا بنتي.؟؟؟
- قلت وانا اتنهد: ماليش حد يا حجة غير ربنا...
- قالت بحزن: هو اكرم من اي حد ....ونعم ب****...
تركتني واقفلت باب الغرفة...وضعت رأسي على المخدة ورحت في نوم عميق..وكأن تعب السنين كله في جسدي.....
استيقظت على صوتها تريدني ان اتناول الفطور معها....
- تعالي يا بنتي كلي لقمة معاية..صباح الخير...
- صباح الخير يا حجة..انا اسفة الظاهر طولت في النوم..
- لق دي الساعة لسه 7 بس انا بصحى بدري..
-انا مش عايزة اغلبك معاية انا حغسل وشي واروح
- تروحي فين يا بنتي...مش حتروحي اي مكان قبل ما تحكيلي حكياتك وتقوليلي اسمك..
- قلت وانا اجلس الى جانبها: اسمي منار....
- طيب يا منار حكايتك ايه ...وايه الي خلاكي ما تلاقيش مكان تباتي فيه..احكيلي انا زي امك..
حدثتها عن حياتي من دون ان اتطرأ لموضوعي الشخصي...فقط عن والدتي واختي وانهما لا يردونني في المنزل لأنني تزوجت غصباً عنهن والذي تزوجته تركني وطردني وطلقني .....
الفت قصة....هكذا قصة كفيلة بأن تبرز وضعي....ولكن ....لم تكن مقنعة بالنسبة للحاجة فاطمة التي قالت..
- الدنيا يا بنتي ملايانة مصايب,,,الحمد **** على كل حالل
- طيب يا حاجة انا لازم اروح عندي مشوار كده...وحدور على شغل
- انتي مش راجعة هنا؟؟
- حدور على شغل....مش عارفة...حيحصل معاية ايه
- قالت بحنان: بصي يا بنتي الي عمل معروف لازم يكمله..وانا ارتحتلك مش عارفة شفت امبارح بليل حلم جميل وشفتك فيه ده اشارة من ربنا عشان ما سبكيش....وانا مش حسيبك...دوري على شغل وارجعي...ممكن تعتبريه بيتك لغاية ما تحسني وضعك..
- ضممتها قائلة: ادعيلي يا بركة.....عن اذنك...
................................... ............... .....
عدت الى منزل السيدة سناء اريد ان اودعها واشكرها على ما فعلته معي...واعود وابحث عن عمل وبعدها الى بيت الحاجة فاطمة التي بعث **** لها اشارة كي تستقبلني ...
وهل هذا دليل انه بدأ يرضى عني؟؟؟؟
مهما فعلت سأظل اركع وابكي امامك يا ****...لاتحرر من عبوديتي لنفسي...ومن الشيطان الذي كان في داخلي...وبفضلك سأنتصر على الماضي...ولن يهزمني احد ما دمت معي....
دخلت وجدت الجميع في حالة استنفار....
وحمدي يجلس معهم .....ما ان لمحوني حتى اسرعوا الي..
- ريم...كنتي فين...
- نظرت الى حمدي بحقد: في بلاد **** الواسعة..
- قالت سماح: انا ما تخيلتش الي حصل يزعلك لدرجة تسيبي البيت انا ما قصدتش و**** ازعق في وشك
- وضعت يدي على وجهها قائلة: حصل خير حبيتي...
- قال السيد رأفت: كنتي فين يا ريم...كنتي نايمة فين وانتي ما عندكيش مكان غير هنا..احنا من امبارح ما نمناش مندور علييكي حتى الاستاذ حمدي جيه من الصبح هنا بعد ما عرف انك ما قضيتييش الليلة هنا في البيت"...
- قلت موجهة الحديث الى السيدة سناء متجاهلة ما قاله: طنط سناء انا عاوزة اتكلم معاكي شوية قبل ما اروح
- قالت بأسى: على فين..انتي ما لكيش مكان تاني...
دخل بعدها الى الصالة مجد قائلاُ...
- ما لقتهاش...(سكت عندما رأني وقال)...لق لقتها..
- قالت السيدة سناء بعصبية: مهو كلو منك ازاي تسيبها امبارح اكيد انت السبب انت زعلتها..
- قلت مقاطعة: لق..ما حدش لو ذنب...انتو اجمل عيلة شفتها...الي شفتو منكم ما شفتوش عند حد في حنيتكم ورعايتكم..انا مش عاوزة اقلق حد تاني...انا جية اودعكم...واشكركم وبس...عشان تفتكروني بالخير...
- عندها قال حمدي بلغة متهكمة: بس مش مفروض تقوليليهم للعيلة دي الي حضنتك انتي تبقي مين يا منار!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
يتبع.....................
استاذ نسوانجى
08-06-2016, 06:51 PM
الفصل الحادي عشر
وقف الدم في عروقي وقلت...
- قصد ايه حضرتك
- قالت السيدة سناء منهية الموضوع: ريم حكتلنا كل حاجة عنها ومش محتاجين نعرف حاجة....ربنا يكون معاكي يا ريم...
- قال مجد: منار مين؟؟
- قال حمدي معلقاً على الموضوع: لا انا كان قصدي نعرف هي مين عشان مش كل مرة تعملكم القلق الي عملتو ...
- قال رأفت: خلاص يا استاذ حمدي....الموضوع بينو خلص
- سماح بحزن: ليه كده يا ريم و**** انا حبيتك زي اختي حتسيبي فراغ كبير ..افضلي هنا حتروحي فين انتي ما لكيش حد..
- قلت بإصرار: لق لية طبعاً لية..لية ربنا....
اقتربت من السيدة سناء حضنتها بلطف وقلت ....
- انا مش حنسى معروفك ولا ثانية...كنتي اكتر من ام....
(اقتربت بعدها من السيد رأفت سلمت عليه)
- انا بجد مش عارفة اشكرك ازاي...
-قال بأسى: انا بكرر اسفي عن ابني نزار الي يمكن لو كان هنا كان حيكرر اعتذراه عن الي حصل يوم الحادثة
-اتجهت نحو سماح وضممتها بشدة قائلة: حنتكلم مع بعض اكيد من تاني.....(وهمست في اذنها قائلة) بس اوعي تلبسي الفستان الاحمر ..مشا حلو..ارمي...
تركتها بإستغرابها ......ومررت بجانب مجد دون ان انظر حتى اليه....وحمدي يقف في الزاوية لا يجرؤ حتى على الكلام.....
قبل ان اخرج امسكتني السيدة سناء من يدي قائلة: عاوزكي شوية يا ريم في المكتب.....(وادخلتني واقفلت الباب)
- قالت بحنان: انتي رايحة فين يا ريم..وايه حكاية حمدي الي قلتي عليه امبارح لمجد انته مننو..ربنا يخليكي قوليلي لو في حاجة...
- قلت بتوتر: لق ما فيش..انا بس اعرفه من زمان..ايام كا كنت عند راجل مهم وكان زي صاحبه او كده..فحسيت شوية ان شغلو مش ولا بد...وانتي قلتي عاوزين تدخلو شركة فعشان انتو طيبين وانا حبيتكم قلت كده...
- قالت : بس كده يا ريم؟؟
- بس كده...(قلتها بحزم)...
- امبارح زعلك مجد في حاجة.؟؟
- ابداً هي بس حكاية انا عايزة اقعد لوحدي واعتمد على نفسي وابقى انسانة تانية مش عالة اسفة على الجملة بس انا ححس اني تقيلة بردو ....و**** معروفك مش حنساه طول عمري...بس صدقيني انا حرتاح لو بدأت من الصفر عشان احس بجد اني اتغيرت
- على راحتك يا بنتي....(فتحت احد الادراج واخرجحت ظرفاً اعطتني اياه وقالت)
- حبيتي...دي حاجة ليكي...عشان تبدأي حياتك بشكل كويس....وتعويض عن كل الي حصلك..
- قلت بحزن: ليه كده يا طنط سناء...انتو زي عيلتي واستقبلتوني في بيتكن..ده انا الي مهما عملت مش حعوض بحاجة...ازاي بتعملي كده..لق..خليهم...انا مش عاوزة حاجة...
- قالت وهي تعتذر: لق يا ريم ما تفهمنيش غلط
- مش زعلانة..و**** مش زعلانة..انا بحبك اوي...خدي بالك من سماح...احضنيها ديماً واتكلمي معاها كتير دي بنت تجنن..
- حبيتي طيب حتشتغلي ايه؟؟
- مش عارفة حدور
- طيب اسمعي...(كتبت على ورقة عنوان) خدي العنوان ده روحي لصاحبته عندها الحضانة الي قلتلك عليها....وانا حتكلم معاها في التليفون..اسمها رجاء يونس...وحتشغلك,,..انتي مش بتحبي الاطفال...
- ادمعت عيني وقلت: يمكن يكون تعويض عن حاجة حتحرم منها طول عمري...انا مش عارفة اودي جمايلك دي فين..
- قالت وهي تشد على يدي: ربنا يكون معاكي يا بنتي...خليكي مع ربنا ما بيسبش حد واي حاجة اي حاجة تعوزيها عارفة العنوان والتليفون يبقى بس انك تطمنينا عليكي ماشي...
هززت برأسي وغادرت.....
لحق بي مجد قائلاً...
- ريم...استني
- استدرت قائلة: ايوة..
- عملتي كده ليه يا ريم...ليه بتصديني...فسريلي بس وانتي رايحة فين؟؟
- انا كنت ضيفة هنا وحرجع لحياتي.....
- حياتك ازاي؟؟ انتي ما لكيش مكان..
- ضحكت بيأس وقلت: احنا الي منعمل المكان مش هو الي بيعملنا...افتكرني بالخير مش اكتر
- يعني ما فيش امل؟؟
- ابتسمت وقلت: بردة احنا الي منعمل الأمل مش هو الي بيعملنا....
.
غادرت المنزل الذي حضنني لأكثر من ثلاثة شهور وفي داخلي امل كبير ورغبة اكبر بأن لا اتزحزح عن ما قررته وعن ما اريده وهو التوبة وان اكون انسانة جديدة....مهما رفضوني ونبذوني سأكون انا...ولن اعود كما كنت.....
اخذت اول سيارة اجرة عائدة الى منزل الحتاجة فاطمة......فرحت عندما رأتني....وقالت
- ممكن تعتبري يا بنتي البيت ده بيتك...انا احلامي ما تخيبش وطالما شفتك في المنام بصورة جميلة دي اشارة من ربنا عشان ما تخلاش عنك ان شاء**** .......
- حضنتها بقوة وانا اقول: انا مش حخيب ظنك فية ومعروفك ده مش حنساه ابداً.....انا نازلة ادور على شغل.
- انت يمتعلمة يا بنتي؟؟
- اه....معاية ثانوية عامة واعرف كمبيوتر وانكليزي كويس....
- ربنا يوفقك حبيتي......
- قلت متسائلة: حجة...هو انتي ما عندكيش زوج واولاد؟؟
- كان عندي زوج توفى من عشر سنين **** يرحمه....ما جاليش اولاد....وعايشة هنا لوحدي اخوية الشيخ رفعت **** يبارك فيه ما بيسبنيش عاوزة حاجة وعندي اخت في السعودية كل فترة تبعتلي شوية فلوس..يعني مستورة والحمد ****...وانا حعوز ايه يعني..وحدانية وحجاتي على قدي....والبيت موجود...لو انو قودتين بس كويسين..
- البيت بصحابه يا حجة..ربنا يبارك فيكي ده انتي عندي حنية تتوزع لبلاد كفاية انك قبلتي اقعد عندك من غير ما تعرفيني....
- الناس تتعرف من وجوهها وانتي سبحان **** في حاجة في وشك تحسس الي قدامك انك حد كويس...
- قلت وانا ادمع: للدرجة دي...مع اني اليعملتو في حياتي عكس كده..
- المهم ربنا شايفك دلوقت ازاي...مش مهم كنتي ايه...
- حضنتها من جديد وانا اقول: ادعيلي يارب اتوفق في شغل كويس....
- يارب يا بنتي يارب....
................................... ............... ........................
عدت ايضاً هذه المرة الى منزل والدتي اقف وراء العامود اراهم ولا يروني...فقط لمحات كانت كفيلة بأن تبعث في داخلي الراحة واعوض بها عن الفراق الذي اعيشه....اقف لوقت انتظر ظهور امي او مي من وراء الستارة...وعندما المحهما اختفي من جديد....لأيأس واغادر ....هذه المرة لمحت مي...ولكن تحمل في يدها طفل صغير وتحاول في عمر الشهور....
هل لديها طفل؟؟
ربما لم اراه في المرة السابقة او كان في الداخل...
ابتسمت عندما سمعت صوت بكائه....يبدو انها تحبه كثيراً....عدت وحزنت عندما تذكرت جملتها( انا جوزي طلقني بسببك)
يبدو انني السبب في ان يعيش هذا الطفل من دون اب......بفعلتي القديمة لم اتسبب في خراب حياتي بل ايضاً في انهاس حياة زوجية لأختي وبمرض امي ولا اعلم ايضاً ما هي تبعات فعلتي ....ولكن يبدو انها لن تكون على ما يرام....
نظرت الى السماء اقول (يارب) ومشيت....
................................... ............... ..................
تعرفت على السيدة رجاء صاحبة روضة الاطفال ....كان استقبالها جميل وكأنها تعرفني منذ زمن....وقالت لي..
- طالما مدام سناء موصية فيكي اعتبري ان الحضانة كلها تحت امرك....
استلمت العمل وكنت مسؤولة عن الاطفال من عمر شهر حتى سنة اطعمهم والعب معهم واسلمهم الى اهاليهم عندما يعودون....
كنت اقوم بعملي بصمت...لااتحدث مع احد من المعلمات او المسؤولات....علقتي كانت فقط مع السيدة رجاء ومع الاطفال....الجميع يناديني هناك بماما ريم....
كنت انهي عملي كل يوم عند الساعة الرابعة عصراً....اعود الى منزل الحاجة فاطمة.....التي اصبحت كأمي بعد أمي...
تعلقت كثيراً بها .....كنا نصلي انا وهي الفجر كل يوم ونقرأ ال**** سويةً......ونحضر العشاء كل مساء ونجلس نتحدث ....
.................................
بعد عودتي في يوم من الحضانة وجدت امامي مجد....
ابتسم قائلاً: انا جي اودعك ما فيش داعي تتشائمي اما تشوفيني وتقولي ده حيتعبني وحينكد علي ويقلي كاني وماني...
-ابتسمت انا الاخرى وقلت: يبقى تروح وترجع بالسلامة ....
- بس كده مختصر مفيد هو بجد....ليه انتي ما ينفعش الكلام معاكي كده ...
- سرحت ثم قلت: هو ايه الحكاية في حاجة لازم اقلها وما بقلهاش..بعدين مين قلك على شغلي هنا
- انا ما فيش داعي حد يقلي لو اني بقالي اسبوع بزن على سناء عشان تقلي وتقول ما عرفش بس حبيبية خالها قالت...
- سماح...اخبارها ايه
-ما هي قالتلي عشان اجيبها معاية بس انا زوغت وجيت لوحدي...
سرح قليلاً ثم قال( اخبارك ايه يا ريم)
- ابتسمت وانا اهز رأسي: كويسة الحمد ****...
- عايشو كويس..
- احسن بكتير من اي وقت...الحمد **** ديماً..
-قال بإرتباك: انا عمري ما كنت مرتبك بالطريقة دي...مش عارف...انا في حاجة جواية ااتشدتلك اوي...وقبل ما اسافر لازم انهيها ..
- قلت متساءلة: ليه؟؟ليه انا؟؟
- هو ده الي عاوز انهيه معاكي...مش حسافر وفي جواية حاجة ليكي..يا تخلص واقول الي عندي يا تستمر وارجع...
- صعب..
- ما استهلش تتكلمي معاية شوية
- العفو مش قصدي ده يكفي انك اخو سناء عشان اقدرك واحترمك طول عمري...
- يبقى لو سمحتي تيجي معاية نقعد في مكان عام ونتكلم كلمتين لو تسمحي احسن من الشارع...
- هززت رأسي وقلت: حاضر..
................................... ............... ..........
جلست انا وهو في مكان عام.....لم اجرؤ على النظر في وجهه كثيراً لم اكن اريد ان اتعلق به ابداً....فأنا اريد ان اعيش لوحدي لا ان اربط نفسي بأمل سيذهب منذ اللحظة الاولى التي يعرف فيها حقيقتي....لماذا اتعب نفسي اذن؟؟؟؟
بدأ يحدثني عن نفسه وعن احلامه بأسرة سعيدة وانه لا يهمه من اكون وابنة من الذي يهمه فقط الفتاة التي امامه.....
- قطعت حديثه قائلة: مجد انت اتكلمت كتير..بس طلبك مش عندي صدقني...
- قال معللاً: انا عاوز استقر يا ريم وسبق وقلتلك مش حاخد اجنبية...
- ضحكت وقلت: ما هو عشان انت عاوز واحدة تربيلك ولادك وتكون اسرة معاها يبقى مش انا..
- ليه يا ريم؟؟؟عشان حياتي المنفتحة اوي برة...منا في النهاية حكون اسرة ويبقى لية زوجة كل الي حصل قبل كده نزوات راحت في حالها...وخلصت ....علاقات مش اكتر...انا اتكلمت معاكي بصراحة ما قلتش اني كنت راهب اتكلمت معاكي بصراحة عارف ان ده غلط بس هناك غير هنا وانا عاوز انقي بنت حلال واستقرمعاها هنا واسيب كل حاجة في المانيا واشتغل هنا...
- عجت واقول: صعب..
- طرق بيده على الطاولة بقوة وقال: فهميني بس...انا مقدر وضعك اهلك بعاد مسافرين وانتي عايشة لوحدك وانا اجمالا كل ده ما يهمنيش انا يهمني الي قدامي دلوقت
- قلت بأسى: الي قدامك دلوقت وما تقدرش تعملك عيلة وتجيبلك ولاد
- قال بشكل مفاجىء: ليه؟..
- قلت بحزن: انا ما بخلفش...كويس كده
- سكت قليلاً ثم قاال: دلوقت ما فيش حاجة مستحيلة العلم اتطور ومش مشكلة....وايه يعني....ربنا قادر ....انا مش حتجوزك بس عشان الاولاد....
- قلت بصوت عالي ونبرة غاضبة: انا ما عنديش قدرة اجيب ولاد نهائي...خلاص...مش عايزة اتكلم مش عايزة افتكر..انت ليه كل ما بتشوفني بتحاول ترجعني لورا
- قال معترضاً: لق نا عاوز اخدك لقدام...ماضي ده والي يحصل ما يهمنيش...
- قلت بتعب: مجد...ارجوك..انت كل ما بتقرب مني اكتر كل ما انا بتعب اكتر..عشان انت حلم مش عاوزة اعيشو ولا افكر فيه...
- ليه قوليلي ليه
- مش قادرة
- قال بإصرار: لق من حقي اعرف الانسانة الي حبيتها وعاوزها تكمل معاية مش عاوزاني ليه
- انا مش عاوزة هو بالغصب..(وقفت وصرخت فيه)
- قال محاولة تهدأتي: طيب طيب.....فكري...انا مسافر بكرة الصبح ومش حطول المرة دي...
- قلت وانا اتحضر للذهب: طول...عشان ما فيش امل....ابعد عني ...ارجوك....
- قال وهو يضع يده على وجهه بحزن: مش قادر...مش قادر..
- يبقى انت جنيت على نفسك وعلية.....عن اذنك...
................................... ............... ...........
تركته لوحده يفكر ما لا يجب ان يكون....عله يسافر وينساني ولا يعود..عله يتعرف على اخرى بديلة عني...عله يفعل ما يحلو له..ولكن المهم ان لا يعود...لا اريد ان اتعلق به..لا اريد ان احبه..لا اريد ان اعيش دور الفتاة العاشقة التي تتزوج في النهاية...انا ليس لدي بداية جميلة ليكون لي نهاية كهذه..انا اخترت بداية صعبة وملوثة واستحق ان اعيش بلا نهايات سعيدة بهذه الطريقة..لن يقبل بي..ولن يتقبلني...وسيعيش عمره كله اذا ارتبط بفتاة مثلي يشك في...لن يرحمني المجتمع ولا الناس خاصة ان حمدي لن يسكت عن هكذا موضوع وسيفضحني..هو بيده كل شيىء عني..وانا لا املك سوى القليل من القصصص عنه ويستطيع ان ينكرها جميعها....
انا مصدر ضعف في كل الامور...لا املك الا ان اعيش حياتي بشكلها الحالي...اتصالح مع نفسي واتقرب من ربي...لا افكر لا في ارتباط ولا زواج ولا حب ولا غيره....كفاني ما حصل لي...لا اريد المذيد...
................................... ............... ...................
اشرقت شمس جديدة...استقبتها فاتحة صدري ومرتاحة.....لقد سافر مجد حتماً....شعرت انه اخذ جزء من قلبي معه....وروحي متشردة في هذا الكون...وجسدي هو الوحيد الذي املكه الأن واحافظ عليي...
مشتتة الروح متنقصة القلب وكاملة الجسد....
خليط يجتمع في انثى قررت ان لا تعطي لنفسها فرصة للحياة مرة اخرى سوى بحب **** .....وبما يرتضيه .....لذلك قررت ان لا تكرر تجربة اخرى ستؤذي الطرف الاخر عندما يعلم حقيقتها....
تركت الحاجة فاطمة نائمة ..قبلتها وذهبت الى عملي....
لأجده امامي....
هذه المرة امام البيت...
قال من دون مقدمات..
- انا امبارح جريت وراكي عشان اعرف انتي ساكنة فين....
- قلت بذهول: انت!!!
- ما سافرتش....اسافر وقلبي متعلق هنا ازاي؟؟؟(قالها ببراءة الاطفال)
- انت مش عاوز تبعد عني ليه(قالتها الدموع في عيني)
- عشان بحبك..بحبك يا ريم..وما يهمنيش اي حاجة..انا امبارح فكرت بليل كتير....ما يهمنيش ولاد ولا اي حاجة..انا عاوز الانسانة دي معاية وبس...وبس...تحت اي ظرف...انتي انسانة كويسة ...ومهما كان الي بيمنعك من الارتباط بية انا موافق عليه...لأني متأكد ان ما فيش حد تاني في حياتك وانك مش متجوزة ولا مرتبطة...يبقى ليه..
- اقتربت منه عندها بعصبية وقلت بحدة: انت مش عاوز تفهم ليه..خلاص...ابعد عني...سافر هاجر ما ترجعش..مش عاوزة اشوفك....انت كل مرة بتلاحقني وبتتكلم معاية بتحطمني..اكتر..بحس اني ضعيفة وبحس اني بكسر قلبك اكتر...
- قال بألم: انا مش عاوز كده ...انا راسملك حجات كويسة اوي ...
- قلت بحدة اكبر: ما ترسمش..انا مش صفحة بيضة عشان ترسم عليها...انا صفحة قببلك رسم عليها ناس كتير بقت ما حدش يبص فيها...بقت وسخة لدرجة تترمى وبس وتتداس على الارض....ابعد عني ارجوك...انا مش ناقصة عذاب..كفاية الي حصلي...كفاية....
تركته ومشيت اوقفني بكلمة هزتني كياني كله....
- منار.....ما يهمنيش ماضيكي .....انا عرفتو..ومش هاممني..
يتبع....
استاذ نسوانجى
08-06-2016, 06:52 PM
الفصل الثاني عشر
للحظات لم استوعب الجملة .....ماضيكي؟؟؟ مش هاممني؟؟؟
والاهم...منار؟؟!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! !!
توقف نبض قلبي وعروقي تجمدت وبدأت اتنفس بسرعة والتفت نحوه وهو على بعد خطوات مني .....وقلت له ..
- منار!!!!!!!!!!!!
- قال بثقة: ايوة منار.....اقلك ايه اكتر من كده عشان تصدقي اني عاوزك انتي ورغم كل الي عرفتو عن ماضيكي ده ما يهمنيش...عشان الي واقفة قدامي انا متأكد انها اطهر واشرف بنت في الدنيا ....
- وضعت يدي على فمي وقلت : مين قلك؟؟ سناء؟؟؟انا مأمناها على سري و...
- قاطعني قائلاً: لأ ...مش سناء....ما تظلميش حد..
- مين؟؟؟
- اهلك...
- قلت بذهول اكبر: مين...اهلي...انت ايه الي بتقولو..فسر مش فاهمة لو سمحت....
- ينفع كده نتكلم هنا...معقول؟؟؟
تنبهت الى الوضع الغير مناسب في المكان الا مناسب الذي نتكلم فيه امام المارة ...فمشيت من دون ان اقول له ولا كلمة فروحي لم تكن ملكي وعقلي مشتت ....
وصلت الى مقعد عام في احد الحدائق....رميت جسدي عليه..منكسة الرأس ونظري في الأرض اخجل من النظر في عينيه بعد ان عرف ما عرفه عني...ومتضايقة بشكل كبير انه استطاع الوصول الى اهلي وتحدث معهم عني....وهو يقف امامي لا يتحرك...واضعاً يديه في جيبه ويغطي فمه بشال وضعه على عنقه.....
- ساد الصمت بيننا للحظات فقلت: وصلت لأهلي ازاي؟؟؟
- من التليفون.....في حد اتصل ببيت اختي سناء بيسأل عن واحدة اسمها منار عايشة هنا,,,لما سألتها عن اسمها قالتلي مي...وقالتلي انك مرة اتصلتي فيهم من هنا..
- رفعت رأسي من جديد عندما سمعت بعبارة(اختي مي اتصلت) وانفجرت اساريري وقلت بأمل...
- مي؟؟؟؟؟ اتصلت هي نفسها؟؟
-بليل بعد ما سبتك حصل الكلام ده....اتصلت وانا رديت ... وسألت عن منار...وافتكرت حمدي اما قال منار فعرفت ان يمكن قصدهم انتي....اتكلمت معاها شوية واخدت عنوانهم ورحت عشان اعرف الموضوع ايه.....وقابلتهم..لما شوفت اختك اتصدمت افتكرتها انتي قلت ازاي جيتي وكده فقالتلي فوراً انها اختك التوأم....سبحان **** الشبه الي ما يتميزش خالص.....
صمت قليلاً ثم قال موضحاً:وقلتلهم وضعك من لما نزار عمل الحادثة وجيتي عند سناء لغاية ما رحتي واشتغلتي وقعدتي لوحدك ...
- قلت بأسى: وهي اتصلت ليه؟؟؟
- قال بحزن: امك...تعبانة اوي وعاوزة تشوفك...
- ادمعت عيني واتنفض قلبي وقلت: وعرفت ايه؟؟؟؟
- حكولي....مي حكتلي عنك ....
- مي طردتني....(قلتها بقسوة)
- هي عاوزاكي تجي تشوفي والدتك.....وبس....
- ما عدش ينفع خلاص....
- عاد الصمت من جديد ثم علق قائلاً: منار....ما قلتيش ليه...ما حكتيش ليه علي قالو...(قالها بحدة)
- عندها رفعت رأسي اليه ونظرت بحدة أكبر والدموع ملأت وجهي: اقلك ايه....اقلك اني غلطت واسيت كتير تمن الغلطة دي ...اقلك اني افتكرت الفلوس هي كل حاجة وعشانها فرطت في كل حاجة..في نفسي وفي اني اجيب حتى ولاد....حتى في روحي بقيت اسيرة ماضي ما قدرش حتى احلم..كل ما بحلم الي عملتو قبلها يجي في بالي يتحول الحلم لكابوس وارجع ابكي وارجع ايأس وارجع اضايق واكره نفسي..انا كل ما بص لجسمي بكره نفسي ......حكايتي فيلم قديم محروق خلص خلاص ما ينفعش يتقال عشان مالهوش تابع ولا اجزاء....خلاص.....
-تنهد قائلاً بثبات: قومي يا منار تعالي معاية
- قلت وانا امسح دموعي: على فين
- مشوار صغير...عاوزك معاية فيه...
- لأ اعرف على فين وبعدن اقرر اروح ولا ما اروحش..
- ضحك قائلاً: عندية اوي...رغم كل الضعف الي بتحكي..بس انا حاسس انك قوية اوي..اوي...قوتك من ضعفك...
- انا اضعف حد في الوجود ...و..
- قال مقاطعاً: انتي اقوى مني ومن اي بنت في الدنيا...عارفة ليه...عشان قادرة تتصالحي مع ذاتك وتعيشي معاها ما عملتيش حاجة من ورا الباب واما تبتي اعترفتي بيها وقدام الكل وما همكيش الا ربنا وده اما يبقى عند حد ما يروحش العمر كله عشان كده انا اتمسكت فيكي اكتر.....الحياة رغم كرهك ليها بس انتي مكملة في طريق صح ....وده الي علقني فيكي...
- قلت بتساؤل : ليه انا؟؟؟؟؟
- انا اول مرة شوفتك قلت البنت دي وراها حكاية ده الي خلاني افكر فيكي اكتر استفزني وضعك عشان ادور فيه... بعدين قلت يمكن عشان بعيدة عن اهلها بس في عينيكي حزن رهيب ما يقدرش الي يتعمق فيه ما يحبوش وانا حبيتك......وفي الحب ما نسألش لا ليه ولا ازاي....حاجة ربنا بيحطها جوانا في روحنا وعقلنا من غير استئذان ومن غير ما نفكر فيها...وانا عمري ما اتشديت لحد رغم كل البنات الي عرفتهم.....عمري ما اتشديت لحد كده كانت علاقة وتخلص بس انا رغم انك كل مرة بتهربي مني كل مرة امل اكبر جواية بيتحط اني عاوزة اكتر كل ما بتهربي كل ما بتعلق .....
- قلت وانا اهز رأسي رافضة ما قاله: شكلك مجنون وغاوي تعب
- لم يعلق على الموضوع بل قال: تعالي معاية من فضلك....
- شغلي لازم اكون الساعة 8 هناك ما قدرش اتأخر...ست نجوى تزعل
- خدي التليفون اتصلي بيها وقوليلها حتتأخري المهم يلا...يلا....
................................... ............... .......
اصطحبني معه الى منزل والدتي وعندما وصلنا الى المبنى قبل ان اصعد قال..
- اطلعي يا منار...انا وعدتهم اني اجيبك..وبكده اكون نفذت الوعد...اطلعي...
- قلت وانا اغمض عيوني: خايفة...
- قال بثقة: لأ..الخوف ده كلمة مش انتي الي تقوليها بعد كل الي حصلك وبعد الاصرار الي جواكي انك تتغيري مش انتي الي تقولي كده...اطلعي يلا....امك عاوزة تشوفك...
اشار بيعينه كي اصعد....وبدأت اعد درجات السلم التي بدأت تنتهي شيئاً فشيىء الى ان وصلت الى منزلنا.....
وقفت للحظات قبل أن أقرع الباب وانا غير محضرة لهكذا لقاء من جديد...
الى ان طرقته بلطف وخوف معاً... وفتحت مي الباب وهي تحمل في يدها طفلاً صغيراً...
لم تكمني ولم تسلم علي بل قالت ببرود..
- امك جوة في السرير ادخليلها....
لم اتحدث معها ...فمن الواضح انها لا تريدني...فقط امي...
دخلت بشكل مضطرب الى غرفة امي كل شيىء كما هو لم يتغير....الا شيىء واحد وهو وجود والدتي على السرير لا تستطيع الحراك وهي التي كانت لا تجلس ابداً تروح وتجيىء وصوتها يملأ المنزل....
اقتربت منها كانت نائمة كم اشتقت الى رائحتها والى ان المسها ....تركت اصابعي تعبث بشعرها الى ان نزلت الى خديها...ملأت دموعي يديها وانا راكعة بجانبها ......فتحت عيونها لتراني...كنت اظن انها ستعتقد انني مي للوهلة الاولى ولكنها عرفتني....ما أن رأتني حتى قالت...
- قالت بتثاقل و تأتأة: منار!!!!!
- ابتسمت لها وقلت: انتي الوحيدة الي في الدنيا الي تقدر تميزنا عن بعض.....والشامة الصغيرة الى على كتفي دي...
- شدة على يدي وقالت: انا عرفت يا بنتي انك اتغيرتي...وده الي خلاني قلبي يوجعني كتير عليكي...عشان الي حصل انا متأكدة...
....
- قلت وانا احضنها: خلاص يا ماما انتي تعبانة ما تتكلميش كتير خلاص ...انا عاوزة اسمع منك كلمة واحدة بس...مسامحاني لو حتى طلبتي مني النجوم...
- قالت بتثاقل:انا عاوزة حاجة واحدة عشان اسامحك...انتي غلطتي يا بنتي كتير...وانا يمكن دلوقت معاكي بعدين عند ربنا...
- ما تقوليش كده ربنا يطول في عمرك يا ماما..
- عاوزاكي تتوبي توبة نصوحة....وما ترجعيش فيها تاني مهما حصل...وانا عارفة انك كده...لو عملتي كده انا مسامحاكي طالما ربنا حيسامحك..لو ربنا مش حيسامحك وما كفرتيش عن ذنوبك انا مش حسامحك يا منار......
- لأ يا ماما...انا غلطت وتوبت وربنا عالم كده...وحعمل المستحيل عشان ربنا وانتي ترضو عني صدقيني...
- واختك؟؟
- مي ....مش راضية تسامحني
- الي حصل معاها صعب يا بنتي جوزها طلقها وهج وتنازل عن العيل عشان بيقول انو مش ابنو تخيلي مع انو مكتوب بأسمو ....وشك فيها ....حياتها اتخربت ....كل الي هنا بيعرفو انها مي مش منار عشان الكل عرف ان بنتي منار بنت مش كويسة...عشان كده صعب يا بنتي ترجعي تعيشي معانا انت ومي في بيت واحد صعب مش حتتقبل الموضوع ده بعد الي حصل...ولا اهل الحتة ولا الي هنا.....
- عارفة...ما تقوليش يا ماما انا ما يهمنيش اي حاجة غير انتي لو نمت في الشارع ...بس انتي راضية..و**** اقطع من لحمي واحطه قدامك لو انتي بس تسامحيني...
- قالت بتعب: منار...انا الي عملتي هو الي وصلني لكده.....
- قلت وانا ابكي: ماما انا مش عارفة ممكن اعمل ايه اكفر بيه عن ذنوبي و**** مش عارفة...أأمري بس
- تتوبي...وتكملي في طريق ترضي ربناا ....انا دعيتلك كتير
- وضعت رأسي على صدرها وقلت: عاوزة اشم ريحتتك..وحشتني...كل حاجة هنا وحشتني...ابص في عينيكي....واتكلم معاكي لو اعيش خدامو تحت رجليكي سنين مش حزهق...
أتت مي في هذه الأثناء وقالت...
- لو سمحتي ماما لازم ترتاح..كفاية كده
- نظرت اليها وقلت: مي...
- قالت بشكل صارم: انتي جية هنا عشان ماما وبس مش عشان انا اتكلم معاكي ..ولولا ان ماما هي الي طلبت انا عمري ما كنت سمحتلك تخشي البيت ده...
- قالت امي ناهرة مي: مي..خلاص..كفاية يا بنتي انتو مهما حصل اخوات...
- لأ مش اختي...بنتك اه بس مش اختي...وانا مش عاوزة اشوفها هنا مرة تانية...
وقفت...وودعت امي....وقبل ان اخرج مررت بجانب مي وهي تحمل طفلها....قبلته والدموع في عيني...وقلت لها...
- مهما عملتي معاكي حق...بس انا تغيرت...غلطت بس اتغيرت...ربنا عارف...وحتفضلي اختي...توأمي وروحي واذا كنا منفترق دلوقت بس في يوم بطن واحدة جمعتنا ....وشكل واحد في جسدين..
- قالت بصوت منخفض وحاد كي لا تسمعها امي وطفلها بدأ يبكي: لأ ..مش واحد يا منار..انا مش انتي...انا اشرف من الشرف....ذنبو ايه علي يعيش من غير اب..عشان عندو خالة زييك....شبه امه...وبس
غادرت بسرعة....اقفلت الباب خلفي شعرت ان المنزل اهتز كله من صوته وكأنه سيقع...شعرت بالخوف....كلماتها عصفت بي واعادتني الى الماضي....صادفت جارتنا التي قالت...
- مي اخبارك امك ايه...
- قلت بحزن: كويسة ......وابعدت وجهي عنها .....
- قالت وانا اغادر: مالك يا مي...علي فين سيبتي لوحدو عند اممك...مي ما بترديش ليه.....
تركتها تدخل بيتنا وانا نزلت الى ان وصلت الى مجد الذي كان ينتظرني على مقربة من بيتنا .....
- قال لي وهو يرى الحزن على وجهي: ايه ده انا كنت فاكر المقابلة حتكون احسن من كده
- لأ هي كويسة مع ماما بس..انما اختي ...!!!!
- معلش يا منار...الي حصل زي ما فهمت منها كان صعب ...مسيرها تنسى زي ما كتير حجات الانسان بينساها وتروح في حالها والي بيفضل هو الحجات الي منصمم عاوزين نعملها ومنحققها بعيدين..
قبل ان اغادر رأيت جارتنا ام محمود نفسها تنزل من جديد التي ما ان رأتني حتى نظرت الي من فوق الي تحت وقالت وهي تمشي بقربي...
- الي استحو ماتو.....
يبدو انها عرفت من اكون بعد ان رأت اختي مي في المنزل....
سمعت ما قالته انا ومجد...تركته وعدت لوحدي وهو يلحق بي....
- قال وهو يمسك بيدي : منار على فين
- رايحة الشغل انا تأخرت اوي...
- حشوفك بليل؟؟؟
- مش عارفة سيبني دلوقت متلخبطة ومش عارفة اخد حتى قرار انا عاوزة اعمل ايه بعد دقيقتين....ارجوك
- ماشي يا منار(قال وهو يبتعد) مش حسيبك حطيها في دماغك....مش حسيبك يا منار...
................................... ............... ..........
عدت الى حياتي هذه المرة بتفاؤل اكبر رغم كل ما سمعته من مي ومن جارتنا ومن ما يأتي الى مخيلتي كل مرة من اثار الماضي الا ان صورة امي وهي تبتسم لي كانت كافية لتعطيني طاقةً كبيرة جداً ليس كمثلها شيىء....
بعد ان قبضت اول راتب لي اشتريت هاتفاً وعباءة جديدة للحاجة فاطمة وحاجيات كثيرة للبيت....
- حاجة فاطمة: ايه ده كلو يا ريم
- معلش يا ماما فاطمة...اصل انا غلبتك معاية كتير خليني احس انو بيتي واجيب الي عاوزاه...
- ده بيتك يا حبيتي لو حتى ما جبتيش حاجة....
- لق من هنا ورايح مش حخليكي تعووزي اي حاجة...انا بس عاوزة استأذنك في حاجة
- اتفضلي حبيتي..
- ام حسن سألتني اذا كان ممكن ادرسلها ولادها وولاد اخوها بليل شوية عربي وانكليزي....هنا القودة ممكن..
- طبعاً يا حبيتي وانتي بتسأليني ليه وانا حمانع ليه
- حضنتها بحب قائلة: ربنا يخليكي لية يارب..اهو بكده اقدر اجمعلك تمن عملية عينك....الي ما بتشوفيش فيها كويس....
- لأ ياريم..دي فلوسك انتي يا بنتي....
- عارفة يا ماما فاطمة..انا كل شهر كل الفلوس بقسمها نصين..نصها يروح كده لمكان معين...والنص التاني لكل طلباتنا في البيت واخلي معاية مصروف صغير اجرة الطريق...والتلاميذ الي بعد الضهر عشان عمليتك يا حبيتي...
- مش حرضى...دي فلوسك يا بنتي وانا اتعودت على نضري كده مش فارق..
- خلاص يا حاجة..المهم ربنا يكرمنا وما يتعبونيش....
في نهاية كل شهر...كنت ارسل قسم من مصروفي الى والدتي واضعه في ظرف وارسله مع احدالاشخاص تحت اسم (اخوكي سعيد).....خالي كان يسكن في احد المحافظات البعيدة وتارة كان يرسل لأمي وتارة لا يرسل.....حتى انقطعت اخباره في الفترة الاخيرة..فإذا ارسلت المال بإسمه لن تستغرب والدتي ....ولكن اخاف اذا عرفت انهن مني ان لا تتقبل الموضوع لا هي ولا اختي مي...
والنصف الاخر اشتري به ما يلزمنا انا والحاجة فاطمة من اكل وغيره ولا اترك اي شيىء لنفسي سوى أجرة المواصلات ......وكل ما انتجه من الدروس الخصوصية لعملية الحاجة فاطمة .........
يوماً بعد يوم يكبر املي بأن كل شيىء في حياتي سيتحسن بوجد **** ووجود الحاجة فاطمة قربي .....وايضاً وجود مجد........
الا ان طرق باب المنزل في يوم كنت انتظر فيه قدوم مجد لنأخذ الحاجة فاطمة الى المستشفى لأجراء الفحوصات قبل العملية...لأجد امامي...
حمدي,,,,,,,,,,,,
يتبع......................
استاذ نسوانجى
08-06-2016, 06:54 PM
الفصل الثالث عشر
نظرت اليه وكأنني رأيت شبحاً وقلت
- انت ايه الي جابك هنا عرفت البيت ازاي
- ضحك بسخرية وقال: ****..زالبعد نساكي انا مين يا حلوة...مش حمدي الي يصعب عليه حاجة..انا عارف كل حاجة عنك...بس سايبك لقلبك قلت يمكن يرجعك...
- اطلع برة للم عليك الناس الي هنا..
- لا لالا...انتي اكيد بتهزري...بتعامليني كده ليه..وانا الي جي اطمن عليكي..
- انت عاوز مني ايه؟؟ انا ما قلتش ولا كلمة عنك لعيلة سرحان وسكت على عمايلك اعمل ما بدالك انا اساسا نسيت كل القذارة الي كانت قبل والي انا جزء منها..
- منتي راسمة على كبير...حبيب القلب مجد...عيلة ومركز والمانيا وحجات...
- قلت بعصبية : وانت داخلك ايه...اطلع برة فوراً...
- دخلي..دخلي ان انا حذرتك وقلتلك تبعدي عن العيلة كلها كلها..ما لكيش دعوة بحد لو بجد مش عاوزة مشاكل يا اما عارفاني(قالها بتهديد)
- صرخت في وجهه قائلة: انت ايه شيطان...كفاية الي عملتو فية
- انا شيطان؟؟؟ انا سيبتك في حالك...وعاوزاكي تسيبيفي في حالي وتبعدي عن عيلة سرحان نهائي لا مجد ولا غيرو يا اما صورك وفيدوهاتك حتلاقيها عندو بيشوفها هو وكل عيلة سرحان
- قلت بحدة: مش حتقدر...عشان يوم ماحتعمل كده حتكون بتفضح نفسك مش بتفضحني لأني حقول كل حاجة
- ضحك بصوت عال وقال: مين حيصدق واحدة زييك..سمعتها زبالة كده
- صورك وانت عند نجوى على طاولات القمار معاية صورك وتفاصيل حياتك ايام ما كنت عايشة عندك بردو معاية واوراق تخرب بيتك لو بس عملت حاجة وما بعدتش عني تخيل يوصلو لبنتك وتتشوه صورة والدها العظيم الكيبر قدامها اما تعرف انو حرامي و سافل وكان عاوزة يقتلني زي ما قتل ابنو الي كان في بطني...
- وضع يده على رقبتي يريد ان يقتلني .....الى ان اتى مجد من ورائه انتشله وضربه اوقعه ارضاً....نظر اليه بإرتباك وفر هارباً.....
................................... ..............
بقيت على الارض لا اقوى على الحراك واتنفس بصعوبة فكنت قد بدأت الفظ انفاسي الأخيرة بين يديه......
- منار....انتي كويسة...
- قلت وانا احاول الوقوف: اه...اه...
- قال بعصبية: بيعمل كان ده هنا ايه...وصلك ازاي..
- بدأت ارجف وجلست على اقرب مقعد وقلت وانا ابكي: مش راضي يسبني في حالي
- ليه...مالو ومالك...بيعمل كده ليه..انا لما ضربتو ما كنتش عارف مين ده....اتصدمت اما شوفتو...حمدي...بيعمل ايه عندك جاوبيني يا منار(قالها بصراخ)........
- قالت وانا اتنفس بكائي: كان واحد...واحد..من الي عرفتهم قبلها......و....و........(لم استطع ان اكمل كلامي وضعت يدي على وجهي بخجل والم)
- صمتت للحظات ثم غير الحديث قائلاً: قومي اغسلي وشك..خلينا نوصل الحاجة فاطمة المستشفى وبعدين نتكلم...يلا...
...................................
لم يتكلم معي ولا حرف طوال الطريق ذهاباً واياباً...بعد ان اجرت الحاجة الفحوصات اللازمة وتحدد موعد عمليتها بعد يومين....
اخبرني الطبيب ان العملية ستتكلف اكثر من المبلغ الذي املكه ....فقال مجد..
- خلاص دكتور كل حاجة انا حظبطها
- بعد ان غادر الطبيب قلت بإصرار: لأ,,,,حدبر انا الموضوع
- خلاص يا منار مش فارقة...
- قلت بإصرار: لق تفرق...وان مشعاوزة حسنة من حد...حستلف من مديرة الحضانة لقدام حتديني ويتخصمو من معاشي..اوك..
- قال بأسى: حسنة...!!!!!!!!!
- قلت بألم: مجد ارجوك...انا بطلبها منك..فكر كتير....انا حياتي صعبة..واصعب ما فيها ماضيها مش حتتحمل والي حصل الصبح حاجة صغيرة من الي ممكن يحصل بعدين...ارجوك...ابعد..مش حزعل انا مش حزعل بس اما اشوفك بتتعرض للمواقف الي زي دي قدامي انا بتمنى الارض تتشق وتبلعني....ابعد عني.للمرة الاخيرة...حتتعب...و**** حتتعب...انا ما استهالش..ما استهالش...
تركته واخذت الحاجة فاطمة وعدت لوحدي ولم يلحق بي لأول مرة.....
................................... ............... ..
.....خلال هذين اليومين لم يتحدث معي.....ولم يتصل بي ولا اي رسالة ولم يعود.......وقلت في نفسي انني انتظر هكذا يوم يشعر فيه انه اخطأ في الاختيار ويذهب ويندم انه احبني....خاصة انني لم اتكلم معه من وقتها عن حمدي ولا تفاصيل علاقتي معه...
وحان موعد عملية الحاجة فاطمة عد الساعة السابعة صباحاً....ولم يأت مجد...
قلت للحاجة فاطمة..
- يلا بينا ماما فاطمة..ناخد تاكسي ونروح
- ليه هو مجد مش جي...
- لا مش الظاهر كده
- و**** الواد ده ابن حلال كده وشهم ما فيش زيو في الزمن ده بيساعدنا ووقف جنبي في المستشفى
- الظاهر انه حينشغل كتير من هنا ورايح ومش حنشوفو يا بقة يا حاجة فاطمة..
وقبل ان اكمل جملتي وجدته امام سيارته يقف وينظر الينا وقال...
- ما اتأخرتش مش كده....
ابتسمت اليه ونظرت الي الحاجة فاطمة وكأنهاتقول لي(جيه اهو)
................................... ............... .......
اجرت الحاجة فاطمة العملية بنجاح الحمد ****...وبقيت في المستشفى يومين خلالهما اتت الي سيدة اشتقت اليها كثيراً في زيارة لتطمئن على الحاجة فاطمة...
فتح الباب لأجد أمامي السيدة سناء..
- حضنتها وقلت: ايه المفاجأة الجميلة دي..
- ابتسمت قائلة وهي تحمل باقة من الورد: انا عرفت من مديرة الحضانة انك اجازة عشان الحاجة في المستشفى اصلي اتصلت هناك اطمن عليكي....فجيت اشوفك وباالمناسبة اتعرف على الحاجة الي اخدتك مننا...
- ايه الكلام ده...انا ما حدش يخدني من اعز الناس على قلبي...
اقتربت من الحاجة فاطمة وسلمت عليها ....
- قالت الحاجة: انا ريم غالية علية اوي...و**** زي بنتي الكل عارف انها بنت اخوي الي مسافر بي انا بحس انها اقرب من كده انها زي بنتي الي ما خلفتهاش...
- قالت سناء: وانا بردو ايام ما كانت عندنا كنتي بحس انها زي بنتي....اصلها كده بتعلق بيها من غير ما تحسي
-ابتسمت وقلت : ربنا ما يحرمني منكم..ربنا بيعوض بناس مش من لحمك ودمك بس بيكونو ليكي اقرب من اي حد
في هذه الأثناء دخل مجد الى الغرفة امام استغراب السيدة سناء وارتباكي....خاصة ان الحاجة فاطمة لا تعرف انه اخو سناء وهي بدورها لا تعرف ايضاً انه يراني ويريدني ....
حاولت تدارك الموقف فقلت لمجد...
- اهلاً مجد...مفاجأة طنط سناء عندنا...
- قالت الحاجة فاطمة: اهلا يا ابني...انت ما جتش امبارح ليه...
- امام هذا الوضع وقفت السيدة سناء وقالت: عن اذنكم دلوقت وسلامتك يا حاجة..
لحقت بالسيدة سناء اودعها التي انصرفت منزعجة لأسباب اعرفها طبعاً....فهي لا تعلم بعلاقتي مع مجد...
قال مجد: ما قلتليش ليه انها هنا
- هي لسه يا دوب وصلت...
-- تمم قائلاً يكلم نفسه: الظاهر ان الموضوع لازم ياخد شكل جدي شوي عشان الوضع كده صعب
- قلت له محاولة تفهم الموضوع: قصدك ايه؟؟
- ما فيش خليني اطمن على الحاجة فاطمة ووضعها من الدكتور وارجع....
................................... ............... ..........
تعافت الحاجة فاطمة واصبحت ترى بشكل جيد والحمد**** استطعت ان اقدم لها ابسط شيىء ارد فيها ما فعلته معي.......
كلما رأتني تنظر الي وتقول..
- حبيتي انتي اجمل بنت شفتها في حياتي يلا ما شلتكيش بطني...ربنا يردلهالك في عافيتك ويجعلك في كل خطوة سلامة......
جميع ما افعله معها ومع امي شفاها **** يكفيني بأن يعطيني امل انني استطعت ان اقدم شيئاً اكفر به ولو بجزء بسيط عن ما فعلته في السابق ورغم ذلك يستمر شعوري انني مقصرة....
كان مجد دائماً يحاول ان يعوضني بحبه واهتمامه ويفسح لي المجال كي اثبت انني استطيع ان اغير الماضي بما سأكون عليه في المستقبل...
كان ينتظر مني كلمة واحدة ليرتاح وليعرف انني سأكون له..لكنني لم اقلها.....شيىء في داخلي كان يمنعني من اعترف بما يعتريني امامه كي لا يأتي يوم واخسره وكنت اعلم ان هكذا يوم سيأتي حتماً...ولكنني اعيش يوم بيوم لا افكر بما سيكون الوضع في الوقت القادم كي لا احزن اكثر....
...............................
والدتي كنت اطمئن عليها من الهاتف ...احياناً تتركني مي اتحدث اليها واحياناً لا ترد علي وتقفل الخط في وجهي لأعود واصر وعندها تسمح لي بالتحدث الى والدتي لأطمئن عليها...
الى ان اتصلت مراراً ولم يرد علي احد.... اشتعلت النار في داخلي والخوف تسلل الي ...هل حصل لها اي مكروه؟؟؟
انهيت عملي وذهبت اليها في منزلنا...لم اجد احداً.....
بل رأيت جارتنا ام محمود فقلت لها..
- هي ماما فين؟؟
- قالت لي: مالك يا ام علي....مش انتي مودياها المستشفى امبارح ....انتي تهتي ولا ايه
- قلت بثقة: انا منار مش مي..
- قالت وهي تطرق بيدها على صدرها: يا لهوي وانتي ايه الي جابك هنا...يا بجاختك وبتسألي عن امك كمان الي اتبرت منك..ده بسببك وصلت للي هي فيه وليكي عين تيجي...يختي عيب عليكي..امشي من هنا لاخلي اهل الحتة يطردوكي بمولد...
تركتها وابعدت وجهي عنها بأسى وانا لا اعلم اين تكون امي في اي مستشفى...وبدأت ابحث واسأل الى ان وحدتها في مستشفى حكومي بسيط...ترقد في غرفة فيها اربعة أسرة...
لم تكن مي معها....كانت فرصة لكي اتحدث اليها..
- ماما..سلامتك حبيتي..حصلك ايه..
- قالت وهي تفتح عينيها وتغمضها : منار...انتي جيتي..
- سلامتك يا ماما.....مالك..
- قالت وهي مغمضمة العينين: تعبانة يا منار..الظاهر كده ايامي معدوودة...
- بعد الشر ان شاء**** انا يا ماما ولا انتي(قلتها وانا ابكي)
- قالت بوهن: منار...انا مسامحاكي يا بنتي....قلبي مسامحك....وعارفة ان الي شفتي من الدنيا كتير عشان تتوبي....بس اوعي تندمي وتضعفي...مسامحاكي يا بنتي...
................................... ....
غادرت المستشفى على ان اعود في اليوم التالي اليها....صباحاً كما وعدتها ....
امضيت الليلة افكر فيما يجب ان افعله لأجعلها ترتاح ولكن فات الأوان لم يعد هناك امل كما قال الطبيب..فالشلل ينتشر في كل انحاء جسدها وتضعف يوماً بعد يوم....
عدت في اليوم التالي لم اجدها في السرير.زسألت عنها الى ان ....
الى ان....
قال لي الطبيب..
البقية في حياتك...
الفصل الرابع عشر
اتصلت بمجد منهارة ولا اقوى بالرجوع الى البيت قلت له كلمة واحدة( انا في مستشفى الانعاش تعال ارجوك) بقيت جالسة على باب المستشفى على مقعد مجاور ابكي لوحدي.....
اتى الي وكأنه علم فوراً ما انا فيه...فقال..
- والدتك!!!!
- هززت برأسي وقلت: اه....ماتت يا مجد..ماتت عشان انا السبب
- بتقولي كده ليه...الموت ما فيش حد سببه...ده بأيد ربنا..
- ماتت من قهرها علية...انا السبب
- قال بشكل حازم : اوعي تفكري بكده....كل واحد في الدنيا دي بياخد نصيبه ما تحمليش نفسك اكتر من اللازم ....ارجوكي يا ريم....
- قلت بصراخ: لأ منار...مش ريم...انا منار...حفضل منار...قول منار...منار منار(بدأ اخبط بيدي الاثنين على صدره بجنون وابكي واقول)...منار منار...
................................... ............... .................
لبست الأسود متجهة الى منزل امي للأخذ بعزائها .....رافقني مجد ....بدون صفة....فهو لا قريبي ولا زوجي ولا خطيبي...هو رجل من هذا الزمن...احب فتاة بظروفي ....وهي لا تريد ان تقرر مصيرهما.....
دخلت الى عزاء النساء لوحدي...كان امي لا تزال جثة هامدة في منتصف الغرفة.....نظر الي الجميع عندما اتيت في استغراب وذهول...وبدأ الكلام والهمس( دي مش منار...امها ماتت بسببها..جابلها العار..بسببها اختها اطلقت..يا بجاحتها جية ليه)
وانا اسمع واسد اذناي...الى ان وصلت الى حيث ترقد مي...لأجلس بجانبها وأخذ بعزاء والدتي....لم تتحدث الي بولا كلمة..ظننت انها ستطردني ولكنها لم تتحدث الي ابداً...
الجميع كان يسلم عليها وحدها ولا يقترب مني وكأنني فتاة اصابها مرض خبيث معدي لا يريد حتى ان ينظر اليه احد كي لا تصيبه لعنتها ....
بقيت على حالي صامتة وابكي واتجه بين الحين والأخر الى غرفة والدتي وامسك ملابسها اشمهم وابكي واجلس على سريرها اتحسسه....
انفض العزاء وذهب الجميع وبقيت انا ومي لوحدنا في البيت.....دخلت الى غرفة والددتي وهي تحمل ابنها علي ذو الأشهر السبعة...
- قائلة بحزم: يلا ....العزا خلص...مع السلامة
- قلت بأسى: انتي بتعامليني كده ليه...كفاية بقة يا مي....كفاية...امي وماتت عاوزة تعاقبيني اكتر من كده بأيه...انا خسرت كل حاجة...مش ناقصة وجع منك...
- وضعت علي على السرير وقالت: نعم!! انتي جية تقوليلي انا الكلام ده.....انتي مش شايفة حياتنا ادمرت ازاي بسببك...
- قلت وانا رافضة كلامها: لأ مش بسببي...مش بسببي يا مي....بسببك انتي....
- قالت بذهول: انا؟؟؟؟؟؟؟ انتي ازاي ليكي عين تقولي كده..يا بجاحتك يا شيخة
- قلت وانا اقترب منها واشير بييدي نحوها : اه انتي..احنا شكل واحد بس عمرنا ما كنا واحد في حاجة..من احنا وصغيرين وانتي بس عاوزة تثبتي انك احسن مني.....عشان ماما تفضلك عني...عندك عقدة اني شبهك مش انتي مش لازم تكوني زيي لازم تبقي الافضل..كنتي ديما تفتني علية لماما في اي حاجة بعملها عشان انتي الافضل والنتيجة تضربني انا وانتي الملاك البريء..عمرك ما كنتي جنبي في حاجة طول عمرك ضدي ومش راضية لية الخير في حاجة..
- قالت بصراخ: انا ولا انتي الي طول عمرك انانية..خلاص انا مش عاوزاكي هنا...اخرجي بسرعة
- انتي بتطرديني من بيتي..ده بيت ماما
- دلوقت افتركتي...البيت ده مش عاوزك....ولا ماما عاوزاكي ولا انا عاوزاكي..
- قلت بإصرار: ماما سامحتني قبل ما تموت...سامحتني..
- هي سامحتك انا مش حقدر اسامحك وعشان غلاوتها عندي ما رضتش اطردك قدام الناس النهاردة انتي فاهمة بس انا مش عاوزة اشوف وشك بعد كده ولية ربنا انا وعلي .....
- قلت وانا اغادر: وانا لية ربنا يا مي....توبتي دي الي ما فيش حد عاوز يتقبلها ربنا في السماء بيقبلها....بس البشر لق....الفرق تعرفي بيني وبينك ايه...انا لما غلطت اتحملت نتيجة الي عملتو بس انتي غلطي وعاملة نفسك ملاك....كمال...مش اتجوزتي عرفي .....قبل ما تتجوزيه علني...واما طلعتي حامل اتجوزك...كل ده وماما ما عدهاش علم...جية تحطي الحق علية اني انا المش كويسة...انتي عملتي زي ما انا عملت بس انتي من ورا الستارة بس انا قدام الناس واتحملت نتيجتو انما انتي بتضحكي على نفسك....انا رغم اني ما كنتش عايشة معاكي بس انا عرفت الي حصل يوم ما كمال كلمني في الشارع وافتركني انتي وقلي (نزلي الولد يا مي وانا اديلك الورقة العرفي وبلاها فضايح).........
- قالت وهي تتبلع ريقها: لأ...كدابة..اخرجي برة يا منار اهل الحتة كلهم عارفين انتي ايه وانا ايه.....
-تنفست الصعداء وقلت: عادي انا اتعودت على كل انواع الشتايم...على كل انواع الضرب..على كل انواع الألم ..على كل انواع العذاب....ومهما عملتي حنفضل شكل واحد في جسدين....والسلسة الي في رقبتي دي مش عاوزاها..(انتشلتها من رقبتي ورميتها على الارض)......ما فيش حاجة بعد النهاردة تربطني بيكي.....انا ليكي الناس كلها الي حواليكي والي مسانداكي والي معاكي ...بس انا لية ربنا الي اكبر من كل دول....
انا سكنة في حي الوراقين..شارع 14 بيت نمرة 6 ....لو افتكرتي في يوم ان ليكي اخت حتلاقيني في العنوان الي هناك عند حجة اسمها فاطمة الي لولاها انا كنت دلوقت بايتة في الشارع من يوم ما طردتيني المرة الي فاتت وانا واقفة بطلب السماح على باب البيت....
عن اذنك....يا اختي...(قلتها بحرقة والدموع في عيني)
................................... ............... ...................
خرجت من منزلنا المتصدع الذي شعرت للحظات انه سيسقط على رأسي وانا اتحدث مع اختي .....جدت مجد في انتظاري وكان قد سمع كل ما حصل بييني وبينها.......
قال لي : يلا بينا....
- قلت له بثقة: يلا بينا...
شعرت بعدها براحة كبيرة..رغم ما حصل بيني وبين مي ...لكنني كنت كلما تذكرت ان والدتي قد سامحتني اشعر انني أملك الدنيا ومن فيها......ودائماً في كل صلاة ادعوا لمي بالهداية وان يرق قلبها علي في يوم....
................................... ............... ............
بدأت الابتسامة من جديد ترتسم على وجهي...اعيش لحظات جميلة مع مجد......وحبنا يكبر مع كل نسمة امل الوحها امامه بأنني اصبحت انسانة اخرى...نفسياً ومعنوياً.....
لم تكن سناء تعلم بمدى توطد هذه العلاقة....الى ان اتى الي مجد قائلاً..
- ريم....سناء عاوزة تشوفك...اصل مبارح اتكلمت معها جدياً في موضوعنا.....
لأول مرة منذ شهور....اعود الى منزل ال سرحان..استقبلتني سماح بالأحضان....والسيد رأفت ايضاً رحب بي كثيراً...
لم يكن مجد في المنزل.....فكانت فرصة لأتحدث مع سناء لوحدنا...لم تكن على طبيعتها...وكأنها تريد ان تسمعني جملاً غير سارة....
بعد السلام والكلام في امور الحياة الطبيعية...تنهدت...علمت فوراً ان وراء تنهديتها اشياء واشياء ال مزعج فيها اكثر من الحسن...
- قالت: ريم...انت يتعرفي غلاوتك عندي صح
- قلت ببراءة: اكيد
- وعارفة بردو ان مجد اخوية الوحيد وانا زي امه بعد ماما وبابا ما توفو...
- قلت بتأكيد: طبعاً هو انتي في زييك يا طنط سناء..
- مجد يا ريم عاش حياتو كلها في المانيا درس هناك واشتغل وعمل حياة ليه وشغل....وبقالة هنا في مصر 3 شهور مش راضي يرجع غير اما يخلص حاجة مهممة اوي....عارفة اي هي الحاجة دي..
- قلت بثبات: انا...
- وفرتي علية كلام كتير يا ريم....انا اتصدمت اما شوفتو جيخ المستشفى من فترة ....ما كنتش عارفة انه بيميل ليكي للدرجة دي...انا ما فتحتش معاه الموضوع بشكل كبير...كان تلاميح وكان بيرفض يتكلم...لغاية امبارح..اتكلمنا وحسيت انو واخد الموضوع جد..
- قلت بتلعثم: جد ازاي؟؟
- قالت وهي تنظر في عيوني لترى ردة فعلي: يتجوزك....
- هزتت رأسي وقلت وانا اتنهد: ايوة...انا حاولت كتير ابعدو...ما رضيش...و..
- قاطعتني قائلة: ريم..وحياة اغلى حاجة عندك...ارفضي...اتني بعزك وبحبك بس انا...انا...مش عارفة اقلك ايه....اخوية حساس وبينجر ورا مشاعره من غير تفكير...
- قلت لها بشكل حاسم: خلاص يا طنط سناء ما تكمليش الي عاوزة تقوليه وصل....اعتبري الموضوع انتهى انا حاولت...كتير....اتعلقت بيه وعقلي وقلبي فكرو انو يمكن في حاجة حلوة في حياتي تتحقق...بس طلعو غلطانين....عشان ما ينفعش...منا من الاول عارفة انوما ينفعش...
- قالت بحنان: ريم انا مش عاوزة اجرحك افهميني...اعتبريني ام بتتكلم عن ابنها.....فهمتيني....
- قلت وان استعد للذهاب: فهمتك يا طنط سناء....(اقتربت منها وضممتها قائلة)....انا كويسة ما تخافيش علية...
خرجت ولم تلحق بي....اصطدمت بمجد على اسوار الحديقة رأيته حزين هو الأخر....
- الي قالتهولك قالتهولي قبلك....ما تزعليش يا ريم..
- قلت بوهن: انا اخر واحدة في الدنيا يتقلها ما تزعليش...عشان عادي بقة زي المية في حياتي....فاكر يوم ما حبتني انا قلتلك ايه...قلتلك جنيت على نفسك وعلية...
- قال بعصبية: ومين قلك حرد عليها..دي حياتي انا..انتي بتحبيني ولا لأ...
- قلت مبتعدة: خلاص يا مجد..ارجوك
- قال مصراً: مش حسيبك تروحي الا اما تقوليلي...بتحبيني ولا لأ..دلوقت...لو قلتي اه حتحدى الدنيا كلها عشانك....مش بس اختي..لو لأ حسيبك في حالك يا ريم....
- نظرت الى عيونه بحده كاتمة دموعي وقلت: لأ,,,,لأ...لأ...
................................... .........
عدت الى حياتي الروتينية المكللة بالملل والألم وذكريات الماضي من دون مجد....فلقد علمت انا سافر ......
وانتهت رحلتي معه من دون اي صدمات اضافية....فلقد كان كافياً جداً ما حدث...كسر قلبي نعم...تمزقت روحي نعم..ولكن كان ذلك يجب ان يحصل من الاساس....
انا لا استحق الحب...ولا ان اكون حبيبة..وزوجة وام...
كل هذه الامور قد حذفتهامن حياتي القادمة..اريد ان اعيش بسلام فقط..حتى لو كنت اموت حباً بمجد ولكن......!!!!
................................... ...........
كنت ابكي كل يوم وانا اقرأ رسائله التي كان يرسلها الي على الهاتف...انظر الى النجوم والقمر ليلاً لأرسم عليه صورته وابقى انظر اليها حتى اتعب....
يجتاحني شوقاً رهيب اليه...وحنين اكبر الى كلاماته وصوته....
اكتشفت ان تعاستي السابقة اذدادت تعاسة بعد غيابه وفراقه...
احياناً اسأل نفسي...لماذا فعلت به هكذا؟؟؟
لما كسرت قلبه؟؟الذي احبني ووقف الى جانبي في اسوء الظروف؟؟؟
لماذا حطمته واخذت منه كل شيىء ولم اعطه حتى كلمة.....
انانيتي عادت لتظهر من جديد.....
لكن ماذا افعل....اتمنى الموت لأرتاح من ان اعذب غيري مراراً....اتعذب واعذب من حولي دائماً...
كان رقم خارجي يتصل على هاتفي...اسمع من خلاله صوت بكاء فقط.....ونفس..ولا يتكلم احد....
احياناً اصمت واحياناً اقفل الهاتف وابكي لوحدي....
اخر مرة اتصل بي هذا الرقم الخارجي....لم اسمع اي صوت كأنه يريد فقط ان يسمع صوتي.....اغمضت عيوني وقلت ...
(بحبك يا مجد)...واقفلت الهاتف وبقيت مغمضة العيني وكأنني احلم...او ان ما تجرأت وقلته لم يكن بحقيقة......كي لا الوم نفسي...بقيت اقنع نفسي ان ما حدث وقلته ليس حقيقة....وهم..خيال..حلم...وانا لم اتفوه بشيىء...واقتنعت....
................................... ............... ......
بعد ايام....انهيت عملي عائدة مشي الى البيت..وجدت طفلاً صغير...يحمل باقة من الورد الأحمر ويقدمها الي قائلاً..
- دي ليكي..(وغاب بسرعة)
فتشت فيها لم يكن فيها اي بطاقة تدل على صاحبها.......اكملت سيري وجدت الطريق مقفلة بالاطارات فأصبحت مجبرة على ان اسلك زاوية صغيرة لأصل الى الشارع الاخر....مررت بها فإذا بطفل اخر يرمي عل ما ارتيده بحبر احمر ...كان منظري في غاية السوء وانا لا استطيع ان اكمل بهذا الشكل..مرت بجانبي عندها سيدة قالت لي..
- ايه ده مالك..
- قلت لها حد جيه رذل كده ورمى حبر عليه....
- وحش اوي تمشي كده....اطلعي عندي فوق اديكي حاجة تلبسيها...
- قلت بإحراج: لأ...متشكرة...
- ازاي انا عندي بنت في سنك ممكن تلبسي من عندها حاجة وترديها...
صعدت معها بعد اصرارها المبالغ فيه وكانت تجرني بيدي...شعرت انها طيبة وتريد مساعدتي..ادخلتني الى غرفة واعطتني فستاناً طويلاً ازرق جميل وقالت...
-بنتي قافلة القودة بتاعتها بس انا كنت جايبالها الفستان ده ممكن تلبسيه وردي بكرة انا عارفة انك بتشتغلي في الحضانة الي جنبنا...
طالما انها عرفتني....اطمأن قلبي....ولبست الفستان الذي كان رائعاً...
خرجت من الغرفة لم اجدها....وانا احمل في يدي باقة الورد والبس الفستان الازرق الجميل..نزلت ابحث عنها...حتى وصلت الى الشارع...
وجدت رجلاً يحمل في يده الة كمان ويعزف لي....لم اكن لأفهم اي شيىء تابعت طيريق وهو يلحق بي...حتى اجتمع معه عازفون اخرون...يعزفون ورائي....
الى ان وصلت الى زاوية اخرى وانا اهرول هرباً منهم....وقبل ان اصبح في الشارع....وجدت الساحة ملئية بالزهور....ومنصة....مضاءة....والفرق ة نفسها...صعدت اليها....ورجل يقف وظهره لي وللجميع من حولي الذي لا اعلم من اين أتوا ولكن كل منهم بدأ يصفق لي وانا اقترب من المنصة كالمسحورة لا اعرف ماذا يحدث...
بدأ الفرقة تعزف لحناً جميلاً....وونزلت من اعلى المنصة الى اسفل لوحة كبيرة كتب عليها..
(عاوز اتجوزك يا منار) انتي موافقة؟؟؟
وقفت والدموع في عنيه والجميع يصفق لارى بعدها الرجل الذي استدار لم يكن الا مجد.....
يمسك بيده المايكرفون ويغني مع الفرقة....
- منار اشلبيديش
يعني بحبك
بالألماني وبكل اللغات
وحفضل على عهدي العمر كلو
من هنا لحد الممات
ما فيش حاجة حتبعدني عنك
من غيرك ما فيش حياة
ثم نزل ومعه علبة فتحها وانا اقف مذهولة والدموع تنجرف من عيوني لا اعرف لماذا.....وركع امامي وقال...
- تتجوزيني يا منار....
- ضحكت وقلت وانا انا اسمح دموعي: انت مجنون...
- يبقى مواقفة..هاتي ايدك..(البسني خاتم الزواج في يدي اليمنى )
واعطاني الخاتم الأخر .....البسته اياه...
والجميع يصفق لي وله......وانا ابكي.....
واستيقظت من الحلم........على صوت رنين الهاتف....
يتبع....
استاذ نسوانجى
08-06-2016, 06:55 PM
الفصل الخامس عشر
وجدت وسادتي وقد بللتها الدموع ...لقد كنت ابكي حقيقة ايضاً وانا نائمة....نظرت الى هاتفي وجدته رقماً غريباً...
رددت بشكل متثاقل وقلت..
- الو مين..
- انا سراج يا جميل
- قلت بلهجة عصبي: انت مين الي ادالك نرتي يا وقح...ما تصلش هنا تاني
- وقبل ان اقفل الخط قال: استني استني انا مش حضايقك خلاص...انا بس عاوز مساعدتك عشان عيلة سرحان ترتاح من الي اسمو حمدي ده...
- قلت وقد بدأت اخاف من لهجته : يعني ايه مالهم عيلة سرحان
- اصل الي اسمو حمدي تقريباً ممكن تقولي عى بوابة افلاس خسر في البورصة كل فلوسو ما فاضلش غير رأفت سرحان عندو حتتين ارض حيستثمرهم في مشروعين تلاتة وياخد قرض من البنك بضامنتهم وطبعاً عشان بنته متجوزة نزار وبقم عيلة واحدة مش حيرفضو......
- قلت عندها بغضب: انت عاوزة ايه ما تخلص الكلام لاقفل السكة
- استني شوية الكلام في مصلحتك....
- اسمعي...حمدي حيبيع الاراضي دول وياخد كل الفلوس ويهرب..هو بيخطط لكده ناس من الحبايب عنده وصلولي ده......
- وانا مشكلتي ايه في الموضوع عاوز مني ايه
- محسن بيه عارفاه الي رفضتيه من زمان عشان كنتي مع حمدي....هو الي انا بشتغل عندو دلوقت...ليه فلوس عند حمدي ومش راضي يدهملو....وعاوزين اوراق تثبت ان حمدي له صفقات مشبوهه يعني عشان نضغط عليه وما يلعبش بديلو ويسافر...
- انا ما معاييش حاجة بقلك....انت مش بتفهم انت...
- لأ معاكي يا منار....وانا متأكد من كده...عاوزهم وحتاخدي ربع مليون جنيه....
- انا تعرف نفسي في ايه...نفسي افضحك وافضحه واخلص منك ومنه في يوم واحد..
- فكري اذا كان مش عشاني عشان عيلة سرحان ولا انتي متعودة تطعني في ضهر الي يمدلك ايدو..
- ربنا ياخدك يا سراج.....ابعد عني...انت فاهم..
- يومين وعاوزة جواب...ربع مليون...وانتي فلة ما لكيش دعوة بحاجة بس تدينا الاوراق دي...
اقفلت سماعة الهاتف ورأسي يدور لا اعلم كيف اتصرف....وماذا افعل؟؟
اذا قلت للسيدة سناء عن ما عرفته هل ستصدقني؟؟؟
ستقول انني اقول ذلك لأنتقم منه لا اكثر...
وستسألني اكثر واكثر عن وضعه معي...وسأجلب الفضائح لنفسي ولنزار الذي لايعلم اي شيىء عن والد زوجته الذي سيكون قريباً الجد لأبنائه......
اي انت يا مجد الأن لتحل لي هذه المشكلة وتقف الى جانبي......وتساندني...
يا ليتني قلت لك قصة حمدي قبل ان تسافر وتتركني....
يومين..ورق..... لقاء ربع مليون ...
ولا اعلم تبعاتها وما سيحصل لي ولعائلة سرحان....
وان بقيت بعيدة أكون قد خنت عائلة اكلت وشربت لديها.....ولا تستحق مني ان اعلم ان عملية نصب ستقع فيها واسكت..
يبدو ان حمدي قد باع كل مبادئه حتى انه تخلى عن ابنته لأنه حتماً سيضرها اذا فعل ما فعله مع ال سرحان ...
ما احقره من بشر.....
لن اتركه يصل الى مبتغاه مهما كلفني الأمر...
رغم انني لا املك اية اوراق من التي يقول عنها سراج..كنت استعملها فقط كوسيلة ضغط على حمدي كلما اعترضني..ليتركني وشأني....ولكنني لا املك شيئاً...
................................... ...............
انهيت عملي وانا لم اقم به في هذا اليوم بالشكل التام..
كنت متعبة وشاردة ومشتتة من كل النواحي..حتى انني لم اسلم على الحاجة فاطمة قبل ان أغادر.....
عدت الى المنزل لأجد زائرة غير متوقعة ابداً تجلس الى جانب الحاجة فاطمة .....
مي!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
- اعترتني الصدمة خاصة ان الحاجة فاطمة كانت مبتسمة وكأنها علمت الموضوع ....وانا التي لم اقل لها في يوم أن لي شقيقة توأم....
- ابتسمت وقالت: اهلاً يا منار انا و**** يا بنتي اول ما شفتها داخلة عندي ومعاها عيل قلت ايه ده ...منار ايه الي رجعها بدري من الشغل..بس اما عرفت انها اختك الي رجعت من السفر اتبسطت....عشان انتي كل اهلك بعاد عنك....واهو اختك جت...
- اصطنعت مي السلام علي وحضنتني ببرود وانا عاجزة عن الكلام وغير مصدقة....
قالت الحاجة: ادخل اعملكم شاي بقة...
- قلت بعد ان دخلت الحاجة فاطمة: ما توقعتش اشوفك هنا يا مي...(قلتها مبتسمة).
- تنهدت وقالت: ما جابنيش ا لا الشديد القوي....
- يعني افتكرتي اني ليكي اخت وسامحتيني...(قلتها بلهفة)
- افسدت فرحتي بها وقالت:لق...انا عاوزة ابيع البيت ...ولازم تمضي على الموافقة..
قلت بذهول: ابيع البيت؟؟؟
- اه انا عاوزة ابيع البيت...في حد حيشتري هو وكل بيوت الحارة...وانا حبيع....
- تبيعي ليه..ده بيت ماما..ايه الي جابرك...حتقعدي فين لو بعتيه
- حشتري قودة صغيرة..اعيش فيها انا وابني وبالفلوس افتح محل صغير بدل المصنع الي بشتغل فيه وباخد منو ملاليم....وخالي بيبعتلي كل شهر فلوس بس مش ضامناه ....
- تنهدت قائلة: والمبلغ كويس؟؟
- كويس اه...وبالعدل..نصه لية ونصو ليكي...
- انا مش بتكلم عشان كده.....انا بس حازز في قلبي ابيع بيت ماما
- ضحكت بإستهزاء : لأ بجد..حنينة اوي....مع اني اعرف انك بتموتي بالفلوس...وعشانها دستي على كل حاجة....لأ حتبيعي احسن ما يوقع عليية انا وابني كده كده البيت ايل للسقوط..
- قلت بملل: كفاية مي...الي عاوزه حعمله....
- يبقى بيوم الاتنين الي جي حخلص كل حاجة وحبعتلك تجيي عندي تمضي وتاخدي فلوسك ..
- بل ان تغادر قلت: انا مش عاوزة حاجة خدي الفلوس انتي يا مي..
- سرحت فيي وقالت: لأ....اشبعي بيهم انتي...لاحسن تقولي في يوم اختي سرقتني..انا ما خدش فلوس مش حقي يا منار..ولا ابص لغيري....
تركتني وغادرت ........
اتت الحاجة فاطمة تحمل في يدها الشاي وقالت...
- هي اختك فين
- اصلها روحت متسعجله...
- روحت بالسرعة دي ...بقالها ساعة مستنياكي...
- حترجع ان شاء**** قريب حترجع....
................................... ............... .....
مر يومين وانا على اعصابي....متوترة واشعر بالضعف...لا املك اي شيىء...افعله....
جاء اتصال سراج..
وبقيت لثوان انظر الى الرقم ولا استطيع ان أرد.....
- الو...
- ايه يا جميل...الاوراق فين..
- قلت ببرود: ما فيش اوراق..وما فيش حاجة..وانت حتبعد عني...ومش عاوزة اعرف ولا اشوف وشك بعد النهاردة...يا حقتلك يا سراج...واسلم نفسي...انت فاهم...
اقفلت سماعة الهاتف...وانتزعت البطاقة منه...ورميتها في اقرب حاوية نفايات........
................................... ............... ...
بقيت امشي لوحدي في الشوارع ...
افكر تارة وابكي تارة واسرح تارة الى ان اصطدم بأحدهم لأعتذر واواصل الى لا مكان....
الحزن الذي في داخي لا يزول مهما كر الوقت والمشاعر المختلطة المثقولة بنفحات من الألم لا تنجلي بل تصر دائماً على ان تمزقني....
شعرت ان قوتي اخذها مجد معه عندما سافر هذا ان كانت تسمى قوة بل هي اشلاء ثقة بالنفس وبقايا ايمان ......تجمعت مع بعضها لتعطيني قوة....
كلما نظرت الى السماء اشعر ان **** معي اكثر....لتعود الي ابتسامتي وحبي للحياة وللتوبة التي لن اتراجع عنها ابداً...عهداً قطعته على نفسي امام **** ولوالدتي ......
لم اعد املك اي شيىء...خسرت عائلتي...ومن احب.....
وحيدة مهما حاولت أن أحيط نفسي بأشخاص غرباء عني ....
وقفت امام احد المقاهي.....انظر الى العشاق الذي يجلسون في من خارج الزجاج.......دخلت لاشاركهم عشقهم بنظراتي البلهاء....لأشعر بخيبة ويأس اكبر.....ولكن انا بحاجة الى الحب بحاجة لأن أراه لدى غيري لأنه استحالة ان يكون لي في يوم.....أتنفس من خلاله ضعفي....وقلة حيلتي لأنني بيدي وبإرادتي ضحيت بمن احب لكي لا اخسره بعدها رغماً عني...
شربت فنجان قهوتي.....وغادرت ....مررت بجانب احد الملاهي الليلة....وجدت فتاة اعرفها تخرج منه ما ان لمحتني حتى فررت هاربة لكنها اوقفتني..
- ريم....ازيك ايه ده انتي بتهربي مني ليه..
- قلت وانا ادير وجهي: عاوزة ايه يا نجوى هانم....
- يا ستي قولي كان بينا عيش وملح...السلام لله
- اه هو لله مش للي زييك
- طيب ماشي يا ستي الحق عليية اني كلمتك منتي عاملة فيها الخضرة الشريفة
- ابعدي من سكتي..كانت ايام سودة يوم ما عرفتك...انتي السبب في كل الي حصلي يارب ينتقم منك ومن الي زييك.....
- قال بصوت عال في الشارع: انا لميتك من الشارع ومن الفقر الي كنتي فيه....خلي الفقر ينفعك....حتشحتي بكرة وتقولي يا ريتني فضلت زي منا مش موكوسة زييك...وحترجيعي راكعة وتقوليلي عاوزة حتة ابات فيها يا نجوى..
- اقتربت عندها منها والنار تشتعل داخلي وامسكتها من شعرها وضربتها واوقعتها ارضاً وانا اصرخ واقول: حقيرة وسافلة انتي والي زييك....ربنا حينتقم منك..لو قادرة اخنقك حخنقك.....(امسكت رقبتها بيدي الاثنتين)
- قالت بصراخ وهي تحاول الوقوف امام الناس: طول عمرك حتفضلي في نظر كل الي يعرفك بنت ليل....يشترو الليلة معاكي ببجنيهات...عاوزة تعملي نفسك شريفة اعملي بس ما تبعنيش مبادىء اتخليتي عنها بإرادتك ما حدش ضربك على ايدك يا حقيرة..لسه حتشوفي ايام سودا ....
ابعدني الناس عنها....وقفت امام كلماتها والجميع ينظر الي بعد ما سمعوه........تركتها...لم ارد بعدها عليها...غادرت مسرعة....ابكي...
هل حقاً انا كما قالت.....
انا اقوم بتمثيل دور الشرف فقط وأنا لست كذلك؟؟؟؟
لم افعل لغاية الأن اي شيىء جيد في حق نفسي ولمن حولي.....الجبن والضعف دائماً اتذرع بهما لأهرب من كل المشاكل والصدمات...
ولكن كفى....
لن استكين لأي شيىء بعد الأن....
وسأقوم ولو لمرة بموقف مشرف في حياتي....
اخذت اول سيارة اجرة صادفتها متجهة الى منزل ال سرحان..
وجدت الجميع في الصالة....
وقفت كالمجنونة وقلت للسيدة سناء وللسيد رأفت..
عاوزكم في موضوع مهم لو سمحتم...متعلق بحمدي...دلوقت حالاً..
الفصل السادس عشر
وقف الاثنين وانا جالسة ......قالت السيدة سناء..
- مالك يا ريم....
- قلت بأسى::انا حقلكم حاجة بس وحياة اغلى حاجة عنكم ما تسألونيش في تفاضيلها
-- قالت السيدة سناء: ريم انا قلبي حيوقف في ايه
- قال السيد رأفت: هو ايه الحكاية بالضبط مالو الاستاذ حمدي...
- قلت بعصبية : ده مش استاذ ده احقر الناس...انا جية احذرك منو...
- قال بذهول: ازاي مش فاهم وانتي دخلك ايه بحمدي تعرفي منين
- اعرفو..من زمان اعرفو...مش مهم الموضوع مشم وضوعي وموضوعو...المهم انك ما تخشش معاه في اي صفقة ولا اي بيع ارض ولا اي حاجة..حمدي مفلس خسر كل فلوسو في البورصة و بيوهمك بموضوع المشاريع والارض عشان ياخدهم ويبيعهم ويسافر .........الراجل ده كول عمرو كده...نصاب وحرامي..(نظرت اليهم وجدت الحيرة في عيونهم وكأنهم غير مصدقين فعدت وقلت بإصرار)
- وحياة ربنا انا بتكلم صح...صدقوني...و**** العظيم الراجل ده نصاب اوعو..انا عشان اكلت في البيت ده عيش وملح ما قدرتش اعرف الحجات دي وافضل ساكتة مع اني عارفة ان كلامي حيعملي مصايب كتير ومشاكل اكتر بس ما قدرتش...
- قال رأفت: مين قلك يا ريم؟؟
- ناس معارفو ....وأكدولي الموضوع ده....صدقني لو دورت على سجلات حمدي في البنوك حتلاقي مفلس اسأل واتأكد والموضوع الي بيعملو عليك كلو بس عشان ياخد الاراضي الي حيلتك ويخلع بيهم..
- قالت السيدة سناء: وازاي يعمل كده...فينا بالذات...ده احنا بنتو جوانا .....مش ممكن...
- قلت بثقة: هو ما تفرقش معاه ولادو..اسأليني انا...ما يهموش الا نفسه وبس...
- قال السيد رأفت محفزاً: قولي يا ريم تعرفي ايه قولي....مش حكذبك...
- انا كل الي اعرفو قولتو..
- لأ يحقلنا نعرف انتي تعرفي منين وازاي جبتي المعلومات دي...
- قالت السيدة سناء : ايوة...قولي يا ريم طالما معتبرنا زي اهلك وعاوزة تساعدينا وتخرجينا من ورطة احنا بردو يهمنا نعرف ايه علاقتك بحمدي...
- قلت وانا امسح العرق الذي بدأ يتصبب على وجهي: اعرفو من زمان...كان نصيب وما تمش....كده
- قالت وهي تشهق: يعني اما كان هنا كنتي عارفاه وما قلتيش...
- مافيش داعي اتكلم في حكاية راحت في حالها وخلاص يا طنط سناء
- شعرت انها فهمت قصدي لانها تعرف قصتي كلها فقالت وهي تهز رأسها: فهمت خلاص....فهمت
- قال السيد رأفت بإستغراب: فهمت ايه..انا مش فاهمة حاجة...فهموني لو سمحتم(قالها بصوت عال)
- قلت وانا اغادر: انا اسفة...جيت في وقت غير مناسب...بس ما قدرتش ما قول....عن اذنكم..
وانا خارجة اصدمت بسماح تقف على الباب تسمعنا ...فقالت..
- انتي رايحة فين يا ريم استني...ده نزار وقمر جييين يتعشوا معانا
- سلميلي عليهم حبيتي..اشوفك على خير عن اذنكم..
لحقت بي السيدة سناء الى الحديق اوقفتني والدمعة في عينها .....
- استني يا ريم...استني..
- ايوة يا طنط...
- قالت وهي تحاول ان تخرج من جوفها الكلمات بصعوبة: اصل...اصل...الي قلتي قلب كياني كلو...ولخبطني انا ورأفت..مش عارفة..اتوجعت..عشان قمر مرات ابني..
- لأ يا طنط...قمر ما لهاش ذنب...قمر بنت كويسة..والاهم انها بتحب ابنك نزار...
- انا عارفة بس اضايقت اوي...عشان انا متأكدة انها هي ما تعرفش ابوها انو كده..
- انا الي اعرف....(تنهدت بقوة والم)
- يعني قصدك ان حمدي هو الي كان السبب في موضوع العملية واتنكر لابنك و..(صمتت )
- خلاص ما تكمليش يا طنط سناء...ماضي وراح في حاله..بس ربنا انتقم منه برده..وهو بقة على الحديدة....
- يا ربي..انا مش مصدقة..اخر حاجة كنت اتوقعها من الراجل المحترم الي عامل نفسه محترم يكون كده
- واكتر من كده....انتو عيلة جميلة وربنا مش حيوقعكم في ايدين حد زيو....
- قالت وهي تبتسم لي : انتي الي كويسة...وبنت بجد مش قادرة اوصف اخلاقك الجميلة ...
- انا الي مهما عملت مش حرد جمايلكم يا طنط سناء...
- مع اني حاسة اني ظلمتك اوي يا بنتي(قالتها بحزن)
- قلت وانا اتصنع الا مبالاة: لأ...عادي...ربنا يرزقه بلي احسن مني يارب..مجد يستاهل كل خير..
- قالت وهي تهز رأسها رافضة: مجد تعبان اوي...كل يوم يتصل بية ويعاتبني ...انا زعلانة عشانو....
- قلت بثقة: هي الدنيا كده ما بتدناش كل الي عاوزينو ولا كل الي بنحبو...ويمكن يكون في خير لينا مش العكس...صدقيني....
- حضنتني وقالت: انتي بنت تجنني ربنا يديكي على قد نيتك الصافية يا ريم يارب..
قبلتها وابتعدت..وانا انظر اليها من وراء اسوار الحديقة الى ان غابت عن ناظري....عندها بدأت البكاء...
................................... ...........
مرتاحة نوعاً ما .....لكن....اشعر بالخوف بين الحين والأخر لأنني كنت اعلم ان ما فعلته سيجر قدماي الى المجهول..ولكن لم يعد يهمني...ماذا املك في هذه الدنيا اخاف عليه.؟
لا شي؟
نعم لا شيئ...الذي كنت اخاف عليه قد ذهب...او انا كنت اظن ذلك.....
بعد ايام قليلة......اعترض طريقي سراج ووهو يحمل في يده سكينة ......
- ايه ....فاكراني نسيتك....
- قلت بقوة: لأ....اهو ادامك عاوز ايه...خاف على نفسك مش علية انت الي حتروح فية لو قتلتني..
- منا لو ما عملتهاش حيعملها حمدي......بعد ما فضحتي....بدل ما ستاعدييني انا وتاخدي قرشين روحتي قولتي لعيلو سرحان والنتيجة ايه ما طلتيش حاجة..فضلتيهم علية...
- انت تبعد عني لاحسن اصوت ولم عليك الناس وابلغ البوليس...
- جه انتي حتشوفي ايام لسه استني علية....فاكراني مش عارفك...عارفك..وعارف سكتك..وعارف حتى بيت اختك..مهما هربتي حلاقيكي.....
- انتو الاتنين اوسخ من بعض عادي..(حاولت الافلات منه وبدأت اركض وهو يصرخ)
- ماشي ياريم ليكي يوم بس استني علية......
................................... ............... .......
الغريب انني لم اخف....تعودت على حلقات الرعب والألم التي اعيش فيها كل يوم ...اشعر انني لم اعد اشعر....
لا شيىء..كأنني لم اكن..كأنني لست انا..
فتاة هائمة في بحر الحياة لا تملك من القوة الا نفحات تجعلها تتنفس وتأكل وتنام وتعمل فقط لا غير....
دائماً احاول ان اجعل حياتي طبيعية ولكنني اعجز...اهرب من مشكلة لاقع في ورطة..اهرب من ورطة لاقع في مصيبة..لتلحقها كارثة..
والحلقة كلها محورها انا...نعم انا....
ابتعدت عن كل شيىء...اصبحت امشي في الطريق وانا مشتتة لا يهمني ان يصيبني مكروه او حتى يعترضني حمدي ويقتلني او سراج ا اي احد....اريد فقط ان ارتاح...
اصل الى المنزل اتحدث قليلاً مع الحاجة فاطمة...
ان كان لديها ما تقوله لي اجلس معها ..ان لم يكن لديها اتركها وادخل الى مضجعي ارتمي فيه حتى يقتلني النعاس بعد ان اتعب من التفكير وانام...
وان كانت تريد التحدث معي اجلس بقربها وانظر الي عيونها كي تشعر كم احبها واحتاج اليها في حياتي...
- ريم جت اختك النهاردة وسألت عنك
- مين مي..
- اه وبتقلك انها اجلك المعياد ليوم 15 الشهر الي جي عشان تروحي عندها البيت وتمضي لأن معاملة الضرايب لسه ماخلصتش..
- ما قعدتش خالص..
- لق قالتلي الكلمتين دول على الباب وروحت...
- قلت وانا اتنهد: انا عاوزة اطلب منك طلب يا حجة..
- قولي يا بنتي..
- لو حصل لي اي مكروه ....(قاطعتني قائلة..بعد الشر)..اسمعيني يا جاجة لو حصلي حاجة ووحشة...امانة عليكي تفضلي تسألي عن مي وعلي...ماشي..وتحني عليهم..انا عارفة طيبة قلبك...
- ده انتي واي حد من طرفك على دماغي من فوق..ولو حب تيجي تعيش معانا يا ميت اهلا وسهلا ..و**** بجد..
- تسلمي يا حجة مش كفاية انا متقلة عليكي..
- متقلة بأيه ده انتي شايلة كل حاجة الاكل والشرب والادوي بتاعتي..يكفي دخلتك علية..ده انتي حيتكتبلك الجنة ان شاء****
- ضحكت وقلت: تفتكري يا ماما..
- طبعاً يا جبيتي الانسان بأعماله..وانا ديما بشوفك في رؤية جميلة....الا..
- الا ايه يا ماما فاطمة
- من يومين كده...شفت حجارة بتوقع ...وانتي خارجة هدومك متوسخة بس بعدين فجأة لقيتها بقت بيضة..بس الهدوم كأنها مش بتاعتك...
- خير يارب....
- هو كلو خير حبيتي....انا لو حسيت ان في حاجة وحشة ما كنتش قلتلك..بس يارب خير...
- ادعيلي انتي بس ربنا يبعد عني ولاد الحرام....
- يارب يا بنتي....
(طرق عندها الباب )...فتحت لأجد حمدي من جديد..
- قلت فوراً: الظاهر دعاكي يا ماما فاطمة لسه ما وصلش...عشان الي منقول عليهم ظهرو اهم
- قال والشرار يتطاير من عينيه: ايه حتيجيبي مين دلوقت يضربني ..حبيبي القلب سافر...
- عاوز ايه يا حمدي...اخرج من هنا لالم عليك الحارة..
-لق جدعة..الي عملتي مش حفوتهولك...خليكي فاكرة..
- قلت بثقة وبرود: الي تقدر عليه اعملو..انا زمان كنت اخاف منك..دلوقت لأ...واطلع برة
(اقفلت في وجهه الباب..ثم عدت وفتحته وقلت)
- قول للذيل بتاعك الي اسمو سراج الي بيلهب على الحبلين لحساب محسن يبعد عني عشان لو شفتو مرة تانية حقتلو اقتلك او ابلغ عنكم انتم الاتنين ...ماشي ولو حصلي اي حاجة حتروح في داهية يا حمدي اكتر ما انت رايح فاهم..وعن اذنك دلوقت حقفل الباب كويس عشان الشياطين ما تنطلناش كل شوية...
................................... ............... ...
اعتقدت ان حمدي سيضرني جسدياً كما فعلها قبلها لينتقم مني...لم اكن اعلم ان ضرره سيلحق بي على المستوى المعنوي والمهني ....
تخيلت ان المجرمين ضررهم يتوقف عند حدود معينة...لكن مع حمدي تخطى الضرر كل الاساليب الوقحة.....لضيل الى ما وصل اليه.....
وانا في عملي اتى ساعي البريد الينا وأعطى رسائل الى جميع العاملات في الحضانة وعلى رأسهم المديرة وانا من ضمنهم...
فتحت الرسالة لأجد ما لم اتوقعه..
صوري......وانا في اوضاع محرجة مع عدد من الرجال .....
وبدأ الجميع ينظر الي....فنفس الرسالة ارسلت الى الجميع وصور كانت تذداد....
استدعتني فوراً مديرة الحضانة والغضب يملأ كلامها..
ولم استطع تبرير ما رأت....
كيف اقول لست انا ....وهي انا؟؟؟؟
وان كذبت وانكرت هل ستثق بي بعد ما رأته؟؟؟؟
تركتها بعد ان اعطتني معاشي الاخير قائلة..
- شغلك عندنا خلص...وانا بقى اتكلم مع سناء ....واكيد هي ما ترضاش ان حد زييك يشنغل عندنا
- قلت لها بأسى: انتي شفتي حاجة وحشة مني طول الفترة الي اشتغلت فيها عندك؟؟
- لأ...بس بردو ما قدرش اشغل عندي وحدة تربي اطفال صغيرين وهي كانت كده....يمكن...
- خخلاص ما تكمليش....ما تكمليش...
بدأت ارض في الشوارع وانا في حالة غير واعية ابداً....لم اكن مستعدة لهكذا صدمة....خسرت من جديد شرفي....وعملي....ففي كل مرة انسى ما كنت فيه واعيد بنتء شرف جديد يأتي احد ويسلبه مني تحت مسمى( الماضي).......لأفقد عذريتي من جديد في كل مرة اعود ببنائها.......
وصلت الى البيت لأجد الحاجة فاطمة تحمل في يدها ايضاً نفس الظرف....ونفس الصور.........
قالت وهي تنظر الي بذهول..
- ايه ده يا بنتي...
- ركعت عندها على قدميها وبدأت البكاء وقلت: ححكيلك كل حاجة يا ماما فاطمة.......بس قبلها...حجيبلك حاجة..
دخلت الى غرفتي وجلبت ال**** الكريم وقلت وانا اضع يدي عليه..
- و**** العظيم اني تبت...وما قربتش للحرام من فترة كبيرة..ومش حقرب..ربنا من عندو بيقبل التوبة..ليه الناس مش راضية..ليه بيعاملوني اني زبالة كده...مع انهم ما بيشفوش مني الا كل حاجة كويسة..عشان بس كنت كده...منا مش كده...انا بطلت كده...بطلت كده....
اعمل ايه طيب اكتر من الي بعملو عشان الناس تنسى وتغفر....
حضنتني وقالت: معلش يا بنتي اهدي بس...واحكيلي..
- مسحت دموعي وقلت: ححكيلك ...ححكيلك يا ماما...
حكيت لها كل شيىء...من اللحظة التي تركت فيها منزل والدتي الى اللحظة التي دخلت فيها اليها.....بكت عندما بكيت ..وتألمت عندما تألمت...وبعد ان انهيت...دخلت غرفتي...ولم انتظر الى ان اسمع ما تريد ان تقوله...فلقد كنت اعرف السيناريو نفسه...
وضعت اغراضي في حقيبة وخرجت اليها..
- اشوف وشك بخير يا حجة فاطمة..
- قالت وهي تبكي: على فين يا بنتي
- خلاص...مش حستنى منك تقوليلي انتي انك مش عاوزاني زي ما عمل الكل معاية...اروح..ربنا ما بيسبش حد..
- اقتربت مني بتثاقل ومسحت دموعي وقالت: اذا كان في ربنا في السما بيغفر ويسامح ويقبل التوبة..يبقى انا ما قبلهاش يا بنتي...يا حبيتي..تعالي في حضني...تعالي..
رميت الحقيبة وحضنتها بقوة وبكيت انا وهي...بشدة...حتى نسيت نفسي..ونسيت الامي.....ولأول مرة اشعر ان هناك على هذه الأرض من يقبل التوبة......لعلها الحاجة فاطمة عملة نادرة لن تتكرر في هذا الزمن......
................................... ..............
يتبع......
استاذ نسوانجى
08-06-2016, 06:58 PM
الفصل السابع عشر
اصبحت بلا عمل....ابحث عنه كل يوم دون جدوى.....اما بائعة ملابس بجنيهات قليلة او سكرتيرة لأحد الأطباء وجميعهم يقول لي
( حنتصل بيكي)....
الا ان وجدت عملاً لدى بائع حلويات...كبير في السن...كان يريد فتاة تساعده في المطبخ وفي المساء في المحاسبة...انه العم شكري...
شعرت في داخلي برغبة كبيرة لأن اعمل عنده..في نظراته نفحات لأبوة افتقدها منذ زمن....كان لا يقول لي الا (يا بنتي) ومنذ ان اتيت اليه وافق فوراً على ان اعمل عنده ...
سألته بعدها( وافقت علية بسهولة كده ليه وفي كتير قدمو )
فقال لي: شبه بنتي الي اتوفت من سنة....
عرفت السر وعندما اراني صورتها شعرت تأكدت انه لم يخطىء ابداً ......حتى من يأتي لزيارته في المحل ويراني يقول له( مين البت دي شبه سحر **** يرحمها) فأرى عينه تدمع وينظر الي ويبتسم...
كان دوام عملي طويل من الساعة السادسة صباحاً وحتى السادسة مساءً وساعة غداء عند الساعة الواحدة ظهراً.....لكنني احيانا لا استغلها واعود الى المنزل بل ابقى في المحال واتناول السندويشات التي تصنعها لي ماما فاطمة في الصباح ...
وذلك كنوع من التوفير في المواصلات..فراتبي لم يكن كالذي كنت اتقاضاه في الحضانة ولكنني سعيدة بالعمل مع العم شكري...
شعرت أن **** يرسل الي دائماً من يفتحون الأبواب في وجهي مهما اغلقت من حولي وهذا الباب اتى من خلال الشبه بيني وبين ابنته ..ولعل جملة( يخلق من الشبه اربعين) تأتي في بعض الأحيان في صالح الشخص وليس العكس خاصة في حالتي...
كنت انا وهو في المحال ومعنا صبي صغير يدعى يحيى يوصل الطلبات.....
كان العم شكري من المتخصصين بفطيرة حلوى لا يعرف ان يصنعها احد غيره في المنطقة (حلوى التفاح) فيقصده جميع اغنياء البلد للحصول عليها لمذاقها اللذيذ وطعمها الرائع.....
كان لدى العم شكري مصطلح وهو( سر المهنة) فلا يقول لأحد كيفية صنعها..
ولكن الغريب انه علمني اياها....وفي اقل من اسبوع اصبحت اتقن صنعها ليس مثله ولكن على الاقل اصبحت اعرف هذا السر...
.......................
اتى الخامس عشرة من الشهر...وذهبت الى منزل اختي ليتم بيع المنزل...
وجدتها تجلس وتبكي...
- مالك يا مي في ايه؟؟ فين المحامي
- قالت ببكاء: ما فيش محامي وما فيش بيع..
- ليه انتي بتقولي كده ليه حصل حاجة
- البيت طلع مرهون
- نعم؟؟
- ايوة رحت الضرايب عشان اخلص اوراق عشان البيع لقيتو مرهون ...الرهنية 20 الف جنيه لابو سمير...السمسار بتاع الحتة..
- مش معقول(اصابني الذهول) وماما عملت كده ليه
- عشان ...عشان..
- عشان ايه؟؟؟ امك تاخد المبلغ ده ليه
- انا فاكراه من خالي مش منها
- مش فاهماكي....ماما حتعوز المبلغ ده في ايه
- قالت بخجل وهي تمسح دموعها :عشان اديناهم لكمال...
-كمال طليقك...ليه عشان ايه..؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
- اصلو كان عاوز يدخل في شغل مع حد....وكان مضطر عليهم...فماما قالت خلاص ادبر انا الموضوع ....وما كنتش عارفة انها حترهن البيت بس هو كان متأكد انو المبلغ في اقل من شهرين حيرجع اضعاف
- قال بغضب: ايه الكلام ده..وحصل ايه...
- ولا حاجة زي ما انتي شايفة...كمال سافر ةراح ما رجعش وبعتلي ورقة طلاقي
- قالت بحدة: يعني مش مووضوعي انا السبب زي ما انتي قلتي...؟؟؟؟
بدأت البكاء اكثر ولم ترد علي...
فعدت وقلت: يعني مش موضوعي انا..زي ما فهمتي ماما اني انا السبب في طلاقك ...السبب انو اخد الفلوس وهرب ...صح؟؟؟وماما من وقتها عييت اكتر عشان عارفة موضوع البيت صح
- قالت وهي تصرخ في وجهي: اسكتي..خلاص مش عاوزة اسمع...
- قلت بعصبية: كرهتي ماما فية اكتر ..وخليتين احس اني سبب كل تعاسة الدنيا....حرام عليكي...
- قالت وهي تصرخ: حرام عليكي انتي...كلو بسببك انتي مهما عملتي مش حتكفري عن ذنبك..
- انا مش ضعيفة اوي بالشكل الي انتي متخيلاه عشان تتكلمي معاية بالطريقة دي واسكت..خلاص مش حسكت بعد النهاردة....
- خلاص يبقى تسيبيني في حالي...اخرجي يلا...ان شاء**** البيت يوقع علية مش فارقة معاية..اخرجي يلا...
تركتها وهممت بالخروج..
توقفت وعدت اليها وانا اسمع صوت بكائها...
- اقتربت منها وقلت: مش مشكلة..الرهنية تتحل انا ححاول اجيب المبلغ ده
- قالت وهي تنظر الي بشكل مستفز: اه مهو سهل عندك تجيبي اي مبلغ..
- صفعتها على وجهها ولم اتحمل نفسي وقلت: انتي ما لكيش حق تحاسبيني...لية رب يحاسبني..سيبوني في حالي بقة...انا تعبت..
................................... ............... .....
يبدو ان مي اصبحت تتقن فنون التعذيب النفسي معي....فكل مرة اراها فيها تحبط من عزيمتي وقوتي وثقتي بنفسي...وتجعلني ارتمي في بحر من الاحزان لا تهدأ امواجه....
تأتي الي الحاجة فاطمة عندها لتواسيني...
- معلش يا حبيتي...اصبري..ده ربنا مع الصابرين والتوابين..
- انا مش صعبانة علية نفسي..انا صعبانة علي مي وعلي...مش عارفة اعملهم ايه بجد..والمبلغ كبير...
- جبيها تعيش معانا هنا يا ريم..
- تسملي يا حجة انا اعرف نشافة دماغها مش حترضى,,
سمعت طرقات على الباب ...فتحته لأجدها امامي تحمل في يدها علي وتقول بإستكانة..
- ممكن اشرب معاكي فنجان قهوة...اصل...اصل...
شددتها من يدها وضممتها لم انتظر كي تقول اكثر.....وكان اول لقاء بيني وبينها بهذا الشكل منذ اكثر من اربعة سنوات..
استمر البكاء بيننا لدقائق....وهي تطرق بيدها على ظهري وتقول..
- انا تعبت اوي في غيابك عننا....سامحيني....
- قلت لها وانا امسح دموعها: انتي الي سامحيني يا مي...سامحيني على كل سببتو ليكي انتي وماما..
................................... .......
ومن يومها عدت انا ومي توأمان على حق....
بدأت تتودد الي دائماً وتزورني في منزل الحاجة فاطمة وايضاً في عملي...
ووعدتها ان احاول ان اجمع مال الرهن في اسرع وقت ممكن لكي تتمكن من بيع البيت...
اتت الي في محل العم شكري وما ان رأها حتى قال..
- ايه ده...ايه القمر ده..انا بقة عندي بنتين دلوقت..ربنا بيعوض اهو
- ضحكت وقلت موجهة الكلام الي مي: شفتي يا مي...ده عم شكري الي قلتلك عليه...ما بيشبعش مجاملات
- قالت مبتسمة: حكتيلي ريم عنك كتير....ربنا يرحم سحر
- قال وهو ينظر الينا نحن الاثنتين: انتو ما يتفرقش بينكم خالص
- قلت وانا اضحك: ماما كانت بتفرق من شامية صغيرة على كتفي
- لق بس مي برد تتفرق عنك
قلت بذهول: بأيه
- قال: في ودنها الشمال ورا كده علامة زي وقعة او كده
- قالت وهي تضحك: اه اصلي من فترة وقعت على ازازة واتعورت من هنا وقطبوها كم قطبة..
- شفتو بقة ة افتشكم ازاي
-قلت بضحك: يا عجوز قد ايه ملاحظتك قوية انا لو كنت اصغر من كده بشوية كنت خفت منك
- قال وهو يضحك: يا ستي مش باقي من العمر قد الي راح..وموت سحر بنتي الوحيدة قصفلي عمري
- ربنا يديك طولة العمر( قالتها مي)
- قال لها: انتي بشتغلي يا مي
- ايوة في مصنع
- وبتاخدي كويس؟؟
- الحمد ****...
- طيب ايه رأيك تشتغلي معانا ..
- قالت: لـا..انا تقريباً شغلي في المصنع بقالو مدة...ومرتاحة فيه
- على كيفك....انا اطول اتنين يشبهو بنتي يكونو قدامي اما تروح واحدة تفضل التانية...
................................... ............... ........
كان العم شكري الفرحة التي ارسلها لي **** بعد حزن كبير عشته واالام لم تبرح ان تخرج مني....
لدرجة انني اقتنعت انني ابنته سحر ولست لا منار ولا ريم...
فلعبت هذا الدور بإتقان.....فكنت اشعره دائماً انني ابنة ولست موظفة لديه وهو كان يطير فرحاً بهذا الشعور الذي أنا ايضاً كنت بحاجة اليه....
هو بحاجة الى ابنة وانا بحاجة الى أب....
قضيت ايام جميلة في محاله واصبحت كما يقولون( الكل بالكل فيه) وعم شكري لا يتدخل في اي شيىء بل يصنع الحلوى صباحاً ويجلس على المكتب طوال النهار يقرأ في بعض الكتب ويتلقى اتصالات من الزبائن للطلبات...ويكتبها على ورقة ويعطيني اياها... وانا اقوم بكل شيى من بيع و توريد والاعتناء بكل صغيرة وكبيرة...
الا ان جاء طلب قالب حلوى كبير وفطيرة تفاح الى السيد رأفت سرحان عبرالهاتف .....بمناسبة نجاح ابنته في الثانوية العامة...
صنعت لها الفطيرة بنفسي...وطلبت من العم شكري ان يكون القالب مميزاً جداً لأنها تهمني...
ارسلتهم وكتبت على ورقة
( الى اجمل سماح الف مبروك على النجاح)
ريم...
ف ياليوم التالي اتصلت السيدة سناء لتشكرني على ما فعلته ولتقول لي..
- انا اتبسطت اوي...بجد ...كانت مفاجأة لينا كلنا...بس انا ما كنتش عارفة انك بتشتغلي هنا
- وانا اتبسطت اكتر عشان اعوض ولو شوية عن الي عملتو معاية
- حبيتي يا ريم ربنا يوفقك انتي اجمل بنت بأخلاقك وطيبة قلبك يكفي الي عملتي عشان تنقذينا من الي شكري..
- هي قمر عرفت حاجة
- لق ولا حد عرف حتى ان رأفت قلو انو مش عاوز يبيع الارض وبس..ونزار ساب الشغل من عنده عشان فلس زي ما قلتي وما حبيناش نزعج قمر في حاجة اصلها حامل وعلى وش ولادة
- ربنا يقومها بخير وسلامة يارب
- قالت بخجل: انا كل مرة بزعل من نفسي اوي..عشان انا السبب في انك و..
- قلت لها حاسمة الموضوع: كل شيىء قسمة ونصيب وكده احسن حبيتي..كده احسن
..............................
هذا الحديث مع السيدة سناء كان له تبعات ولعلي اكتشفت تبعاته بعدها......
لم افكر كثيراً في اي امر يصادفني لأن وقتي كان مشغولاً بالعمل دائماً في محال العم شكري...ولم اعد ارى من حينها لا سراج ولا الشيطان الاخر حمدي....
لكن كلما فكرت في منزل والدتي احزن...كان ينقصني وقت طويل لأستطيع ان اجمع الرهن...ولا اريد ان اطلب من عم شكري اي شيىء حتى لا يعتقد انني استغل ابوته لي...
كنت اسرح بين الحين والأخر في هذه المشكلة لأستيقظ على صوت احد الزبائن يريد ان يشتري شيئاً...
- انسة لو سمحتي ممكن فطيرة كبيرة...
-لم انظر اليه بل هرعت فوراً لأجلب علبة اضع فيها الفطيرة...نظرت اليه لأسأله عن حجمها...
واذا بي ارى..
مجد.............
الفصل الاخير
تجمدت في مكاني وانا احمل علبة صغيرة وانا اراه يبتسم لي وكأنه يعرف انني اعمل هنا وأتى من اجلي وليس صدفة...
- جلست على الكرسي وقلت له : انت جيت ليه؟؟
- قال بهدوء ورقة: عشان في حد بطل تلفيونو يشتغل ومش قادر اسمع صوته ...
- في هذه الاثناء اتى العم شكري نظر اليه وقال: اهلا وسهلا اي خدمة؟؟؟
- ارتبك مجد وقال: اه ..اصل...عاوز فطيرة تفاح....انا اول مرة ادخل المحل الناس قالتلي ان انت عندك فطيرة تفاح هايلة كده يعني ما فيش زييها مهما لفيت الدنيا مش حلاقي في طيبتها وجمالها وعشان كده جيت من اخر الدنيا عشان احملها في ايدي واروح بعيد كده وتبقى لية لوحدي........
-قال العم شكري وهو غير مركز في الموضوع : ماشي حجيبهالك من جوة لسه عملهم الصبح ...ما تاخدش من الي هنا.....
.
- قلت وانا انظر اليه بعتب: لأ مجد...ما تعملش كده وترجع الي جواية انا مش عارفة نسيت ازاي ..جيت ليه
- انا ما جيتش عشان تفتكري...انا جيت عشان احققلك الي مش يتفكري فيه
- قلت بأسى: صعب
- مافيش حاجة صعبة...الصعب ده احنا الي منعمله عشان ربنا ديما بيهألنا السهل الي قدمنا يبقى احنا ليه نرفضه ونصعبه......
عاد العم شكري يحمل في يده الفطيرة بفرح قائلاً..
- دي شغل ريم...كأني انا الي عملتها بالضبط...لدرجة اني تهت بلي انا عملته ولي هي عملته عشان هي نفسها...
- ابتسم مجد وقال: ده يبقى حظي من السما...
- دفع ثمنها للعم شكري وقال: انا و**** حبيتك يا عم ...
- اسمي شكري..
- ايوة يا عم شكري...حرجع اصل بعد الضهر اخد كمان
- اهلا بيك يا استاذ محلك ده...
- غادر وهو ينظر الي بعيون فرحة وكأن تفاؤل الدنيا كلها في روحه ابتعد ثم عاد من وراء الزجاج واشار الي بيده مودعاً....ارتفعت يداي رغماً عني لتسلم عليه من وراء الزجاج ايضاً.....
وجدت العم شكري ينظر الي قائلاً..
- احم احم..هو في ايه بالضبط...
- ابتسمت له وقلت: ايه مش حتشرب معاية شاي..
- لأ حشرب معاكي شاي .....وقهوة وحاكل..بس بنتي الجميلة تحكيلي في ايه.....
- لالا ما فيش ده واحد بس اعرفه من زمان....
شوقتي ولهفتي لم يكن لها حدود برؤيته...دخلت الى المطبخ واقفلت الباب خلفي بدأ قلبي يخفق بشدة وفرح ....
مع انني اعرف ان ما افكر فيه هو مستحيل ولكنني حلمت..
لأول مرة منذ مدة أحلم...أحلم ان يكون لي بيت واسرة وزوج يحبني وابناء اربيهم و اطبخ واقوم بأعمال المنزل وفي المساء اسهر مع زوجي وانظر في عينيه واتحدث معه عن ما يزعجني . يفرح عندما افرح..ويبكي عندما ابكي...ويسمح دمعتي اذا حزنت...ويقتل من يتجرأ على المساس بي ولو بكلمة...
ولكن.....لم احلم بها الا مع مجد....
فقط هو.... واصبحت في هذا الوقت بالذات استطيع ان احلم...
وهذا يعود الى ثقتي التي عادت الي بعد غياب....
اعتقدت انني لن اراه ثانية...ولكن عندما رأيت نسيت جرحي وشعرت انني اريد ان اضم الدنيا ومن فيها....
واقول لجميع الناس...نعم انا احب هذا الانسان واريد ان اكمل معه حياتي...
ولكن بعدها اشعر فوراً بالخوف...من كل شيىء...من كل شيء..من الماضي ةمن الحاضر ومن المستقبل.....لأغمض عيوني من جديد واغرق في بحر من الدموع لا يهدأ ولا يستكين...
ولكن هل اتى مجد فعلاً ام انني احلم؟..؟؟؟
خرجت عندها مسرعة الى للعم شكري..
- هو في حد جيه من شوية اشترى فطيرة تفاح واتكلمت انت معاه..
- قال لي : قصدك مين الواد الحلو الي اتكلم معاية ومعاكي..
- يعني في حد جيه كان لابس اسود وحاطط شال رمادي وبرنيطة سودا...
- ايوة ليه هو انتي نسيتي..
-لأ اصلي افتكرت اني بحلم..
- نظر الي قائلاً: ايه ده انتي كنتي بتعيطي.؟؟؟
- يعني شوية افتكرت ماما **** يرحمها
- لالالال...وضعك صعب...اقعدي هنا يلا(امسك بيدي واجلسني رغماً عني على الكرسي امامه وقال)...احكيلي يلا...
- قلت بخجل: ايه؟
- يلا يا بنتي يلا...حكايتو ده ابو برنطية وشال...يلا
- ما فيش...هو كان مسافر ورجع ...وكان يعني عاوز نرتبط ببعض وما تمش النصيب
- قال بغضب: ليه كده ليه....هو مش كويس
- ده احسن حد في الدنيا كلها..بس ظروف..
- لا بقة...الا اذا كنتي ما بتحبهوش..
- معلش يا عم شكري نقفل السيرة دي عشان جيه زباين
................................... ............... .
اقفلت الموضوع...لكنني فتحت له الف باب في قلبي...
انهيت عملي لاجده مسنداً على عامود الكهرباء بجانب المحل...
- ده انا رجلية ورمت من الوقفة..وانتي ما خلصتيش شغل لحد دلوقت
- ايه ده!!! انت هنا ...
- ايوة هنا..ومش حتحرك من هنا
- قالت وانا امشي: معلش انا اتأخرت على الحاجة فاطمة....بعدين بقيت 7 بليل ....والعشا ادن من بدري
- اوقفني قائلاً: ما حستش انك سعيدة انا شفتيني...
- قلت وانا اتهرب منه: خلاص يا مجد....سبني اروح
- اسيبك تروحي..انا ما جتش من المانيا لهنا عشان تقولي كده....
- بس انا الموضوع قفلتو معاك من قبل ما تسافر
- اه بس رجعتي فتحتي
- انا امتى؟؟
- اما قلتيلي بحبك على التليفون..بحبك يا مجد مش قلتيها.؟؟؟
- نظرت عندها اليه وقلت: لأ...انا شفتها في الحلم وانا بقلها بس..
- حلم ايه وواقع ايه...قلتيها يا ريم وهي الي جابتني هنا.....عشان بس الكلمة دي ممكن تصبرني عليكي 100 سنة..وانتي قبلها نكرتيها بس قلتيها..سمعتها ...سمعتها....ما تعذبنيش خلاص...
- قلت وانا ادمع: قلتها....ومش عايز افتكرها...(نكست رأسي)
- قال وهو يدمع ويرفع وجهي بيده وينظر الى عيوني : منار...ارفعي راسك وبصيلي....ما تخافيش من حاجة....ما تعذبيش نفسك وتعذبيني....انا جربت الحياة من قبلك وفي وجودك ومن بعدك..ومتقبل الوضع ...انا ما يهمنيش انتي كنتي ايه..انا يهمني انتي دلوقت ايه وحتبقي ايه.....انا عشت نفس ظروفك يا منار..نفسها..بس الفرق اني راجل وانتي بنت..عشان كده بيحاسبوكي وما بيحاسبونيش....بس انا تبت زييك عشان حبيتك...وعارف ان ربنا حيباركلنا عشان انا عاوزك انتي وبس
- قلت وانا ابكي: انا مش حكون ست كاملة...ما قدرش اجبلك ولاد
- ومين قلك هو ده كل الحياة...ما انا ممكن اخدك بتجيبي ولاد وتطلعي بعدين ما بتنجبيش...انا ما بفكرش عشان واثق ان ربنا اما يعوز يبعت حاجة ما بيسألش عباده...زي ما حطني في طريقك....مش عايز غير كلمة اه..عاوزاك يا مجد..وشوفي مجد حيعمل ايه.....
تركته واكملت طريقي وانا ابكي.....ولم ارد عليه بل تركته يقف لوحده........
تجمد عقلي ولم اعد افكر في اي شيىء...سوى انني اريده ولا استطيع ان اقولها....فأنا لا اريد ان اعذبه في يوم من الايام ويندم...
قطعت مسافة كبيرة من المشي...ووقفت امام النيل....اتنفس بعض الهواء .....عندها رأيت اسمي على شراع كبير......والمركب الصغير يدور ويروح ويجيىء....(بحبك يا منار..يا اجمل فطيرة تفاح في الدنيا)
ضحكت....
التفت لأجده ورائي....
- قال وهو يهز بكتفيه: اصل..اتأخرتي والراجل مستني في المركب من الصبح...خفت يروح قبل ما تجي وتشوفيها عشان انا عارف انك بتعدي من هنا كل يوم....مراقبك بقالي يومين وكنت بحضر كلام...
- قالت له بهدوء وحب: مش حتندم في يوم يا مجد
- قال مقاطعاً: انا حندم لو ما كنتيش في حياتي...غير ده ما فيش ندم....افهمي بقة انا عاوزك افهمي ...نكون انا وانتي وبس اجمل اسرة في الدنيا..ونبعد ونروح من كل هنا...نسافر انا ما نشوفش حد...ولا يعرفنا حد....وتبدأي حياة جديدة انا وانتي وبس...
وضعت يدي على وجهي وقلت: ياريت الاحلام تكون ممكن تتحقق بالبساطة دي
- حتتحقق.....صدقيني..بصي للسما ..اهي...نجوم وقمر...مهما كان في ظلمة حاوليها..انتي ما بتشوفيش غير حتتة النور الي بتطلع دي...ودوري عليها حتلاقيها في قلبك مهما كان في ضلمة حوليكي...
................................... ....
بقيت لساعتين اقف انا وهو ولا اتحدث كثيراً بالقدر الذي اسمع في كلماته التي جعلتني احلق في السماء لأقطف النجوم واضعها في قلبي لتضيىء عمري وايامي معه.....
اوصلني الى المنزل ....وطلب مني ان يراني في مساء اليوم التالي واكون بكامل الاناقة وعلى اتم الاستعداد.....لأن اخته تحضر لنا مفاجأة....
انتظرت هذا اليوم كثيراً الذي اشعر فيه انني استطيع ان احقق ولو حلم بسيط وهو ان اكون مع من احب وبعدها ليأخذ مني الجميع كل شيىء ولكن فقط اضع رأسي على كتف رجل بالحلال هو عندي بالدنيا وما فيها....
شعور لا استطيع ان اصفه حتماً لأنني لغاية الأن لم اشعر به...ولكنن متأكدة انه اغلى من جميع كنوز الأرض....ومهما تعبت في المستقبل من اي مسؤولية ملقاة على عاتقي يكفي ان هناك رجلاً في الدنيا قد حملني اسمه ولأصبح ملكه هو وحده....
وانا اريد ان اكون ملك مجد وانسى..حقاً اريد ان انسى كل ما عشته...
..................................
وصلت الى منزل السيدة سناء برفقة مجد وانا البس فستاناً اسود طويل وبسيط جداً....
وجدت منزل السيدة سناء مزين بالورود البيضاء كله....وكان في استقبالي الجميع حتى نزار وقمر....
دخلت على موسيقى فيها مباركة.....بالخطوبة.....ثم اختفى مجد.....
رافقني الجميع الى الحديق الخلفية..لأجد شاشة كبيرة وضع عليها صورتي...وانا في احد المرات التي لم اتنبه فيها انه صورني ...
وبعدها تدخل فرقة موسييقية...وتعزف لحناً جميلاً..ليخرج هو ويبدأ الغناء....
باللغة الالمانية...ثم يقول بالعربية ..
بحبك يا منار وعاوز ااتجوزك...والجميع يصفق من ورائي...
ثم ينزل على صوت الموسيقى ويخرج من جيبه خاتم الزواج ويضعه في يدي اليمنى....
وانا ابكي .....
واعطاني الخاتم ووضعته في اصبعه...نظرت اليه وانا اضحك وابكي في نفس الوقت...
- قال لي امام الجميع: ايه....افهم من ده انك موافقة
- ضحكت وانا ابكي وقلت: اصلو كان حلم...شفتو قبل كده
- مين انا ولا الخاتم
- ضحكت اكثر وقلت: بحبك يا مجد.....
................................... ............... .............
قضينا سهرة في وسط اجواء لم اعهدها سابقاً يملؤها الحب والفرح ...الى ان اتت سماح تحمل في يدها قالب الحلوى لنقطعه جميعنا....واتى اصحابها واصحاب السيد رأفت والسيدة سناء.....كان الجو العام اشبه بحفلة منظمة ولكنها أتت عفوية بشك كبير وغير محضر لها مسبقاً....
وانا كنت ملكة....لا ارى احد الا مجد...
داعاني الى الرقص.....رقصت وانا ادمع...ولا اعرف ماذا اقول له.....الحب كله أحببته فيه على قول ام كلثوم....
قال لي فقط: لأخر العمر
قلت له: لأخر العمر يا كل العمر...
الا ان....
سمعت صوت حمدي وهو يقول من ..
- الف مبروك يا عرسان..ما عزمتونيش ليه؟؟؟
-قال له مجد: اصلها جو عيلة في بعض...ما فيش مكان للي زيك هنا
- قلت لمجد: خلاص..ما تكلموش..هو حيمشي..
0- قال مهدداً: حمشي...طيب...
- بس لازم هدية الخطوبة..ولا ايه
- قال مجد بعصبية: مش عاوزين منك حاجة..اطلع برة من غير شوشرة عشان بنتك هنا مش عارفة حاجة
- قال بغضب: انا ما عدش يهمني حد....
- قلت : خلاص يا مجد امشي ندخل جوة خلاص..
ابتعد حمدي بعد ان وتر الاجواء كلها..لكن مجد حاول ان يبدو طبيعياً...
بعد فترة قصيرة...انقطع صوت الموسيقى........انطفأت الاضواء....
وفجأة ظهر على الشاشة الكبيرة.....فيلم.....
وكنت انا من فيه....
فيلم من افلام الماضي.....حيث لم اكن انا....كنت فتاة ليل في احد الشقق مع احد الرجال......عندما تركني حمدي في يوم مع احد اصدقائه لكي اجبره ان يقول لي عن شيىء يخص العمل لاستدرجه بأنوثتي وتصرفاتي.....وان يتم التصوير لكي يتم ابتزازه بعدها فيه....لكنني اعتقدت ان هذا الفيم قد تم حرقه بعدها كما اخبرني حمدي...لكنه يبدو انه احتفظ بي..وجاء اليوم الذي يظهر فيه هذا الفيلم واظهر انا......امام الجميع..بهذا الشكل..وهذا العري..وهذا الوضع الا اخلاقي........وقفت في مكاني كأنني تلقيت صاعقة وانا انظر بذهول الا ما لا يرى من شدة هوله...والجميع بدأ يوجه انظاره نجوي بخزي وقرف......ومجد لم يعد يدري كيف يتصرف لتدارك ما حدث.....ثم..توجه فوراً واوقف الشريط .........
لم اجد نفسي الا وانا امسك بكوب من الزجاج واوجهه نحو الشاشة بكل قوتي واكسرها...واصرخ واصرخ..
اتى الي مجد يحاول ان يهدأ من روعي..وانا اصرخ....
- ابكي واقول له: ليه كده...ليه كده...انا تبت....انا بنت كويسة...انا مش بنت وحشة كده...
انظر الى الناس من حولي واقول للجميع...
- انا مش وحشة عشان تبصولي كده...انا بقيت بنت شريفة..انا غلطت اه بس بقيت كويسة..انا بقيت شريفة..ما حدش عاوز يديني فرصة في الحياة ليه...انا تعبت...و**** تعبت...خلاص..ياربي خدني وريحني..عندك يمكن التوبة اكبر انت عاوزني يارب فتحتلي ايديك ..هما قفلوها في وشي كتير..خدني عندك يارب..رحمتك واسعة يارب...انا مش عاوزة اعيش..مش عاوزة اعيششششششششششششششششششششششششششششششش. ...
................................... ..............
لا اعرف بعدها ماذا حصل...
فتحت عيوني لأجد نفسي في منزل السيدة سناء....والجميع من حولي...
والطبيب يعطيني حقنة مهدىء....
عدت بعدها الى النوم......ولم استيقظ الا في اليوم التالي....
لأجد أمامي مجد والسيدة سناء...
- قالت. حمد **** على السلامة يا حبيتي...
- قال مجد بحنان: الحمد **** انك كويسة..
- قالت وانا اضع يدي على رأسي: حصل ايه امبارح
- تعبتي شوية وجبناكي ترتاحي هنا
- قلت وقد بدأت اتذكر: الفيلم...حمدي..
- قالت السيدة سناء: ما تجبيش سيرتو خلاص...ربنا ينتقم منه....حتى نزار عرف امبارح بلي عملو حمدي كلو وقمر بردو......
- ليه كده يا طانط سناء قلتيلو
- لازم يعرف.....وقمر نم وقتها حابسة نفسها في قوددتها وبتعيط...ونزار بيقولي انا مش قادر اتقبلها بعد النهاردة من الي عملو ابوها
- لأ لأ..مالهاش ذنب..
- قال مجد: ما تتكلميش كتير انتي لازم ترتاحي اوك..
- قلت وانا امسح دموعي: لازم اروح البيت....خدني لللبيت
- حخدك خلاص بس روقي وما تتعصبيش...
................................... .......
عدت الى البيت...وطوال الطريق لم يتكلم معي مجد ولا كلمة...قبل ان انزل من السيارة قلت له...
- انت مش راضي تكلمني ليه زعلان مني
- لم يرد بل بدأ بالتنفس بصعوبة....
- قلت: مجد انت مش راضي تكلمني ليه...انا عارفة الي حصل صعب بس
- قال وهو يصرخ في وجهي: انا مضايق...بس مضايق مش اكتر..ممنوع اضايق....(وبدأ يبكي)
تركته فوراً ونزلت..استقبلتني الحاجة فاطمة وهي تحضنني وقالت..
- قلقت عليكي ا بنت يلولا ان حد من عند ست سناء جيه وقلي حتفضلي عندهم..
دخلت مسرعة الى غرفتي وانا اعبث بالخاتم في اصبعي....اريد ان اخرجه لكنني لم استطع.....اخرجه ثم ارجعه من جديد.....لأدفن رأسي بعدها تحت احدى الوسائد لأهرب من كل شيىء...
ذهبت الى محال العم شكري...ومصاعب الدنيا كلها فوق رأسي....والمي وجرحي عاد ينزف من جديد...والماضي عاد يرفرف بجناحيه حولي؟؟؟والفضل لهذا المخلوق الذي يدعى شكري...
ماذا افعل لأرتاح؟؟
ليس هناك من حل سوى ان اتقبل قدري ومصيري وانا صامتة.....
كنت لم اخبر بعد العم شكري انني اتخطبت لمجد....
لم اجده في المحال....
الى ان اتى مجدد..........ينظر الي بحب ويقول..
- ما فيش فطيرة للبيع .....عشان عاوز احتفل بخطوبتي ...
- اقتربت منه...وحاولت ان اخرج الخاتم من اصبعي...امسكني من يدي وارجعه فوراً وقال.: اوعي تعملي كده مرة تانية.....امسكي سكينة وادبحيني بيها قبل ما تقلعي من ايدك..انتي فاهمة..ما يفرقناش الا الموت....عشان انتي حتكوني في قبر وانا في قبر وبس....
اتى العم شكري ورأى هذا المشهد فقال فوراً..
- **** ****.....في ايه حغير الاسم من فطاير العم شكري لفطاير الاحبة والعشاق...
- قال مجد وهو يبتسم: ليه ممنوع اتكلم مع خطيبتي..
- قال العم شكري بذهول: اتخبطو يا ولاد ال.................****..ايه الخبر الجميل ده..وتقوليلي اصل واصل....ماشي يا قروبة انتي يا ريم..الف الف مبروك....
................................... ..........
في اليوم التالي.....كنت انتظر ان تأتي الي مي لنذهب انا وهي الى المحامي لنتكلم معه في موضوع الرهن ونسأله عن المهلة التي ممكن اان نسدد فيها واقصاها كي لا يذهب البيت منا.....ولكنها لم تأتي....
اتصلت بها...لتقول لي ان علي مريض وهي لا تستطيع الخروح وطلبت مني ان اجب لها دواءً...
اتصلت بمجد وقلت له انني سأذهب الى مي لأن علي مريض ولن اذهب الى المحامي لأنه كان يريد ان يأخذنا.....فطلب مني ان اذهب وهو يلحق بي...
في الطريق وجدت سراج.......بصقت في وجهه وتابعت.....
فقال لي: ايامك مش طويلة يا حلوة...في الف شريط بردو حيجيو عند حمدي وحيبيعهم على الرصيف بجنيه عشان يعوض خسارتو الي حرمتي من انو يعوضها...
فقلت له: انت شيطان مش عاوز تبعد عنني..ربنا ينتقم منك
- قال: ماشي...الي عاوزاه..تبقي بس سلميلي على عمك شكري
- توقف وقلت: مين قلك على عم شكري...انت مالك ومالو
- قال مهدداً: اما ترجعي المحل اسألي اصل كنت عنده الصبح....واديتيو كده شريط يعني يشوفو....
الصاعقة الثانية تلقيتها من جديد...وهذه المرة لم ترميني ارضاً...بل جعلتني اضحك....نعم ضحكت...ضحكت...وضحكت.....
بعدها بكيت....ثم تركته يتحدث ووضعت اصابعي على اذناي...لا اريد ان اسمعه....وما يقوله يدور في رأسي....
وشعرت ان نوبة من الجنون قد اصابتني...والخوف...والألم يسري في عروقي...لم اعرف كيف وصلت الى منزل اختي...
ارتميت في حضنها وبكيت.....وشرحت لها ما حصل معي.....
نظرت في عيوني وقالت: في ربنا يا منار...في ربنا.....كفاية ان ربنا معاكي..وانا..ومجد...
- قلت بأسى: مجد.....
- خلاص..روقي حعملك قهوة تهدي اعصابك...
دخلت مي وبقيت انا في غرفة الجلوس...
وفجأة واذا بحجارة تسقط من السقف....
ثم يسقط غبار كثيف....
بدأت مي بالصراخ...
منارررررررررررررررررررررررر..البيت بيوقع يا منار....علييييييييييييي..
منار كانت في المطبخ...
كان علي على السرير في غرفة النوم...هرعت اليه حملته ووقفت تحت العتبة لانها لم تكن لتسقط ابداً...اما كل شيىء فبدأ بالنزول بدأ من المطبخ الى ان وصل الى غرفة الجلوس...اما غرفة النوم فجزء صغير قد سقط منها...
كل شيىء كان في ثواني....اعصار او زلزال او ما شابه....لم اعد اسمع صوت صراخ اختي...وانا مليئة بالغبار الكثيف وعلي يبكي وانا اضمه واحميه....
وضعته جانباً.....واسرعت لاراها....لم اجدها..
بدأت اصرخ....وانا احاول انتشال الحجارة من عليها...
وجدت وجهها ممتلىء بالدماء.....بدأت اهزها بععنف..
- مي اصحي يا مي...مييييييييييييييييييييييييييييي ي...
لم يكن هناك نفس....ولا اي نبضات قلب....وعلي يبكي...
لقد ماتت مي..........
بدأت اصرخ....مي....اصحي يا مي......
ذكريات الدنيا كلها اتت الي..طفولتي....والدتي...بيتنا...احز اني وافراحي في هذا المنزل....كل شيىء اتى الي في لحظات ليعود ويتدمر عندما غادرته لأمشي في الطريق التي مشيت فيها لأعود واحاول التوبة ولكن لا استطيع ان اصلح اي شيىء لينهار كل شيىء الأن امام عيني...وتدفع مي الثمن ...**** يريدني ان اعيش...يفتح لي كل مرة اشعر فيها باليأس باب التوبة..يريدني **** ان اموت وقد اصلحت كل ما افسدته في السابق....
بدأت ابكي واضم اختي.........
الى ان اخرجت الخاتم من اصبعي ووضعته في اصبعها هي.....شعرت ان روحي خرجت مع الخاتم .......وتألمت كثيراً.....وقبلت جبينها وقلت ..
- انا اسفة يا مي...اسفة حبيتي....ما قدرتش اعمل غير كده....عشان انتي ربنا عارف انتي ايه..وانتي طالعة عنده..بس انا الناس مش راضية تسبني في حالي....وانا حعيش بين الناس..وانتي حتتروحي عند ربنا .......اسفة يا حبيتي انا اسفة........
امسكت شيىئاً حاداً كان بجاني....وجرحت رقبتي الى جانب اذني اليسرى....وكشفت عن كتفي الشمال وقطعت اللحم مكان الشامية.....وانا اصرخ اكثر واتألم اكثر...
بدأ البيت ينهار اكثر...اسرعت عندها وحملت علي.....
وحاولت قدر المستطاع النزول ولأن البيت كله طابقين فقط لم يكن الموضوع صعب وهو ينهار اكثر واكثر....
استطعت الخروج بمساعدة الناس التي هرعت الى المكان وهي تصرخ .....
وجدت مجد يركض نحو المكان اتياً من بعيد وهو لا يعرف ماذا حدث.........
نظر الي وانا احمل علي وهول الصدمة في عينيه والدماء تملؤني....
- قال برعب: حصل ايه........منار فين؟؟؟
- قلت وانا ابكي واشير بأصبعي الى الداخل: جوة....جوة...
لم يتنظر ان يسمع اكثر بدأ يصرخ(منااااااااااااااااااااار) محاولا الدخول الى والمبنى ينهار اكثر.......الى ان اخرج مي عدد من الرجال.....وضعوها على خشبة ولم يظهر منها سوى وجهها ويدها التي اسدلت على الطرف وفيها خاتم مجد....
جلس على الارض بقربها يبكي....وانا ابكي...ويقول..
- سبتيني بدري يا منار......يا اشرف واجمل واطهر بنت في الدنيا......
حملت علي وابتعدت...وانا اتركه يبكي على منار التي ماتت لتعود الحياة لها من جديد....
................................... ............... ...
عدت الى منزل الحاجة فاطمة على انني مي....
والى محال العم شكري على انني مي وطلبت العمل لديه بدل اختي رحمها ****....
واصبحت مي....
بعد الحادث بأسبوع اتى الي مجد......الى المحال.....
حاولت التصرف بطبيعية معه...لكنه قال....
- ازيك يا مي...
- الحمد **** يا مجد...
- اخبار علي ايه
- اهو مع الحاجة فاطمة...رضيت تخليني عندها وزي ما انت شايف عم شكري بردو زعل اوي عشان منار وصمم اني اكون هنا....وانت اخبارك ايه يا مجد
-انا لسه جي نم عند قبر منار..كل يوم بروح واقعد هناك....بس دلوقت خلاص ما عدش ينفع حاجة... انا جي اودعك عشان مسافر...
-قلت بحزن: حتسافر خلاص
- ايوة ومش راجع نهائي للبلد دي.....خلاص...
- قلت وانا ابتسم بأسى: ربنا معاك....ويوفقك يارب....(كنت اتحامل على نفسي كي لا ابكي امامه )
- ممكن ماتتضايقيش مني لو عملت حاجة
- تعمل ايه؟؟
- ابص في عيونك شوية...اصلها شبه عيون منار **** يرحمها...
- نظرت اليه وقلت: لأ..ما يضايقنيش....**** يرحمها يارب...(شعرت بالاسى وهو ينظر الي.....وكنت قدأ بدأ ادمع......قاطعني وقال)
- علفكرة..حمدي في السجن ...هو وسراج..عليه شيكات من غير رصيد ...فضلت وراهم لغاية ما وقعتهمهما الاتنين ....خلي منار تارتاح في قبرها من الي عملوه فيها
- قلت له : دلوقت هي عند ربنا مش عاوزة حد.....
- قال مودعاً: اجمل حاجة فيكي انك شبهها.......عن اذنك....
..................................
اتى العم شكري قائلاً.....
- مالك يا مي....
- ولا حاجةعم شكري....تحب ادخل اجيب الحلويات من المطبخ
- اه ما فيش مشكلة يلا...
دخلت المطبخ ..لم اكن اريد الخروج حتى ترتاح اعصابي..وبدأت احضر فطيرة..واشغل نفسي..صنعت فطيرة تفاح وبللتها بدموعي.....وانا احاول ان انسى واتمتم واقول..
(انا مي..انا مي..انامي..انا مي.)
بقيت لأكثر من ساعة في المطبخ..الى ان دخل العم شكري...ووجدني لوحدي..فقال
- ريحة ايه دي..انتي عملتي فطيرة....
- اخرجها من الفرن وهو ينظر الي بذهول...ثم تذوقها وقال....
(انتي منار).............................. .........
عشت حياتي كلها على انني مي....الا العم شكري لم يقتنع...ومنذ ان تذوق فطيرة التفاح وهو مصر انني منار ضمنياً ولكن ظاهرياً يعاملني على انني مي ......
لم ار مجد من بععدها......خسرت حب..لأعوض بحب اكبر..
علي......الذي يكبر امام عيوني...لأشعر معه انني اولد من جديد....
وانني يوم بدلت شخصيتي كنت ابدل عذريتي ...لاصبح فتاة جديدة....ولأقضي وقتها ليليتي الأخير كمنار....ليلة عذراء الاخيرة بشرفها الزائف لأن الشرف الاخلاقي والعذرية الاخلاقية لا يعرف الناس عنها اي شيىء.........
تمت
هايج 24
08-07-2016, 03:46 PM
قصة ف منتهي الجمال والرقي تسلم ايدك استاذ نسوانجي ودايما تمتعنا بكتباتك الراقية
استاذ نسوانجى
08-07-2016, 04:16 PM
العفووووووووو اخى منور
mohnadahmed
08-17-2016, 10:38 AM
بصراحة قصة ولا اروع من كدة تسلم ايدك
love2sex
08-22-2016, 01:33 AM
روووووووووووعة جداااااااا لمست قلبى
تسلم إيدك
العميــد
08-26-2016, 12:17 PM
يسلمووووووووووووووووووووووووووووووو وووووووووووووووووووووو
حمبوزو11
10-02-2016, 01:01 AM
:g014:رووووووووووعة بالدموووووووع
vBulletin v3.8.11, Copyright ©2000-2021, Jelsoft Enterprises Ltd. Translated By vBulletin®Club.com ©2002-2021