Kamal Mahsoub
05-21-2018, 12:31 AM
كانت مدينة عامرة يسكنها المتحابون
كانت تنعم بالحقول الخضراء
اقرب الى القرية منها الى الحياة المدنية
بها معانى الجيرة و الألفة
كان بها بيت صغير
فيه أب و أم و ابنة صغيرة
لم يبلغ عمر الأسرة أكثر من أربع سنوات
لكن البيت كانت القتامة تملؤه
باستثناء الضحكات المتناثرة من فم الصغيرة
الاب و الام علاقتهما تخلو من العاطفة
الاب نفسه لم يعرف كيف يكون الحب
الا لابنته الصغيرة
اما الام فما كانت حتى تنتبه لأمر احد
كان الاب يكد و يكدح طيلة يومه
ثم يعود لينظر باحثا عن طفلته
حتى يجدها تزول همومه و يضيع عناؤه
الى انا عاد فى يوم و ظل يبحث فى كل اتجاه
لكنه لم يجدها
وجد بدلا منها زحاما من الناس
الكل يطوف حوله يحاولون تهدئته
لكن لماذا هم هنا
و لماذا يلتفون حوله هكذا
الى ان فهم ما كان
طفلته قد رحلت عن ذاك العالم المخرب
و تلك الام التى لم تنتبه لاحد
تركتها حتى رحلت و اتاها الخبر
و سقط الاب مغشيا عليه
اما الام فلم تحاول حتى ان تمنحه و لو كلمة
و مر على رحيل الطفلة اشهر قليلة
زادت فيها الحياة مرارة
و كرهت نفس الاب البقاء فى ذاك العالم بدونها
دخل يقلب فى اوراقه
و فى اوراق الام
لعله يجد من صورها ما يسكن وحشته لها
و اثناء بحثه وجد ما جعله للحظات ينسى الشوق لطفلته
و يرى كيف كانت الخديعة
و يعلم ان زوجته التى اهملت بيتها و ابنتها
لديها ما كان يشغل حياتها
او من كان يملأ فراغها
واجهها بكل ما عرفه
و بمنتهى النكران لم تنكره
و احتار الزوج كيف ينتقم
مرت ساعات و هو يبحث عن وسيلة للانتقام
لكنها غافلته و تركت البيت هربا من العقاب
و كانت النهاية الطبيعية دون خسائر للزوج
و هنا جف حبر القلم
وتحولت حياته الى لامبالاة بكل شئ
و امضى فى ليالى وحدته اكثر من عامين
فلقد جرب كل اشكال الترابط فى الحياة
كزوج او كأب
حتى عاد الى الوحدة من جديد
فاقدا كل تلك الاشكال
و ها هو اليوم
تحجرت الدموع فى عينيه
و صار قلبه اجمد من الصخر
ولن يعود الى اى يوم مضى
و لن ينتظر اى يوم قادم
يكفى ان يعيش يومه بيومه
حياة ليس بها الا الوحدة
كانت تنعم بالحقول الخضراء
اقرب الى القرية منها الى الحياة المدنية
بها معانى الجيرة و الألفة
كان بها بيت صغير
فيه أب و أم و ابنة صغيرة
لم يبلغ عمر الأسرة أكثر من أربع سنوات
لكن البيت كانت القتامة تملؤه
باستثناء الضحكات المتناثرة من فم الصغيرة
الاب و الام علاقتهما تخلو من العاطفة
الاب نفسه لم يعرف كيف يكون الحب
الا لابنته الصغيرة
اما الام فما كانت حتى تنتبه لأمر احد
كان الاب يكد و يكدح طيلة يومه
ثم يعود لينظر باحثا عن طفلته
حتى يجدها تزول همومه و يضيع عناؤه
الى انا عاد فى يوم و ظل يبحث فى كل اتجاه
لكنه لم يجدها
وجد بدلا منها زحاما من الناس
الكل يطوف حوله يحاولون تهدئته
لكن لماذا هم هنا
و لماذا يلتفون حوله هكذا
الى ان فهم ما كان
طفلته قد رحلت عن ذاك العالم المخرب
و تلك الام التى لم تنتبه لاحد
تركتها حتى رحلت و اتاها الخبر
و سقط الاب مغشيا عليه
اما الام فلم تحاول حتى ان تمنحه و لو كلمة
و مر على رحيل الطفلة اشهر قليلة
زادت فيها الحياة مرارة
و كرهت نفس الاب البقاء فى ذاك العالم بدونها
دخل يقلب فى اوراقه
و فى اوراق الام
لعله يجد من صورها ما يسكن وحشته لها
و اثناء بحثه وجد ما جعله للحظات ينسى الشوق لطفلته
و يرى كيف كانت الخديعة
و يعلم ان زوجته التى اهملت بيتها و ابنتها
لديها ما كان يشغل حياتها
او من كان يملأ فراغها
واجهها بكل ما عرفه
و بمنتهى النكران لم تنكره
و احتار الزوج كيف ينتقم
مرت ساعات و هو يبحث عن وسيلة للانتقام
لكنها غافلته و تركت البيت هربا من العقاب
و كانت النهاية الطبيعية دون خسائر للزوج
و هنا جف حبر القلم
وتحولت حياته الى لامبالاة بكل شئ
و امضى فى ليالى وحدته اكثر من عامين
فلقد جرب كل اشكال الترابط فى الحياة
كزوج او كأب
حتى عاد الى الوحدة من جديد
فاقدا كل تلك الاشكال
و ها هو اليوم
تحجرت الدموع فى عينيه
و صار قلبه اجمد من الصخر
ولن يعود الى اى يوم مضى
و لن ينتظر اى يوم قادم
يكفى ان يعيش يومه بيومه
حياة ليس بها الا الوحدة