baher ellnemr
04-24-2019, 01:23 PM
العـــــــــــــودة
من تأليف : ليلى & باهر
Layla 91 (//landsmb.ru/yohohub/member.php?u=364327)
&
baher ellnemr (//landsmb.ru/yohohub/member.php?u=154877)
الجـــــــــزء الأول
= السيدات و السادة ركاب الطائرة ، برجاء ربط الأحزمة و الاستعداد للإقلاع ..
* ياااااااااه ، من تانى يا مصر ، بعد غربة 3 سنين كان اليوم فيهم بسنة ، اخيرا راجعلك يا بلدى ، 3 سنين ما قدرتش انسى فيهم كل الذكريات بحلوها و مرها ، آآآآه من الدنيا لما تكشر و تظهر وشها الوحش ، يا ترى الناس فى مصر بقا شكلهم ايه ؟ الاهل و الاصحاب و الـ... آآآه ، يا ترى فيه حاجات كتير اتغيرت زى ما قلبى اتعلم يتغير ! مستعجل اوووى على الوصول كده ليه يا ابو على ! خلاص دقايق و هانوصل ، المشكلة مش فى الطريق ، المشكلة الحقيقية بعد الوصول للاماكن اللى هربت منها زمان ، للوشوش اللى كانت دايما بتفكرنى بكل مرار دوقته لحد ما قطع قلبى و نسانى طعم اى شئ ، ماقداميش الا النوم او الاعتكاف فى بيتنا لحد ما الاجازة تخلص ، شهرين بحالهم هاقضيهم فى مصر ، كان مفروض انى افرح بيهم بس يا خسارة .. لا مفيش خسارة و لا حاجة ، على رأى ماما ، لسه العمر فيه كتير قدامنا ، نقابل ناس تانيين هايكون فيهم برضه الحلو و فيهم الوحش ، و نمر بتجارب تانية كتير منها اللى هايكون سعيد و منها اللى منه هانتعلم حاجه جديدة حتى لو كان الدرس قاسى .
وصل حسن لبيته خلاص ، بعد السلامات و التحيات و الجلوس مع أسرته ، باباه و مامته و اخواته ، دخل ينام ، لكنه قبل ما يحط دماغه على المخدة ماقدرش يمنع نفسه يمد إيده فى شنطته و يطلع صورة يبص فيها ، زى ما اتعود من سنين انه لازم يبص فيها و يتأمل ملامحها ، لكن عيونه كانت بتوجه ألف سؤال ، و ألف كلمة حيرانة مش لاقية طريقة تخرج بيها ، ينام و الصورة تحت مخدته ، يقوم من النوم على صوت مامته :
- حسن ! حسن ! قوم يا حبيبى علشان أصحابك برة و جايين يسلموا عليك ،
* أصحابى ! هو انا نمت كتير يا ماما ؟
- ههههههه انت بقالك 18 ساعة نايم يا حسن ، حبيبى انت للدرجة دى كنت تعبان !
* مش تعبان و لا حاجه بس مش عارف كنت زى اللى مشتاق للنوم هنا اوى
- طب قوم خد حمام و تعالى اتغدى مع اصحابك
يقوم حسن من النوم و هو بيمد ايده تحت مخدته يطلع نفس الصورة يبص فيها و يرجعها تانى لشنطته ، ياخد حمام و يخرج لأصحابه
. أبو على الغالى ازيك يا واااااد
.. منور مصر يا قمر انت يا اللى واحشنى
... ايه يا ابنى انت كنت ناوى تقعد هناك على طول و لا ايه ؟ انت ما صدقت 3 سنين لا حس و لا خبر ، ايه ماليكش احلى اصحاب فى الدنيا يا واد !
* ههههههه اصحاب ! ده انا ما صدقت سبت لكم البلد كلها عشان خنقتونى يا اخى ، ازيك يا نبيل ، ازيك يا أحمد ، ازيك يا تامر ؟ عاملين ايه يا ولاد الــ.......
. ششششش بس احنا فى بيت محترم ما تطلعش فيه القباحة بتاعتك يا ابو لسان زفر انت
* ههههههههه وش كسوف اوى انت و هو
- حسن ! تعالى يا حبيبى خد الغدا
* حاضر يا ماما ، اقعد ياض مكانك انت و هو و اوعا حد يمد ايده الا لما اخلص رص الاطباق كلها ، اللى هايمد ايده هاقطعهاله انا باحذركم
.. لا يا عم اطمن احنا فاهمين انك ماكلتش من ايد الحاجه بقالك كتير هانسيبلك الطلعة دى كلها
* ههههههه قديمة هو انا مش عارفكم يا مفاجيع
... شوف الواد ! اهو انت كده بتجرح شعورنا قوم ياض انت و هو من هنا ده واد طول عمره قليل الأدب
* اه قليل الأدب قوم بقا انت و هو بره
.هههههههه بره قال ! انت اتهبلت يا ابنى ، مفيش خروج من هنا الا بعد الأكل ، قل أدبك زى ما تحب ، كله يهون عشان خاطر نفس الحاجة فى الأكل الجامد ده ، دى ريحته جايبة وسط البلد
* يا ساتر خمسة و خميسة يا اخى ، ايه الحقد ده
.. حسن هو احنا ممكن نقعد هنا لحد العشا !
* ما تخرس بقا انت و هو انتو مطرودين و جايين تعيشوا هنا
... لا مش طرد الحقيقة بس كل ما نشوف مامتك و هى مهتمه بيك بنحس اننا مشردين
* طب كل يا اخويه انت و هو و انا اوعدكم مش هاتشوفوا اى اكل هنا تانى بعد النهارده
. لا ما انت لما تعرف اللى احنا مجهزينهولك بعد بكره هاتعزمنا كل يوم 3 مرات قبل الأكل
.. ايوة بقا دى هاتبقا ليلة فل باذن ****
* بعد بكرة يعنى الجمعة ! ايه فرح ده و لا ايه ؟
... لا مش فرح بس احنا لما عرفنا من مامتك انك نازل الاسبوع ده قلنا فرصة بقا فقررنا نعمل حفلة للدفعة بتاعتنا فى نادى .......... و بعتنالهم كلهم دعوات ، عاوزين نعرف بقا بعد اربع سنين تخرج الناس عملت ايه و حققت ايه و بصراحة كده نشوف لو ممكن اللى اشتغل يلاقى فرصة لاخوه الغلبان اللى ما اشتغلش
* آه دى مصلحة يعنى ! و ماله يا اخويا ، اللى خدته القرعة تاخده ام الشعور ، هاتبقا الساعه كام بقا الحفلة دى ؟
.. الجمعة الساعة 8 مساء
* و مين الفنجرى اللى منظم الحفلة دى و صارف عليها ؟
... ههههههههه صارف عليها مين ؟ احنا استلفنا من الناس لما وشوشنا اسودت عشان نحجز القاعة و ندفعلكم تمن المشاريب ، بس عشمنا بقا فى اننا هانطلع منكم بسداد ديوننا ، يعنى كل واحد من المدعويين يدفع قرشين كده و انت بالذات هاتدفع اكبر مبلغ بقا الحقيقة
* هيهيهيهيهي ، و اشمعنا انا ؟ هو انا اللى طلبت الحفلة تتعمل ! دى افكاركم السودة المهببة
. لا هو قصده يقولك ان انت غنى يعنى و كده ههههههههههههه
* قوم ياض انت و هو من هنا و مفيش مليم واحد هايخرج من جيبى ! إلا إذا ............
.. ايوة
. ها
... الا اذا ايه يا ابو على يا كبير يا ابن الكرام ؟
* لا دى هابقا اعرفهالكم هناك بقا فى الحفلة
و انتهت زيارة الاصدقاء و مر يوم الاربعاء ، و الخميس قضاه حسن فى استقبال الضيوف من الاهل و الجيران و وصلنا ليوم الحفلة ، بعد العصر عدى نبيل عليه :
. انا جاى افكرك بحفلة الليلة دى يا ابو على
* هو انا نسيت يا عم ؟ ما تقول انك جاى تتغدى معايه و خليك صرييييح
. ههههههه لا ده بجد ، عارف انك ممكن تنسى او تطنش بصراحة
* لا يا راجل معقول ، حفلة هاشوف فيها كل الاصحاب اللى بقالى اربع سنين ما اعرفش عنهم حاجة عاوزنى انساها ! دول بجد واحشيننى اوى
. خلاص يا عم هانستناك
* اوك يا بلبل هتلاقينى فى المعاد معاكم
. تسلم يا حب هاتنور كل الدنيا
و فى الموعد يروح حسن و فى دماغه افكار كتيرة ، زحام من الافكار بيظهر على ملامحه و هو ماشى ، لكن لا زال مع الافكار عنده احساس بالتشوق بيبان مع ابتسامة سريعة ممكن تظهر على ملامحه ، يقرا الاعلان عن الحفلة على باب القاعة ، حفل اصدقاء دفعة 2011 تجارة القاهرة ، يدخل القاعة فى خطوات بطيئة و عيونه اول ما يدخل يطالع كل الوجوه من يمين القاعة لليسار ، و فى لحظة دخول كل مدعو ينطلق ميكروفون الحفلة باعلان وصوله و طلب صعوده للمنصة لتحية الضيوف ، و جه دور حسن فى اعلان اسمه و طلب صعوده للمنصة ، ينطلق حسن زى السهم تجاه المنصة ، يصعد و هو شايف انها فرصة يبص فى كل الوجوه ، و كأنه كان بيدور فيهم على حد معين ، يحيى كل الناس و ينزل فى هدوء ، يروح عليه بعض الاصدقاء يسلموا عليه و يروح هو كمان للباقيين يسلم عليهم و يقعد مع بعضهم على ترابيزة فى يمين القاعة ..
و بعد مرور حوالى نص ساعة ينطلق الميكروفون مرة اخرى بجمل تنزل زى النار على قلب حسن :
== وصل وصل وصل ، جميلات حفلتنا الليلة دى ، مروة و لينداااااااااا
يحس حسن برجفة فى جسمه و دقات قلبه تتسارع و هو بيبص ناحية الباب بكل لهفة و يتابع خطواتهم و هما داخلين لدرجة انه بيقوم يقف و هما طالعين على المنصة ، تتكلم مروة و تحيى الاصدقاء ، و تاخد ليندا الميكروفون و تقول :
** اسمحولى اهنى نفسى بلقائكم و اعبر عن فرحتى الكبيرة بانى معاكم الليلة دى و باشكر كل اللى نظموا الحفلة الجميلة دى و اتمنى ........... و ما ان تلمح حسن وسط الجالسين حتى ترتبك و تبدو عليها علامات التوتر ثم تكمل : و اتمنى تكرار الفرصة السعيدة دى تانى و تالت و رابع ، باشكركم و اسمحولى انزل اسلم على الناس اللى وحشونى بجد ..
تنزل ليندا من على المنصة و تروح تسلم على كل الناس و لا زال حسن واقف فى مكانه ، تروح ليندا للجانب اللى فيه حسن و تسلم على الموجودين بما فيهم حسن :
** ازيك يا حسن ، حمد اللـــه على السلامة
* اهلا ازيك
** اخبارك ايه يا حسن ؟
* مروة .. ازيك يا مروة
*** اهلا ازيك يا حسن انت عامل ايه ؟
*انا تمام كويس ، انما انتى احلويتى اوى !
*** هههههههههه و انت كمان اسمريت
تشعر ليندا بالغضب من اقتضاب ردود حسن ليها ، و تجاهله لبعض الكلمات و عدم الرد عليها لكنه فى نفس الوقت بيطول فى الكلام مع مروة بروح من الود ، بتمشى و ترجع لترابيزتها من جديد ، يطول الحوار بين مروة و حسن و لا تزال ليندا مركزة معاهم بنظرها فتختنق و تخرج بره القاعة للحظات عشان تلتقط بعض الانفاس و عينها مليانة بالدموع ، فى نفس الوقت اللى حسن خارج يدخن سيجارته فى الهوا ، يشوفها و هى واقفة و ظهرها ناحيته ، يتأملها و يفتكر بعض التفاصيل بينهم و قدامهم سور بيطل على جنينة النادى ، تتحرك ليندا و تنزل بعض درجات السلم اللى بيودى على الجنينة، و تلتفت فجأة و تثبت عينها اول ما تشوف حسن فبتقف مكانها و تسأله :
** حسن !! انت هنا بقالك كتير
* و هو بيولع سيجارته و يقول لها ، اه من اول ما ابتديتى تفتكرى اخطائك و تعيطى عليها ، ليندا تنزل راسها قليلا و تقول :
** دموعى مش على اخطاء لانى عمرى ما غلطت فى حق اى حد خصوصا انت
* عموما مش مهم دموعك نازلة ليه ، ربنا يوفقك فى حياتك
تصعد ليندا من جديد للسلم و تقف جنبه و هى بتحط إيدها على السور و تبص فى عينيه و هو بيخرج الدخان بعنف و بنفخة اشبه بنفخة الكير ، ثم تقع عينه على ايدها و كانه بيبحث عن دليل خيانتها المتجسد فى دبلة ، مش شايف فى ايدك دبلة يعنى لافى اليمين و لا فى الشمال ، ايه ما ارتبطتيش لحد دلوقتى ؟
** لا أنا لا اتجوزت و لا اتخطبت و لا هايحصل ، انا وعدت زمان و مش هاخلف وعدى
كلماتها بتصدمه بشدة و بييجى على باله الف سؤال لكنه بيسكت لحظات و بعدين بيقول بلهجة مستنكرة:* انا عاوز افهم انتى بتتكلمى عن نفسك و لا عن حد تانى ، منين جايبة الثقة دى و انتى بتكلمى الانسان اللى شاف منك اكبر جرح فى عمره ؟
**حسن ! انت عندك استعداد تسمعنى
* لا ما عنديش استعداد اسمع منك اى شئ ، و أيا كان كلامك فربنا يوفقك ، بعد إذنك ثم يدخن اخر نفس فى سيجارته و يرميها بلامبالاة و هو يقول : سيجارتى خلصت ، مش هاقدر اقف معاكى اكتر من كده .. و هنا بتدخل ليندا فى نوبة من البكاء و تنطلق خارج النادى تماما ، انما حسن بيرجع للحفلة من جديد لاستكمال سهرته مع الاصدقاء .
الجـــــــــــزء الثـــــــــانى
بيقعد حسن فى الحفلة لكن بتفضل عينه على الباب و كأنه بينتظر دخول ليندا مرة تانية ، لكنه مش بيلاقيها ، و بعد مرور نص ساعة بيخرج حسن من غير ما حد يحس بيه و بيمشى ، بيرجع لبيته و ياخد حمام دافى و يدخل لسريره و هو بيتأمل صورتها و للمرة الاولى يبعد عنه النوم و الصورة على صدره ، كان مسترخى مش عارف ينام ، قلبه كان حزين بسبب الموقف الاخير بينهم فى الحفلة لكن فى مكان أبعد شوية فى عقله كان فيه حزن اكبر ، بتروح بيه الذكريات لسنين الجامعة لما كان هو و ليندا مع بعض ، اجمل حبيبين ، كل طلبة الكلية كانوا شايفينهم نموذج للحب الصادق المخلص اللى لا يعرف اغراض و لا بيعترف الا بالمشاعر النبيلة الراقية ، كل شئ كان بيقول ان حبهم صامد و باقى للأبد ، كل مكان فيه حسن كان لازم تكون فيه ليندا ، كل لحظة تمر بينهم كان لازم يكون فيه مشاعر الحب بالنظرات ، بالهمسات ، بالكلام ، حتى بالسكوت كان الحب بينطق و بيقول انه عايش جوة قلبين كل امنياتهم انهم يتلاقوا و يجمعهم بيت صغير ، يكملوا عمرهم سوا ، لكن مش كل الامانى بتتحقق ، و لا كل الظروف بتساعد القلوب انها تكون سعيدة ، و هى كانت ظروف يا حسن و لا احنا اختارنا ؟ لو كانت الظروف اقوى مننا الف مرة ماكانش ممكن تبعدنا و لا تفرق قلبين اتعاهدوا ، لكن النهاية ما كانتش ظروف ، النهاية كانت خيانة ..
ليه بنوعد و احنا عارفين اننا مش اد الوعد ، ليه بنقدم الغدر فى توب الوفاء ، ليه بنسيب قلوب تحلم بينا و احنا عارفين انهم هايصحوا على كابوس ، لو كنت انا اللى غدرت ما كانش ممكن اعيش لحظة واحدة فى الدنيا بعدها و لا استحمل عذاب قلبى و ضميرى ، لكنى عمرى ما كنت غادر ، انا ضحية قلب قاسى داس فوق حبى و احلامى و كسرها و هو بيضحك و شايف دموعى ، انا اللى سلمت قلبى لجلاد مارحمهوش و قطعه الف حتة ، انا اللى عشت سنين عذاب بجرح عمرى ما تصورته ، ياااااااه على اللى شوفته منك يا حبيبتى ! لسه بتقول حبيبتى ! لسه شايفها حبيبتى ! مهما انكرت و مهما هربت من السؤال ، لسه بحبها ، عمرى ما كرهتها برغم الجرح ، لكن قلبى مش هايكون ابدا شريك فى جرحى الجرح اللى لسه معلم فى روحى للنهاردة و خلانى خلاص مش باقى منى غير جسم بيتحرك زى الآلة ، كنت فى حبها حاسس انى طاير ، كنت باحلم بلقاها و ابكى لو يوم غابت عنى .. آآآآآآه يا زمن من غدرك بيا و بقلبى ، آه يا حبيبتى لما بافتكر كنا فين و بقينا فين ، فاكرة !! يا ترى فاكرة كنا إيه زمااان ، و تعدى المشاهد فى عقل حسن واحد بعـد واحد ..
...................
1
* وحشتينى اوى يا ليندا
** و انت كمان يا حسن واحشنى اوووووى ، مش قادرة اقولك يوم الجمعة و السبت دول بيمروا عليا ازاى !
* حبيبتى ربنا ما يحرمنا من بعض ابدا
** يا رب يا حسن ما يفرقنا ابدا
* ان شاء اللـه مش هانعرف الكلمة دى خالص مالص
*********
2
* ايـــــــــــه ! اتأخرتى ليه كده ؟
** معلهش يا حسن كان عندى مشوار ضرورى اوى قبل ما اجى لك انا آسفة بقا
* ما تتاخريش تانى ارجوكى ، كل ثانية بتعدى عليا و انتى مش معايه سنين يا ليندا و بعدين قلقى عليكى بيخلينى مش فى حالتى ابدا
** خلاص بقا يا ابو على حقك عليا مش هعملها تانى
*********
3
* عارفة يا قلبى يوم ما نتخرج هاجى لباباكى فورا اطلب ايدك
** و انا يوم ما نتخرج هعمل اعتصام فى البيت لحد ما تيجى تطلبنى و يوافقوا
* انا باحوش تمن الدبل و الشبكة و كل حاجة من اول ما عرفنا بعض
** حبيبى احنا بنشترى راجل هههههه ، شبكة ايه دى و كلام فارغ ايه اللى بتفكر فيه ؟
* اهه بصى كلهم بيقولوا الكلمتين دول و بعدين الكلمتين اللى وراهم بيطفشوا اى حد
** ايه ده ؟ انت ناوى تطفش من كلمتين ؟ لا لا لا انت لازم تحارب عشانى
* انا احارب كل الدنيا عشانك يا عمرى ، و عهد خديه منى ، لآخر العمر مش هايأس حتى لو اهلك ماوافقوش هافضل كده احبك و هاستناكى و لا عمرى هكون مع اى واحدة غيرك ، بس انتى كمان لازم ايدك فى ايدى نحارب سوا عشان نبقا لبعض
** و انا باعاهدك عمرى ما هكون الا ليك يا حسن ، انت حياتى كلها
*********
4
* مين ده اللى كنتى واقفة معاه هناك ؟
** ده ! ده أمجد جارنا شافنى جاية هنا بالصدفة فكان بيسألنى لو عاوزة اى حاجة
* آه اوك !
*********
5
* ده امجد برضه ، ايه صدفة يجيلك الكلية كمان ؟
** ما اعرفش انا فجاة لقيته هنا ، حسن ارجوك ، ما تخليش اى حاجه تعكنن علينا بقا
* انتى مش صريحة على فكرة ، و كده سايبة الظنون تدخل عقلى
** لا ارجوك يا حسن ظنون ايه ؟ و اللـه ما فيه فى قلبى حب لحد غيرك
* اه طيب روحى شوفيه عشان بيناديلك و لا تحبى اجى معاكى ؟
** لأ ، انا هاشوفه عاوز ايه و ارجعلك
*********
6
* اظن المرة دى انا شايف بعينى يا هانم ، بيكلمك كده ليه ؟ و انتى كمان مالك كنتى واقفه قدامه مضطربة و قلقانة ، هو فيه ايه بالظبط ؟
** حسن صدقنى و اللــه موضوع ما يخصناش ، ارجوك ما تشكش فى حبى ليك
* الشك ما بقاش فى حبك و بس يا آنسة !
** قصدك ايه يا حسن ؟ بتشك فى اخلاقى كمان ؟
* فكرى فيها زى ما تحبى ، بعد إذنك
*********
7
** خلاص بقا يا سن سن ، انا قلت لك انه كان بيكلمنى عن واحدة زميلتنا و خلاص
* و زميلتنا دى فين عشان انا كمان اتدخل و ابقا جنبها بحق الزمالة برضه !
** لا .. حسن ارجوك مش عاوزة احراج لأى حد عشان خاطرى
*********
8
* تقدرى تقولى لى ايه الورقة اللى اداهالك دى ؟
** حسن ! انت هنا من امته ؟
* من اول ما قابلتيه و قعدتوا هناك على الترابيزة دى
** حسن انت بتراقبنى ؟
* من فضلك ما تدخليناش فى تفريعات خلينا فى المهم ، هاتى الورقة اللى اداهالك دى و بسرعة قبل ما ارتكب جريمة هنا دلوقتى
** حسن طب ممكن تهدى شوية و نمشى من هنا و انا هافهمك كل حاجه
* لو ما جبتيش الورقة دى دلوقتى حالا مش هاتشوفى وشى مرة تانية
** حسن ارجوك خليك عاقل
* هو انتوا خليتوا فيا عقل ، هاتى الورقة بقولك
** الورقة دى ما تخصناش احنا صدقنى
* للدرجة دى مرعوبة انى اشوفها ! طيب لو قلت لك يا انا يا الورقة دى تختارى ايه ؟
** حسن !! عشان خاطرى انا حبيبى بلاش كده انا بحبك
* تبقى انتى اللى اختارتى ، من النهاردة مفيش بيننا اى شئ ، كل واحد مننا فى طريق
** حسن ! حسن ! حبيبى طب استنا افهمنى
*********
9
- هاتوحشنى اوى يا حبيبى
* و انتى كمان يا ماما ، كلكم هاتوحشونى اوى ، ادعى لى يا ماما
- من كل قلبى حبيبى هادعى لك ربنا يوفقك
*********
ينام حسن من دوامة الافكار و يصحى على تليفون ، يمد إيده من غير حتى ما يشوف مين بيتصل و يرد :
*** حسن ازيك ، ايه نايم فى بير انت بقالى ساعة باتصل
* مروة ! ازيك انتى عاملة ايه ؟
*** حسن انت فى البيت ؟
* ايوة فى البيت ، خير فيه حاجة يا مروة ؟
***خير ان شاء اللــه كنت عاوزاك ربع ساعة لو فاضى
* اوك ، تحبى اجيلك فين ؟
*** لا انا هاجى لك البيت استنانى
* اوك تمام
بتروح له مروة البيت وبعد السلامات بتبتدى مروة كلامها :
*** انت عارف يا حسن قد ايه انا بعزك مش كده ؟
* طبعا عارف احنا اصحاب بقالنا زمن مش محتاج المقدمة دى
*** انا ليا عندك طلب ، ليندا من امبارح حالتها النفسية وحشة جدا من حقها انك تسمعها
* حقها !! يا بنتى مالهاش اى حقوق عندى ، ولا انا كمان من حقي اعرف اى حاجة عنها كل واحد حر في حياته
*** جميل انا اقصد من حق الصداقة
* مش صديقتى ، كانت حبيبتى وهى اختارت
*** اختارت ايه انت فاهم غلط ورافض تفهم ، انت عايز تعيش دور الضحية
* اعتبرينى كده
*** لا مش انت الضحية ، وحتى لو عايز تعيشه افهم الصح واعمل اللى انت عايزه بعدها
* ايه المطلوب منى بالظبط يا مروة ؟
*** نتقابل احنا التلاتة نتكلم زى زمان حتى مش اكتر من كده
* مش عارف ، طلبك ده صدقينى لا ها يقدم و لا ها يأخر
*** ده اللى انت شايفه يا حسن ، من امته كنت بتحكم من وجهة نظرك بس ؟
* مش وجهة نظرى يا مروة اظن انتى عارفة اخر مرة بينى انا و ليندا انتهت على ايه ، و انتهت ليه !
*** انا عارفة بس لو من حقى اقول انا كنت قلت لك من زمان ، لكن ده حق ليندا انها تقول بنفسها ، و انت اللى مش عارف حاجات كتير اوى ، ما تخلى عندك فضول حتى يا حسن انك تعرف هى ليه ما ارتبطتش لحد النهارده بحد غيرك ؟ يا سيدى اعتبرها جلسة ترحيب بيك بعد ما رجعت و تعرف منها اجابات لاسئلة ممكن تكون حضرت فى عقلك !
* اممممم فضول ! لئيمة انتى ! فعلا عندى فضول للنقطة دى بالذات ، و طالما انتى رافضة تحكى اللى تعرفيه و كمان انتى اللى عازمانا بقا يبقا خلاص موافق ، بس وعد أيا كانت نهاية الجلسة دى ما تزعليش منى اوك ! و ما تتدخليش كمحامى لطرف مننا ارجوكى ..
*** لا لا لا من الناحية دى اطمن ، مش هانحتاج محامين
* و هاتبقا فين العزومة دى ؟
*** فى نفس المكان القديم يا ابو على ، كافتريا الكلية
* أها عشان كده بتعزمى بقلب جامد ، الحكاية هاترسى على سندوتش و كوباية شاى يعنى
*** هههههههه اه طبعا هو انا راجعة من بلاد بره شكلك ! و بعدين العزومة مش بتكاليفها دى بمعناها يا عم
* يا شيخة روحى كده ، مش بتكاليفها آه ! تخونك عزوماتى بتاع زمان !
*** فاضى بكرة !
* الساعة كام ؟
*** الساعة 10 الصبح يناسبك
* يناسبنى آه يا بتاعة الكافتريا و السندوتش
*** طب بص اعتبر دى تجربة و لو حصل اللى فى دماغى ليك عندى عزومة فى اكبر محل كشرى فى المنطقة
* كشرى ! هو انتى ليه محسسانى انى متسول يا بت !
*** هههههههه طب خلاص ابقا اطلبها فى المكان اللى تحبه بس ما تتأخرش بكرة
* لا وعد مش هتأخر
*** طيب سلام بقا يا ابو على و باشكرك كتير كتير كتير انك قبلت عزومتى المتواضعة دى
*على راسى يا مروة مع الف سلامة
الجـــــــــزء الثـــــالث
دموع ليندا مش بتوقف من يوم الحفلة ، ازاى قلبه قسي كده .. ازاى دموعى هانت عليه .. ازاى صدق اصلا انى ممكن احب غيره واخونه واجرحه الجرح ده .. ياااه على ظلمك ليا يا حبيبي .. احلفلك بأيه ان عمر قلبي ما دق لغيرك ، ان عمرى ما حلمت اكون في حضن حد الا انت .. بتفتكر ليندا مواقفهم سوا ، بتفتكر دقات قلبها اللى بيبقي هيطلع من بين ضلوعها بمجرد ما كانت تشوف حسن ، ولسه لحد دلوقتى لما شافته في الحفلة ، الاحساس مختلفش ولا لحظة ، لسه فاكرة اول مرة مسك ايدها ..
** انا نفسي افهم انت جايبنى هنا ليه ، وليه مقعدناش في الكلية زى كل مرة ؟
* بترغى كتير اوى انتى مش ملاحظة ؟
** ملاحظة بس عايزة افهم !
* هو انا واخدك غرزة ! دى جنينة يا حبيبتى اهى والناس حوالينا اسكتى بقي
** سكتنا .. طيب انا تعبت عايزة اقعد واكل
* تاكلى !! حاضر اهمدى بقي خلينى اقول الكلمتين ، ليندا انا بحبك اوى
** وانا كمان يا حسن بحبك
*هاتى ايدك
** نعممممم انت جايبنى هنا علشان قلة ادب ؟
* استغفر اللـه العظيم بقول ايدك يا حاجة ايدك !
** مكسوفة بصراحة اعمل كده
* معلهش اعتبرينى دكتور بقيس النبض
تمد ليندا ايدها وهى سامعه دقات قلبها ، بيمسك حسن ايدها ويبوسها بوسة رقيقة ، بتسحب ليندا ايدها بسرعه وقلق ، بيخلع حسن خاتم فضة من ايده ويقولها :
* عايز البسهولك ممكن ؟
** هات انا هالبسه
* لا مش لاعب
** انا فعلا مكسوفة
* يا ستى مش اخدت ايدك ورجعتهالك زى ما هى !
تضحك ليندا وتديله ايدها يلبسها الخاتم ويبوس ايدها تانى .. ذكريات اليوم ده عمرها ما راحت من قلبى يا حسن ، و لا عمرى نسيت احساس لمسة ايدك ، و لا عمرى هانسى وصفك لاحساسك بلمسة ايدى ، فاكر يا حبيبى ؟
* اللمسة دى حسيت معاها ان عمرى ابتدا من جديد ، و ان كل جسمى بيتجدد بيها ، عيونى بقت شايفة الالوان ببهجتها و فرحتها ، قلبى بينبض بشكل جديد فيه ايقاع عجيب اوى ، روحى كانت بترفرف فى افق خيالى مش موجود غير فى قلبى و قلبك و بس ، رعشة ايديكى و هى بين ايديا كانت الوقود اللى اشعل نار مشاعرى و خلانى حاسس انى طاير فى السما و مش عاوز ارجع للارض تانى ..
** و انا حسيت انى فاقدة للوعى العادى و داخلة بروحى و قلبى و عقلى فى وعى تانى مايعرفش غيرك و غيرى و غير حبنا و بس ، دخلتنى معاك فى عالم جميل مافيهوش غير انا و انت ، طرت معاك لنفس السما ، و حلمت معاك نفس الاحلام ، شوفت بعينك كل الالوان ، و سمعت بقلبك كل الموسيقى اللى انت سامعها
* ليندا ، انا بحبك حب ما اتوصفش قبلنا و لا اتحكى عنه فى كتب
** حسن و انا بحبك اد حبك و اكتر
بيرن تليفون ليندا يقطع تفكيرها وتفوق على دموعها
** مروة ازيك
*** ازيك يا ليندا انتى بتعيطى ولا ايه
** لا ابدا
*** طيب بصي يا نكدية هنقابله بكرة الساعه 10
** ايه بتقولى ايه بجد وافق ؟
***عيب عليكى هو انا بلعب
** انا بحبك يا مروة ربنا يخليكى ليا
*** لا بحبك كده حاف انا عايزة اتغدى حضرتك
** تعالى يلا مستنياكى
بتقفل ليندا الفون وهى بتدور في الاوضة من السعادة ، هتقابله بكره وهتحكيله كل حاجة ، الامل بيقرب اوى ، هاتصالح مع الدنيا خلاص و انسى الالم ، هانسى كل العذاب اللى شوفته طول السنين اللى فاتت يا حسن ! وفجأة بتختفي فرحتها ، و وشها يتغير ، وبعدين بعد ما احكيله .. يا ترى هيصدقنى .. يا ترى هيقدر كل سنين انتظارى .. تفتح دولابها وتخرج علبة مجوهرات وتطلع الخاتم تبوسه وتلبسه في ايديها ، ماقلعتهوش غير يوم ما سافر ، تفتكر احساسها وقتها .. احساس بالوحشة والغربة ، بتحاول تعدي الايام والساعات على أمل يرجع لها تانى ، يدق الباب وتسمع صوت مروة وهى بتسلم على مامتها .. تدخل مروة وتشوف حالة ليندا اللى التعب والاجهاد باينين عليها جدا ، تاخدها في حضنها وتبكى ليندا وتقول لمروة
** وحشنى اوى يا مروة ، وحشنى كلامه ، نظراته ، ابتسامته
***خلاص بكرة هتقابليه وتحكى له كل حاجة
** تمسح ليندا دموعها وتقول لمروة انا مش عارفة انا عايزاه فعلا يرجع لى ولا عايزاه يندم على ظلمه ليا
*** انتى بتحبيه يا ليندا واكيد عايزاه يرجعلك ، وهو كمان صدقينى اى حد في موقفه هيتصرف كده حبه ليكى ماكانش حب عادى ، كلنا كنا بنحلف بحبه وخوفه عليكى
** بس هو ظلمنى فعلا يمكن بس انا عاذراه
*** ولو تزعلى منى انتى سكوتك مكنش له معنى معرفش عملتى كده ليه؟
تبتدى ليندا تدافع عن نفسها ، بس يسمعوا صوت جرس الباب ، وتسمع مامتها بترحب بحد بره
-- اهلا شيماء حبيبتى اتفضلي
بتقوم ليندا تقفل الباب وهى مكشرة ، تبص لها مروة وتقولها :
*** معقولة يا ليندا انتى لسه مخاصمة اختك
** وهفضل مخاصماها العمر كله ، هى السبب بأنانيتها واستهتارها
*** مهما كان دى اختك واللى حصل لها مش شوية ، واظن المفروض تصفى وتسامحى
** مروة ارجوكى بلاش السيرة دى ، هى بتيجى لماما وبابا مش مستنية مصالحتى لها
بيخبط الباب وتدخل شيماء تسلم مكسورة على مروة وتقول ل ليندا :
-= ازيك يا حبيبتى
** ليندا بتدور وشها و تقول : تمام
*** مروة بتحاول تلطف الجو ايه يا بنتى الجمال ده اتدورتى واحلويتى انا عايزة أتجوز بقي
-= تبتسم شيماء وتقولها يا رب يفرح قلبك يا مروة وتوجه كلامها ل ليندا انا جمدت قلبي ودخلت لما عرفت ان مروة هنا علشان اشوفك يا ليندا واسلم عليكى انتى وحشتينى وتبتدى تبكى ، تتدخل مروة
*** انتم اخوات متستغنوش عن بعض
** تقاطعها ليندا بعصبية انا مش اخت حد وبعدين مش سلمتى اظن كده تمام
تقوم شيماء وعلى باب الاوضة تدوخ وتقع وتجري مروة وليندا عليها..
حسن فى اوضته بيدخن سيجارته ببطء و يبص من جديد على الصورة ، و هو بيفكر فى مقابلة بكرة ، يا ترى ايه ممكن تقوله ليندا بكره يغير موقفه ؟ يا ترى كدبة جديدة ، طب انا عندى استعداد اصدقها عشان ارجعلها و لا اكدبها و افضل زى ما انا ، افكار كتيرة بتدور فى دماغه ، لكن مجرد ما شافها حس انه لسه بيحبها و نفسه انها تطلع بريئة ، بيحط الف سيناريو لكلامها معاه بكره ، بيتخيل هى ممكن تقول ايه ، لكن فى كل الاحوال بيتخيل انه بيرد بجملة واحده و هى ، انه بيقولها وحشتينى ، بتنزل دموعه اول ما بيتخيل عيونها لحظة ما بتسمع منه الكلمة دى ، بيستعد زى ما يكون رايح يقابلها زمان ، بيجهز نفسه من كل شئ ، لكنه بيعجز عن انه يتخيل نفسه بيصدها من جديد ، قلبه حاسس بالفرحة ، و عيونه مشتاقة لعيونها ، و لسانه مشتاق يقول لها الكلام اللى كان بيقوله لها زمان ، بيفتكر ان ليندا ما كانتش مجرد حب يعدى او يتنسى زى ما بيحصل فى القصص اللى سمعها او شافها ، ليندا بالنسبة له حياة كاملة ، عمر بحاله شكل فيه اخلاقه و تصرفاته و وعيه بكل شئ حواليه ، حتى نظرته لكل الناس و حبه ليهم كان بيستلهم ده من حبه لليندا .. بيقطع افكار حسن رنة تليفونه بيبص يلاقى رقم نبيل صديقه
. ايه رأيك لو نقضى اليوم بكرة سوا ؟
* لا معلهش انا عندى معاد بكرة الصبح
. طيب تعالى ننزل دلوقتى شوية
* خلاص اوك يا بلبل انا خمسة و نازل انتم فين ؟
. لا احنا هانقضيها كورنيش الليلة دى شكل النيل اكيد وحشك تعالى لنا العجوزة
ينزل حسن و يقابل نبيل فى المكان المتفق عليه يلاقى تامر و نبيل و احمد فى انتظاره ، بيتكلموا و يهزروا لكن حسن كان فى دنيا تانية خالص
بعد حوالى نص ساعة من التمشية يقابلوا شخص حسن يعرفه كويس فيتغير وجهه و تبدو عليه علامات الغضب و النقمة ، بينما يقف ذلك الشخص ليسلم عليهم
. اهلا اهلا امجد باشا ازيك ! ايه على فين ؟
=- انا كنت هنا فى شغلى و راجع على بيت حمايا عشان اخد المدام و ارجع بيها على البيت اصلها هناك من ساعتين تقريبا
. حسن اقدملك امجد جوز شيماء اخت ليندا زميلتنا
* يندهش حسن بشدة ، جوز مين ؟
=- فاكر ليندا زميلتكم ! كان ليها اخت اسمها شيماء ، دى بقا المدام بتاعتى ، استأذنكم انا علشان الحقها احسن دى دايما تتهمنى بالاهمال و ممكن الليلة تقلب نكد بسببكم هههههههه
بيمشى امجد و يسيب طوفان اسئلة فى عقل حسن ، جوز شيماء ازاى ؟
الجــــــــزء الـــــرابع
تقع شيماء على باب الاوضة وتجري مروة وليندا ناحيتها ، ليندا مفزوعة وبتنادى مامتها ، تدخل الأم وينقلوها على سريرها بتحاول ليندا تفوقها :
** شيماء ! شيماء ! حبيبتى فوقى ارجوكى
بتفتكر قد ايه بتحب شيماء أختها الصغيرة دلوعتها وحبيبتها اللى كانت وبرغم ان فرق السن بينهم بسيط لكنها كانت بتعتبرها بنتها ، بتروح ليندا لزمن مش بعيد ومش قريب ، يمكن من اربع سنين فاتوا .....
1
#ليندا حبيبتى ممكن فلوس
** فلوس !! مش بابا ادالك مصروف الشهر بتاعك ! دى تانى مرة تاخدى فلوس ؟؟
# معلش اصل بخرج مع اصحابي و كدة يعنى بنصرف بقا
** طول عمرك بتخرجى معاهم ايه اللى جد ؟
# يوووه خلاص مش عايزة
** تعالى هنا يا بت ! خدى من شنطتى اللى انتى عايزاه
تبوسها شيماء وتاخد الفلوس وتخرج
*******
2
-- مفيش خروج تانى خلاص
# يعنى ايه انا اتفقت مع اصحابي
-- لا اصحابك ولا غيرهم
** فيه ايه يا ماما صوتكم جاى لأخر الشارع ؟
-- تعالى شوفى اختك كل يوم خروجات وناسية انها ثانوية عامة ولازم تركز
** في ايه يا شيماء يا حبيبتى أجلى الخروجة مش هيحصل حاجة
# تنفعل شيماء وتعلى صوتها على مامتها واختها انا زهقت بجد من البيت ده انتم بقيتم مملين وتدخل اوضتها وتدخل وراها ليندا
** ينفع كده الكلام اللى بتقوليه ده مالك انتى اتغيرتى كده ليه
# يا ستى متغيرتش اتخنقت من التحكم يا ستى !!!
** طيب احب افكرك انه مش تحكم احنا خايفين عليكى وعلى مستقبلك
# انا عارفة مصلحتى كويس
*******
3
**انا عايزة افهم مين اللى موصلك ده ؟
# ده المساعد بتاع استاذ الانجلش
** نعم وبيوصلك ليه ؟
# طريقنا واحد واتمشاها معايا فيها حاجة دى ؟
** فيها كتير اوى الناس هتقول ايه عليكى ؟
# نفس اللى بيقولوه لما بيشوفوكى مع حسن بتاعك
** انتى اتجننتى !
# كلمة تانية هقول لماما وبابا ومش هتبقى حلوة في حقك
**شيماء انتى فايقة وعاقلة للى بتقوليه
# مش هكرر كلامى وانتى براحتك
*******
يقطع افكار ليندا صوت شيماء الضعيف وهى بتفوق بتبتسم ليندا ويبان على وشها علامات الارتياح وتمسك شيماء ايدها ، تحاول تبوسها وتسحبها ليندا وشيماء بتقولها
# ارجوكى سامحينى انتى عارفة انا بحبك قد ايه
** تطبطب عليها وتقولها وانا بحبك اهدى ومتفكريش في حاجة ويبتدوا يدمعوا هما الاتنين
*** تتدخل مروة بقولكم ايه لو قلبتوها نكد هقوم اضرب فيكم ، هو يوم باين من اوله كده كفاية اوى يعنى !
تضحك ليندا وشيماء وتقوم ليندا تجيب لأختها عصير ..
حسن و نبيل و تامر و احمد مع بعض لسه على الكورنيش ، بيحاولوا يكلموا حسن و يهزروا معاه و هو ساكت مش بيرد ، اصحابه بيتوهموا انهم فكروه بليندا و زعلوه ، فبيحاولوا يتكلموا فى اى كلام ، لكن حسن بيقاطع كلامهم و بياخد نبيل على جنب و بيسأله :
* نبيل هى شيماء اتجوزت امته ؟
. بعد سفرك بست شهور
* يا ابنى هى مش كانت فى الجامعة و فى سنة اولى لما انا سافرت ؟
. و دى مالها و مال الجواز يا عم ، و بعدين انا ما اعرفش اى تفاصيل ، التفاصيل كلها عند مروة انت عارف انها اقرب حد ليهم
* مع مروة !! طيب اوك ، انما مين امجد ده يا بلبل تعرفه ؟
. لا انا قابلته كام مرة فى الجامعة كان مع ليندا و شيماء و بعدها فى الفرح كنا واقفين مع ليندا وقفة حلوة كلنا بما انه فرح اختها فمن هناك بدا الكلام بيننا و بينه يعنى ، لكن كأصحاب لا ، مش أصحاب خالص و بعدين انت شاغل دماغك بشيماء و امجد ليه ؟
* اصل غريبة فى مجتمعنا ده الصغيرة تتجوز الأول قبل الكبيرة يعنى و لا ايه ؟
. لا يا عم عادى اللى يجيلها نصيبها تتجوز ايه المشكلة ؟
* ربنا يوفق الجميع ، طيب مش يلا بينا بقا بعد فسحة الستينات بتاع الكورنيش و الترمس دى
. ههههههه يا شباب ! الاخ حسن نسى أصله و بيقول على خروجتنا دى خروجة فكسانة و مش عاجباه ايه رأيكم ؟ ماذا انتم فاعلون
.. نضربه بالسيف
... نقيم عليه الحد .....
. نأخذ من كل واحد فينا خمسينا ونشد على اقرب سينما
* سينما ايه ! انتم قدام اوى على فكرة انا هاروح لانى عندى معاد بكرة ، و ابقوا سيبولى ترتيبات الفسح بتاعتكم بعد كده ، جاتكم البلا فقرا ..
. ماشى يا ابن الذوات ، على راحتك
يروح حسن و ينام كأنه بيستعجل الليل يمر و ييجى الصبح ، بيفكر يقضيها نوم عشان يقتل الوقت لكنه بيتقلب فى سريره مش جاى له نوم ، يقوم ياخد شاور دافى على اساس انه ينام ، لكن النوم مخاصمه ، الفضول هايقتله و الوقت لسه بدرى ، بيفكر فى لحظة انه يختصر الوقت و يكلم ليندا على تليفون بيتهم و يفهم منها كل شئ ، لكن ازاى يعمل كده و المفترض انه عاوز يتأكد و هو بيفهم لغة عيونها امته بتصدق و امته بتكدب ، فعلا حوار زى ده و اجابات زى دى لازم تيجى و العين فى العين ، يعاتب نفسه و يقول كان ليه التأجيل لبكره ما كان ممكن النهارده ، عمره ما حس ان الوقت بطئ زى الليلة دى و هو منتظر معاده مع ليندا ، **** هو بقا معاد ؟ مش المفروض انها كانت قعدة كده لا هاتقدم و لا هاتأخر ، لمجرد انى ارضى مروة و اثبت لنفسى من جديد انى على حق ، و بعدهالك يا ابو على ، ما ترسى بقا يا ابن الناس ، هو انت عاوز ايه حدد : يجاوب حسن على نفسه و يقول :
* اول حاجه عاوز اعرفها ، ايه العلاقة بين جواز شيماء و امجد بمقابلات امجد مع ليندا زمان ، و تانى حاجه ليه امجد اتجوز شيماء لما هو كان بيقابل ليندا ، جرى ايه هو انت ليه اتاكدت ان مقابلات ليندا و امجد كانت مقابلات عاطفية ؟ انت عمرك شوفتهم فى مكان غير الكافتيريا او حرم الجامعة ؟ لا ما حصلش ، طيب عمرك شوفتهم بيتكلموا مع بعض و هما مبسوطين و فى كلامهم ود كده ؟ لا أبدا ما حصلش ! تاخده الأفكار و توديه على الحال ده طول الليل ..
بيوصل أمجد بيت حماه و حماته و اول ما بيخبط على الباب تفتح له مروة ،
*** أهلا يا أمجد اتفضل .. اتفضل
-= اهلا مروة امال فين الناس اللى عايشين هنا ؟
*** الناس اللى عايشين هنا كلهم جوه يا سيدى و معاهم الناس اللى عايشين معاك
-= آه لازم فيه اسرار بقا و كده
*** لا لا اسرار و لا حاجة خش شوف بنفسك
-= مساء الخير عليكم
تسكت ليندا تماما بينما ترد مامتها
-- مساء النور تعالى
ينظر لشيماء و هى بتحاول تقوم من السرير و يظهر عليه القلق و يقول :
-= شيماء مالك حبيبتى تعبانة ؟ فيه ايه يا طنط ؟ خير ؟
*** لا يا عم مفيش حاجة انت هاتعمل لنا فيلم ؟ تعبت شوية من المشوار اول ما وصلت ، بس دى كل القصة ابقا اهتم انت بيها بس شوية
-= يعنى ايه جبتم دكتور طيب ؟
-- لا دكتور و لا حاجة يا اخى ما تقلقش هى كويسة خلاص تعالى نقعد برة فى الصالة
-= انا لسه حالا كنت باقول ان الليلة ممكن تقلب نكد مش عارف زى ما اكون توقعت ان فيه حاجه
-- كنت بتقول لمين يا امجد ؟
-= لنبيل و تامر و احمد اصحابكم يا مروة و كان معاهم واحد تانى كده اول مرة اشوفه
** اسمه ايه صاحبهم ده ؟
-= اللـه انتى كلمتينى ! ياااااه جديدة دى !
** حقك عليا معلهش مش هاتكلم تانى ، اسمه ايه بقا صاحبهم ده ؟
-= مش فاكر
*** اسمه حسن يعنى ؟
-= اسم اللـه عليـــــــــكى ، هو الاسم ده صح ، شاب طويل كده و اسمرانى شوية
** كانوا فين ؟
-= فى شارع النيل
** ع الكورنيش ؟
-= آه ايه هما دايما هناك و لا ايه ؟
** لا ابدا توقع بس طيب شكرا ع المعلومة
*** انت ف ايه و لا ف ايه يا ابو الامجاد ؟ ما تركز مع المدام شوية ، تقريبا كده هانسمع خبر حلو اتأخر علينا كام سنة !
-= ايه ده بجد ! انتم مش بتقولوا ما جبتوش دكتور
-- يا ابنى الحاجات دى مش محتاجه دكاترة ، الف مبروك يا ابنى
-= لا بقا انا كده ابعت اجيبلك طيارة تنقلك لشقتنا
*** ما تقولش يعنى هاتنقلها فيلا الساحل الشمالى ، ما تسيبها هنا شوية يومين تلاتة يعنى
** ليه يا مروة بيتها اولى بيها !
*** ششششش اسكتى انتى مالكيش فى الكلام ده انا اكبر منك بشهرين و افهم عنك
-- اه فعلا يا امجد سيبها شوية معانا و ماتقلقش عليها بس عشان هى طالما تعبت النهارده من المشوار فممكن التعب ده يجيلها و انت فى الشغل فاحنا نبقا هنا معاها خلاص !
-= خلاص يا طنط حاضر اللى تشوفيه
** مروة تعالى انا عاوزاكى
*** ايه عاوزة ايه يا مدوخانى ؟
** انتى عارفة انى مش باستحمل الزفت اللى برة ده ، عاوزاه يجيلنا هنا كل يوم ؟ تصدقى انك رخمة ! كان ممكن ماما تروح تقعد معاها هناك بدال ما ينط لنا ده هنا كل شوية
*** بس انتى تسكتى خالص ، دلوقتى احنا لما نتكلم مع الاخ ابو على بكرة ، و انا و انتى بالنسبة له رضينا او مارضيناش طرف واحد و هو الطرف التانى ، صح ؟
** صح كملى
*** مين اصل المشكلة اللى فرقتكم ؟ مش البغل اللى برة ده هو و شيماء ؟
** آه فعلا بس ده كله ايه علاقته بان شيماء تعيش هنا و الزفت ده يجيلنا كل يوم
*** بت انتى اخرسى و سيبينى اكمل كلامى للآخر ، يخرب بيت التعليم الاميرى
** حقك عليا طيب كملى
*** الاخت شيماء هاتموت و تعمل اى حاجه تصالحك بيها حتى لو هاتموت نفسها ، مش كده ؟
** آه فعلا بس تعرفى بعد ما تعبت النهارده انا قلبى رق لها اوى يا مروة انا هاخرج اصالحها
*** اقعدى يا جزمة ! انا لسه ما خلصتش كلامى
** يووووه طيب بالراحة يا عم انت
*** اسمعى بقا اللى هقوله ، و انتبهى جامد ، بكره هاروح انا و انتى و شيماء نقابل حسن احنا التلاتة و نشرح له كل حاجه و نخلى شيماء تقول بنفسها ع اللى حصل و ليه كنتى بتقابلى امجد خلاص ! و لا كلمة ، اياك تراجعينى فى اى حاجه اقولها ، انا رايحة اخد شيماء على جنب و افهمها انى عاوزاها بكرة ، و انتى مش عاوزة اسمع نفسك الا بعد ما تيجى معانا بكرة و المشوار ده يخلص على خير .. انتهى البيان !
و تخرج مروة من اوضة ليندا و هى بتقفل الباب وراها و تسيب ليندا و هى على وشها ابتسامة خفيفة كده بتقرب لها الأمل اكتر و اكتر ان حبيبها يصدقها و يحس انه كان غلطان فى كل ظن جه فى عقله .. و بيطلع النهار على الجميع كل واحد فى حالة غير التانى خالص ، شيماء فرحانة انها هاتثبت براءة اختها قدام حبيبها و تقدم لها اى شئ يسعدها ، مروة عاملة زى اللى ماشية على الحبل نفسها المقابلة تنتهى زى ما هى بتتمنى ، حسن فى عقله سحابة افكار و اسئلة ، ليندا هاتموت من الشوق لكلمة حب من حسن و بتتمنى انه يصدقها و يكون لسه باقى على عهده معاها زى ما هى بقيت على العهد معاه .. و بيروح حسن على كافتريا الكلية و بيوصل فى تمام العاشرة صباحا علشان يلاقى مروة بتشاورله و هى قاعده على ترابيزة فى آخر ركن فى الكافيه على الشمال و جنبها اتنين ، ليندا و شيماء .
الجـــــزء الخــــامس و الأخيــــر
بيدخل حسن كافيتريا الكلية تقع عينه على ليندا وكأن عينيه اختصرت الرؤيا عند مكانها فقط وكل اللى حواليها بيتلاشي ويضلم ويقل لحد ما يختفى ، كانت لابسة فستان يعرفه كويس اوى وبيحبه كمان اوى ، كان بيقولها دايما ان الفستان ده بيحكيها ، فستان ابيض طويل وعليه ورود كله بهجة وحيوية ، كان بيقولها بياض فستانك ده صفحة حبنا والورود دى رقتها من رقتك ، افتكر حسن ازاى كان بياخد باله من كل تفاصيلها وبيشوفها بعين العاشقين ، بيشوف كل حاجة فيها مختلفة ، كل وصف بيوصفهولها ممكن محدش غيره يكون شايفه بنفس طريقته ، كان بيحب عيونها اللى لون السما ، كان بيحس بالحرية لما يشوف عيونها انه طير مفيش عليه قيود ، حبه لها كان دايما بيكبر وعمره ما شاف منها الا اللى يقوى حبه ويزوده .. بينتيه حسن انه واقف مكانه ما اتحركش وانه عيونها ثابتة عليه كأنها بتقرا أفكاره وعارفة بيقول ايه ..
كانت ليندا خفقات قلبها زادت اوى وحاسة انها بتسمّع كل اللى حواليها ، ظهور حبيبها خلاها في دنيا تانية ، حست انها رجعت بالزمن لورا ، يا ترى اخد باله من فستانى ! فهم انى لسه فاكرة كل حاجة بيحبها وباقية عليها !! كل ما بيقدم خطوة بتحس ليندا ان روحها بتروحله ، عيونها بتدمع غصب عنها ، نفس المكان ده اتفرقوا فيه من سنين بظلم و هجر ، بتتأمل ملامحه اوى متغيرش عن آخر مرة شافته فيها ، نفسي ألمس ملامحك وشعرك ، نفسي احضنك .. مع كل خطوة حسن بيتقدمها بتقف ليندا ، بتنسي كل اللى حواليها ، بتحس انها عايزة تجري عليه وتترمى في حضنه وتشتكيله منه ، بتمسك مروة ايدها بتلاقيها متلجة وتقولها
*** ليندا اقعدى واهدى
تقعد ليندا و هى بتبص فى عيون مروة زى اللى تايهة و تهز راسها بالموافقة فى صمت .. بيوصل حسن للترابيزة اللى قاعدين عليها .. بيسلم على مروة وشيماء وبيمد ايده لليندا بدون كلام ، بتمد ايدها ويحس ببرودتها وبيرفع عيونه لعيونها وبيضغط على ايدها يطمنها و يقول لها بقلبه : مهما حصل هونى على نفسك ، مش هقدر اجرحك ولا اتعبك اكتر من كده ، قلبي بيطبطب عليكى وبيضمك.. مهما حصل انتى حبيبتى و هاتفضلى حبيبتى ، حتى لو افترقنا ، لسه روحى متعلقة بروحك ..
ترد عليه ليندا بقلبها : ضمة ايدك دى كنت مستنياها من زمان ، قلبي تعب من الانتظار .. اكيد حاسس بيا وبقلبي لأنه عندك ، روحى وقلبي اتفقوا عليا ومرجعوش غير معاك دلوقتى ، بيقاطعهم صوت مروة :
*** مش نقعد بقي هو احنا هنفضل متنحين كده يا اخوانا ؟!
بيسيب حسن ايد ليندا .. وبيقعد وبيسكت على الرغم من ان في عقله الف الف سؤال تقطع مروة حاجز الصمت للمرة التانية :
*** اييييه بقى جايين نسمع سكاتكم
* بيبتسم حسن ويقول : سبحان اللى مصبرنى عليكى
بتتدخل شيماء : مروة دى حبيبة الكل وصاحبة جدعه اوى
* يرد حسن مش اوى يعنى لما نشوف هتعزمنا على ايه
*** الساعه 10 اكيد فاطرين قبل ما تيجوا يعنى يا دوب حاجة ساقعه وخلاص
* كان قلبي حاسس
# فطرنا أيه لا طبعا ده انا مانعه الاكل من امبارح
يضحك الكل وليندا في دنيا غير الدنيا مش قادرة تشاركهم اى كلام ، كل اللى بتعمله انها بتسرق نظرات لحسن من وقت للتانى لما بتسمع صوته وتعليقاته بتحس انها عايزه تاخده بعيد عن كل الناس : انت كلمتهم كتير وبعدت عنى كتير خليك ليا لوحدى تعوضنى بعدك
*** ها يا نونا تاخدى ايه
بتنتبه ليندا ان مروة بتكلمها وبترد بصوت خافت جدا :
** اى حاجة
بتقوم مروة وبتقولها شيماء : خدينى معاكى
ويفضل حسن وليندا الصمت سيد الموقف وكأن محدش عنده جرأة يتكلم في حضور الصمت بيتشجع حسن :
* ازيك يا ليندا !
** بتبادره ليندا : وحشتنى وتسكت شوية وتكمل : مش عارفة اقول حاجة غيرها
الكلمة دخلت قلب حسن زلزلته .. اه يا حبيبتى انتى كمان وحشتينى يمكن لسانى مش قادر يقولها بس كل ذرة فيا بتحكى وتتكلم يرد حسن بتعقل :
*ربنا يخليكى اخبارك ايه؟
رد حسن بيخيب امالها لكن هى عندها اصرار ..
** انا مش عايشة ، يمكن جسد بس لكن روحى وقلبي مش موجودين
بيركز حسن في عيونها و يقول :
* انتى عملتى فينا كده ، انا حبيتك واخلصت لك ومكنش عندى استعداد اننا نسيب بعض ، كنت بخاف عليكى وبحترمك وعمرى ما جرحتك
** ولا انا كمان جرحتك ، خوفك وحبك واحترامك واكتر
* انتى خونتينى !
** انا عمرى ما حبيت غيرك
* واللى كنت بشوفه !
بتسكت ليندا شوية وتفكر تبتدى ازاى ، بيقاطعها غضب حسن :
* سكات تانى !! انا غلطان انى جيت
. بتوصل شيماء ومروة وحسن بيقوم من مكانه
*** رايح فين
* واضح مفيش كلام يتقال
# ممكن تدينى انا الفرصة دى يا حسن ؟
* وصاحبة الموضوع متتكلمش ليه ؟
# لأن أنا صاحبة الموضوع !!
بيسكت حسن في تعجب و يفكر : لعبة جديدة وكدبة مألفينها ولا أيه
*** اقعد لو سمحت الناس بتتفرج علينا مش كده
ليندا في وسط ده كله ابتدت دموعها تنزل ..
# ايوة ما تستغربش ، انا صاحبة الموضوع .. ابتدى عندى و انتهى عندى ، و كل علاقة ليندا انها كانت بتحاول تنقذنى و بس !
ينظر حسن بترقب و تركيز لشيماء :
* كملى ، آه بس اى حاجه هاحس انها مش منطقية و لا مفهومة هاسيبلكم القعدة و امشى ، معنديش استعداد اقنع نفسى بحاجة عقلى مش هايقبلها ، لكنه من جواه كان عنده استعداد يصدق تبتدى شيماء :
# و انا فى ثانوية عامة كنت باروح درس انجلش عند مدرس فى منطقة قريبة مننا ، و هناك اتعرفت على المساعد بتاعه ، كان خريج جديد ، و كان معجب بيا و ابتدينا نتكلم و نحب بعض ، و فى الوقت ده كانت مشاعرنا واخدانا اوى و ماكناش عاملين حساب لاى شئ الا حبنا ، و ابتدينا نعمل حاجات طايشة ، و خدنى التيار لمشاعر خلتنى نسيت نفسى و نسيت كل شئ حوالينا و ابتديت ابعد عن ماما و ليندا ، و ابتديت ما اسمعش غير صوته هو و بس
*** ده أمجد اللى انت قابلته امبارح
حسن ينظر لمروة باندهاش ثم يعيد نظره لشيماء من جديد :
* كملى !
# لغيت عقلى و كنت بافكر بقلبى و بس ، ليندا اكتشفت الموضوع و بدات تحذرنى انى باغلط و ان ده عيب و ما يصحش و ابتديت احس ان ليندا خطر و تهديد على حبى انا و امجد ، و حكيت لامجد عنها و ان لو هايبقا فيه سبب لفراقنا انا و هو هاتكون ليندا اللى ابتدت تهدد انها هاتكلم بابا و عمى و تكبر الموضوع ، و الاهم انها راحت لامجد فى مكان شغله و قالت له انها فاهمة كل شئ و عاوزة تتكلم معاه ، امجد قال لها ده مكان شغل ما ينفعش ، قالت له مش ممكن اقابلك بره ، فقال لها انا هاجى لك الكلية و اظن دى كانت اول مرة تشوف ليندا و امجد مع بعض يا حسن ، امجد فشل انه يقنع ليندا ، و ليندا فشلت انها تبعد امجد عنى ، ابتدى امجد يعرض عليا اننا لازم نحطهم قدام امر واقع عشان ما يفرقوناش ابدا ، و اقنعنى باننا نتجوز عرفى ..
* عرفى !!!
# انا كنت وقتها طايشة و كل همى انى ابقا مع امجد ، و فعلا كتبنا ورقة و مضى عليها اتنين من اصحابه ، و ابتدينا نتقابل عادى فى اماكن عامة لكنه بعد فترة ابتدى يطالبنى بحقوقه الزوجية و الا هايبعد عنى لو ما سمعتش كلامه ، اقنعنى انه بيحبنى جدا و فضل يزن لحد ما وافقت و رتب لنا مقابلة فى شقة واحد صاحبه كان مأجرها لانه كان مغترب هنا بيشتغل ، و ... و بس اصبح جوازنا حقيقى ، و بعدين ليندا شافت فى دولابى شريط حبوب منع الحمل فابتدت تراقبنى و تشوف المكان اللى احنا بنتقابل فيه انا و امجد ، و برغم حالة الانهيار اللى جاتلها لكنها ما واجهتنيش انا ، كانت خايفة على مشاعرى و احساسها انها امى لا تجرحنى فى ثورة غضبها ، سكتت و اتحملت كمية الغضب اللى كان جواها ، لكن تانى يوم راحت لامجد فى شغله و هددته انها هاتفضحه فى مكان شغله و هاتبلغ عنه ، الا انه حاول يقنعها باننا فعلا متجوزين و بدأ يروح لها الجامعة يسترضيها عشان تهدى و تصدق اننا متجوزين فعلا لحد ما طلبت تشوف بنفسها ورقة الجواز .. اخدها و راح لها تانى يوم بيها ..
*** ده اليوم اللى انت صممت تشوف فيه الورقة اللى اداها امجد لليندا و سبتها لما رفضت و ده كان يوم فراقكم ..
* كملى انتى يا ليندا !
** كانت صدمتى فى اليوم ده صدمتين ، صدمتى فى اختى اللى كان مستقبلها بيضيع قدام عينى ، و صدمتى لما شوفت حبى هو كمان بيضيع منى و انا بين كل ده عاجزة عن مواجهة الصدمات ، كنت لأول مرة اعرف و افهم يعنى ايه الدنيا تيجى عليا و حرمنى من الفرحة اللى ما عرفتهاش من يومها ، لكنى برغم احساسى وقتها ما قدرتش اتخلى عن اختى ، و فضلت جنبها لحد ما خليت جوازها هى و امجد بقا رسمى ، تعبت بجد علشان اقنع اهلى من غير ما حد يحس بأى حاجه بينهم لكنى برغم انى نجحت اوصل بأختى لبر الأمان فشلت فى انى احتفظ بيك و بحبك و ثقتك فيا ، رضيت ان صورتى تتهز او تنكسر فى عيونك و لا انى اتكلم معاك عن اختى و بنتى و احكيلك رغم انك حبيبى و روحى و قلبى
يستند الى ظهر الكرسى الجالس عليه ، ثم ينظر فى وجه ليندا فيجد دموعها تنهمر و هى بتقول :
** تفتكر كان ممكن اقول لك ايه ساعتها يا حسن او اديلك الورقة ازاى تقراها !
* غبية ! عمرى ما تصورت انك تكونى بالغباء ده ، شيماء اختى ، حتى لو غلطت كنت هاعرف اجيبلها حقوقها ، كنت هابقا جنبها و جنبك بدال ما تقفى تواجهى كل ده لوحدك ، بدال ما تضيعى من عمرنا سنين فى فراق و شقا و غربة عنك و عن بلدى و اهلى عشان انسى !ّ انسى ايه ! انسى تضحيتك يا ليندا ، ليه يا حبيبتى كده ؟ ليه ؟
*** شيماء ، قومى بينا من هنا انا ما بحبش النكد ، فهمت يا عم الحاج و لا محتاج ادلة ؟
* استنى هنا انتى كمان ، انتى كنتى تعرفى كل ده ؟
مروة و هى بتجرى :
** آه بقا كنت عارفاه !
حسن يحدفها بعلبة المناديل اللى قدامه :
* و ربنا لاوريكى يا كلبة
يعود حسن لينظر فى عيون ليندا و لا زالت الدموع تفيض منها :
* لا ! كفاية دموع ! أرجوكى ، دموعك اغلى عندى من دمى ، اعذرينى و سامحينى ، انا كان ممكن اتحمل اى شئ فى الدنيا الا انى اتصورك فى حالة خيانة يا ليندا ، كان لازم باى شكل تعرفينى و تفهمينى ، انا عشت سنين فى بعدك زى المجنون ، تايه مش لاقى وطن و لا اهل ، كان حبك وطنى و عيونك سكنى و حضنك كان حياتى ، ليه سكتتى و سيبتينى اتهمك افظع اتهام يتهمه حبيب لحبيبته !
** حسن انا عمرى ما حبيت فى حياتى حد غيرك و لا عمرى هاحب حد بعدك ، انا على وعدى معاك و العهد اللى كان بيننا ، سامحنى يا قلبى !
* ليندا انتى اللى تسامحينى يا حبيبتى ، انا لو فضلت عمرى كله جنبك اكفر عن خطيئتى مش هاكتفى بعمرين فوق عمرى ( بصوت عالى ): تتجوزيـــــــــــــــــــنى
فجأة تدخل مروة الكافتريا جرى و هى بتقول :
*** آه وافقى يا ليندا وافقى ، هى موافقة يا حسن
* انتى رجعتى تانى يا جزمة
*** ايه انا راجعة ابارك بس و ماشية مش هانطق كلمة تانى
* لا اقعدى هنا ، تعالى يا شيماء
# حسن صدقنى ليندا طول السنين اللى فاتت عمرها ما نسيت حبك ، كنت باسمعها و هى نايمة بتبكى و تناجيك ، لما كان يتقال قدامها اسم حسن كنت باحس بالدموع فى عيونها
*** خلاص يا شيماء كفاية كلام عن الاحزان خلينا نفرح بقا ثانية واحدة و راجعالكم
بعد عودة مروة ، تشتغل موسيقى الزفة ، مروة مبتسمة :
*** انا اللى طلبتها
* شوفى لو طلبتى اغانى الافراح كلها لازم انتقم منك برضه
** دى الوحيدة اللى فضلت جنبى و كان فاضل انها تبكى بدالى
* يعنى اسامحها على كتمانها حاجة كانت هاتبعدنا عن بعض طول العمر ؟
** هى احترمت رغبتى فى ده و حفظت سر اختى
* يبقا سامحتها عشان خاطرك و عشان خاطر شيماء اختى التانية
شيماء و مروة : الف مبروك رجوعكم ، ربنا يسعدكم و يوفقكم فى حياتكم الجاية و ما يفرقكوش ابدا من بعض
* عمرنا ما هانعرف فراق
** و لا هانشوف لحظة الا فى سعادة باذن اللـــه
من تأليف : ليلى & باهر
Layla 91 (//landsmb.ru/yohohub/member.php?u=364327)
&
baher ellnemr (//landsmb.ru/yohohub/member.php?u=154877)
الجـــــــــزء الأول
= السيدات و السادة ركاب الطائرة ، برجاء ربط الأحزمة و الاستعداد للإقلاع ..
* ياااااااااه ، من تانى يا مصر ، بعد غربة 3 سنين كان اليوم فيهم بسنة ، اخيرا راجعلك يا بلدى ، 3 سنين ما قدرتش انسى فيهم كل الذكريات بحلوها و مرها ، آآآآه من الدنيا لما تكشر و تظهر وشها الوحش ، يا ترى الناس فى مصر بقا شكلهم ايه ؟ الاهل و الاصحاب و الـ... آآآه ، يا ترى فيه حاجات كتير اتغيرت زى ما قلبى اتعلم يتغير ! مستعجل اوووى على الوصول كده ليه يا ابو على ! خلاص دقايق و هانوصل ، المشكلة مش فى الطريق ، المشكلة الحقيقية بعد الوصول للاماكن اللى هربت منها زمان ، للوشوش اللى كانت دايما بتفكرنى بكل مرار دوقته لحد ما قطع قلبى و نسانى طعم اى شئ ، ماقداميش الا النوم او الاعتكاف فى بيتنا لحد ما الاجازة تخلص ، شهرين بحالهم هاقضيهم فى مصر ، كان مفروض انى افرح بيهم بس يا خسارة .. لا مفيش خسارة و لا حاجة ، على رأى ماما ، لسه العمر فيه كتير قدامنا ، نقابل ناس تانيين هايكون فيهم برضه الحلو و فيهم الوحش ، و نمر بتجارب تانية كتير منها اللى هايكون سعيد و منها اللى منه هانتعلم حاجه جديدة حتى لو كان الدرس قاسى .
وصل حسن لبيته خلاص ، بعد السلامات و التحيات و الجلوس مع أسرته ، باباه و مامته و اخواته ، دخل ينام ، لكنه قبل ما يحط دماغه على المخدة ماقدرش يمنع نفسه يمد إيده فى شنطته و يطلع صورة يبص فيها ، زى ما اتعود من سنين انه لازم يبص فيها و يتأمل ملامحها ، لكن عيونه كانت بتوجه ألف سؤال ، و ألف كلمة حيرانة مش لاقية طريقة تخرج بيها ، ينام و الصورة تحت مخدته ، يقوم من النوم على صوت مامته :
- حسن ! حسن ! قوم يا حبيبى علشان أصحابك برة و جايين يسلموا عليك ،
* أصحابى ! هو انا نمت كتير يا ماما ؟
- ههههههه انت بقالك 18 ساعة نايم يا حسن ، حبيبى انت للدرجة دى كنت تعبان !
* مش تعبان و لا حاجه بس مش عارف كنت زى اللى مشتاق للنوم هنا اوى
- طب قوم خد حمام و تعالى اتغدى مع اصحابك
يقوم حسن من النوم و هو بيمد ايده تحت مخدته يطلع نفس الصورة يبص فيها و يرجعها تانى لشنطته ، ياخد حمام و يخرج لأصحابه
. أبو على الغالى ازيك يا واااااد
.. منور مصر يا قمر انت يا اللى واحشنى
... ايه يا ابنى انت كنت ناوى تقعد هناك على طول و لا ايه ؟ انت ما صدقت 3 سنين لا حس و لا خبر ، ايه ماليكش احلى اصحاب فى الدنيا يا واد !
* ههههههه اصحاب ! ده انا ما صدقت سبت لكم البلد كلها عشان خنقتونى يا اخى ، ازيك يا نبيل ، ازيك يا أحمد ، ازيك يا تامر ؟ عاملين ايه يا ولاد الــ.......
. ششششش بس احنا فى بيت محترم ما تطلعش فيه القباحة بتاعتك يا ابو لسان زفر انت
* ههههههههه وش كسوف اوى انت و هو
- حسن ! تعالى يا حبيبى خد الغدا
* حاضر يا ماما ، اقعد ياض مكانك انت و هو و اوعا حد يمد ايده الا لما اخلص رص الاطباق كلها ، اللى هايمد ايده هاقطعهاله انا باحذركم
.. لا يا عم اطمن احنا فاهمين انك ماكلتش من ايد الحاجه بقالك كتير هانسيبلك الطلعة دى كلها
* ههههههه قديمة هو انا مش عارفكم يا مفاجيع
... شوف الواد ! اهو انت كده بتجرح شعورنا قوم ياض انت و هو من هنا ده واد طول عمره قليل الأدب
* اه قليل الأدب قوم بقا انت و هو بره
.هههههههه بره قال ! انت اتهبلت يا ابنى ، مفيش خروج من هنا الا بعد الأكل ، قل أدبك زى ما تحب ، كله يهون عشان خاطر نفس الحاجة فى الأكل الجامد ده ، دى ريحته جايبة وسط البلد
* يا ساتر خمسة و خميسة يا اخى ، ايه الحقد ده
.. حسن هو احنا ممكن نقعد هنا لحد العشا !
* ما تخرس بقا انت و هو انتو مطرودين و جايين تعيشوا هنا
... لا مش طرد الحقيقة بس كل ما نشوف مامتك و هى مهتمه بيك بنحس اننا مشردين
* طب كل يا اخويه انت و هو و انا اوعدكم مش هاتشوفوا اى اكل هنا تانى بعد النهارده
. لا ما انت لما تعرف اللى احنا مجهزينهولك بعد بكره هاتعزمنا كل يوم 3 مرات قبل الأكل
.. ايوة بقا دى هاتبقا ليلة فل باذن ****
* بعد بكرة يعنى الجمعة ! ايه فرح ده و لا ايه ؟
... لا مش فرح بس احنا لما عرفنا من مامتك انك نازل الاسبوع ده قلنا فرصة بقا فقررنا نعمل حفلة للدفعة بتاعتنا فى نادى .......... و بعتنالهم كلهم دعوات ، عاوزين نعرف بقا بعد اربع سنين تخرج الناس عملت ايه و حققت ايه و بصراحة كده نشوف لو ممكن اللى اشتغل يلاقى فرصة لاخوه الغلبان اللى ما اشتغلش
* آه دى مصلحة يعنى ! و ماله يا اخويا ، اللى خدته القرعة تاخده ام الشعور ، هاتبقا الساعه كام بقا الحفلة دى ؟
.. الجمعة الساعة 8 مساء
* و مين الفنجرى اللى منظم الحفلة دى و صارف عليها ؟
... ههههههههه صارف عليها مين ؟ احنا استلفنا من الناس لما وشوشنا اسودت عشان نحجز القاعة و ندفعلكم تمن المشاريب ، بس عشمنا بقا فى اننا هانطلع منكم بسداد ديوننا ، يعنى كل واحد من المدعويين يدفع قرشين كده و انت بالذات هاتدفع اكبر مبلغ بقا الحقيقة
* هيهيهيهيهي ، و اشمعنا انا ؟ هو انا اللى طلبت الحفلة تتعمل ! دى افكاركم السودة المهببة
. لا هو قصده يقولك ان انت غنى يعنى و كده ههههههههههههه
* قوم ياض انت و هو من هنا و مفيش مليم واحد هايخرج من جيبى ! إلا إذا ............
.. ايوة
. ها
... الا اذا ايه يا ابو على يا كبير يا ابن الكرام ؟
* لا دى هابقا اعرفهالكم هناك بقا فى الحفلة
و انتهت زيارة الاصدقاء و مر يوم الاربعاء ، و الخميس قضاه حسن فى استقبال الضيوف من الاهل و الجيران و وصلنا ليوم الحفلة ، بعد العصر عدى نبيل عليه :
. انا جاى افكرك بحفلة الليلة دى يا ابو على
* هو انا نسيت يا عم ؟ ما تقول انك جاى تتغدى معايه و خليك صرييييح
. ههههههه لا ده بجد ، عارف انك ممكن تنسى او تطنش بصراحة
* لا يا راجل معقول ، حفلة هاشوف فيها كل الاصحاب اللى بقالى اربع سنين ما اعرفش عنهم حاجة عاوزنى انساها ! دول بجد واحشيننى اوى
. خلاص يا عم هانستناك
* اوك يا بلبل هتلاقينى فى المعاد معاكم
. تسلم يا حب هاتنور كل الدنيا
و فى الموعد يروح حسن و فى دماغه افكار كتيرة ، زحام من الافكار بيظهر على ملامحه و هو ماشى ، لكن لا زال مع الافكار عنده احساس بالتشوق بيبان مع ابتسامة سريعة ممكن تظهر على ملامحه ، يقرا الاعلان عن الحفلة على باب القاعة ، حفل اصدقاء دفعة 2011 تجارة القاهرة ، يدخل القاعة فى خطوات بطيئة و عيونه اول ما يدخل يطالع كل الوجوه من يمين القاعة لليسار ، و فى لحظة دخول كل مدعو ينطلق ميكروفون الحفلة باعلان وصوله و طلب صعوده للمنصة لتحية الضيوف ، و جه دور حسن فى اعلان اسمه و طلب صعوده للمنصة ، ينطلق حسن زى السهم تجاه المنصة ، يصعد و هو شايف انها فرصة يبص فى كل الوجوه ، و كأنه كان بيدور فيهم على حد معين ، يحيى كل الناس و ينزل فى هدوء ، يروح عليه بعض الاصدقاء يسلموا عليه و يروح هو كمان للباقيين يسلم عليهم و يقعد مع بعضهم على ترابيزة فى يمين القاعة ..
و بعد مرور حوالى نص ساعة ينطلق الميكروفون مرة اخرى بجمل تنزل زى النار على قلب حسن :
== وصل وصل وصل ، جميلات حفلتنا الليلة دى ، مروة و لينداااااااااا
يحس حسن برجفة فى جسمه و دقات قلبه تتسارع و هو بيبص ناحية الباب بكل لهفة و يتابع خطواتهم و هما داخلين لدرجة انه بيقوم يقف و هما طالعين على المنصة ، تتكلم مروة و تحيى الاصدقاء ، و تاخد ليندا الميكروفون و تقول :
** اسمحولى اهنى نفسى بلقائكم و اعبر عن فرحتى الكبيرة بانى معاكم الليلة دى و باشكر كل اللى نظموا الحفلة الجميلة دى و اتمنى ........... و ما ان تلمح حسن وسط الجالسين حتى ترتبك و تبدو عليها علامات التوتر ثم تكمل : و اتمنى تكرار الفرصة السعيدة دى تانى و تالت و رابع ، باشكركم و اسمحولى انزل اسلم على الناس اللى وحشونى بجد ..
تنزل ليندا من على المنصة و تروح تسلم على كل الناس و لا زال حسن واقف فى مكانه ، تروح ليندا للجانب اللى فيه حسن و تسلم على الموجودين بما فيهم حسن :
** ازيك يا حسن ، حمد اللـــه على السلامة
* اهلا ازيك
** اخبارك ايه يا حسن ؟
* مروة .. ازيك يا مروة
*** اهلا ازيك يا حسن انت عامل ايه ؟
*انا تمام كويس ، انما انتى احلويتى اوى !
*** هههههههههه و انت كمان اسمريت
تشعر ليندا بالغضب من اقتضاب ردود حسن ليها ، و تجاهله لبعض الكلمات و عدم الرد عليها لكنه فى نفس الوقت بيطول فى الكلام مع مروة بروح من الود ، بتمشى و ترجع لترابيزتها من جديد ، يطول الحوار بين مروة و حسن و لا تزال ليندا مركزة معاهم بنظرها فتختنق و تخرج بره القاعة للحظات عشان تلتقط بعض الانفاس و عينها مليانة بالدموع ، فى نفس الوقت اللى حسن خارج يدخن سيجارته فى الهوا ، يشوفها و هى واقفة و ظهرها ناحيته ، يتأملها و يفتكر بعض التفاصيل بينهم و قدامهم سور بيطل على جنينة النادى ، تتحرك ليندا و تنزل بعض درجات السلم اللى بيودى على الجنينة، و تلتفت فجأة و تثبت عينها اول ما تشوف حسن فبتقف مكانها و تسأله :
** حسن !! انت هنا بقالك كتير
* و هو بيولع سيجارته و يقول لها ، اه من اول ما ابتديتى تفتكرى اخطائك و تعيطى عليها ، ليندا تنزل راسها قليلا و تقول :
** دموعى مش على اخطاء لانى عمرى ما غلطت فى حق اى حد خصوصا انت
* عموما مش مهم دموعك نازلة ليه ، ربنا يوفقك فى حياتك
تصعد ليندا من جديد للسلم و تقف جنبه و هى بتحط إيدها على السور و تبص فى عينيه و هو بيخرج الدخان بعنف و بنفخة اشبه بنفخة الكير ، ثم تقع عينه على ايدها و كانه بيبحث عن دليل خيانتها المتجسد فى دبلة ، مش شايف فى ايدك دبلة يعنى لافى اليمين و لا فى الشمال ، ايه ما ارتبطتيش لحد دلوقتى ؟
** لا أنا لا اتجوزت و لا اتخطبت و لا هايحصل ، انا وعدت زمان و مش هاخلف وعدى
كلماتها بتصدمه بشدة و بييجى على باله الف سؤال لكنه بيسكت لحظات و بعدين بيقول بلهجة مستنكرة:* انا عاوز افهم انتى بتتكلمى عن نفسك و لا عن حد تانى ، منين جايبة الثقة دى و انتى بتكلمى الانسان اللى شاف منك اكبر جرح فى عمره ؟
**حسن ! انت عندك استعداد تسمعنى
* لا ما عنديش استعداد اسمع منك اى شئ ، و أيا كان كلامك فربنا يوفقك ، بعد إذنك ثم يدخن اخر نفس فى سيجارته و يرميها بلامبالاة و هو يقول : سيجارتى خلصت ، مش هاقدر اقف معاكى اكتر من كده .. و هنا بتدخل ليندا فى نوبة من البكاء و تنطلق خارج النادى تماما ، انما حسن بيرجع للحفلة من جديد لاستكمال سهرته مع الاصدقاء .
الجـــــــــــزء الثـــــــــانى
بيقعد حسن فى الحفلة لكن بتفضل عينه على الباب و كأنه بينتظر دخول ليندا مرة تانية ، لكنه مش بيلاقيها ، و بعد مرور نص ساعة بيخرج حسن من غير ما حد يحس بيه و بيمشى ، بيرجع لبيته و ياخد حمام دافى و يدخل لسريره و هو بيتأمل صورتها و للمرة الاولى يبعد عنه النوم و الصورة على صدره ، كان مسترخى مش عارف ينام ، قلبه كان حزين بسبب الموقف الاخير بينهم فى الحفلة لكن فى مكان أبعد شوية فى عقله كان فيه حزن اكبر ، بتروح بيه الذكريات لسنين الجامعة لما كان هو و ليندا مع بعض ، اجمل حبيبين ، كل طلبة الكلية كانوا شايفينهم نموذج للحب الصادق المخلص اللى لا يعرف اغراض و لا بيعترف الا بالمشاعر النبيلة الراقية ، كل شئ كان بيقول ان حبهم صامد و باقى للأبد ، كل مكان فيه حسن كان لازم تكون فيه ليندا ، كل لحظة تمر بينهم كان لازم يكون فيه مشاعر الحب بالنظرات ، بالهمسات ، بالكلام ، حتى بالسكوت كان الحب بينطق و بيقول انه عايش جوة قلبين كل امنياتهم انهم يتلاقوا و يجمعهم بيت صغير ، يكملوا عمرهم سوا ، لكن مش كل الامانى بتتحقق ، و لا كل الظروف بتساعد القلوب انها تكون سعيدة ، و هى كانت ظروف يا حسن و لا احنا اختارنا ؟ لو كانت الظروف اقوى مننا الف مرة ماكانش ممكن تبعدنا و لا تفرق قلبين اتعاهدوا ، لكن النهاية ما كانتش ظروف ، النهاية كانت خيانة ..
ليه بنوعد و احنا عارفين اننا مش اد الوعد ، ليه بنقدم الغدر فى توب الوفاء ، ليه بنسيب قلوب تحلم بينا و احنا عارفين انهم هايصحوا على كابوس ، لو كنت انا اللى غدرت ما كانش ممكن اعيش لحظة واحدة فى الدنيا بعدها و لا استحمل عذاب قلبى و ضميرى ، لكنى عمرى ما كنت غادر ، انا ضحية قلب قاسى داس فوق حبى و احلامى و كسرها و هو بيضحك و شايف دموعى ، انا اللى سلمت قلبى لجلاد مارحمهوش و قطعه الف حتة ، انا اللى عشت سنين عذاب بجرح عمرى ما تصورته ، ياااااااه على اللى شوفته منك يا حبيبتى ! لسه بتقول حبيبتى ! لسه شايفها حبيبتى ! مهما انكرت و مهما هربت من السؤال ، لسه بحبها ، عمرى ما كرهتها برغم الجرح ، لكن قلبى مش هايكون ابدا شريك فى جرحى الجرح اللى لسه معلم فى روحى للنهاردة و خلانى خلاص مش باقى منى غير جسم بيتحرك زى الآلة ، كنت فى حبها حاسس انى طاير ، كنت باحلم بلقاها و ابكى لو يوم غابت عنى .. آآآآآآه يا زمن من غدرك بيا و بقلبى ، آه يا حبيبتى لما بافتكر كنا فين و بقينا فين ، فاكرة !! يا ترى فاكرة كنا إيه زمااان ، و تعدى المشاهد فى عقل حسن واحد بعـد واحد ..
...................
1
* وحشتينى اوى يا ليندا
** و انت كمان يا حسن واحشنى اوووووى ، مش قادرة اقولك يوم الجمعة و السبت دول بيمروا عليا ازاى !
* حبيبتى ربنا ما يحرمنا من بعض ابدا
** يا رب يا حسن ما يفرقنا ابدا
* ان شاء اللـه مش هانعرف الكلمة دى خالص مالص
*********
2
* ايـــــــــــه ! اتأخرتى ليه كده ؟
** معلهش يا حسن كان عندى مشوار ضرورى اوى قبل ما اجى لك انا آسفة بقا
* ما تتاخريش تانى ارجوكى ، كل ثانية بتعدى عليا و انتى مش معايه سنين يا ليندا و بعدين قلقى عليكى بيخلينى مش فى حالتى ابدا
** خلاص بقا يا ابو على حقك عليا مش هعملها تانى
*********
3
* عارفة يا قلبى يوم ما نتخرج هاجى لباباكى فورا اطلب ايدك
** و انا يوم ما نتخرج هعمل اعتصام فى البيت لحد ما تيجى تطلبنى و يوافقوا
* انا باحوش تمن الدبل و الشبكة و كل حاجة من اول ما عرفنا بعض
** حبيبى احنا بنشترى راجل هههههه ، شبكة ايه دى و كلام فارغ ايه اللى بتفكر فيه ؟
* اهه بصى كلهم بيقولوا الكلمتين دول و بعدين الكلمتين اللى وراهم بيطفشوا اى حد
** ايه ده ؟ انت ناوى تطفش من كلمتين ؟ لا لا لا انت لازم تحارب عشانى
* انا احارب كل الدنيا عشانك يا عمرى ، و عهد خديه منى ، لآخر العمر مش هايأس حتى لو اهلك ماوافقوش هافضل كده احبك و هاستناكى و لا عمرى هكون مع اى واحدة غيرك ، بس انتى كمان لازم ايدك فى ايدى نحارب سوا عشان نبقا لبعض
** و انا باعاهدك عمرى ما هكون الا ليك يا حسن ، انت حياتى كلها
*********
4
* مين ده اللى كنتى واقفة معاه هناك ؟
** ده ! ده أمجد جارنا شافنى جاية هنا بالصدفة فكان بيسألنى لو عاوزة اى حاجة
* آه اوك !
*********
5
* ده امجد برضه ، ايه صدفة يجيلك الكلية كمان ؟
** ما اعرفش انا فجاة لقيته هنا ، حسن ارجوك ، ما تخليش اى حاجه تعكنن علينا بقا
* انتى مش صريحة على فكرة ، و كده سايبة الظنون تدخل عقلى
** لا ارجوك يا حسن ظنون ايه ؟ و اللـه ما فيه فى قلبى حب لحد غيرك
* اه طيب روحى شوفيه عشان بيناديلك و لا تحبى اجى معاكى ؟
** لأ ، انا هاشوفه عاوز ايه و ارجعلك
*********
6
* اظن المرة دى انا شايف بعينى يا هانم ، بيكلمك كده ليه ؟ و انتى كمان مالك كنتى واقفه قدامه مضطربة و قلقانة ، هو فيه ايه بالظبط ؟
** حسن صدقنى و اللــه موضوع ما يخصناش ، ارجوك ما تشكش فى حبى ليك
* الشك ما بقاش فى حبك و بس يا آنسة !
** قصدك ايه يا حسن ؟ بتشك فى اخلاقى كمان ؟
* فكرى فيها زى ما تحبى ، بعد إذنك
*********
7
** خلاص بقا يا سن سن ، انا قلت لك انه كان بيكلمنى عن واحدة زميلتنا و خلاص
* و زميلتنا دى فين عشان انا كمان اتدخل و ابقا جنبها بحق الزمالة برضه !
** لا .. حسن ارجوك مش عاوزة احراج لأى حد عشان خاطرى
*********
8
* تقدرى تقولى لى ايه الورقة اللى اداهالك دى ؟
** حسن ! انت هنا من امته ؟
* من اول ما قابلتيه و قعدتوا هناك على الترابيزة دى
** حسن انت بتراقبنى ؟
* من فضلك ما تدخليناش فى تفريعات خلينا فى المهم ، هاتى الورقة اللى اداهالك دى و بسرعة قبل ما ارتكب جريمة هنا دلوقتى
** حسن طب ممكن تهدى شوية و نمشى من هنا و انا هافهمك كل حاجه
* لو ما جبتيش الورقة دى دلوقتى حالا مش هاتشوفى وشى مرة تانية
** حسن ارجوك خليك عاقل
* هو انتوا خليتوا فيا عقل ، هاتى الورقة بقولك
** الورقة دى ما تخصناش احنا صدقنى
* للدرجة دى مرعوبة انى اشوفها ! طيب لو قلت لك يا انا يا الورقة دى تختارى ايه ؟
** حسن !! عشان خاطرى انا حبيبى بلاش كده انا بحبك
* تبقى انتى اللى اختارتى ، من النهاردة مفيش بيننا اى شئ ، كل واحد مننا فى طريق
** حسن ! حسن ! حبيبى طب استنا افهمنى
*********
9
- هاتوحشنى اوى يا حبيبى
* و انتى كمان يا ماما ، كلكم هاتوحشونى اوى ، ادعى لى يا ماما
- من كل قلبى حبيبى هادعى لك ربنا يوفقك
*********
ينام حسن من دوامة الافكار و يصحى على تليفون ، يمد إيده من غير حتى ما يشوف مين بيتصل و يرد :
*** حسن ازيك ، ايه نايم فى بير انت بقالى ساعة باتصل
* مروة ! ازيك انتى عاملة ايه ؟
*** حسن انت فى البيت ؟
* ايوة فى البيت ، خير فيه حاجة يا مروة ؟
***خير ان شاء اللــه كنت عاوزاك ربع ساعة لو فاضى
* اوك ، تحبى اجيلك فين ؟
*** لا انا هاجى لك البيت استنانى
* اوك تمام
بتروح له مروة البيت وبعد السلامات بتبتدى مروة كلامها :
*** انت عارف يا حسن قد ايه انا بعزك مش كده ؟
* طبعا عارف احنا اصحاب بقالنا زمن مش محتاج المقدمة دى
*** انا ليا عندك طلب ، ليندا من امبارح حالتها النفسية وحشة جدا من حقها انك تسمعها
* حقها !! يا بنتى مالهاش اى حقوق عندى ، ولا انا كمان من حقي اعرف اى حاجة عنها كل واحد حر في حياته
*** جميل انا اقصد من حق الصداقة
* مش صديقتى ، كانت حبيبتى وهى اختارت
*** اختارت ايه انت فاهم غلط ورافض تفهم ، انت عايز تعيش دور الضحية
* اعتبرينى كده
*** لا مش انت الضحية ، وحتى لو عايز تعيشه افهم الصح واعمل اللى انت عايزه بعدها
* ايه المطلوب منى بالظبط يا مروة ؟
*** نتقابل احنا التلاتة نتكلم زى زمان حتى مش اكتر من كده
* مش عارف ، طلبك ده صدقينى لا ها يقدم و لا ها يأخر
*** ده اللى انت شايفه يا حسن ، من امته كنت بتحكم من وجهة نظرك بس ؟
* مش وجهة نظرى يا مروة اظن انتى عارفة اخر مرة بينى انا و ليندا انتهت على ايه ، و انتهت ليه !
*** انا عارفة بس لو من حقى اقول انا كنت قلت لك من زمان ، لكن ده حق ليندا انها تقول بنفسها ، و انت اللى مش عارف حاجات كتير اوى ، ما تخلى عندك فضول حتى يا حسن انك تعرف هى ليه ما ارتبطتش لحد النهارده بحد غيرك ؟ يا سيدى اعتبرها جلسة ترحيب بيك بعد ما رجعت و تعرف منها اجابات لاسئلة ممكن تكون حضرت فى عقلك !
* اممممم فضول ! لئيمة انتى ! فعلا عندى فضول للنقطة دى بالذات ، و طالما انتى رافضة تحكى اللى تعرفيه و كمان انتى اللى عازمانا بقا يبقا خلاص موافق ، بس وعد أيا كانت نهاية الجلسة دى ما تزعليش منى اوك ! و ما تتدخليش كمحامى لطرف مننا ارجوكى ..
*** لا لا لا من الناحية دى اطمن ، مش هانحتاج محامين
* و هاتبقا فين العزومة دى ؟
*** فى نفس المكان القديم يا ابو على ، كافتريا الكلية
* أها عشان كده بتعزمى بقلب جامد ، الحكاية هاترسى على سندوتش و كوباية شاى يعنى
*** هههههههه اه طبعا هو انا راجعة من بلاد بره شكلك ! و بعدين العزومة مش بتكاليفها دى بمعناها يا عم
* يا شيخة روحى كده ، مش بتكاليفها آه ! تخونك عزوماتى بتاع زمان !
*** فاضى بكرة !
* الساعة كام ؟
*** الساعة 10 الصبح يناسبك
* يناسبنى آه يا بتاعة الكافتريا و السندوتش
*** طب بص اعتبر دى تجربة و لو حصل اللى فى دماغى ليك عندى عزومة فى اكبر محل كشرى فى المنطقة
* كشرى ! هو انتى ليه محسسانى انى متسول يا بت !
*** هههههههه طب خلاص ابقا اطلبها فى المكان اللى تحبه بس ما تتأخرش بكرة
* لا وعد مش هتأخر
*** طيب سلام بقا يا ابو على و باشكرك كتير كتير كتير انك قبلت عزومتى المتواضعة دى
*على راسى يا مروة مع الف سلامة
الجـــــــــزء الثـــــالث
دموع ليندا مش بتوقف من يوم الحفلة ، ازاى قلبه قسي كده .. ازاى دموعى هانت عليه .. ازاى صدق اصلا انى ممكن احب غيره واخونه واجرحه الجرح ده .. ياااه على ظلمك ليا يا حبيبي .. احلفلك بأيه ان عمر قلبي ما دق لغيرك ، ان عمرى ما حلمت اكون في حضن حد الا انت .. بتفتكر ليندا مواقفهم سوا ، بتفتكر دقات قلبها اللى بيبقي هيطلع من بين ضلوعها بمجرد ما كانت تشوف حسن ، ولسه لحد دلوقتى لما شافته في الحفلة ، الاحساس مختلفش ولا لحظة ، لسه فاكرة اول مرة مسك ايدها ..
** انا نفسي افهم انت جايبنى هنا ليه ، وليه مقعدناش في الكلية زى كل مرة ؟
* بترغى كتير اوى انتى مش ملاحظة ؟
** ملاحظة بس عايزة افهم !
* هو انا واخدك غرزة ! دى جنينة يا حبيبتى اهى والناس حوالينا اسكتى بقي
** سكتنا .. طيب انا تعبت عايزة اقعد واكل
* تاكلى !! حاضر اهمدى بقي خلينى اقول الكلمتين ، ليندا انا بحبك اوى
** وانا كمان يا حسن بحبك
*هاتى ايدك
** نعممممم انت جايبنى هنا علشان قلة ادب ؟
* استغفر اللـه العظيم بقول ايدك يا حاجة ايدك !
** مكسوفة بصراحة اعمل كده
* معلهش اعتبرينى دكتور بقيس النبض
تمد ليندا ايدها وهى سامعه دقات قلبها ، بيمسك حسن ايدها ويبوسها بوسة رقيقة ، بتسحب ليندا ايدها بسرعه وقلق ، بيخلع حسن خاتم فضة من ايده ويقولها :
* عايز البسهولك ممكن ؟
** هات انا هالبسه
* لا مش لاعب
** انا فعلا مكسوفة
* يا ستى مش اخدت ايدك ورجعتهالك زى ما هى !
تضحك ليندا وتديله ايدها يلبسها الخاتم ويبوس ايدها تانى .. ذكريات اليوم ده عمرها ما راحت من قلبى يا حسن ، و لا عمرى نسيت احساس لمسة ايدك ، و لا عمرى هانسى وصفك لاحساسك بلمسة ايدى ، فاكر يا حبيبى ؟
* اللمسة دى حسيت معاها ان عمرى ابتدا من جديد ، و ان كل جسمى بيتجدد بيها ، عيونى بقت شايفة الالوان ببهجتها و فرحتها ، قلبى بينبض بشكل جديد فيه ايقاع عجيب اوى ، روحى كانت بترفرف فى افق خيالى مش موجود غير فى قلبى و قلبك و بس ، رعشة ايديكى و هى بين ايديا كانت الوقود اللى اشعل نار مشاعرى و خلانى حاسس انى طاير فى السما و مش عاوز ارجع للارض تانى ..
** و انا حسيت انى فاقدة للوعى العادى و داخلة بروحى و قلبى و عقلى فى وعى تانى مايعرفش غيرك و غيرى و غير حبنا و بس ، دخلتنى معاك فى عالم جميل مافيهوش غير انا و انت ، طرت معاك لنفس السما ، و حلمت معاك نفس الاحلام ، شوفت بعينك كل الالوان ، و سمعت بقلبك كل الموسيقى اللى انت سامعها
* ليندا ، انا بحبك حب ما اتوصفش قبلنا و لا اتحكى عنه فى كتب
** حسن و انا بحبك اد حبك و اكتر
بيرن تليفون ليندا يقطع تفكيرها وتفوق على دموعها
** مروة ازيك
*** ازيك يا ليندا انتى بتعيطى ولا ايه
** لا ابدا
*** طيب بصي يا نكدية هنقابله بكرة الساعه 10
** ايه بتقولى ايه بجد وافق ؟
***عيب عليكى هو انا بلعب
** انا بحبك يا مروة ربنا يخليكى ليا
*** لا بحبك كده حاف انا عايزة اتغدى حضرتك
** تعالى يلا مستنياكى
بتقفل ليندا الفون وهى بتدور في الاوضة من السعادة ، هتقابله بكره وهتحكيله كل حاجة ، الامل بيقرب اوى ، هاتصالح مع الدنيا خلاص و انسى الالم ، هانسى كل العذاب اللى شوفته طول السنين اللى فاتت يا حسن ! وفجأة بتختفي فرحتها ، و وشها يتغير ، وبعدين بعد ما احكيله .. يا ترى هيصدقنى .. يا ترى هيقدر كل سنين انتظارى .. تفتح دولابها وتخرج علبة مجوهرات وتطلع الخاتم تبوسه وتلبسه في ايديها ، ماقلعتهوش غير يوم ما سافر ، تفتكر احساسها وقتها .. احساس بالوحشة والغربة ، بتحاول تعدي الايام والساعات على أمل يرجع لها تانى ، يدق الباب وتسمع صوت مروة وهى بتسلم على مامتها .. تدخل مروة وتشوف حالة ليندا اللى التعب والاجهاد باينين عليها جدا ، تاخدها في حضنها وتبكى ليندا وتقول لمروة
** وحشنى اوى يا مروة ، وحشنى كلامه ، نظراته ، ابتسامته
***خلاص بكرة هتقابليه وتحكى له كل حاجة
** تمسح ليندا دموعها وتقول لمروة انا مش عارفة انا عايزاه فعلا يرجع لى ولا عايزاه يندم على ظلمه ليا
*** انتى بتحبيه يا ليندا واكيد عايزاه يرجعلك ، وهو كمان صدقينى اى حد في موقفه هيتصرف كده حبه ليكى ماكانش حب عادى ، كلنا كنا بنحلف بحبه وخوفه عليكى
** بس هو ظلمنى فعلا يمكن بس انا عاذراه
*** ولو تزعلى منى انتى سكوتك مكنش له معنى معرفش عملتى كده ليه؟
تبتدى ليندا تدافع عن نفسها ، بس يسمعوا صوت جرس الباب ، وتسمع مامتها بترحب بحد بره
-- اهلا شيماء حبيبتى اتفضلي
بتقوم ليندا تقفل الباب وهى مكشرة ، تبص لها مروة وتقولها :
*** معقولة يا ليندا انتى لسه مخاصمة اختك
** وهفضل مخاصماها العمر كله ، هى السبب بأنانيتها واستهتارها
*** مهما كان دى اختك واللى حصل لها مش شوية ، واظن المفروض تصفى وتسامحى
** مروة ارجوكى بلاش السيرة دى ، هى بتيجى لماما وبابا مش مستنية مصالحتى لها
بيخبط الباب وتدخل شيماء تسلم مكسورة على مروة وتقول ل ليندا :
-= ازيك يا حبيبتى
** ليندا بتدور وشها و تقول : تمام
*** مروة بتحاول تلطف الجو ايه يا بنتى الجمال ده اتدورتى واحلويتى انا عايزة أتجوز بقي
-= تبتسم شيماء وتقولها يا رب يفرح قلبك يا مروة وتوجه كلامها ل ليندا انا جمدت قلبي ودخلت لما عرفت ان مروة هنا علشان اشوفك يا ليندا واسلم عليكى انتى وحشتينى وتبتدى تبكى ، تتدخل مروة
*** انتم اخوات متستغنوش عن بعض
** تقاطعها ليندا بعصبية انا مش اخت حد وبعدين مش سلمتى اظن كده تمام
تقوم شيماء وعلى باب الاوضة تدوخ وتقع وتجري مروة وليندا عليها..
حسن فى اوضته بيدخن سيجارته ببطء و يبص من جديد على الصورة ، و هو بيفكر فى مقابلة بكرة ، يا ترى ايه ممكن تقوله ليندا بكره يغير موقفه ؟ يا ترى كدبة جديدة ، طب انا عندى استعداد اصدقها عشان ارجعلها و لا اكدبها و افضل زى ما انا ، افكار كتيرة بتدور فى دماغه ، لكن مجرد ما شافها حس انه لسه بيحبها و نفسه انها تطلع بريئة ، بيحط الف سيناريو لكلامها معاه بكره ، بيتخيل هى ممكن تقول ايه ، لكن فى كل الاحوال بيتخيل انه بيرد بجملة واحده و هى ، انه بيقولها وحشتينى ، بتنزل دموعه اول ما بيتخيل عيونها لحظة ما بتسمع منه الكلمة دى ، بيستعد زى ما يكون رايح يقابلها زمان ، بيجهز نفسه من كل شئ ، لكنه بيعجز عن انه يتخيل نفسه بيصدها من جديد ، قلبه حاسس بالفرحة ، و عيونه مشتاقة لعيونها ، و لسانه مشتاق يقول لها الكلام اللى كان بيقوله لها زمان ، بيفتكر ان ليندا ما كانتش مجرد حب يعدى او يتنسى زى ما بيحصل فى القصص اللى سمعها او شافها ، ليندا بالنسبة له حياة كاملة ، عمر بحاله شكل فيه اخلاقه و تصرفاته و وعيه بكل شئ حواليه ، حتى نظرته لكل الناس و حبه ليهم كان بيستلهم ده من حبه لليندا .. بيقطع افكار حسن رنة تليفونه بيبص يلاقى رقم نبيل صديقه
. ايه رأيك لو نقضى اليوم بكرة سوا ؟
* لا معلهش انا عندى معاد بكرة الصبح
. طيب تعالى ننزل دلوقتى شوية
* خلاص اوك يا بلبل انا خمسة و نازل انتم فين ؟
. لا احنا هانقضيها كورنيش الليلة دى شكل النيل اكيد وحشك تعالى لنا العجوزة
ينزل حسن و يقابل نبيل فى المكان المتفق عليه يلاقى تامر و نبيل و احمد فى انتظاره ، بيتكلموا و يهزروا لكن حسن كان فى دنيا تانية خالص
بعد حوالى نص ساعة من التمشية يقابلوا شخص حسن يعرفه كويس فيتغير وجهه و تبدو عليه علامات الغضب و النقمة ، بينما يقف ذلك الشخص ليسلم عليهم
. اهلا اهلا امجد باشا ازيك ! ايه على فين ؟
=- انا كنت هنا فى شغلى و راجع على بيت حمايا عشان اخد المدام و ارجع بيها على البيت اصلها هناك من ساعتين تقريبا
. حسن اقدملك امجد جوز شيماء اخت ليندا زميلتنا
* يندهش حسن بشدة ، جوز مين ؟
=- فاكر ليندا زميلتكم ! كان ليها اخت اسمها شيماء ، دى بقا المدام بتاعتى ، استأذنكم انا علشان الحقها احسن دى دايما تتهمنى بالاهمال و ممكن الليلة تقلب نكد بسببكم هههههههه
بيمشى امجد و يسيب طوفان اسئلة فى عقل حسن ، جوز شيماء ازاى ؟
الجــــــــزء الـــــرابع
تقع شيماء على باب الاوضة وتجري مروة وليندا ناحيتها ، ليندا مفزوعة وبتنادى مامتها ، تدخل الأم وينقلوها على سريرها بتحاول ليندا تفوقها :
** شيماء ! شيماء ! حبيبتى فوقى ارجوكى
بتفتكر قد ايه بتحب شيماء أختها الصغيرة دلوعتها وحبيبتها اللى كانت وبرغم ان فرق السن بينهم بسيط لكنها كانت بتعتبرها بنتها ، بتروح ليندا لزمن مش بعيد ومش قريب ، يمكن من اربع سنين فاتوا .....
1
#ليندا حبيبتى ممكن فلوس
** فلوس !! مش بابا ادالك مصروف الشهر بتاعك ! دى تانى مرة تاخدى فلوس ؟؟
# معلش اصل بخرج مع اصحابي و كدة يعنى بنصرف بقا
** طول عمرك بتخرجى معاهم ايه اللى جد ؟
# يوووه خلاص مش عايزة
** تعالى هنا يا بت ! خدى من شنطتى اللى انتى عايزاه
تبوسها شيماء وتاخد الفلوس وتخرج
*******
2
-- مفيش خروج تانى خلاص
# يعنى ايه انا اتفقت مع اصحابي
-- لا اصحابك ولا غيرهم
** فيه ايه يا ماما صوتكم جاى لأخر الشارع ؟
-- تعالى شوفى اختك كل يوم خروجات وناسية انها ثانوية عامة ولازم تركز
** في ايه يا شيماء يا حبيبتى أجلى الخروجة مش هيحصل حاجة
# تنفعل شيماء وتعلى صوتها على مامتها واختها انا زهقت بجد من البيت ده انتم بقيتم مملين وتدخل اوضتها وتدخل وراها ليندا
** ينفع كده الكلام اللى بتقوليه ده مالك انتى اتغيرتى كده ليه
# يا ستى متغيرتش اتخنقت من التحكم يا ستى !!!
** طيب احب افكرك انه مش تحكم احنا خايفين عليكى وعلى مستقبلك
# انا عارفة مصلحتى كويس
*******
3
**انا عايزة افهم مين اللى موصلك ده ؟
# ده المساعد بتاع استاذ الانجلش
** نعم وبيوصلك ليه ؟
# طريقنا واحد واتمشاها معايا فيها حاجة دى ؟
** فيها كتير اوى الناس هتقول ايه عليكى ؟
# نفس اللى بيقولوه لما بيشوفوكى مع حسن بتاعك
** انتى اتجننتى !
# كلمة تانية هقول لماما وبابا ومش هتبقى حلوة في حقك
**شيماء انتى فايقة وعاقلة للى بتقوليه
# مش هكرر كلامى وانتى براحتك
*******
يقطع افكار ليندا صوت شيماء الضعيف وهى بتفوق بتبتسم ليندا ويبان على وشها علامات الارتياح وتمسك شيماء ايدها ، تحاول تبوسها وتسحبها ليندا وشيماء بتقولها
# ارجوكى سامحينى انتى عارفة انا بحبك قد ايه
** تطبطب عليها وتقولها وانا بحبك اهدى ومتفكريش في حاجة ويبتدوا يدمعوا هما الاتنين
*** تتدخل مروة بقولكم ايه لو قلبتوها نكد هقوم اضرب فيكم ، هو يوم باين من اوله كده كفاية اوى يعنى !
تضحك ليندا وشيماء وتقوم ليندا تجيب لأختها عصير ..
حسن و نبيل و تامر و احمد مع بعض لسه على الكورنيش ، بيحاولوا يكلموا حسن و يهزروا معاه و هو ساكت مش بيرد ، اصحابه بيتوهموا انهم فكروه بليندا و زعلوه ، فبيحاولوا يتكلموا فى اى كلام ، لكن حسن بيقاطع كلامهم و بياخد نبيل على جنب و بيسأله :
* نبيل هى شيماء اتجوزت امته ؟
. بعد سفرك بست شهور
* يا ابنى هى مش كانت فى الجامعة و فى سنة اولى لما انا سافرت ؟
. و دى مالها و مال الجواز يا عم ، و بعدين انا ما اعرفش اى تفاصيل ، التفاصيل كلها عند مروة انت عارف انها اقرب حد ليهم
* مع مروة !! طيب اوك ، انما مين امجد ده يا بلبل تعرفه ؟
. لا انا قابلته كام مرة فى الجامعة كان مع ليندا و شيماء و بعدها فى الفرح كنا واقفين مع ليندا وقفة حلوة كلنا بما انه فرح اختها فمن هناك بدا الكلام بيننا و بينه يعنى ، لكن كأصحاب لا ، مش أصحاب خالص و بعدين انت شاغل دماغك بشيماء و امجد ليه ؟
* اصل غريبة فى مجتمعنا ده الصغيرة تتجوز الأول قبل الكبيرة يعنى و لا ايه ؟
. لا يا عم عادى اللى يجيلها نصيبها تتجوز ايه المشكلة ؟
* ربنا يوفق الجميع ، طيب مش يلا بينا بقا بعد فسحة الستينات بتاع الكورنيش و الترمس دى
. ههههههه يا شباب ! الاخ حسن نسى أصله و بيقول على خروجتنا دى خروجة فكسانة و مش عاجباه ايه رأيكم ؟ ماذا انتم فاعلون
.. نضربه بالسيف
... نقيم عليه الحد .....
. نأخذ من كل واحد فينا خمسينا ونشد على اقرب سينما
* سينما ايه ! انتم قدام اوى على فكرة انا هاروح لانى عندى معاد بكرة ، و ابقوا سيبولى ترتيبات الفسح بتاعتكم بعد كده ، جاتكم البلا فقرا ..
. ماشى يا ابن الذوات ، على راحتك
يروح حسن و ينام كأنه بيستعجل الليل يمر و ييجى الصبح ، بيفكر يقضيها نوم عشان يقتل الوقت لكنه بيتقلب فى سريره مش جاى له نوم ، يقوم ياخد شاور دافى على اساس انه ينام ، لكن النوم مخاصمه ، الفضول هايقتله و الوقت لسه بدرى ، بيفكر فى لحظة انه يختصر الوقت و يكلم ليندا على تليفون بيتهم و يفهم منها كل شئ ، لكن ازاى يعمل كده و المفترض انه عاوز يتأكد و هو بيفهم لغة عيونها امته بتصدق و امته بتكدب ، فعلا حوار زى ده و اجابات زى دى لازم تيجى و العين فى العين ، يعاتب نفسه و يقول كان ليه التأجيل لبكره ما كان ممكن النهارده ، عمره ما حس ان الوقت بطئ زى الليلة دى و هو منتظر معاده مع ليندا ، **** هو بقا معاد ؟ مش المفروض انها كانت قعدة كده لا هاتقدم و لا هاتأخر ، لمجرد انى ارضى مروة و اثبت لنفسى من جديد انى على حق ، و بعدهالك يا ابو على ، ما ترسى بقا يا ابن الناس ، هو انت عاوز ايه حدد : يجاوب حسن على نفسه و يقول :
* اول حاجه عاوز اعرفها ، ايه العلاقة بين جواز شيماء و امجد بمقابلات امجد مع ليندا زمان ، و تانى حاجه ليه امجد اتجوز شيماء لما هو كان بيقابل ليندا ، جرى ايه هو انت ليه اتاكدت ان مقابلات ليندا و امجد كانت مقابلات عاطفية ؟ انت عمرك شوفتهم فى مكان غير الكافتيريا او حرم الجامعة ؟ لا ما حصلش ، طيب عمرك شوفتهم بيتكلموا مع بعض و هما مبسوطين و فى كلامهم ود كده ؟ لا أبدا ما حصلش ! تاخده الأفكار و توديه على الحال ده طول الليل ..
بيوصل أمجد بيت حماه و حماته و اول ما بيخبط على الباب تفتح له مروة ،
*** أهلا يا أمجد اتفضل .. اتفضل
-= اهلا مروة امال فين الناس اللى عايشين هنا ؟
*** الناس اللى عايشين هنا كلهم جوه يا سيدى و معاهم الناس اللى عايشين معاك
-= آه لازم فيه اسرار بقا و كده
*** لا لا اسرار و لا حاجة خش شوف بنفسك
-= مساء الخير عليكم
تسكت ليندا تماما بينما ترد مامتها
-- مساء النور تعالى
ينظر لشيماء و هى بتحاول تقوم من السرير و يظهر عليه القلق و يقول :
-= شيماء مالك حبيبتى تعبانة ؟ فيه ايه يا طنط ؟ خير ؟
*** لا يا عم مفيش حاجة انت هاتعمل لنا فيلم ؟ تعبت شوية من المشوار اول ما وصلت ، بس دى كل القصة ابقا اهتم انت بيها بس شوية
-= يعنى ايه جبتم دكتور طيب ؟
-- لا دكتور و لا حاجة يا اخى ما تقلقش هى كويسة خلاص تعالى نقعد برة فى الصالة
-= انا لسه حالا كنت باقول ان الليلة ممكن تقلب نكد مش عارف زى ما اكون توقعت ان فيه حاجه
-- كنت بتقول لمين يا امجد ؟
-= لنبيل و تامر و احمد اصحابكم يا مروة و كان معاهم واحد تانى كده اول مرة اشوفه
** اسمه ايه صاحبهم ده ؟
-= اللـه انتى كلمتينى ! ياااااه جديدة دى !
** حقك عليا معلهش مش هاتكلم تانى ، اسمه ايه بقا صاحبهم ده ؟
-= مش فاكر
*** اسمه حسن يعنى ؟
-= اسم اللـه عليـــــــــكى ، هو الاسم ده صح ، شاب طويل كده و اسمرانى شوية
** كانوا فين ؟
-= فى شارع النيل
** ع الكورنيش ؟
-= آه ايه هما دايما هناك و لا ايه ؟
** لا ابدا توقع بس طيب شكرا ع المعلومة
*** انت ف ايه و لا ف ايه يا ابو الامجاد ؟ ما تركز مع المدام شوية ، تقريبا كده هانسمع خبر حلو اتأخر علينا كام سنة !
-= ايه ده بجد ! انتم مش بتقولوا ما جبتوش دكتور
-- يا ابنى الحاجات دى مش محتاجه دكاترة ، الف مبروك يا ابنى
-= لا بقا انا كده ابعت اجيبلك طيارة تنقلك لشقتنا
*** ما تقولش يعنى هاتنقلها فيلا الساحل الشمالى ، ما تسيبها هنا شوية يومين تلاتة يعنى
** ليه يا مروة بيتها اولى بيها !
*** ششششش اسكتى انتى مالكيش فى الكلام ده انا اكبر منك بشهرين و افهم عنك
-- اه فعلا يا امجد سيبها شوية معانا و ماتقلقش عليها بس عشان هى طالما تعبت النهارده من المشوار فممكن التعب ده يجيلها و انت فى الشغل فاحنا نبقا هنا معاها خلاص !
-= خلاص يا طنط حاضر اللى تشوفيه
** مروة تعالى انا عاوزاكى
*** ايه عاوزة ايه يا مدوخانى ؟
** انتى عارفة انى مش باستحمل الزفت اللى برة ده ، عاوزاه يجيلنا هنا كل يوم ؟ تصدقى انك رخمة ! كان ممكن ماما تروح تقعد معاها هناك بدال ما ينط لنا ده هنا كل شوية
*** بس انتى تسكتى خالص ، دلوقتى احنا لما نتكلم مع الاخ ابو على بكرة ، و انا و انتى بالنسبة له رضينا او مارضيناش طرف واحد و هو الطرف التانى ، صح ؟
** صح كملى
*** مين اصل المشكلة اللى فرقتكم ؟ مش البغل اللى برة ده هو و شيماء ؟
** آه فعلا بس ده كله ايه علاقته بان شيماء تعيش هنا و الزفت ده يجيلنا كل يوم
*** بت انتى اخرسى و سيبينى اكمل كلامى للآخر ، يخرب بيت التعليم الاميرى
** حقك عليا طيب كملى
*** الاخت شيماء هاتموت و تعمل اى حاجه تصالحك بيها حتى لو هاتموت نفسها ، مش كده ؟
** آه فعلا بس تعرفى بعد ما تعبت النهارده انا قلبى رق لها اوى يا مروة انا هاخرج اصالحها
*** اقعدى يا جزمة ! انا لسه ما خلصتش كلامى
** يووووه طيب بالراحة يا عم انت
*** اسمعى بقا اللى هقوله ، و انتبهى جامد ، بكره هاروح انا و انتى و شيماء نقابل حسن احنا التلاتة و نشرح له كل حاجه و نخلى شيماء تقول بنفسها ع اللى حصل و ليه كنتى بتقابلى امجد خلاص ! و لا كلمة ، اياك تراجعينى فى اى حاجه اقولها ، انا رايحة اخد شيماء على جنب و افهمها انى عاوزاها بكرة ، و انتى مش عاوزة اسمع نفسك الا بعد ما تيجى معانا بكرة و المشوار ده يخلص على خير .. انتهى البيان !
و تخرج مروة من اوضة ليندا و هى بتقفل الباب وراها و تسيب ليندا و هى على وشها ابتسامة خفيفة كده بتقرب لها الأمل اكتر و اكتر ان حبيبها يصدقها و يحس انه كان غلطان فى كل ظن جه فى عقله .. و بيطلع النهار على الجميع كل واحد فى حالة غير التانى خالص ، شيماء فرحانة انها هاتثبت براءة اختها قدام حبيبها و تقدم لها اى شئ يسعدها ، مروة عاملة زى اللى ماشية على الحبل نفسها المقابلة تنتهى زى ما هى بتتمنى ، حسن فى عقله سحابة افكار و اسئلة ، ليندا هاتموت من الشوق لكلمة حب من حسن و بتتمنى انه يصدقها و يكون لسه باقى على عهده معاها زى ما هى بقيت على العهد معاه .. و بيروح حسن على كافتريا الكلية و بيوصل فى تمام العاشرة صباحا علشان يلاقى مروة بتشاورله و هى قاعده على ترابيزة فى آخر ركن فى الكافيه على الشمال و جنبها اتنين ، ليندا و شيماء .
الجـــــزء الخــــامس و الأخيــــر
بيدخل حسن كافيتريا الكلية تقع عينه على ليندا وكأن عينيه اختصرت الرؤيا عند مكانها فقط وكل اللى حواليها بيتلاشي ويضلم ويقل لحد ما يختفى ، كانت لابسة فستان يعرفه كويس اوى وبيحبه كمان اوى ، كان بيقولها دايما ان الفستان ده بيحكيها ، فستان ابيض طويل وعليه ورود كله بهجة وحيوية ، كان بيقولها بياض فستانك ده صفحة حبنا والورود دى رقتها من رقتك ، افتكر حسن ازاى كان بياخد باله من كل تفاصيلها وبيشوفها بعين العاشقين ، بيشوف كل حاجة فيها مختلفة ، كل وصف بيوصفهولها ممكن محدش غيره يكون شايفه بنفس طريقته ، كان بيحب عيونها اللى لون السما ، كان بيحس بالحرية لما يشوف عيونها انه طير مفيش عليه قيود ، حبه لها كان دايما بيكبر وعمره ما شاف منها الا اللى يقوى حبه ويزوده .. بينتيه حسن انه واقف مكانه ما اتحركش وانه عيونها ثابتة عليه كأنها بتقرا أفكاره وعارفة بيقول ايه ..
كانت ليندا خفقات قلبها زادت اوى وحاسة انها بتسمّع كل اللى حواليها ، ظهور حبيبها خلاها في دنيا تانية ، حست انها رجعت بالزمن لورا ، يا ترى اخد باله من فستانى ! فهم انى لسه فاكرة كل حاجة بيحبها وباقية عليها !! كل ما بيقدم خطوة بتحس ليندا ان روحها بتروحله ، عيونها بتدمع غصب عنها ، نفس المكان ده اتفرقوا فيه من سنين بظلم و هجر ، بتتأمل ملامحه اوى متغيرش عن آخر مرة شافته فيها ، نفسي ألمس ملامحك وشعرك ، نفسي احضنك .. مع كل خطوة حسن بيتقدمها بتقف ليندا ، بتنسي كل اللى حواليها ، بتحس انها عايزة تجري عليه وتترمى في حضنه وتشتكيله منه ، بتمسك مروة ايدها بتلاقيها متلجة وتقولها
*** ليندا اقعدى واهدى
تقعد ليندا و هى بتبص فى عيون مروة زى اللى تايهة و تهز راسها بالموافقة فى صمت .. بيوصل حسن للترابيزة اللى قاعدين عليها .. بيسلم على مروة وشيماء وبيمد ايده لليندا بدون كلام ، بتمد ايدها ويحس ببرودتها وبيرفع عيونه لعيونها وبيضغط على ايدها يطمنها و يقول لها بقلبه : مهما حصل هونى على نفسك ، مش هقدر اجرحك ولا اتعبك اكتر من كده ، قلبي بيطبطب عليكى وبيضمك.. مهما حصل انتى حبيبتى و هاتفضلى حبيبتى ، حتى لو افترقنا ، لسه روحى متعلقة بروحك ..
ترد عليه ليندا بقلبها : ضمة ايدك دى كنت مستنياها من زمان ، قلبي تعب من الانتظار .. اكيد حاسس بيا وبقلبي لأنه عندك ، روحى وقلبي اتفقوا عليا ومرجعوش غير معاك دلوقتى ، بيقاطعهم صوت مروة :
*** مش نقعد بقي هو احنا هنفضل متنحين كده يا اخوانا ؟!
بيسيب حسن ايد ليندا .. وبيقعد وبيسكت على الرغم من ان في عقله الف الف سؤال تقطع مروة حاجز الصمت للمرة التانية :
*** اييييه بقى جايين نسمع سكاتكم
* بيبتسم حسن ويقول : سبحان اللى مصبرنى عليكى
بتتدخل شيماء : مروة دى حبيبة الكل وصاحبة جدعه اوى
* يرد حسن مش اوى يعنى لما نشوف هتعزمنا على ايه
*** الساعه 10 اكيد فاطرين قبل ما تيجوا يعنى يا دوب حاجة ساقعه وخلاص
* كان قلبي حاسس
# فطرنا أيه لا طبعا ده انا مانعه الاكل من امبارح
يضحك الكل وليندا في دنيا غير الدنيا مش قادرة تشاركهم اى كلام ، كل اللى بتعمله انها بتسرق نظرات لحسن من وقت للتانى لما بتسمع صوته وتعليقاته بتحس انها عايزه تاخده بعيد عن كل الناس : انت كلمتهم كتير وبعدت عنى كتير خليك ليا لوحدى تعوضنى بعدك
*** ها يا نونا تاخدى ايه
بتنتبه ليندا ان مروة بتكلمها وبترد بصوت خافت جدا :
** اى حاجة
بتقوم مروة وبتقولها شيماء : خدينى معاكى
ويفضل حسن وليندا الصمت سيد الموقف وكأن محدش عنده جرأة يتكلم في حضور الصمت بيتشجع حسن :
* ازيك يا ليندا !
** بتبادره ليندا : وحشتنى وتسكت شوية وتكمل : مش عارفة اقول حاجة غيرها
الكلمة دخلت قلب حسن زلزلته .. اه يا حبيبتى انتى كمان وحشتينى يمكن لسانى مش قادر يقولها بس كل ذرة فيا بتحكى وتتكلم يرد حسن بتعقل :
*ربنا يخليكى اخبارك ايه؟
رد حسن بيخيب امالها لكن هى عندها اصرار ..
** انا مش عايشة ، يمكن جسد بس لكن روحى وقلبي مش موجودين
بيركز حسن في عيونها و يقول :
* انتى عملتى فينا كده ، انا حبيتك واخلصت لك ومكنش عندى استعداد اننا نسيب بعض ، كنت بخاف عليكى وبحترمك وعمرى ما جرحتك
** ولا انا كمان جرحتك ، خوفك وحبك واحترامك واكتر
* انتى خونتينى !
** انا عمرى ما حبيت غيرك
* واللى كنت بشوفه !
بتسكت ليندا شوية وتفكر تبتدى ازاى ، بيقاطعها غضب حسن :
* سكات تانى !! انا غلطان انى جيت
. بتوصل شيماء ومروة وحسن بيقوم من مكانه
*** رايح فين
* واضح مفيش كلام يتقال
# ممكن تدينى انا الفرصة دى يا حسن ؟
* وصاحبة الموضوع متتكلمش ليه ؟
# لأن أنا صاحبة الموضوع !!
بيسكت حسن في تعجب و يفكر : لعبة جديدة وكدبة مألفينها ولا أيه
*** اقعد لو سمحت الناس بتتفرج علينا مش كده
ليندا في وسط ده كله ابتدت دموعها تنزل ..
# ايوة ما تستغربش ، انا صاحبة الموضوع .. ابتدى عندى و انتهى عندى ، و كل علاقة ليندا انها كانت بتحاول تنقذنى و بس !
ينظر حسن بترقب و تركيز لشيماء :
* كملى ، آه بس اى حاجه هاحس انها مش منطقية و لا مفهومة هاسيبلكم القعدة و امشى ، معنديش استعداد اقنع نفسى بحاجة عقلى مش هايقبلها ، لكنه من جواه كان عنده استعداد يصدق تبتدى شيماء :
# و انا فى ثانوية عامة كنت باروح درس انجلش عند مدرس فى منطقة قريبة مننا ، و هناك اتعرفت على المساعد بتاعه ، كان خريج جديد ، و كان معجب بيا و ابتدينا نتكلم و نحب بعض ، و فى الوقت ده كانت مشاعرنا واخدانا اوى و ماكناش عاملين حساب لاى شئ الا حبنا ، و ابتدينا نعمل حاجات طايشة ، و خدنى التيار لمشاعر خلتنى نسيت نفسى و نسيت كل شئ حوالينا و ابتديت ابعد عن ماما و ليندا ، و ابتديت ما اسمعش غير صوته هو و بس
*** ده أمجد اللى انت قابلته امبارح
حسن ينظر لمروة باندهاش ثم يعيد نظره لشيماء من جديد :
* كملى !
# لغيت عقلى و كنت بافكر بقلبى و بس ، ليندا اكتشفت الموضوع و بدات تحذرنى انى باغلط و ان ده عيب و ما يصحش و ابتديت احس ان ليندا خطر و تهديد على حبى انا و امجد ، و حكيت لامجد عنها و ان لو هايبقا فيه سبب لفراقنا انا و هو هاتكون ليندا اللى ابتدت تهدد انها هاتكلم بابا و عمى و تكبر الموضوع ، و الاهم انها راحت لامجد فى مكان شغله و قالت له انها فاهمة كل شئ و عاوزة تتكلم معاه ، امجد قال لها ده مكان شغل ما ينفعش ، قالت له مش ممكن اقابلك بره ، فقال لها انا هاجى لك الكلية و اظن دى كانت اول مرة تشوف ليندا و امجد مع بعض يا حسن ، امجد فشل انه يقنع ليندا ، و ليندا فشلت انها تبعد امجد عنى ، ابتدى امجد يعرض عليا اننا لازم نحطهم قدام امر واقع عشان ما يفرقوناش ابدا ، و اقنعنى باننا نتجوز عرفى ..
* عرفى !!!
# انا كنت وقتها طايشة و كل همى انى ابقا مع امجد ، و فعلا كتبنا ورقة و مضى عليها اتنين من اصحابه ، و ابتدينا نتقابل عادى فى اماكن عامة لكنه بعد فترة ابتدى يطالبنى بحقوقه الزوجية و الا هايبعد عنى لو ما سمعتش كلامه ، اقنعنى انه بيحبنى جدا و فضل يزن لحد ما وافقت و رتب لنا مقابلة فى شقة واحد صاحبه كان مأجرها لانه كان مغترب هنا بيشتغل ، و ... و بس اصبح جوازنا حقيقى ، و بعدين ليندا شافت فى دولابى شريط حبوب منع الحمل فابتدت تراقبنى و تشوف المكان اللى احنا بنتقابل فيه انا و امجد ، و برغم حالة الانهيار اللى جاتلها لكنها ما واجهتنيش انا ، كانت خايفة على مشاعرى و احساسها انها امى لا تجرحنى فى ثورة غضبها ، سكتت و اتحملت كمية الغضب اللى كان جواها ، لكن تانى يوم راحت لامجد فى شغله و هددته انها هاتفضحه فى مكان شغله و هاتبلغ عنه ، الا انه حاول يقنعها باننا فعلا متجوزين و بدأ يروح لها الجامعة يسترضيها عشان تهدى و تصدق اننا متجوزين فعلا لحد ما طلبت تشوف بنفسها ورقة الجواز .. اخدها و راح لها تانى يوم بيها ..
*** ده اليوم اللى انت صممت تشوف فيه الورقة اللى اداها امجد لليندا و سبتها لما رفضت و ده كان يوم فراقكم ..
* كملى انتى يا ليندا !
** كانت صدمتى فى اليوم ده صدمتين ، صدمتى فى اختى اللى كان مستقبلها بيضيع قدام عينى ، و صدمتى لما شوفت حبى هو كمان بيضيع منى و انا بين كل ده عاجزة عن مواجهة الصدمات ، كنت لأول مرة اعرف و افهم يعنى ايه الدنيا تيجى عليا و حرمنى من الفرحة اللى ما عرفتهاش من يومها ، لكنى برغم احساسى وقتها ما قدرتش اتخلى عن اختى ، و فضلت جنبها لحد ما خليت جوازها هى و امجد بقا رسمى ، تعبت بجد علشان اقنع اهلى من غير ما حد يحس بأى حاجه بينهم لكنى برغم انى نجحت اوصل بأختى لبر الأمان فشلت فى انى احتفظ بيك و بحبك و ثقتك فيا ، رضيت ان صورتى تتهز او تنكسر فى عيونك و لا انى اتكلم معاك عن اختى و بنتى و احكيلك رغم انك حبيبى و روحى و قلبى
يستند الى ظهر الكرسى الجالس عليه ، ثم ينظر فى وجه ليندا فيجد دموعها تنهمر و هى بتقول :
** تفتكر كان ممكن اقول لك ايه ساعتها يا حسن او اديلك الورقة ازاى تقراها !
* غبية ! عمرى ما تصورت انك تكونى بالغباء ده ، شيماء اختى ، حتى لو غلطت كنت هاعرف اجيبلها حقوقها ، كنت هابقا جنبها و جنبك بدال ما تقفى تواجهى كل ده لوحدك ، بدال ما تضيعى من عمرنا سنين فى فراق و شقا و غربة عنك و عن بلدى و اهلى عشان انسى !ّ انسى ايه ! انسى تضحيتك يا ليندا ، ليه يا حبيبتى كده ؟ ليه ؟
*** شيماء ، قومى بينا من هنا انا ما بحبش النكد ، فهمت يا عم الحاج و لا محتاج ادلة ؟
* استنى هنا انتى كمان ، انتى كنتى تعرفى كل ده ؟
مروة و هى بتجرى :
** آه بقا كنت عارفاه !
حسن يحدفها بعلبة المناديل اللى قدامه :
* و ربنا لاوريكى يا كلبة
يعود حسن لينظر فى عيون ليندا و لا زالت الدموع تفيض منها :
* لا ! كفاية دموع ! أرجوكى ، دموعك اغلى عندى من دمى ، اعذرينى و سامحينى ، انا كان ممكن اتحمل اى شئ فى الدنيا الا انى اتصورك فى حالة خيانة يا ليندا ، كان لازم باى شكل تعرفينى و تفهمينى ، انا عشت سنين فى بعدك زى المجنون ، تايه مش لاقى وطن و لا اهل ، كان حبك وطنى و عيونك سكنى و حضنك كان حياتى ، ليه سكتتى و سيبتينى اتهمك افظع اتهام يتهمه حبيب لحبيبته !
** حسن انا عمرى ما حبيت فى حياتى حد غيرك و لا عمرى هاحب حد بعدك ، انا على وعدى معاك و العهد اللى كان بيننا ، سامحنى يا قلبى !
* ليندا انتى اللى تسامحينى يا حبيبتى ، انا لو فضلت عمرى كله جنبك اكفر عن خطيئتى مش هاكتفى بعمرين فوق عمرى ( بصوت عالى ): تتجوزيـــــــــــــــــــنى
فجأة تدخل مروة الكافتريا جرى و هى بتقول :
*** آه وافقى يا ليندا وافقى ، هى موافقة يا حسن
* انتى رجعتى تانى يا جزمة
*** ايه انا راجعة ابارك بس و ماشية مش هانطق كلمة تانى
* لا اقعدى هنا ، تعالى يا شيماء
# حسن صدقنى ليندا طول السنين اللى فاتت عمرها ما نسيت حبك ، كنت باسمعها و هى نايمة بتبكى و تناجيك ، لما كان يتقال قدامها اسم حسن كنت باحس بالدموع فى عيونها
*** خلاص يا شيماء كفاية كلام عن الاحزان خلينا نفرح بقا ثانية واحدة و راجعالكم
بعد عودة مروة ، تشتغل موسيقى الزفة ، مروة مبتسمة :
*** انا اللى طلبتها
* شوفى لو طلبتى اغانى الافراح كلها لازم انتقم منك برضه
** دى الوحيدة اللى فضلت جنبى و كان فاضل انها تبكى بدالى
* يعنى اسامحها على كتمانها حاجة كانت هاتبعدنا عن بعض طول العمر ؟
** هى احترمت رغبتى فى ده و حفظت سر اختى
* يبقا سامحتها عشان خاطرك و عشان خاطر شيماء اختى التانية
شيماء و مروة : الف مبروك رجوعكم ، ربنا يسعدكم و يوفقكم فى حياتكم الجاية و ما يفرقكوش ابدا من بعض
* عمرنا ما هانعرف فراق
** و لا هانشوف لحظة الا فى سعادة باذن اللـــه