ناصف الليثى
02-07-2018, 07:58 AM
مهما اختلفت الطبائع و العادات و الثقافات ، و مهما تنوعت أساليب الحياة و أنماط المعيشة ، إلا أن البشر قد اتفقوا فيما بينهم فى المشاعر .. ربما تتباين المشاعر بين البشر ، و قد تختلف نسبة الإحساس بها من فرد لآخر ، و من طبيعة لأخرى ، و من ثقافة لغيرها .. و لكنها لا تزال باقية ..
قد يصبح المرء فى يوم و ليلة فى بيئة غير بيئته ، و مع أناس قد تختلف طباعهم عن طباعه ، و مهما حاول الاندماج بينهم ، يبقى فى مكنون نفسه ما درج عليه و نشأ .. و ربما أدت محاولاته للاندماج إلى صراع نفسى داخلى لديه يحول حياته من الاستقرار إلى الاضطراب نتيجة التشويش الذى يتعرض له فى محاولاته تلك ..
و ربما جرب كثير منا ان يندمج فى مجتمع غير مجتمعه و يتغاضى عن أفكاره المحفورة فى عقله و لكنه أخفق فى الانصهار مع تلك البيئة فأحجم عن فكرته و بقى على أصله ، و ربما وجد أن الاندماج هو طريق أفضل فبقى فيه غير أن عقله كان يخونه بين لحظة و أخرى فيعود به لينكر فكرة ما ، أو موقفا ما ، و حينها ينتبه و يرى أن عقله لا يزال بحاجة للمزيد من التأهيل حتى يعتاد على مواصفات المجتمع الجديد ..
ربما استمر فى محاولاته للتغاضى عن بعض الامور - فيما يخص أسلوب الحياة قطعا - طالما أنه لا ضرر فى التعايش مع الأسلوب الجديد .. فقد تراه فى مجتمعه يرفض الصداقة بين شاب و فتاة فى قرارة نفسه لكنه لا يرى مانعا فى ذلك لو كان هو أحد أطرافها ، و لو انتقل الأمر إلى أحد من عائلته ستراه يقيم الدنيا و لا يقعدها حتى يقضى عليها ..
و لربما رضى ان يكون أحد اطراف القصة المكررة فى العلاقة مع امرأة اخرى غير تلك التى يرتبط بها ، و لكنه لا يمكن أبدا أن يرضى عن ذلك لو تبدل الحال و أصبحت هى فى موقفه ..
و ربما فسر البعض ذلك بأنه أنانية أو تسلط ، و لكن الحقيقة ، أن ذلك ليس له دافع إلا الغيرة وحدها .. شاء المرء أو أبى ، فشعور الغيرة فطرته التى لا ترحل عنه ، حتى لو كان فى علاقة مع ألف امرأة ، فلن يرضى أن تمس يد رجل آخر امرأته التى بينه و بينها رباط من أى نوع ..
بل حتى من يعاشرون فتيات الليل قد يجدون فى أنفسهم الغيرة لو وجدوهن مع رجال آخرين ، شعور يمرون به و لو للحظات قبل ان يستفيق احدهم منه و هو يقول لنفسه : ماهم واخدين على كده يا عم سيبك .. و منهم من يقضى عليه ذلك الشعور فيفعل الافاعيل مع الشريك الجديد فى فتاته حتى يبعده عنها ..
كلنا نغار على شركائنا .. كل شخص يغار الان او فيما بعد لأن خسارة الحبيب او الشريك هي خوف انساني جوهري فطرى كذلك ، لا تؤثر فيه محاولات الاندماج ، و لا تنقصه نداءات التحرر و الرضا عنها ، يغار الناس لاسباب متنوعة فربما يغار البعض من التعامل البرئ العادي بين الحبيب وشخص اخر او الشعور بتهديد لعلاقتهم ، او ربما يحبون شخصا له طبع الخيانة اصلا و هذه مأساة قد يعانى منها من كان اختياره ليس بيده ، والبعض يغار اذا احس بتقصيره في الاهتمام بشريكه فيتذكر بغيرته ان يعوض الشريك نوعا من الاهتمام ..
فى النهاية .. الكل يغار ، و ما أجملها من صفة و أحمدها ، و ما أروعها حينما تكون صادقة غير مصطنعة ، لتجعل كل طرف فى العلاقة يدرك أحقية الآخر بكل مشاعره و كل اهتمامه و خوفه على ذلك الى حد الفزع .. و ما أجملها حين تقف عند حدود الغيرة لا تتعداها إلى التخوين و الاتهام .. و ما أعظمها حينما يتقبلها الجميع بصدر رحب و تفهم واعى لأبعاد مشاعرها ..
قد يصبح المرء فى يوم و ليلة فى بيئة غير بيئته ، و مع أناس قد تختلف طباعهم عن طباعه ، و مهما حاول الاندماج بينهم ، يبقى فى مكنون نفسه ما درج عليه و نشأ .. و ربما أدت محاولاته للاندماج إلى صراع نفسى داخلى لديه يحول حياته من الاستقرار إلى الاضطراب نتيجة التشويش الذى يتعرض له فى محاولاته تلك ..
و ربما جرب كثير منا ان يندمج فى مجتمع غير مجتمعه و يتغاضى عن أفكاره المحفورة فى عقله و لكنه أخفق فى الانصهار مع تلك البيئة فأحجم عن فكرته و بقى على أصله ، و ربما وجد أن الاندماج هو طريق أفضل فبقى فيه غير أن عقله كان يخونه بين لحظة و أخرى فيعود به لينكر فكرة ما ، أو موقفا ما ، و حينها ينتبه و يرى أن عقله لا يزال بحاجة للمزيد من التأهيل حتى يعتاد على مواصفات المجتمع الجديد ..
ربما استمر فى محاولاته للتغاضى عن بعض الامور - فيما يخص أسلوب الحياة قطعا - طالما أنه لا ضرر فى التعايش مع الأسلوب الجديد .. فقد تراه فى مجتمعه يرفض الصداقة بين شاب و فتاة فى قرارة نفسه لكنه لا يرى مانعا فى ذلك لو كان هو أحد أطرافها ، و لو انتقل الأمر إلى أحد من عائلته ستراه يقيم الدنيا و لا يقعدها حتى يقضى عليها ..
و لربما رضى ان يكون أحد اطراف القصة المكررة فى العلاقة مع امرأة اخرى غير تلك التى يرتبط بها ، و لكنه لا يمكن أبدا أن يرضى عن ذلك لو تبدل الحال و أصبحت هى فى موقفه ..
و ربما فسر البعض ذلك بأنه أنانية أو تسلط ، و لكن الحقيقة ، أن ذلك ليس له دافع إلا الغيرة وحدها .. شاء المرء أو أبى ، فشعور الغيرة فطرته التى لا ترحل عنه ، حتى لو كان فى علاقة مع ألف امرأة ، فلن يرضى أن تمس يد رجل آخر امرأته التى بينه و بينها رباط من أى نوع ..
بل حتى من يعاشرون فتيات الليل قد يجدون فى أنفسهم الغيرة لو وجدوهن مع رجال آخرين ، شعور يمرون به و لو للحظات قبل ان يستفيق احدهم منه و هو يقول لنفسه : ماهم واخدين على كده يا عم سيبك .. و منهم من يقضى عليه ذلك الشعور فيفعل الافاعيل مع الشريك الجديد فى فتاته حتى يبعده عنها ..
كلنا نغار على شركائنا .. كل شخص يغار الان او فيما بعد لأن خسارة الحبيب او الشريك هي خوف انساني جوهري فطرى كذلك ، لا تؤثر فيه محاولات الاندماج ، و لا تنقصه نداءات التحرر و الرضا عنها ، يغار الناس لاسباب متنوعة فربما يغار البعض من التعامل البرئ العادي بين الحبيب وشخص اخر او الشعور بتهديد لعلاقتهم ، او ربما يحبون شخصا له طبع الخيانة اصلا و هذه مأساة قد يعانى منها من كان اختياره ليس بيده ، والبعض يغار اذا احس بتقصيره في الاهتمام بشريكه فيتذكر بغيرته ان يعوض الشريك نوعا من الاهتمام ..
فى النهاية .. الكل يغار ، و ما أجملها من صفة و أحمدها ، و ما أروعها حينما تكون صادقة غير مصطنعة ، لتجعل كل طرف فى العلاقة يدرك أحقية الآخر بكل مشاعره و كل اهتمامه و خوفه على ذلك الى حد الفزع .. و ما أجملها حين تقف عند حدود الغيرة لا تتعداها إلى التخوين و الاتهام .. و ما أعظمها حينما يتقبلها الجميع بصدر رحب و تفهم واعى لأبعاد مشاعرها ..