نداء 84
05-19-2018, 12:49 PM
جزء من حواراتي مع أحمد خالد توفيق .. واعتراف في الوقت الضائع
/ (/ />
تعرفت على الاديب الكبير واستاذ طب المناطق الحارة الراحل احمد خالد توفيق منذ سنتين تقريباً معرفة شخصية .. ومنذ عشرين عام كقارئه ..
انا لست من الجيل الذي كان يحتسبهم الدكتور من قراءه .. وبدات القراءه له في سن اكبر من باقي قراءه ..
في الحقيقه وقع في يدي بالصدفه كتيب له احضرته شقيقتي للمنزل سنة 1998 وكانت وقتها طالبه جامعيه ..
ادب الرعب !! ما وراء الطبيعة !!
لم يعجبني الموضوع ولكن بسبب شدة الفراغ بدأت في قراءة الكتيب .. اصابتني الدهشة من الاسلوب الرائع والموهبه الفذه ولم اترك الكتيب حتى انتهيت منه واصبحت من تلك اللحظة من قراءه المخلصين ..
ابتعدت عن كل شيء اثناء سنوات الزواج الجافه ...حتى انني عند صدور روايته الاولى"يوتوبيا" خارج اطار سلاسله الشهيرة اشتريت نسخه منها واهديتها لاختي الاثيرة دون ان اقرء كلمة واحده منها .. كان زواجي قد احال حياتي الى جحيم متواصل .. ولكن هذه قصة اخرى ..
بعد ان تخلصت من قيودي .. عادت لي الحياة مرة اخرى وطفقت انهل من ما فاتني من كتب وافلام ومسلسلات .. فانا لم اشاهد بعض الاعمال الدرامية الا بعد عشر سنوات من صدورها !!
من ضمن من عدت لهم كان احمد خالد توفيق .. قرأت ما فاتني من سلاسله ..قرأت رواياته الحديثه .. واصبت بحالة غرام مع رواية "السنجة" التي اعتبرها رواية نسوية بامتياز بالرغم من ان كاتبها رجل !!
/ (/ />
بعد ان انتهيت من السنجة حاولت التواصل مع احمد خالد توفيق باي طريقه لاشكره فقط .. وجدت عشرات الحسابات باسمه على تويتر وفيسبوك !!
وبعد مراجعه لمقالاته اكتشفت انه صرح اكثر من مره بانه لا يمتلك حسابات على وسائل التواصل الاجتماعي وهناك ايميل واحد على هوتميل لمن اراد التواصل معه ..
ارسلت ايميل له حكيت له فيه كيف عرفت قصصه وكيف ابتعدت ولماذا وكيف عدت للقراءه والحياة وكيف اعجبتني السنجة ..
لم اتوقع رد ولكنه رد علي ببساطة العظماء .. شكرني وشجعني وكانت له ملاحظات ذكيه عن شخصيتي استشفها من اسوبي في الكتابه .. لن اقولها هنا .. فقد كان مثل قصاص الاثر ..
ثم قال لي ما احزنني وهو ان رواية السنجة لها ذكريات سيئه معه بسبب عدم حصوله على المقابل المادي من الناشر
تواصلت الحوارات بيني وبينه لفترة طويله على الايميل .. تناقشنا في اشياء كثيرة غير صالحه للنشر في هذا المنتدى بسبب طبيعتها السياسية او العقائديه ..
ثم دعاني لحضور واحده من ندواته ولبيت والتقيت به .. كانت المرة الوحيده التي اراه فيها .. كان شخص مهذب شديد الرقي يحق لاسرته وزوجته وابنائه ان يفخروا به وباخلاصه وباستقامته ..
كانت عنده صور كثيره بالسيجارة وكان بطل قصصه الاثير مدخن شره يدخن مثل قاطره (وهو تعبيره المحبب في وصفه) ولما اشعلت سيجارتي ادركت انه توقف عن التدخين وان كان ما زال يحبه .. للاسف .
ما دار بيني وبينه في ذللك اليوم لا يخرج عن اطار قارئه وصديقه عبر المراسله التقت بصديقها وكاتبها المفضل لاول مره ..
قلت له انه نجيب محفوظ الجديد .. في القيمة اقصد وليس الامتداد ... فرفض ذلك بتواضع جم ..
ثم طلبت منه بسذاجه ان يكتب مثل نجيب محفوظ (عالم الحواري والازقه .. او عن مصر تحديداً ) .. فابتسم وقال انه لا يحب الكتابه على طريقة ما يطلبه المستمعون !!
وبعد ذلك اللقاء بكثير ادركت انه يعني ما يقوله .. فكتاباته الاخيرة كان لها طابع خاص مختلف .. طابع احمد خالد توفيق .. انها العبقرية والموهبه الفذه !!
واصلت بعد ذلك الحوار معه بشكل مستمر عبر الايميل حتى صدمني خبر وفاته المفجع !!
بكيت كثيراً ولايام كلما رأيت صورته او خبر وفاته او جنازته او عزاءه .. كان بكائي مستمر .. ظننت انه سيتوقف .. ولكنه استمر ..
والان ادرك واعترف انني احببت هذا الرجل لسبب لا اعرفه .. ولتغفر لي اسرته اعترافي اذا ما قرأ احدهم كلامي هذا وهو بالتأكيد لم يبادلني الحب وكان مثال للاخلاص والاستقامه ..
بكائي المر عليه جعلني ادرك ذلك ... انا حزنت على وفاة كتاب ومخرجين اخرين ..
حزنت وصدمت بوفاة عاطف الطيب سنة 1995 .. ذلك المخرج الرائع المصري العربي الاصيل .. صاحب افلام مثل : سواق الاتوبيس ، البريء ، الهروب ، ناجي العلي ، ابناء وقتله الخ ... كان يعمل بلا توقف ولا اذكر اني شاهدت له لقاء تلفزيوني واحد في مصر اثناء حياته .. لا اعرف نبرة صوته .. صورة قليله .. صدمت وحزنت حتى النهاية لوفاته ولكني لم ابكي ..
/ (/ />
حزنت لوفاة نجيب محفوظ ومحمود السعدني وتأثرت كثيراُ ولكني لم ابكي ..
وفاة احمد خالد توفيق وحده هي من ابكتني بمرارة .. حتى ان قططي في ذلك الصباح اقتربت مني وهي تحاول مواساتي ..
ثم بكيت في مكتبي وانا اطالع الاخبار والتعليقات عن الوفاة المفاجأة ..
ثم اخذ الحزن يصغر مع الوقت .. ولكني ما زلت احبك .. لم استطع ان اقولها لك في حياتك .. ربما ادركتها انت .. ربما ..
سلام عليك حيث انت ..
/ (/ />
تعرفت على الاديب الكبير واستاذ طب المناطق الحارة الراحل احمد خالد توفيق منذ سنتين تقريباً معرفة شخصية .. ومنذ عشرين عام كقارئه ..
انا لست من الجيل الذي كان يحتسبهم الدكتور من قراءه .. وبدات القراءه له في سن اكبر من باقي قراءه ..
في الحقيقه وقع في يدي بالصدفه كتيب له احضرته شقيقتي للمنزل سنة 1998 وكانت وقتها طالبه جامعيه ..
ادب الرعب !! ما وراء الطبيعة !!
لم يعجبني الموضوع ولكن بسبب شدة الفراغ بدأت في قراءة الكتيب .. اصابتني الدهشة من الاسلوب الرائع والموهبه الفذه ولم اترك الكتيب حتى انتهيت منه واصبحت من تلك اللحظة من قراءه المخلصين ..
ابتعدت عن كل شيء اثناء سنوات الزواج الجافه ...حتى انني عند صدور روايته الاولى"يوتوبيا" خارج اطار سلاسله الشهيرة اشتريت نسخه منها واهديتها لاختي الاثيرة دون ان اقرء كلمة واحده منها .. كان زواجي قد احال حياتي الى جحيم متواصل .. ولكن هذه قصة اخرى ..
بعد ان تخلصت من قيودي .. عادت لي الحياة مرة اخرى وطفقت انهل من ما فاتني من كتب وافلام ومسلسلات .. فانا لم اشاهد بعض الاعمال الدرامية الا بعد عشر سنوات من صدورها !!
من ضمن من عدت لهم كان احمد خالد توفيق .. قرأت ما فاتني من سلاسله ..قرأت رواياته الحديثه .. واصبت بحالة غرام مع رواية "السنجة" التي اعتبرها رواية نسوية بامتياز بالرغم من ان كاتبها رجل !!
/ (/ />
بعد ان انتهيت من السنجة حاولت التواصل مع احمد خالد توفيق باي طريقه لاشكره فقط .. وجدت عشرات الحسابات باسمه على تويتر وفيسبوك !!
وبعد مراجعه لمقالاته اكتشفت انه صرح اكثر من مره بانه لا يمتلك حسابات على وسائل التواصل الاجتماعي وهناك ايميل واحد على هوتميل لمن اراد التواصل معه ..
ارسلت ايميل له حكيت له فيه كيف عرفت قصصه وكيف ابتعدت ولماذا وكيف عدت للقراءه والحياة وكيف اعجبتني السنجة ..
لم اتوقع رد ولكنه رد علي ببساطة العظماء .. شكرني وشجعني وكانت له ملاحظات ذكيه عن شخصيتي استشفها من اسوبي في الكتابه .. لن اقولها هنا .. فقد كان مثل قصاص الاثر ..
ثم قال لي ما احزنني وهو ان رواية السنجة لها ذكريات سيئه معه بسبب عدم حصوله على المقابل المادي من الناشر
تواصلت الحوارات بيني وبينه لفترة طويله على الايميل .. تناقشنا في اشياء كثيرة غير صالحه للنشر في هذا المنتدى بسبب طبيعتها السياسية او العقائديه ..
ثم دعاني لحضور واحده من ندواته ولبيت والتقيت به .. كانت المرة الوحيده التي اراه فيها .. كان شخص مهذب شديد الرقي يحق لاسرته وزوجته وابنائه ان يفخروا به وباخلاصه وباستقامته ..
كانت عنده صور كثيره بالسيجارة وكان بطل قصصه الاثير مدخن شره يدخن مثل قاطره (وهو تعبيره المحبب في وصفه) ولما اشعلت سيجارتي ادركت انه توقف عن التدخين وان كان ما زال يحبه .. للاسف .
ما دار بيني وبينه في ذللك اليوم لا يخرج عن اطار قارئه وصديقه عبر المراسله التقت بصديقها وكاتبها المفضل لاول مره ..
قلت له انه نجيب محفوظ الجديد .. في القيمة اقصد وليس الامتداد ... فرفض ذلك بتواضع جم ..
ثم طلبت منه بسذاجه ان يكتب مثل نجيب محفوظ (عالم الحواري والازقه .. او عن مصر تحديداً ) .. فابتسم وقال انه لا يحب الكتابه على طريقة ما يطلبه المستمعون !!
وبعد ذلك اللقاء بكثير ادركت انه يعني ما يقوله .. فكتاباته الاخيرة كان لها طابع خاص مختلف .. طابع احمد خالد توفيق .. انها العبقرية والموهبه الفذه !!
واصلت بعد ذلك الحوار معه بشكل مستمر عبر الايميل حتى صدمني خبر وفاته المفجع !!
بكيت كثيراً ولايام كلما رأيت صورته او خبر وفاته او جنازته او عزاءه .. كان بكائي مستمر .. ظننت انه سيتوقف .. ولكنه استمر ..
والان ادرك واعترف انني احببت هذا الرجل لسبب لا اعرفه .. ولتغفر لي اسرته اعترافي اذا ما قرأ احدهم كلامي هذا وهو بالتأكيد لم يبادلني الحب وكان مثال للاخلاص والاستقامه ..
بكائي المر عليه جعلني ادرك ذلك ... انا حزنت على وفاة كتاب ومخرجين اخرين ..
حزنت وصدمت بوفاة عاطف الطيب سنة 1995 .. ذلك المخرج الرائع المصري العربي الاصيل .. صاحب افلام مثل : سواق الاتوبيس ، البريء ، الهروب ، ناجي العلي ، ابناء وقتله الخ ... كان يعمل بلا توقف ولا اذكر اني شاهدت له لقاء تلفزيوني واحد في مصر اثناء حياته .. لا اعرف نبرة صوته .. صورة قليله .. صدمت وحزنت حتى النهاية لوفاته ولكني لم ابكي ..
/ (/ />
حزنت لوفاة نجيب محفوظ ومحمود السعدني وتأثرت كثيراُ ولكني لم ابكي ..
وفاة احمد خالد توفيق وحده هي من ابكتني بمرارة .. حتى ان قططي في ذلك الصباح اقتربت مني وهي تحاول مواساتي ..
ثم بكيت في مكتبي وانا اطالع الاخبار والتعليقات عن الوفاة المفاجأة ..
ثم اخذ الحزن يصغر مع الوقت .. ولكني ما زلت احبك .. لم استطع ان اقولها لك في حياتك .. ربما ادركتها انت .. ربما ..
سلام عليك حيث انت ..