ناصف الليثى
02-17-2018, 10:03 AM
لو سألنى أحد يوما ، ماذا علمتك الدنيا ؟ فسوف أجيب ، تعلمت أن أبقى دائما بين الناس و لا أختلى بنفسى و لو لساعة ، فالحزن ضيف عنده حياء ، لا يمكنه أن يأتيك إلا لو كنت بمفردك .. حينها فقط تراه يجالسك و يفتح عليك كل أبواب الألم ، يفتح عليك خزائن الذكريات و لا يختار منها إلا ما يبكيك ..
كنت فى الماضى أظن أن الاختلاء بالنفس قد يصيب قلبى بالراحة و الشعور الدافئ بالأمان .. و ظننت أن الوحدة قد تلبى مطالبة العقل بالاسترخاء ، و لكنها نظرة خاطئة ، فما الوحدة إلا بيئة خصبة ينشط فيها الحزن و تعلو صيحاته لتملأ أركان الجسد فتطرحه أرضا ثم يعجز عن القيام ..
و لو أننى استجبت لنداءات القلب المتكررة بالوحدة و الخلوة ، لبقيت طوال عمرى أستعيد أحزانى و أجترّ ذكرياتها واحدة بعد أخرى ، إلى أن أسقط فأظن نفسى قد خلدت فى نوم عميق ، بينما هو ليس نوم ، و إنما هو فقدان للوعى أنعم به العقل على جسدى ليحميه من ضربات الحزن المتتالية ..
تعلمت أن أبقى دائما وسط الضجيج ، وسط الزحام الخانق ، فأشتت انتباه الأفكار نحو هذا و تلك ، و أتابع ما يجرى للناس فى ذلك الزحام ، فيلتهى القلب أمام موقف لهذا ، أو تصرف لهذه ، و أعود و أنا أحمل معى رصيدا ضخما من المواقف أدخل به خلوتى و أنا أراجعه حتى لا ينفرد بى الحزن فيوجع قلبى ..
و تعلمت أن بين الناس قد تجد من لاحظ غيوم الحزن فوق ابتسامتك ، فلا يزال يحاول جاهدا أن يرسم ابتسامتك صافية ، و ربما أصابك هذا بغضب فى البداية ، لكنك بعد قليل تعلم أنه لا يريد أن يراك فى كآبة و لا هم ، و ربما أصابك بعدوى الضحك فترى ابتسامتك تبدد بنفسها غيوم الحزن فور سطوعها من القلب ..
و لن يتحقق لك الصفاء طالما كنت بمفردك .. كن دائما وسط الزحام ، فربما رأيت من يحمل هموما أقسى و أكبر من همومك ، فتتجه بنظرك إلى السماء و أنت على يقين أنك فى نعمة عظيمة عن غيرك ، و ربما رأيت من تخطى حواجز الحزن و ارتحل بعيدا عنه ، فتتعلم من تجربته .. فكن دائما .. بين الناس .
كنت فى الماضى أظن أن الاختلاء بالنفس قد يصيب قلبى بالراحة و الشعور الدافئ بالأمان .. و ظننت أن الوحدة قد تلبى مطالبة العقل بالاسترخاء ، و لكنها نظرة خاطئة ، فما الوحدة إلا بيئة خصبة ينشط فيها الحزن و تعلو صيحاته لتملأ أركان الجسد فتطرحه أرضا ثم يعجز عن القيام ..
و لو أننى استجبت لنداءات القلب المتكررة بالوحدة و الخلوة ، لبقيت طوال عمرى أستعيد أحزانى و أجترّ ذكرياتها واحدة بعد أخرى ، إلى أن أسقط فأظن نفسى قد خلدت فى نوم عميق ، بينما هو ليس نوم ، و إنما هو فقدان للوعى أنعم به العقل على جسدى ليحميه من ضربات الحزن المتتالية ..
تعلمت أن أبقى دائما وسط الضجيج ، وسط الزحام الخانق ، فأشتت انتباه الأفكار نحو هذا و تلك ، و أتابع ما يجرى للناس فى ذلك الزحام ، فيلتهى القلب أمام موقف لهذا ، أو تصرف لهذه ، و أعود و أنا أحمل معى رصيدا ضخما من المواقف أدخل به خلوتى و أنا أراجعه حتى لا ينفرد بى الحزن فيوجع قلبى ..
و تعلمت أن بين الناس قد تجد من لاحظ غيوم الحزن فوق ابتسامتك ، فلا يزال يحاول جاهدا أن يرسم ابتسامتك صافية ، و ربما أصابك هذا بغضب فى البداية ، لكنك بعد قليل تعلم أنه لا يريد أن يراك فى كآبة و لا هم ، و ربما أصابك بعدوى الضحك فترى ابتسامتك تبدد بنفسها غيوم الحزن فور سطوعها من القلب ..
و لن يتحقق لك الصفاء طالما كنت بمفردك .. كن دائما وسط الزحام ، فربما رأيت من يحمل هموما أقسى و أكبر من همومك ، فتتجه بنظرك إلى السماء و أنت على يقين أنك فى نعمة عظيمة عن غيرك ، و ربما رأيت من تخطى حواجز الحزن و ارتحل بعيدا عنه ، فتتعلم من تجربته .. فكن دائما .. بين الناس .