ELZ3IM
10-29-2019, 02:04 PM
“التعلق" مرض قاتل عندما يُصيب أحدٌ منا يجعله عاجزاً، قد يبدو الأمر غريباً وقاهراً بعض الشيء، أن تفقد لذة الحياة لمجرد فُقدانكَ لأحدهم ولو لبرهةٍ من الزمن، أن تبدو الحياة من دون أحدهم بلا معنى، أن يبقى فِكركَ محتلاً دائماً، أن تُمسكَ كتاباً لتقرأ فتجد نفسك لا تعي كلماتهُ، أن تنتظر حدوث شيء، أن تصلك رسالة، مكالمة صوتية، حربٌ طاحنة تخوضها داخل نفسك لتقنعها أنكَ مهمٌ في قلبِ هذا الشخص الذي تعلق قلبُكَ بهِ وربما في أغلبِ الأحيان أنتَ لستَ كذلك، يبدو الأمرُ مضنياً ومتعباً أن تحكمَ عليك الحياة بتلكَ اللعنة، التي من الممكن أن تعيش جرائها عُمراً عصياً دائماً، أن تنسى ما هي الحياة الإجتماعية الطبيعية وتعتزل الناس جميعاً وترنو الى نفسكَ بمنأى عن أي مخلوق، أن تكونَ وحيداً ذلك لأنك ترى شخصاً واحداً وكأنه الجميع ! وكأنكَ ولدتَ ضمنَ حيزٍ لم تعي فيهِ يوماً ما معنى التواصل، ذلكَ الأمرُ فاسداً ومرهق لذواتنا جداً، أكادُ أُضحي بكل ما لدي لأعرف كيفَ كانَ ذلكَ الذي يُسمى حُباً ومن أينَ منبتهُ الأول؟ كيفَ نشأ بكلِ تلكَ الرواسخ القاضية على منعتنا الداخلية؟ كيف يحتلنا بكلِ هذا الكم من الآليات العنيفة والمتعبة، كيفَ يستفحلُ في أعمارنا دماراً، كيف يستفحلُ ويلدُ فينا عجزاً مستديماًتجاه أحدهم ؟
أكره الفقد، كما أنني أكره التعلق بالأشخاص، لم أجرّب في حياتي مرضاً فتّاكاً مثل التعلق، أنا أعلمُ أن التعلق الأبله هذا مرض، والشغف الغير محدود بالمكان وبالناس غير محمود، أعلمُ أن ولهي ورغبتي المتّقدة للالتصاق دوماً بمن أحب لا خير فيها، أعلم أن عودتي للحياة بعد الموت فيهم أشبه بترميم مدينة بعد تصدعها بزلزالٍ مدوٍ، لكنني كنتُ هكذا إن أحببت، أنصهرُ في حبي و أذيبُ الجليد، أهب قلبي بكل ما أوتي من شعورٍ وأدفعُ به كله إلى الهاوية، أعترفُ بأن مشاعري تَطيحُ بي أرضاً، حين أقدّسُ روحاً أصيرُ لها كظلّها، يَسلب القلب بضعاً منّي ليهبَني لمن يُحب، وشيئاً من روحي يذهب له ولا يعود، هذا الاجتياح الذي يعمّني يُهلكني، يستئصل مني، يحيلني أشلاءً علقت بجدار قلوبٍ و ارتمت على حافة أماكنٍ واندثرت مع أزمنةٍ ولّت وأصبح من المحال استعادتي وترميم أجزائي من جديد، كنتُ أريد قلباً .. لا يملّ من السؤال عن قلبي في كل يوم، قلباً كل ما يهمه في هذه الحياة .. هو أن أكون بخير !.
الآن أيقنتُ أن هذا التعلق لا يصنع سعادة، ولن يبقى مني شيئاً لنفسي أتكئُ عليه وأمضي إن تهاويْت، هذا الضّياع في الأمكنة والقلوب شتاتٌ لنفسي وضعفٌ لا تمضي الحياة به .. البضعُ مني أحتفظُ به لنفسي، فهي أولىٰ وهي أوفى وهي الباقية وهي التي ستتقبلني بكل وقت كما أنا، وهكذا ستجد نفسك تتساءل بين الفينة والأخرىٰ، من الذي أحبني كما أنا؟ من الذي لم يتغير أو يُحاول تغييري؟ من الذي فهمني حقاً؟ ، ستجد أن الجواب لكل ذلك هو : لا أحد.
أكره الفقد، كما أنني أكره التعلق بالأشخاص، لم أجرّب في حياتي مرضاً فتّاكاً مثل التعلق، أنا أعلمُ أن التعلق الأبله هذا مرض، والشغف الغير محدود بالمكان وبالناس غير محمود، أعلمُ أن ولهي ورغبتي المتّقدة للالتصاق دوماً بمن أحب لا خير فيها، أعلم أن عودتي للحياة بعد الموت فيهم أشبه بترميم مدينة بعد تصدعها بزلزالٍ مدوٍ، لكنني كنتُ هكذا إن أحببت، أنصهرُ في حبي و أذيبُ الجليد، أهب قلبي بكل ما أوتي من شعورٍ وأدفعُ به كله إلى الهاوية، أعترفُ بأن مشاعري تَطيحُ بي أرضاً، حين أقدّسُ روحاً أصيرُ لها كظلّها، يَسلب القلب بضعاً منّي ليهبَني لمن يُحب، وشيئاً من روحي يذهب له ولا يعود، هذا الاجتياح الذي يعمّني يُهلكني، يستئصل مني، يحيلني أشلاءً علقت بجدار قلوبٍ و ارتمت على حافة أماكنٍ واندثرت مع أزمنةٍ ولّت وأصبح من المحال استعادتي وترميم أجزائي من جديد، كنتُ أريد قلباً .. لا يملّ من السؤال عن قلبي في كل يوم، قلباً كل ما يهمه في هذه الحياة .. هو أن أكون بخير !.
الآن أيقنتُ أن هذا التعلق لا يصنع سعادة، ولن يبقى مني شيئاً لنفسي أتكئُ عليه وأمضي إن تهاويْت، هذا الضّياع في الأمكنة والقلوب شتاتٌ لنفسي وضعفٌ لا تمضي الحياة به .. البضعُ مني أحتفظُ به لنفسي، فهي أولىٰ وهي أوفى وهي الباقية وهي التي ستتقبلني بكل وقت كما أنا، وهكذا ستجد نفسك تتساءل بين الفينة والأخرىٰ، من الذي أحبني كما أنا؟ من الذي لم يتغير أو يُحاول تغييري؟ من الذي فهمني حقاً؟ ، ستجد أن الجواب لكل ذلك هو : لا أحد.