Kamal Mahsoub
06-22-2018, 02:13 PM
قالوا : انتبه لهؤلاء فهم يتحدثون عنك ، قلت : و لماذا أنتبه و هم لا يملكون إلا ألسنتهم و حديثهم لا يعرف إلا الظلام حتى يتسلل دون ان أراه ! و ما عزة النفس إلا أن تستغنى عن الناس فلا تطلب من البشر دعماً حتى و لو كنت فى حاجة ، و تاج العزة سؤال الرحمن وحده دون غيره و عقيدة الكبرياء هى أصل الكتمان فينا ، تجبرنا على الصمت رغم تزاحم الصرخات المتتالية المتنوعة فى القلب ، فلا نجرؤ على البوح و لا نستطيع إيقاف الصراخ ، و تستمر المنازعات ...
دروس و عبرات و عظات لم تنطقها بلسانها ، لكنها نطقتها بوجدانها و فى علم التخاطر يكمن السر فى تلقى الدروس ممن تعلق به القلب فتلبى و تستجيب لتعاليمه دون أن تجلس فى محاضرة أمامه ...
فى كل امرأة لقيتها كان هناك شئ ما يجذبنى نحوها ، منهن من جذبنى جمالها ، رقتها ، خفة ظلها ، انوثتها ، أما هذه فكان عنصر الجذب فيها من نوع آخر ، كانت الحكمة هى المدار ، و أنين الجراح بين الحروف كان الطريق إلى القلب ...
و كنت أرى الهموم تثقل ظهرى أحيانا فأتذكر أننى لا زلت فى الدنيا فتغلبنى الابتسامة ، فكل ما فيها هينٌ إلا ساعة الرحيل ...و حينما كنت أقرر الهروب من أوجاعى كانت الطرق تتفرق بى على غير وجهة أعلمها فاتخذ طريقا يذهب بى إلى أوجاع أكثر عمقا مما سبق ... و ما ذلك إلا حال الهارب ، بينما هى كانت بين من يصمدون فى المواجهة و يقينهم ثابت و عزيمتهم صلبة فإما أن تغير واقعها فتسعد و إما أن تعتاد الأوجاع فتهدأ و تقوى و يشتد العود بين معاندات الدنيا ...
يوما انتبهت على كلماتها و جلست فى الحلقة مع المحبين ، كلنا نتمايل على أنغام القلوب ، كل منهم فى آفاقه يسبح و يتمنى اللاعودة ، إلا أنا ... فما استطعت السباحة هذه المرة ، ليس لعجزى ، و لكن لأننى لم أجد الأفق الذى تعودت السباحة فيه ... و لم أدرك هل انا الذى ضل الطريق ، أم ان أفقى لم يعد فى ذات الاتجاه الذى كنت أتوجه إليه ، أم لأننى اليوم فتحت عينى فى طريقى إليه بعدما كنت أصل إليه و انا مغمض العينين ! كنت قد تفننت فى التلاعب بالوقت ، و أسرفت فى إضاعته ، كنت أظن أنى أقتله حتى تبين لى أنه هو قاتلى ، و خاطبنى فى لهجته الهادئة قائلا : أنا أسير كما تعودت لا أبالى بما تصنعه فى دقائقى و ساعاتى فافعل ما شئت فعلى كل الأحوال قد دخلت فى رصيدك المسحوب. حتى تعلمت قيمة الوقت فى تلك الحلقة ...
و بين القلوب الطيبة نظرت فرأيت ذلك القلب الطيب ، نوره يستمده من ضى المشاعر و يقينه يستمده من ثبات العزيمة ، أما عن طيبته فتلك يستمدها من قسوة الأيام عليه ، لا تتعجب ، من يعرف القسوة و يألم بسببها قد يكون أكثر الناس رحمة بغيره . .
و منها تعلمت أن كل إحساس بالقوة داخل النفس لم ينتج إلا عن جرح و تجربة أليمة ، و قالت لى يوما بقلبها بدون صوت : كلنا نعلم هذا و نراه فلماذا لا زلنا نعيش انكسارا بعد كل وجع ؟ صديقى سر فوق الجرح و تخطى أيام الحزن حتى تصل إلى القوة المنشودة.. .
و لا تستهن بقدرتك و تبحث عن مؤازرة غيرك فاليد الواحدة حقا لا تصفق ، و لكنها تصنع أشياء كثيرة أهم و أجدى من التصفيق بمفردها دون حاجة للأخرى ...
لم أظن يوما أنها قد خرجت إلى الدنيا هكذا ، و لكنها مرت بكل ما هو موجع حتى صار هناك ألفة بينها و بين الأوجاع فلم تعد تهتم بالوجع بقدر ما تهتم بما ستتعلمه منه و كانت تجاربها موطن خبرتها التى نقلتها لغيرها ...
قد تفعل اليد الحانية حين تربت على الكتف أكثر ما قد يفعله السيف القاطع و أثر تلك اليد أبقى و أنقى و أدوم .. فلها و لمثلها كل المحبة و القدر الرفيع فى العقل و القلب معا .
دروس و عبرات و عظات لم تنطقها بلسانها ، لكنها نطقتها بوجدانها و فى علم التخاطر يكمن السر فى تلقى الدروس ممن تعلق به القلب فتلبى و تستجيب لتعاليمه دون أن تجلس فى محاضرة أمامه ...
فى كل امرأة لقيتها كان هناك شئ ما يجذبنى نحوها ، منهن من جذبنى جمالها ، رقتها ، خفة ظلها ، انوثتها ، أما هذه فكان عنصر الجذب فيها من نوع آخر ، كانت الحكمة هى المدار ، و أنين الجراح بين الحروف كان الطريق إلى القلب ...
و كنت أرى الهموم تثقل ظهرى أحيانا فأتذكر أننى لا زلت فى الدنيا فتغلبنى الابتسامة ، فكل ما فيها هينٌ إلا ساعة الرحيل ...و حينما كنت أقرر الهروب من أوجاعى كانت الطرق تتفرق بى على غير وجهة أعلمها فاتخذ طريقا يذهب بى إلى أوجاع أكثر عمقا مما سبق ... و ما ذلك إلا حال الهارب ، بينما هى كانت بين من يصمدون فى المواجهة و يقينهم ثابت و عزيمتهم صلبة فإما أن تغير واقعها فتسعد و إما أن تعتاد الأوجاع فتهدأ و تقوى و يشتد العود بين معاندات الدنيا ...
يوما انتبهت على كلماتها و جلست فى الحلقة مع المحبين ، كلنا نتمايل على أنغام القلوب ، كل منهم فى آفاقه يسبح و يتمنى اللاعودة ، إلا أنا ... فما استطعت السباحة هذه المرة ، ليس لعجزى ، و لكن لأننى لم أجد الأفق الذى تعودت السباحة فيه ... و لم أدرك هل انا الذى ضل الطريق ، أم ان أفقى لم يعد فى ذات الاتجاه الذى كنت أتوجه إليه ، أم لأننى اليوم فتحت عينى فى طريقى إليه بعدما كنت أصل إليه و انا مغمض العينين ! كنت قد تفننت فى التلاعب بالوقت ، و أسرفت فى إضاعته ، كنت أظن أنى أقتله حتى تبين لى أنه هو قاتلى ، و خاطبنى فى لهجته الهادئة قائلا : أنا أسير كما تعودت لا أبالى بما تصنعه فى دقائقى و ساعاتى فافعل ما شئت فعلى كل الأحوال قد دخلت فى رصيدك المسحوب. حتى تعلمت قيمة الوقت فى تلك الحلقة ...
و بين القلوب الطيبة نظرت فرأيت ذلك القلب الطيب ، نوره يستمده من ضى المشاعر و يقينه يستمده من ثبات العزيمة ، أما عن طيبته فتلك يستمدها من قسوة الأيام عليه ، لا تتعجب ، من يعرف القسوة و يألم بسببها قد يكون أكثر الناس رحمة بغيره . .
و منها تعلمت أن كل إحساس بالقوة داخل النفس لم ينتج إلا عن جرح و تجربة أليمة ، و قالت لى يوما بقلبها بدون صوت : كلنا نعلم هذا و نراه فلماذا لا زلنا نعيش انكسارا بعد كل وجع ؟ صديقى سر فوق الجرح و تخطى أيام الحزن حتى تصل إلى القوة المنشودة.. .
و لا تستهن بقدرتك و تبحث عن مؤازرة غيرك فاليد الواحدة حقا لا تصفق ، و لكنها تصنع أشياء كثيرة أهم و أجدى من التصفيق بمفردها دون حاجة للأخرى ...
لم أظن يوما أنها قد خرجت إلى الدنيا هكذا ، و لكنها مرت بكل ما هو موجع حتى صار هناك ألفة بينها و بين الأوجاع فلم تعد تهتم بالوجع بقدر ما تهتم بما ستتعلمه منه و كانت تجاربها موطن خبرتها التى نقلتها لغيرها ...
قد تفعل اليد الحانية حين تربت على الكتف أكثر ما قد يفعله السيف القاطع و أثر تلك اليد أبقى و أنقى و أدوم .. فلها و لمثلها كل المحبة و القدر الرفيع فى العقل و القلب معا .